شهد جناح دار الإفتاء المصرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة مميزة بعنوان "الفتوى والدراما"، ناقشت العلاقة الجدلية بين الدين والفن ودور الدراما في تشكيل وعي المجتمع. 

استقطبت الندوة عددًا كبيرًا من الحضور وسط تفاعل ملحوظ، وأدارها الإعلامي شريف فؤاد بحضور فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، وفضيلة الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، والفنان القدير محمد صبحي.

تداخل الفتوى والدراما: تكامل أم تناقض؟

تحدَّث فضيلة الدكتور علي جمعة عن العلاقة بين الفتوى والدراما، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة معقدة ومتداخلة، ولا تقتصر فقط على إصدار الأحكام بالجواز أو المنع، بل تتطلب تطويرًا لتحقيق التكامل بين الفن والدين. وأوضح فضيلته أن التراث الإسلامي نفسه يتضمن أبعادًا درامية من خلال شخصيات تاريخية مثل الظاهر بيبرس وعنترة بن شداد، التي تحمل تجارب إنسانية قيّمة تقدم دروسًا وعِبرًا للأجيال.

وأشار الدكتور جمعة إلى تطور الدراما في الغرب، حيث تبدأ الأفكار من الروايات ثم تنتقل إلى السينما والصحافة والجامعات، وصولًا إلى السياسة.

 وأكد أن الدراما المصرية منذ بدايات القرن العشرين قد لعبت دورًا كبيرًا في تقديم الواقع والمأمول، وساهمت في نقل القيم الأخلاقية وتنظيمها.

الدراما بين تقديم الواقع والمأمول

أثار الدكتور علي جمعة تساؤلًا محوريًا حول النهج الذي يجب أن تسلكه الدراما: هل تكتفي بعرض الواقع كما هو أم تسعى لتقديم ما نأمل أن يكون؟ واستعرض وجهتي نظر؛ الأولى تفضل عرض الواقع بواقعية، بينما الثانية ترى أن تصوير القبح قد يؤثر سلبًا على المشاهد. ودعا فضيلته إلى تقديم نماذج فنية أرقى تسهم في تحسين المجتمع.

كما أشاد الدكتور جمعة بدور الفنان محمد صبحي، الذي قدّم نماذج مشرّفة تجمع بين الرسالة الفنية والمعالجة المجتمعية، مشيرًا إلى أهمية التعاون بين المؤسسات الدينية والفنانين لإبراز القيم الإيجابية.

النقد الديني للدراما

ناقش فضيلة الدكتور علي جمعة صورة رجال الدين في الدراما، مشيرًا إلى أن الغالبية العظمى من الأعمال تقدّم صورة سلبية، مما يتطلب تصحيح هذه الصورة وتعزيز التعاون بين المؤسسات الدينية والفنانين. 

كما أكد على وجود أخطاء في بعض الأعمال الدرامية، مثل تحريف تلاوة القرآن الكريم أو تقديم مفاهيم خاطئة تحتاج إلى تصحيح، مثل قضية "العصمة في يد الزوجة".

وأشار الدكتور جمعة إلى أن المؤسسات الدينية، مثل مجمع البحوث الإسلامية، تقدم نصائح شرعية لصناع الدراما، داعيًا إلى تعزيز هذا التعاون ووضع قواعد واضحة تضمن حرية الإبداع مع مراعاة القيم الدينية.

 

اختُتمت الندوة بالتأكيد على أهمية تعزيز العلاقة بين الدين والفن لتحقيق التوازن بين القيم الدينية ومتطلبات الإبداع الفني، مع دعوة صناع الدراما إلى تقديم أعمال تنقل صورة مشرّفة للمجتمع وتسهم في تشكيل وعي إيجابي يحقق الخير للجميع.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الندوة الدين والفن الدكتور علي جمعة جمعة الدراما الواقع الفتوى والدراما الدکتور علی جمعة

إقرأ أيضاً:

حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب

قال الشيخ أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن طلاق المرأة وهي حائض من الناحية الشرعية حكمه تكليفيًا حرام ويُعتبر طلاقًا بدعيًا، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى بيّن في كتابه الكريم قوله: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ"، وهذا يعني أن الطلاق يجب أن يُنطق به في حالة الطهر، ولا يجوز في الحيض أو في طهر جامعها فيه.

وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم أن طلاق الحائض يعد طلاقًا بدعيًا، مشيرًا إلى حديث سيدنا ابن عمر رضي الله عنهما، الذي طلق امرأته وهي حائض فسأل النبي عن ذلك فأجابه أن عليها مراجعتها ثم الانتظار حتى تطهر.

وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن من الناحية الوضعية القضائية، إذا تم الطلاق رسميًا عند المأذون فهو واقع ويُحسب ضمن الطلقات الشرعية سواء كانت طلاقًا رجعيًا أو بائنًا بينونة صغرى أو كبرى، ويُعتبر وثيقة رسمية تلتزم بها الجهات المختصة.

وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية "لا ينبغي أن يُفهم أن الطلاق في الحيض لا يقع، فالطلاق يقع شرعًا وقانونيًا عند المأذون، لكن من الناحية التكليفية فهو بدعي، لذا يُنصح في حالة الطلاق الشفوي أو غير الرسمي بمراجعة المختصين ودار الإفتاء للتحقق من وقوع الطلاق، والطلاق الرسمي الموثق عند المأذون يُحسب ويُعامل قانونيًا وشرعًا حسب نوعه وعدده".

حكم الأضحية عن الميت الذى اعتاد على التضحية.. الإفتاء تجيبحكم مغالاة التُجار في الأسعار بصورة غير مبررة .. دار الإفتاء تحذر المُغالينهل التدخين حرام شرعا أم مكروه .. دار الإفتاء تحسم الجدلما شروط وآداب ذبح الأضحية؟.. الإفتاء توضح

هل الشبكة من حق المخطوبة؟

وكان الشيخ أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قال إن الخطوبة هي وعد بالزواج وليست عقد زواج شرعيًا، وغالبًا ما تكون فترة للتعارف والتمهل قبل اتخاذ قرار الزواج.

وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، اليوم الجمعة، أن الشبكة التي يقدمها الخاطب للمخطوبة قد تكون إما هدية منه أو جزءًا من المهر، وفي كلا الحالتين إذا فسخ الخاطب الخطوبة قبل إتمام الزواج فلا تُعتبر الشبكة واجبة البذل على الخاطب، ويحق له استردادها.

وأشار إلى أن الخطوبة ليست ملزمة كعقد الزواج، ومن ثم فإن فسخ الخطوبة من قبل الخاطب يجيز له الرجوع في الشبكة، سواء كانت هدية أو جزءًا من المهر، دون حرج شرعي.

وعن حالات طول مدة الخطوبة مثل ثلاث سنوات، حيث يظل الخاطب والمخطوبة على تواصل ودخول وخروج من البيت، قال: "هناك بعض الآراء الفقهية التي ترى أن المخطوبة لها حق في الشبكة كتعويض عن هذه الفترة، لكن المذهب الحنفي الذي نرتكز عليه يؤكد أن الخطوبة فترة للتروي، ولا يجب أن تتحول إلى التزام دائم أو خسائر مادية للطرفين".

ودعا إلى تجنب المبالغة في حفلات الخطوبة أو الشبكة، موضحًا أن الخطوبة يجب أن تكون مرحلة بسيطة وليست سببًا في إحداث أعباء مالية أو خلافات.

وفيما يخص رفض المخطوبة إعادة الشبكة، قال: "إذا طلب الخاطب الشبكة بعد فسخ الخطوبة فلا يجوز للمخطوبة الاحتفاظ بها، ويجب عليها إعادتها، لأن الشبكة حق له".

طباعة شارك أمين الفتوى دار الإفتاء طلاق المرأة طلاق الحائض الطلاق الإفتاء

مقالات مشابهة

  • المعتصم سالم: بيراميدز لم يهتز بعد هدف صنداونز.. ويجب تأجيل لقاء سيراميكا
  • «أنا إنت إنت مش أنا».. أولى تجارب معتصم النهار في الدراما المصرية
  • متحدث حركة فتح: التحول الأوروبي إيجابي.. ويجب على العرب تعظيم أوراق الضغط
  • حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب
  • الإفتاء: الشبكة من حق الرجل عند فسخ الخطوبة.. ويجب إعادتها فوراً للخاطب
  • ما حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب
  • رئيس مهرجان السينما الأسبق: الدراما يجب أن تعكس الواقع الوطني والعربي بدقة
  • اللقاء المشترك: الوحدة قدر شعب ومبدأ لا يُمسّ.. ويجب تصحيح مساراتها بالشراكة والعدالة
  • 11 حديقة و65 مجمعاً للألعاب تم تطويرها في الظفرة
  • مرور منطقة حائل: إغلاق جزئي لعدد من الطرق بهدف تطويرها