لا تخسر أخاك من أجل أى شىء فى الدنيا.. فالأخ هو السند الحقيقى فى حياتك.. ويأتى فى المكانة قبل أولادك.. فالابن يعوض لكن الأخ لا يعوض أبدًا.. خاصة أن الموت أقرب إلينا من حبل الوريد.
والله لو كان الموت رجلًا لقتلته.. لا أدرى كيف أنعى شقيقى وتوأمى الروحى.. عشنا سويًا أكثر من ٦٠ عامًا.. كنا فيها كالتوأم الملتصق.
ولهذا يوم وفاته فعلت شيئًا غريبًا على شخصى.. فقد أصررت على أن أسبقه وأدخل قبله القبر لاستقبله بيدى.. أودعه فى ذمة الله ورحمته.. رغم أنى وطوال عمرى أصاب بالرعب من الاقتراب من المقابر.. لكن مع أخى وتوأمى تلاشى خوفى ورعبى.. وظللت معه داخل القبر.. حتى خشى على الأهل والأصدقاء من أن أصاب بأذى فصمموا على إخراجى عنوة!
لا أدرى ماذا أقول عن أخى الذى كان أقرب لى حتى من أولادى.. وكنت له أقرب إليه من أولاده!
مكالمتنا اليومية لا تنقطع ليل نهار.. نستشير بعض فى كل أمور حياتنا.. وكل ما يخص أولادنا.. لا يفعل أحدنا شيئًا إلا إذا استشار الآخر.
كنت أنا المندفع الشرس أحيانًا.. وكان هو الطيب المتسامح.. حتى إذا نشب بينى وبين الآخرين نزاعًا أو خلافًا كان الجميع يلجأ لسعد.. وكنت أسمع له وأتراجع عن خطئى.. باختصار كان هو الطيب المتسامح مع الجميع.. يؤلمنى أن أتحدث عنك يا شقيقى بصيغة الماضى فأقول كان وكان! لكنها إرادة الله ولا راد لقضائه.
رحمك الله يا شقيقى.. وآسف لكم إن كنت قد شغلتكم بأحزانى الخاصة.. فهذه الكلمات أكتبها لكم لتشاركونى بالدعاء لشقيقى.. عسى أن يكون أحدكم أقرب لربه منى فيستجيب لدعائه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إشراقات صعيد مصر
إقرأ أيضاً: