لغز حيّر العلماء.. ما سر الحرائق المدمّرة حول العالم؟
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
بغداد اليوم - متابعة
في عصر يشهد حرائق ضخمة تدمّر مدنا وتولّد أعمدة من الدخان مرئية من الفضاء، يقرّ العلماء بأنهم بعيدون عن فهم مختلف آثارها على البشر والطبيعة والمناخ.
فقد واجهت أثينا وهاواي ولوس أنجلوس أخيرا حرائق مدمّرة، في حين حطّمت الحرائق في الغابات الكندية الأرقام القياسية خلال السنوات الأخيرة.
وفي العام الفائت، حذرت مجموعة علماء من مختلف أنحاء العالم، في تقرير دعمته وكالة الفضاء الأوروبية وشبكة "فيوتشر إيرث"، من أنّ هذه التغيرات في حدة الحرائق "تمثل خطرا غير مسبوق لا يزال غير مفهوم بشكل جيد".
ويسعى الباحثون في كل أنحاء العالم إلى فهم ما يحدث، فإمّا يستقلون طائرات تعبر الدخان الناتج عن الحرائق، أو يحللون صورا بالأقمار الاصطناعية لأعمدة دخان مرئية من الفضاء أو يأخذون عينات من التربة والممرات المائية، محاولين تقييم آثار الحرائق على البشر والكوكب.
في نهاية كانون الأول 2021، طُلب بصورة مفاجئة من كريستين فيدنماير، وهي أستاذة في جامعة كولورادو متخصصة في تلوث الهواء والانبعاثات الناجمة عن الحرائق، إخلاء منزلها حيث كانت تعمل، لأنّ حريقا كان يقترب منه بفعل الرياح.
وقالت "رأينا عمود دخان خلف منزلي مباشرة". واضطرت للفرار وسط الدخان والنيران مع عشرات آلاف من الأشخاص، وفقا لوكالة فرانس برس.
في اليوم التالي، شهدت المدينة تساقطا للثلوج. وعندما عادت إلى المنزل، وجدته ممتلئا بالسخام، وبدأ جيرانها يسألونها عن كيفية تنظيف المنازل المتضررة.
بدوره أوضح المؤرخ المتخصص في الحرائق ستيفن باين، أنّ النار لطالما كانت النار بمثابة "رفيق" للبشرية، أما اليوم فباتت "أسوأ عدوّ لنا".
وأطلق هذا الخبير على العصر الحالي تسمية "بيروسين". ويجعل التغير المناخي خلال القرن الفائت بعض الظروف، وهي الحرّ والجفاف والرياح القوية، مؤاتية بصورة أكبر لاندلاع حرائق مدمّرة.
فالأمطار الغزيرة التي يعززها التغير المناخي لأنّه يغيّر دورة المياه، تزيد من مخاطر الحرائق، لأنها تتسبب في نمو سريع للنباتات التي تصبح خلال فترة الجفاف التالية، بمثابة وقود مثالي للحرائق، كما حصل في لوس أنجلوس.
وتوصلت أبحاث أُجريت في العام 2021 إلى وجود صلة بين ذوبان الطبقة الجليدية في القطب الشمالي وحرائق الغابات التي تزداد حدتها في غرب الولايات المتحدة.
لكن تكون الحرائق أحيانا ناجمة عن البرق أو خطوط كهرباء معطّلة أو متعمّدة ببساطة.
وفي عدد من المناطق، تسببت أساليب غير مناسبة للوقاية من الحرائق بتراكم النباتات القابلة للاشتعال.
فالحرائق تغيّر الطقس، إذ تبدّل الرياح وتطلق السخام عاليا ويمكن أن تسبب البرق.
كذلك، تولّد الحرائق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون، وتؤثر حتى على الغلاف الجوي.
وأطلقت حرائق الغابات الكندية سنة 2023 كمية من الكربون خلال خمسة أشهر تفوق انبعاثات الكربون الناتجة عن احتراق الوقود في روسيا خلال عام واحد، وفق حسابات علماء في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، مع العلم أنّ الأشجار أعادت امتصاص كمية منه.
في العام 2023، أظهر العلماء أن تفاعلا كيمياويا ناتجا عن الدخان المتأتي من حرائق هائلة في أستراليا تسبب باتساع ثقب الأوزون بنسبة 10% سنة 2020.
إلى ذلك أظهرت إحدى الدراسات أن الرماد الناتج عن حرائق أستراليا سقط في المحيط على بعد آلاف الأميال، مما أدى إلى تكاثر العوالق التي امتصت ثاني أكسيد الكربون الإضافي، مؤقتا أقلّه.
