وسقطت “إسرائيل” وأحلامُ الشيطان
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
إبراهيم العنسي
هل سقطت “إسرائيل” من علوِّها؟
ما الذي حصل كي تثورَ كُـلُّ عوامل التعرية الزمكانية عليها بكل هذه القوة؟!
من ينظر إلى الأسيرات الإسرائيليات المحرّرات يدرك أن هناك ما لن تستطيع “إسرائيل” استعادته…
أسيرات فجأة يتحرّرن وفي قرارات أنفسهن أحلام بعيدة عن خرفات الصهيونية..
هن لا يرين لكلب قيسارية (نتنياهو) أي فضل في إطلاق سراحهن…
من أفرج عنهن كان صمود حماس ولعنات ترامب لـ بيبي…
ربما احتفظ الكثير من أسرى وأسيرات “إسرائيل” بذكريات جيدة عن تعامل أبطال وبطلات غزة معهم…
وإن كنت أشك في عرق اليهودية الذي لا يحفظ كَثيرًا من معروف…
في الواقع وبعيدًا عما تحتفظ به ذاكرة أسرى “إسرائيل”…
هناك ما يثور بين أضلع أُولئك وهم متجهون إلى مغتصبات كانت مخزن ذخيرة ثقافة اليهود الكاذبة…
حيثُ قادت فطرة أُولئك إلى جحيم وخدعة لم يخدع بها شعب من قبل مثله…
يعود أسرى المغتصبات إلى مغتصباتهم… وقد أرهقتهم أشهر طوال من التنقل من مكان إلى مكان.
وفلسطين المقاومة راعيتهم… وأشباح الذبح اليهودية تلاحق ظلالهم..
بينما كانت هواجس الموت والقصف تلاحقهم من ليلة لأُخرى…
ومن صباح إلى صباح…
من يوم إلى يوم… ومن شهر إلى شهر…
أشهر طوال يسمعون فيها أصوات القصف… وأعينهم تتسمر إلى أعلى المكان الذي لاذوا إليه… هل كان نفقًا أم مبنى؟
ربما شاركوا شعب غزة العظيم هواجس النهاية واقتراب الأجل…
لكن ما زادوا به عن شعب غزة أنهم قد ترقبوه على وجل…، حَيثُ لا تعنيهم الشهادتان ولا “الله أكبر”.
رحلوا عائدين إلى بيوتهم ونفوسهم يملؤها الغيظ.. كيف خُدعوا كُـلّ هذا العمر ولم يدركوا أنهم جزء من وقود صهيونية قبيحة لا يعنيها يهوديتهم ولا حب “إسرائيل”…
عادوا وهم لا يعرفون من سيقابلون؟!…
لقد تغيرت أشياءُ كثيرة ومعالم كثيرة…
هناك روائح البارود ومشاهد الدمار… ليس بغزة فلسطين لوحدها، بل بتل أبيب “يافا” ومغتصبات الشمال وفي مدن الساحل، حَيثُ حيفا لم تعد تلك حيفا!!
هناك موت بكل مكان بكيان العدوّ… فمن أخفى خبرهم النتن ياهو سيظهر أثرهم..
من مات خوفاً من صواريخ حزب الله ومن صواريخ اليمن..
ومن قتل من عنفوان الحرب وقصف المقاومة…
وفي ذاكرة خمسة عشر شهرًا من ود المقاومة مع أسرى يهود..
لا ودّ من أصدقاء الأمس في الشات وإكس خارج “إسرائيل”..
لقد تغيرت أشياء كثيرة… وتقلب مزاج العالم…
لقد بات مشهد فلسطين الحرية حديث العالم…
لقد تغيرت أشياء كثيرة في ظرف خمسة عشر شهراً…
وفي مخيلة أسيرة إسرائيلية محرّرة فكرة الفرصة الأخيرة…
لا فرصة بعدها للخلاص والحرية والسلام…
بعيدًا عن الشيطان… إما المغادرة والرحيل بسلام وإلا فلا سلام…
لقد سقط القناع عن الشيطان… وانقشع ضباب الوهم..
لسنا بأرض الميعاد… ليست يهودا والسامرة..
ليس هناك من هيكل سليمان… ليس هناك من أرض للميعاد..
لقد سقط القناع عن شيطان بازل..
وسقطت أحلام هرتزل.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
74% من الإسرائيليين يؤيدون اتفاقا مع حماس يتضمن صفقة تبادل أسرى
أظهر استطلاع جديد للرأي نشرته القناة 12 الإسرائيلية، أنّ 74% من الإسرائيليين يؤيدون اتفاقا مع حركة حماس، يقضي بإطلاق سراح الأسرى المتبقين مقابل إنهاء الحرب في غزة.
ويعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجزء كبير من ائتلافه الحاكم هذا التبادل، بحجة أنه من شأنه أن يبقي حماس في السلطة.
لكن مع استمرار الحرب في شهرها الحادي والعشرين، يبدو أن عددًا متزايدًا من الإسرائيليين غير مقتنع بقدرة الحكومة على هزيمة حماس، وفق الاستطلاع الإسرائيلي.
علاوة على ذلك، يجادل المنتقدون بأن تل أبيب استنفدت منذ زمن طويل قدرات حماس العسكرية بما يكفي، وأن محاولة القتال حتى آخر جندي ستترك الجيش الإسرائيلي غارقًا في غزة إلى أجل غير مسمى.
وأظهر الاستطلاع أن ثمانية في المئة فقط من المشاركين يؤيدون إطار إطلاق سراح الأسرى، على مراحل الذي تقترحه الحكومة.
وحتى بين الناخبين في الائتلاف، فإن 60% يؤيدون اتفاقا لإنهاء الحرب يضمن إطلاق سراح جميع الأسرى مرة واحدة، وفقا للاستطلاع.
وأظهر استطلاع آخر أن 47 بالمئة من الإسرائيليين متفائلون بالتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار بقطاع غزة خلال أيام.
وبحسب الاستطلاع الذي نشرته صحيفة "معاريف" فإن 47 بالمئة متفائلون، مقابل 37 بالمئة متشائمون و16 بالمئة لا يعرفون، ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق خلال أيام.
وتجري مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و"حماس" في العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة مصرية وقطرية وإشراف أمريكي في محاولة للتوصل إلى اتفاق.
وتشير نتائج الاستطلاع إلى أنه رغم زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن والتقارير عن اقتراب التوصل إلى اتفاق، فقد بقي الائتلاف الداعم لنتنياهو عند 51 مقعدا بالكنيست، مقارنة بـ59 مقعدا للمعارضة و10 مقاعد للنواب العرب إذا ما جرت انتخابات اليوم.
والأسبوع الماضي، أظهر استطلاع للرأي أن نصف الإسرائيليين يؤيدون إجراء انتخابات تشريعية مبكرة مع اقتراب مرور عامين على حرب الإبادة بقطاع غزة دون تحقيق أهدافها المعلنة.