تركيا.. الماء والزيت سبب حريق فندق بولو!
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية) – أظهر التحقيق الجاري في حريق فندق جراند كارتال الذي أودى بحياة 78 شخصًا، أن النيران اشتعلت في الزيت الساخن أثناء تحضير الإفطار في المطبخ، ونتيجة لقيام العاملين في المطبخ بسكب الماء على الزيت، انتشرت ألسنة اللهب.
واستنادًا إلى المعلومات التي تم الحصول عليها في التحقيق، فإنه في مطعم الفندق، عندما قام عمال المطبخ بتشغيل الشواية المستخدمة في إعداد وجبة الإفطار، اشتعلت النيران فجأة في الزيت الذي ظل لفترة طويلة على النار، وعند رؤية ألسنة اللهب تتصاعد من المطبخ، أراد الطباخ فيصل يافير وعمال المطبخ يوسف كاراهانلي وفيدان كورتش ومحمد غوندوز التدخل لإخماد الحريق.
وبدلاً من مكافحة النيران باستخدام مطفأة الحريق، حاولوا إطفاء الجهاز المشتعل بالماء، الأمر الذي تسبب في تزايد ألسنة اللهب التي انتشرت في الأرجاء.
وامتدت ألسنة اللهب من غطاء المحرك إلى المدخنة التي لم يتم تنظيفها منذ فترة طويلة، ومن هناك امتدت إلى السطح وحاصرت الفندق في وقت قصير.
عمال المطبخ، الذين أصيبوا بالذعر بعد الحريق، خرجوا من الفندق، ولم يعمل إنذار الحريق لأن جهاز إنذار الحريق قد تعطل.
وتم الكشف أن الحريق، الذي بدأ في الطابق الرابع من الفندق، حيث يقع المطعم، تزايد في وقت قصير واجتاح المبنى بأكمله.
ولقي 78 شخصاً حتفهم في الحريق الذي أسفر عن وفاة الطباخ فيصل يافر، وتم اعتقال عمال المطبخ يوسف كاراهانلي وفيدان كورتش ومحمد غوندوز وإرسالهم إلى السجن.
ويعد صب الماء في الزيت الساخن موقفًا خطيرًا قد يؤدي إلى حوادث خطيرة في المطبخ. ويعود السبب في ذلك إلى التفاعل الناتج عن الخواص الفيزيائية للزيت والماء.
وتتراوح درجة حرارة الزيت الساخن عمومًا بين 160-200 درجة مئوية، نقطة غليان الماء هي 100 درجة مئوية فقط، عندما يتلامس الماء مع الزيت عند درجة الحرارة هذه، يتبخر الماء على الفور ويزداد حجمه حتى 1700 مرة. يؤدي هذا التبخر السريع إلى دفع الزيت إلى الأعلى، مما يؤدي إلى تناثره في المنطقة المحيطة.
قد يؤدي تناثر الزيت إلى حروق من الدرجة الثالثة على الجلد أو نشوب حريق في المطبخ. إذا وصلت درجة حرارة الزيت إلى 250 درجة مئوية واشتعلت فيه النيران، فإن سكب الماء سيؤدي إلى تفاقم النيران، حيث يحول الماء الزيت إلى قطرات صغيرة ملتهبة وينشرها، مما يجعل من الصعب السيطرة على النار.
Tags: أردوغاناسطنبولتركياحريق فندقفندق بولوالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: أردوغان اسطنبول تركيا حريق فندق فندق بولو ألسنة اللهب فی المطبخ الزیت إلى
إقرأ أيضاً:
أسبوع المطبخ التركي في مسقط .. احتفاء بالأصالة والثقافة عبر النكهات العريقة
"عمان": بهدف التعريف بثراء وتنوع المطبخ التركي الذي تشكل عبر قرون من التفاعل الحضاري، ومن الإرث الثقافي العريق الذي احتضنته تركيا على مر العصور حمل أسبوع المطبخ التركي هذا العام شعار "الأطباق الكلاسيكية للمطبخ التركي" موجها الدعوة لاكتشاف وصفات تقليدية لا تزال تحتفظ بمكانتها في المطبخ التركي، رغم أن قلة من الناس يعرفون طريقة إعدادها الأصلية. وسلطت الفعالية الضوء على قيم الاستدامة والصحة، التي تمثل جوهر هذه الأطباق المتوارثة عبر الأجيال، لتكون صلة وصل بين الماضي والحاضر.
وتعكس الأطباق الكلاسيكية للمطبخ التركي ملامح الحياة اليومية للأتراك، بدءا من موائد العائلة، ومرورا بالضيافة التقليدية، ووصولا إلى المناسبات الاجتماعية والدينية، حيث الأطباق ليست مجرد وصفات، بل جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية التركية، تتناقلها الأجيال بحب واعتزاز، وتحمل بين مكوناتها معاني الكرم والتكافل.
واحتفت الفعالية على مدى أسبوع بالتنوع الإقليمي الغني للمطبخ التركي عبر قائمة طعام خاصة تضمنت أطباقًا تركية شهيرة شملت نكهات وأطباق تقليدية خاصة من 81 ولاية تركية والتي تعكس طابعها المناخي، ومنتجاتها الزراعية، وخصوصيتها الثقافية، معتمدة على مكونات محلية موسمية، حضّرت بأساليب تقليدية كالعجن اليدوي والخبز في الأفران الحجرية، وباستخدام توابل فريدة وأعشاب عطرية تميز كل منطقة عن الأخرى، وعبرت الوجبات عن الروح الشعبية، وربطت الحاضر بالماضي من خلال نكهة أصيلة وقصة تُروى في كل طبق، متجاوزا بذلك من مجرد كونه وسيلة للطعام، إلى وسيلة تعكس الطابع القومي التركي، وتجسد عبر موائده مفهوم المشاركة والكرم والتواصل الإنساني التي شكلت منصة اجتماعية وثقافية للتلاقي، سواء في المناسبات السعيدة أو حتى في الأوقات الصعبة، مثل الجنازات، حيث يصبح الطعام وسيلة لتخفيف الألم وتقوية الروابط الاجتماعية.
ويحافظ المطبخ التركي على توازن دقيق بين الجسد والروح والحياة، فالعبارات مثل "صحة وعافية" أثناء الأكل تدل على اهتمام ثقافي عميق بالصحة والعافية من خلال الطعام، وتبرز وصفات تقليدية لها خصائص علاجية، تُورَّث من جيل إلى آخر، مما يجعل هذا المطبخ بمثابة ترياق مضاد لتأثيرات الأغذية الصناعية المعاصرة.
وتختتمت اليوم فعاليات أسبوع المطبخ التركي الذي أكد على أن الوصفات القديمة ليست مجرّد تراث يُعرض، بل تجربة حية تستحق أن تُعاش وتُحفظ. وبينما يتجه العالم نحو أنماط طعام سريعة ومؤقتة، يبرز المطبخ التركي كمثال حي على كيف يمكن للتقاليد أن تحافظ على مكانتها، وأن تجد لنفسها دورًا في عالم معاصر يبحث عن المعنى والصحة والهوية.