صحيفة الاتحاد:
2025-07-03@08:59:20 GMT

شيخة الجابري تكتب: حديث حول التراث ومعتقداته

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

يربط الكثير من المهتمين والباحثين بين الأسطورة والطقس والمعتقد والخرافة، ويرون أن النسبية في الخرافة تعد رابطاً بين الأجناس الأخرى للتراث، ذلك أن الخرافة والمعتقدات كانا يشكلان الوعي بالطقوس التي تتركز أكثر ما تتركز في العادات والتقاليد والسلوكيات والتصرفات المرتبطة ارتباطاً مباشراً بالمعتقد، فهناك طقوس ترتبط بعادات الميلاد مثلاً أو الزواج أو الوفاة أو دورة الحياة بشكل عام، إن هذا التداخل يعمل كثيراً على بلورة رؤية واضحة حول مفهوم التراث ودلالات العناصر الأخرى فيه.


وكما هو معلوم أن التراث يمثل الذاكرة الحية للمجتمعات، تلك الذاكرة التي دون حضورها لا تنمو معرفياً، ولا تحتفظ بماض وتاريخ وذاكرة أرشيفية تعبّر عنها، وما يحمله التراث من تنوع ثقافي يعتبر مخزوناً حيوياً للمجتمعات التي بدأ بعضها يفقد أواصر الود بين القديم والحديث، بعد أن انسلخت بعض المجتمعات عن ماضيها وتنصلت عن ثقافتها المادية واللامادية البكر، فسارت بسرعة غريبة نحو العولمة، وانساقت للآخر، متناسية ما يقدمه التراث باعتباره إرثاً حيوياً يحمل العديد من الحلول لمشكلات عالقة تعانيها المجتمعات، بخاصة الاجتماعية منها.
فعلى سبيل المثال، يستند مجتمع الإمارات على قيم وعادات وتقاليد منذ الأزل، وقد شكلت تلك التقاليد والأعراف الاجتماعية سوراً منيعاً أمام انهيار بعض القيم، فكانت «الفزعة» نظاماً اجتماعياً ساهم في حماية العلاقات الأسرية والمجتمعية وما يعتري العلاقات الإنسانية في المجتمع بخاصة في الشأن الأسري من تحولات وتصدعات قد تؤدي إلى تفككها وتدميرها لولا تدخل وفزعة الأقرباء والحكماء من منطلق الدين الذي يدعو إلى الشورى، والمجتمع الذي يدعو إلى التعاون، والتعاضد واحتواء الآخر.
من هنا تنبع الحاجة لإعادة الحياة إلى التراث الذي بات مهدداً بالاندثار ولم يتبقَ منه إلا الشكليات والمظاهر التي من خلالها يحتفى به، كالمعارض وما يتبعها من فعاليات ومشاركات فنية، إن حفظ التراث يعني محاولة إحياء بعض عناصره ضمن وعاء مهم هو مجتمعنا المتكامل بكل ما يحمل من تفاصيل زاخرة بالحياة والمفعمة بالعمل الجاد، وصولاً إلى التفرد والخصوصية.
ولا شك في أن الدولة تبذل عبر مؤسساتها الرسمية وبمساندة أبنائها الجهود الكبيرة للحفاظ على التراث بشقيه المادي واللامادي من خلال جمعه وحفظه وتدوينه، وتعمل كذلك على تعزيز الهوية الوطنية، والتأكيد على أهمية ما خلفه الأولون من عادات وتقاليد وطقوس وأعراف رسمت الطريق لهم لتأسيس مجتمعات تقوم على منظومة من القيم كالمحبة والتسامح والتواصل، وصولاً إلى تلاحم مجتمعي ضمن بيت متوحد نفخر بالانتماء إليه.

