مزاعم صادمة: هل موّلت واشنطن “واقيات ذكرية” في غزة؟
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
يناير 29, 2025آخر تحديث: يناير 29, 2025
المستقلة/- أثارت تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، جدلًا واسعًا بعدما زعمت أن 50 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين قد تم صرفها لتمويل شراء “الواقيات الذكرية في قطاع غزة”. التصريح جاء خلال أول إحاطة صحفية لها، حيث أكدت أن إدارة الرئيس دونالد ترامب خفضت هذا التمويل كجزء من تعليق شامل للمساعدات الخارجية.
المزاعم التي طرحتها ليفيت لم توضح تحت أي بند تم تخصيص هذه الأموال، ولم تقدم أي تفاصيل حول آلية صرفها أو الجهات المستفيدة منها. ورغم ذلك، أشارت إلى أن وزارة كفاءة الحكومة، بقيادة إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي، أكدت وجود هذه المصروفات ضمن المساعدات الخارجية.
هذا التصريح يأتي في سياق إعلان وزارة الخارجية الأمريكية عن تجميد فوري للمساعدات الخارجية في جميع أنحاء العالم، تنفيذًا لأمر رئاسي وقّعه ترامب لتعليق هذه المساعدات لمدة 90 يومًا. القرار أثار استياء منظمات دولية وإنسانية كانت تعتمد على هذه التمويلات لتوفير المساعدات الأساسية لمناطق الأزمات.
انتقادات وتساؤلات
أثار هذا الادعاء تساؤلات حول دوافع هذا التصريح، إذ يرى البعض أنه محاولة لتبرير قرارات تقليص المساعدات الخارجية من خلال تسليط الضوء على حالات إنفاق مثيرة للجدل. فيما اعتبر آخرون أن الأمر قد يكون جزءًا من حملة تشويه ضد الجهود الإنسانية في غزة، خاصة أن المساعدات الأمريكية كانت تشمل برامج صحية وتوعوية طويلة الأمد في المنطقة.
في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي حتى الآن من الوكالات الأمريكية المختصة لتأكيد أو نفي هذه المزاعم، ما يزيد من الغموض حول صحة الادعاءات.
هل هي مجرد زوبعة إعلامية؟
سواء كانت هذه المزاعم حقيقية أم مجرد دعاية سياسية، فإن توقيتها يعكس استمرار التوجه الأمريكي نحو تقليص الدور الإنساني في السياسة الخارجية، خصوصًا في المناطق التي تشهد صراعات سياسية معقدة مثل غزة. لكن السؤال الأهم: هل سيتم الكشف عن حقيقة هذه الادعاءات، أم أنها ستظل جزءًا من الحرب الإعلامية الدائرة بين المعسكرات السياسية المختلفة في واشنطن؟
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
موسكو تنفي رفض خطة السلام الأمريكية ولندن تصعد ضد الكرملين
– الكرملين يرد بقوة على تقارير غربية تتهم بوتين بتقويض مسار السلام– واشنطن تتمسك بأن “نافذة التفاهم” ما زالت ممكنة رغم التصريحات المتصاعدة– لندن تهاجم الرواية الروسية وتصفها بـ”التضليل المتعمد”
في لحظة مشحونة بالتوترات الدولية، انفجرت مواجهة إعلامية ودبلوماسية جديدة بعدما نفت موسكو بشكل قاطع التقارير التي تحدثت عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض كامل مقترحات السلام الأمريكية بشأن الحرب في أوكرانيا.
وبينما حاولت روسيا تصوير الأمر كـ”تشويه متعمّد”، صعدت بريطانيا من لهجتها ووصفت الرواية الروسية بأنها “هراء من الكرملين”، لتتحول المسألة إلى ساحة صراع سياسي مفتوح بين القوى الكبرى.
#نفي_روسي_قاطعأكد الكرملين في تصريحاته الأخيرة أن ما نشرته جهات غربية حول رفض بوتين “جميع عناصر” الخطة الأمريكية لا يمت للحقيقة بصلة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية إن موسكو لا تزال “منفتحة على أي مبادرات واقعية للسلام تحفظ مصالحها الأمنية”، لكنه شدد على أن الخطط التي تتجاهل “الحقائق الميدانية” ليست قابلة للنقاش. ورغم هذا الخطاب الذي يبدو مصقولاً دبلوماسياً، اعتبر مراقبون أن رد موسكو يعكس محاولة لاحتواء الضغوط السياسية التي تزداد مع اقتراب استحقاقات دولية مهمة.
#واشنطن_تردعلى الجانب الآخر، تشير الأوساط الأمريكية إلى أن عدة عناصر في خطة السلام كانت مطروحة للنقاش، وأن رفض موسكو جاء “جزئياً”، لكنه كافٍ لإبعاد فرص التقدم. وبينما امتنعت الإدارة الأمريكية عن الدخول في مواجهة لفظية مباشرة مع روسيا، اكتفت مصادرها بالإشارة إلى أن “نافذة الحل ما زالت مفتوحة، لكنها تضيق”.
وسعت واشنطن إلى توضيح أن مقترحاتها تمثل “مساراً عملياً” لإنهاء الحرب، وأن التعامل الروسي معها “لا يزال مرتبطاً بحسابات ضغط لا باعتبارات سلام”.
#التصعيد_البريطانيبريطانيا دخلت على خط الجدل بقوة أكبر من المتوقع. فقد هاجم المتحدث باسم رئاسة الوزراء في لندن الرواية الروسية، ووصف ما يقوله الكرملين بأنه “كلام فارغ”. وقال إن موسكو “تستخدم أساليب ثابتة في تضليل الرأي العام الدولي، بهدف تحميل الغرب مسؤولية فشل المسار الدبلوماسي”.
التصعيد البريطاني بدا لافتاً في توقيته، خصوصاً مع تزايد النقاش داخل أوروبا حول كيفية التعامل مع صراع يبدو أنه يتعقد أكثر من أي وقت مضى.
#خلفيات_الصراعيرى محللون أن هذا التوتر لا يتعلق فقط بمسار خطة السلام، بل يرتبط بحسابات أوسع: موقع روسيا التفاوضي، الضغوط الاقتصادية، واستمرار العمليات العسكرية على الأرض.
ويعتقد هؤلاء أن موسكو تسعى لعدم الظهور وكأنها الطرف الرافض لأي حل سياسي، خاصة مع تزايد أعداد الدول التي تعلن قلقها من استمرار الحرب لسنوات إضافية. في المقابل، تستغل العواصم الغربية كل فرصة لإبراز أن روسيا “غير راغبة في تسوية حقيقية”.
ما يزيد الوضع تعقيداً أن الساحة الدولية تشهد منذ أشهر “حرب روايات” حقيقية: موسكو تتحدث عن مبادرات سلام “غير واقعية”، بينما تتهم واشنطن والعواصم الأوروبية روسيا بالمماطلة.
وفي وسط هذه المعركة الخطابية، يبقى الوضع الميداني متقلباً، ما يجعل كل إعلان سياسي جديد أشبه بحلقة جديدة في مسلسل غير قابل للتوقع.
#المشهد_المقبلمن الواضح أن الأيام المقبلة ستشهد جولة جديدة من تبادل الرسائل بين موسكو والغرب. فالولايات المتحدة تقول إن بعض التفاصيل في خطتها قابلة للتعديل، بينما تصر روسيا على ضرورة أن يأخذ أي اتفاق “موازين القوى” بعين الاعتبار. أما أوروبا، فتبدو ممزقة بين رغبتها في إنهاء الحرب ومنع تصاعد التوتر، وبين استمرارها في دعم الموقف الغربي الموحد ضد روسيا.
ورغم ضجيج التصريحات، يبقى السؤال المركزي: هل تتجه الأطراف نحو تسوية فعلية، أم أن الساحة لا تزال بعيدة عن أي انفراجة؟ الواقع أن الصراع لم يعد مجرد خلاف حول مبادرات سياسية، بل صراع على النفوذ والمكانة والاستراتيجية في مرحلة يعاد فيها رسم خريطة القوى العالمية..