الواقع الافتراضي يساعد مرضى الذهان على التعامل مع ما يريبهم
تاريخ النشر: 10th, July 2025 GMT
كشفت دراسة جديدة أن العلاج بالواقع الافتراضي فعال للغاية لدى مرضى الذهان، ونتائجه لا تقل فعالية وسرعة عن العلاج السلوكي المعرفي.
ويعتبر الذهان مشكلة عقلية تجعل الشخص يدرك الأشياء بشكل مختلف عن المحيطين به، وقد ينطوي على هلوسات أو أوهام، مما يفقده القدرة على التعرف على الواقع أو الارتباط بالآخرين.
ويعد العلاج السلوكي المعرفي أهم علاج نفسي للأفكار البارانوية (الارتياب) لدى مرضى الاضطرابات الذهانية.
ويعاني مريض البارانوية من عدم الثقة المفرطة أو الشك في الناس، والتفكير بشكل غير صحيح أن شخصا ما يحاول إيذاءه، أو أن الناس يفعلون أشياء لإزعاجه عمدا أو أن هناك مؤامرة ضده.
وتسبب هذه الحالة المرضية ضائقة نفسية، وتقوّض التفاعلات الاجتماعية، وتؤدي إلى الانسحاب، وتظهر في العديد من التشخيصات النفسية.
وقد أجرى الدراسة باحثون من جامعة المركز الطبي الجامعي في خرونينغن الهولندية، ونشرت نتائجها في مجلة الطب النفسي في 7 يوليو/تموز الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
ومن جانبه يقول الطبيب النفسي ويم فيلينغ من المركز الطبي الجامعي في خرونينغن والمؤلف المشارك في الدراسة "آمل أن يتوفر هذا التطبيق للواقع الافتراضي قريبا في جميع مرافق رعاية الصحة النفسية".
وقارن فيلينغ تأثير العلاج القائم على الواقع الافتراضي مع العلاج التقليدي الحالي. ويقول "باستخدام الواقع الافتراضي، يمكننا التركيز بشكل أفضل على تقليل سلوك التجنب، وهذا أمر بالغ الأهمية لفعالية العلاج. وباستخدام الواقع الافتراضي، يمكننا تعريض المرضى لمخاوفهم البارانوية بشكل أفضل وبطريقة متحكم بها".
واجه شكوكك
لقد مارس المرضى بمساعدة الواقع الافتراضي مواقف اجتماعية أثارت أفكارا بارانوية وقلقا في بيئات اجتماعية افتراضية. ويمكنهم على سبيل المثال التسوق في سوبر ماركت افتراضي أو ركوب الحافلة.
إعلانويقول فيلينغ "يصعب الوقوف في طابور الدفع في السوبر ماركت عندما تكون مرتابا. ينظر الناس إليك، وعليك التحدث إلى أمين الصندوق ولا يمكنك المغادرة. وفي الواقع الافتراضي، يمكنك التدرب على كيفية التعامل مع مثل هذا الموقف، وكيفية تقليل التجنب والقلق، والاكتفاء بالتسوق".
وقد جّه المعالجون المشاركين للتخلي عن سلوكيات السلامة، واختبار معتقداتهم الارتيابية، وتعلم سلوكيات جديدة. ويمكن تصميم التمارين بدقة لتناسب احتياجات المشارك وأهدافه، ويمكن تكرارها.
ويصف فيلينغ نتائج الدراسة بأنها واعدة بالقول "يبدو أن علاج الواقع الافتراضي فعال جدا للمصابين بالذهان، ويقلل من شكوكهم وقلقهم الشديد. عندما ننظر إلى عوامل مثل الارتياب والاكتئاب والتجنب والثقة بالنفس والقلق، فقد يكون أفضل من العلاج القياسي الحالي. ويحتاج الأشخاص مع الواقع الافتراضي إلى جلسات أقل بنسبة 15% في المتوسط، مما يدل على أن العلاج يعمل بشكل أسرع".
ويعمل هذا الطبيب النفسي الآن على تطبيق علاج الواقع الافتراضي في مجال رعاية الصحة النفسية، ويوضح "نبحث بنشاط عن علاجات أكثر فعالية في مجال رعاية الصحة النفسية. ويبدو أن هذا علاج فعال سيمكننا من مساعدة المزيد من الناس. ويتعافى الناس أسرع ويحتاجون إلى جلسات أقل".
ويتطلع بالفعل إلى أبعد من ذلك، فهو يبحث حاليا في إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لأتمتة العلاج جزئيا باستخدام الواقع الافتراضي، ويشرح "نبحث فيما إذا لم تعد هناك حاجة إلى طبيب نفسي لبعض الجلسات. إذا نجح ذلك وأشار المرضى إلى عدم وجود مشكلة لديهم مع الجلسة الآلية، فسيساعد ذلك بالطبع في تقليل قوائم الانتظار. وأتوقع ظهور أولى نتائج العلاج من هذه الدراسة في غضون 3 سنوات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الواقع الافتراضی
إقرأ أيضاً:
مكمل قشور البطيخ يساعد على ترطيب الجسم ومكافحة التعب
كشفت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين في مركز أبحاث التغذية باليابان عن تطوير مكمل غذائي مستخلص بالكامل من قشور البطيخ، يهدف إلى تحسين ترطيب الجسم ومكافحة الشعور المستمر بالتعب، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص الأملاح والمعادن خلال اليوم، الدراسة التي استمرت 8 أشهر ركزت على العناصر الغذائية الموجودة في القشرة البيضاء للبطيخ، والتي غالبًا ما يتم التخلص منها رغم قيمتها الصحية العالية.
ووفقًا لنتائج التحليل، تحتوي قشور البطيخ على تركيز مرتفع من مادة السيترولين، وهي حمض أميني يساعد على تحسين تدفق الدم داخل الأوعية الدموية، ما يزيد من وصول الأكسجين والمواد المغذية إلى العضلات ويقلل الإحساس بالإرهاق.
كما تحتوي القشور على نسبة جيدة من البوتاسيوم والمغنيسيوم، وهما عنصران أساسيان للحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من جفاف خفيف دون أن يلاحظوا ذلك.
وأشار الباحثون إلى أن المكمل الجديد، الذي يأتي على شكل كبسولات أو مسحوق يذاب في الماء، أظهر قدرة واضحة على رفع مستوى الترطيب بنسبة 20% خلال ساعات قليلة من تناوله، وفق قياسات تم إجراؤها على 300 متطوع.
كما انخفضت شكاوى التعب والخمول لدى المشاركين الذين كانوا يعانون سابقًا من إرهاق مزمن غير مرتبط بأمراض، وذلك بعد 10 أيام فقط من الاستخدام المنتظم.
وبيّنت الدراسة أن قوة هذا المكمل تكمن في كونه طبيعيًا وخاليًا من المواد الصناعية، إذ يتم استخلاص العناصر الفعالة من القشرة بعد تجفيفها ومعالجتها بدرجات حرارة منخفضة للحفاظ على تركيز السيترولين ومضادات الأكسدة مثل الليكوبين.
وتؤكد النتائج أن المكمل يمكن أن يكون خيارًا مساعدًا للأشخاص الذين لا يتناولون كميات كافية من الماء أو الذين يفقدون الأملاح بسهولة بسبب النشاط البدني أو التوتر.
كما لفت الباحثون إلى أن المكمل ليس بديلًا عن شرب الماء، لكنه يعزز قدرة الجسم على الاحتفاظ بالسوائل ويحد من الجفاف الخفي الذي قد يؤدي إلى صداع، دوار خفيف، أو ضعف في التركيز.
ويحذر الأطباء من الإفراط في استخدامه لدى مرضى الكلى أو من يعانون من ارتفاع البوتاسيوم في الدم، مؤكدين أهمية استشارة الطبيب قبل الاستخدام.