أخبار ذات صلة «التشوليب».. لوحة فنية إماراتية تتغنى بالموروث «مهرجان الحصن».. رحلةٌ مضيئةٌ عبر التاريخ

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال التراث

إقرأ أيضاً:

د. غادة جابر تكتب: شهيدات حادث المنوفية لكل كلمة معنى

أكتب وقلبي يعتصر حزناً، ولكن إذا كان اللسان لن يتوقف  عن  الكلام  فلماذا لا أكتب عن  هذا الحدث الجلل الذى هز قلوب المصريين؟ حادثتني كتابتاً عبر رسائل الواتس إحدى معدات القنوات الفضائية الغير مصرية، صباح الخير دكتورة ممكن تشاركينا غداً برنامج المرأة في الحدث،  لنتحدث عن  حادث مقتل 19 فتاة في حادث سير؟، كتبت لها أستاذة هن شهيدات ويفضل تكتبي في تقريرك وفاة بدلاً من قتل، ردت بعدها بدقائق عدلتها و تفضلي دكتورة معنا وتحدثي كما تريدين.
 

عن الشهيدات، قال رسول الله صل الله عليه وسلم" من خرج يسعي علي ولده صغاراً فهو في سبيل الله، ومن خرج يسعي علي أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، ومن  خرج يسعي علي نفسه ليعفها فهو في سبيل الله " رواه كعب بن عجره، خرج سائق السيارة للعمل واستقلت معه الفتيات للذهاب لعملهن فجميعهم خرجوا في سبيل الله للسعي ولطلب الرزق والعفه، وهذا ليس عيباً.

والعمل لم يكن دلالة  علي الحاجه فقط بل هو السعي في الأرض لقوله تعالي"هو الذى جعل لكم الأرض ذلولاً فأمشوا في مناكبها وكلوا وأشربوا من رزقه وإليه النشور" ، وإذا كنا نحن  في عصر تعمل فيه المرأة والفتاة في كل المجالات، فعزيزي القارئ المرأة الريفية هي التي سبقت  الجميع للعمل، هي دائماً  نموذج للنشاط معروف عنها الاستيقاظ مبكرأ وتعمل في بيتها ثم حقلها ومساعدة زوجها أو والدها، طبيعة حياتها العمل والبركة والركد من أجل الحياة الخصبة  التي نشأت عليها.
 

عن الحادث، اللهم أحفظنا وقنا فواجع الأقدار ولا ترنا مكروه في أحد لا من قريب ولا من بعيد، أنا لا أبرر أن الحادث شيئأً عادياً أو قدرياً أو سأدافع عن شبكة الطرق التي تعمل عليها مصر وأصبحت  في المرتبة  ال18 عالمياً، ولا أسير خلف الصيحات لإعلام ينتقد بلدنا وعينه تحدق في السلبيات وتُعمي عن الايجابيات،بالتأكيد الطريق الذى مر به الحادث الأليم يحتاج تمهيد أفضل أو به إصلاحات طالت فترتها هذا تقصير أكيد من بعض المسئولين ولكن.

هل تتفق معي عزيزي القارئ أن الطريق يسير به الكثير ممن يستقلون سياراتهم سواء النقل الثقيل أو الميكروباص أو السيارات العادية أو  حتي التوك توك والمتوسيكل، يسيرون بطريقة عشوائية بعيدة كل البعد عن الاحساس بالمسئولية، يسيرون متحديين الطريق والسيارات والارواح ؟!، أنا واحدة من الناس يًجن ويًشت عقلي أثناء القيادة بسبب ما أراه من أستهتار من معظم هؤلاء وعدم أهتمامهم بعاقبة ما يفعلونه بيديهم. 

كنت أسير من فترة علي طريق السويس الإسماعيلية بعد أن  مًهد وأصبح أكثر أنسيابية وسهولة، ولكن عند منطقة محددة قبل الوصول إلي الإسماعيلية وجدت شئ غريب وكأنه شيئاً عادياً في هذا المكان، الجميع يمشي عكس الإتجاه، بدون مبرر سوى أن يختصر من الوقت دقائق تعد علي أصابع اليد الواحدة، فأختاروا جميعهم  الخطأ الفادح، الذى من الممكن جداً أن تكون نتيجته حادثة فيها خراب للمركبات وهلاك للأرواح وربما سقوط وفيات!، وقتها كتبت علي صفحتي علي الفيس بوك أناشد المسئولين بتركيب كاميرات، إذا كانت هي السبيل الوحيد ليلتزم الجميع أتعجب ممن يخاف من دفع مخالفة قد تصل لمئات الجنيهات ولا يخاف من زهق أرواح أو حدوث كارثة بسبب ثقافته الخاطئة، حتي وقتها كتبت بمزحة أرجو تركيب كاميرات مع الكلبشات لنتخلص من الأدمغة العكس. 
   في هذا الحادث الأليم الذى زهق روح 19 فتاة في عمر الزهور وزهق روح الشاب السائق ، كان يسيرالسائق المعتدى عكس الاتجاه، أرجو تغليظ العقوبة من حبس وغرامة لإعدام، ولما لا وهو زهق أرواح بريئة مع سبق الإصرار علي الخطأ وكسر القوانين وكسر القلوب. 
   عن المنوفية،في دلتا مصر الجزء الشمالي تقع محافظة المنوفية بين فرعي نهر النيل دمياط ورشيد، بين شبين الكوم ومنوف وتلا وقويسنا وأشمون و الباجوروسرس اللبان والشهداء، ترى أهالي المنوفية الذين أشتهروا بالجدعنة والشطارة والذكاء والعمل بإتقان، يسيرون في أراضيها الخصبة الخضراء التي تروى من النيل كما عاش فيها المصرى القديم، شعب المنوفية مميز وله سماته الخاصه الذى عرف بها تاريخياً ،فأعلي نسبة متعلمين وأوائل الثانوية العامة والجامعات من المنوفية، معروف عنهم ألتزامهم في العمل سواء كانوا موظفين أو دكاترة أو فنيين ولا تزال الزراعة لها مكانة كبيرة  لديهم رغم تقدمهم في مجالالت كثيرة لأن ناسها فلاحين مهرة يروا العمل له قيمة كبيرة والاعتمادعلي النفس  صفة أساسية، أولاد محافظة المنوفية بينتشروا في كل محافظات مصر وبيثبتوا أنفسهم ويحترم عملهم الجميع، المنوفية بلد الزعماء والعلماء. 
    رغم أن الحدث جلل، ولا يعوض الأهل الذين فقدوا أبنائهم شيئاً فضحكاتهم وأمالهم وطموحاتهم كانت لا تقدر بثمن ولكن، حاولت الدولة مجتهدة بكل وزاراتها وعلي رأس القيادة السياسية السيد رئيس الجمهورية جاهدين أن يطيبووا ويجبروا بخاطر الاهالي عوضاً عن فلذات أكبادهم بالدعم والمساندة وصرف تعويضات لتصل تقريباً لكل أسرة  فقيدة مبلغ 500000 جنية وأطلاق أسماء الشهيدات  علي عدد من الشوارع  والمباني الحكومية بالمنوفية تخليداً لذكراهم العطرة الطاهرة.
 

طباعة شارك المنوفية دلتا مصر محافظة المنوفية

مقالات مشابهة

  • د. غادة جابر تكتب: شهيدات حادث المنوفية لكل كلمة معنى
  • بنغلاديش.. الحكم بحبس الهاربة شيخة حسينة ستة شهور لـازدراء المحكمة
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • آية عبد العزيز تكتب: فيلم " أحمد وأحمد" عودة حميدة للأحمدين
  • برحيل الأستاذ عوض بابكر، تُطوى صفحة من صفحات الذاكرة السياسية السودانية
  • تعلن محكمة شمال الأمانة ان على المدعى عليهما / علي الجابري و قناف محمد الحضور إلى المحكمة
  • 8 أطعمة تحارب الزهايمر وتُنعش الذاكرة .. احرص عليها
  • ماريان جرجس تكتب: انتٌخبت مصر سفيرة للعالم في 30 يونيو
  • الأغنية اليمنية.. نبض الأرض وصوت الذاكرة
  • تعلن محكمة شمال الأمانة أن على المدعى عليهما علي الجابري و قناف كامل الحضور إلى المحكمة