ويجتاز هذا الرماد مسافات بعيدة. ويقول جوان يورت، من مركز الحوسبة الفائقة في برشلونة والذي أشرف على الدراسة، إن بعضا منها سقط على الغطاء الجليدي، مما أدى إلى ذوبانه بسرعة أكبر. ويتحدث عن "تغيير النظام" في القطب الشمالي.
خلال شتاء 2021 في كولورادو، تعيّن على كريستين فيدنماير معرفة كيفية تنظيف المنازل التي اسودّت بسبب الدخان، وهو ما يشكل قضية الساعة لعشرات الآلاف من سكان لوس أنجلوس في مناطق الإخلاء.
وقالت الباحثة "تتسرب مواد ضارة كثيرة عندما يحترق منزل أو سيارة أو أجهزة إلكترونية".
وأخذت مع زملائها عينات من الهواء والتربة والمنازل قبل تنظيفها وبعد ذلك.
وأظهر عملها أن البقايا الأكثر ضررا تمتصها الجدران، حيث يمكن أن تبقى لأيام أو أشهر.
ولإزالة الدخان بشكل فعّال، تتمثل نصيحتها العلمية بغسل الجدران والأرضيات بالماء والصابون.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
وكالة الفضاء المصرية تطلق أولى فعالياتها في صعيد مصر
أطلقت وكالة الفضاء المصرية أولى فعالياتها العلمية في صعيد مصر من محافظة أسيوط، من خلال تنظيم ورشة العمل التعريفية "الفضاء والتنمية المستدامة.. نافذة على المستقبل"، وذلك يوم الاثنين 2 يونيو 2025، بمقر جامعة بدر بمدينة ناصر الجديدة، بحضور مكثف من القيادات الأكاديمية والتنفيذية، وأكثر من 500 طالب وطالبة من مختلف المراحل التعليمية.
جاءت الورشة بالتعاون مع محافظة أسيوط، وبدعوة من اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، وباستضافة الدكتور مصطفى كمال، رئيس جامعة بدر، وبمشاركة فاعلة من الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، الذي ألقى محاضرة رئيسة عن واقع ومستقبل تكنولوجيا الفضاء في مصر.
وأكد الدكتور شريف صدقي أن التواجد في محافظة أسيوط يمثل خطوة استراتيجية ضمن خطة الوكالة لنشر الوعي المجتمعي والمعرفي بتكنولوجيا الفضاء، موضحًا أن "الفضاء أصبح أداة فعالة لتحقيق التنمية وليس ترفًا، ونهدف من خلال هذه الفعالية إلى فتح آفاق جديدة أمام شباب الصعيد ليكونوا جزءًا من منظومة الابتكار الفضائي."
وشهدت الفعاليات عرضًا موسعًا لأدوار وكالة الفضاء المصرية في دعم القطاعات الحيوية كالمياه والزراعة والصحة والتعليم، بالإضافة إلى جلسات تفاعلية مع الطلاب حول فرص التدريب والعمل والبحث في مجالات الفضاء، كما تم تنظيم جولة تعريفية بمنشآت ومعامل الوكالة عبر تقنيات تفاعلية.
وخلال كلمته، أعرب اللواء هشام أبو النصر عن فخره بهذه الخطوة الرائدة، مشيرًا إلى أن المبادرة تواكب توجه الدولة نحو الاستثمار في العقول المصرية، وخاصة في صعيد مصر، من خلال تعزيز المعرفة العلمية لدى الشباب وتمكينهم من أدوات المستقبل.
كما تم خلال الورشة توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين محافظة أسيوط ووكالة الفضاء المصرية، يشمل تبادل البيانات والصور الفضائية لدعم جهود التخطيط العمراني، ومتابعة التعديات، وتنفيذ مشروعات بيئية وبحثية، إضافة إلى تنظيم ورش عمل وتدريب الكوادر المحلية.
ووصف الدكتور صدقي هذا البروتوكول بأنه نموذج ملهم لتكامل الجهود بين الجهات المركزية والمحلية، بهدف بناء قدرات علمية مستدامة في مختلف محافظات الجمهورية، مؤكدًا أن تمكين شباب الصعيد يمثل أولوية رئيسية لدى الوكالة.
شهد الفعالية عدد كبير من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط، والدكتور مينا عماد نائب المحافظ، والدكتور جمال تاج رئيس جامعة أسيوط التكنولوجية، والدكتور منصور الكباش رئيس جامعة سفنكس، والمهندس أيمن عياد رئيس معهد ITI، إلى جانب عمداء الكليات وأعضاء هيئات التدريس، ووكلاء الوزارات وأعضاء من مجلسي النواب والشيوخ.