شهدت قاعة ديوان الشعر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 لقاءً شعريًا مميزًا مع الشاعر المغربي الكبير د. مراد القادري، أدارها الشاعر د. مسعود شومان، وسط حضور لافت من محبي الشعر والثقافة.

 

استهل د. مسعود شومان الندوة بالإشارة إلى أنها ستتناول موضوعات متعددة حول اللغة، والمدارس الشعرية، والاستلهامات الأدبية، مؤكدًا أن ضيف اللقاء شاعر وناشط ثقافي مغربي بارز، حاصل على الدكتوراه في الأدب المغربي الحديث، وترجمت أعماله إلى عدة لغات عالمية، منها الإسبانية والفرنسية.

كما أوضح شومان أن مصطلح “الزجل” في المغرب يُطلق على من يكتب الشعر بالعامية المغربية، وهو ما يثير جدلًا اصطلاحيًا حول ما إذا كان شعر العامية شعرًا قائمًا بذاته، أم زجلًا، أم شعرًا شعبيًا، مما يطرح تساؤلات حول مكانته مقارنة بشعر الفصحى.

 

من جانبه، أعرب د. مراد القادري عن سعادته بالمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، موجهًا شكره إلى الهيئة المصرية العامة للكتاب، وإلى الشاعر مسعود شومان، كما حيّا الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد والحضور الكريم.

وأشار القادري إلى أن العقد الأخير شهد تغيرًا في نظرة شعراء العامية إلى مصطلح “الزجل”، حيث أصبحوا يرفضون هذا اللقب ويصرون على إصدار أعمالهم تحت مسمى “شعر”، مؤكدًا أن الأهم هو الجوهر الفني للنصوص، وليس المسميات الجانبية.

 

وأضاف: “تعلمنا من فؤاد حداد، وصلاح جاهين، وعبد الرحمن الأبنودي، ومن شعراء الأغنية الذين أثرت أعمالهم في الدراما، وكان المحافظون في الماضي يعارضون العامية، باعتبارها لغة تختلف عن الفصحى التي نزل بها القرآن الكريم، ولهذا أطلقوا على شعر العامية اسم الزجل، لكننا نتمسك بلقب شعراء وليس زجالين".

وخلال حديثه، أكد القادري أن مصر لعبت دورًا مهمًا في حركة الشعر العامي المغربي، قائلًا: “نحن مدينون لمصر، فأول أطروحة أكاديمية تناولت الشعر العامي المغربي خرجت من هنا، حيث قدمها عميد الأدب المغربي د. عباس الجراري في رسالة علمية بجامعة عين شمس. كما أن أحد أبرز شعراء العامية المغربية، حسن المفتي، عاش في مصر، مما يعكس الارتباط الوثيق بمصر ثقافيًا وأدبيًا".

تطرق القادري إلى الإشكالات النقدية التي تواجه شعر العامية، مشيرًا إلى أن هناك تفاوتًا في مفهوم الكتابة بين الشعراء، حيث يركز البعض على التأثير المباشر في المتلقي، بينما يرى آخرون ضرورة الارتكاز على دراسة معمقة للحرفة الشعرية، وهو ما حاول الحفاظ عليه في أعماله.

وعن تطور اللغة في الشعر، أوضح القادري أن جيله، جيل السبعينيات، لاحظ اختلافًا واضحًا في اللهجة العامية التي يستخدمها الجيل الجديد في الكتابة، حيث أصبحت أكثر ارتباطًا بالرؤى الثقافية والفكرية، في حين أن لغة جيله كانت تحمل طابعًا وجدانيًا يعبر عن النضال السياسي والاجتماعي.

وحول الجدل الدائر بشأن هوية فن المربعات، وما إذا كان ينتمي إلى الشاعر ابن عروس أم إلى الشاعر المغربي عبد الرحمن المجدوب، أكد القادري أن هذا الفن “ملك للإنسانية جمعاء، فالثقافة ليست حكرًا على أحد، بل هي مساحة رحبة تسع الجميع".

وفي ختام الندوة، أكد القادري أن شعر العامية في المغرب يمثل “قارة شعرية” قائمة بذاتها، حيث يضم تجارب متعددة، بعضها يستلهم الأساطير الشعبية بأسلوب جمالي، بينما يقع البعض الآخر في فخ الحشو دون تحقيق قيمة فنية حقيقية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب مسعود شومان معرض القاهرة الدولي ديوان الشعر المدارس الشعرية شعر العامیة العامیة ا

إقرأ أيضاً:

الإماراتية أريام تغني باللهجة الأردنية

يونيو 10, 2025آخر تحديث: يونيو 10, 2025

المستقلة/-أطلقت الفنانة الإماراتية أريام أغنيتها الجديدة بعنوان “قلي مرحبا” باللهجة الأردنية، في أول تجربة لها مع هذا اللون الغنائي، لتسجّل بذلك حضورها الأول في الأغنية الأردنية.

وأكدت أريام أن هذه الأغنية جاءت كإهداء خاص منها للأردنيين، وتحديداً في هذا التوقيت الذي يحتفل فيه الأردن بتأهله التاريخي إلى كأس العالم، مضيفة أن مشاعرها الصادقة تجاه الأردن كانت الدافع الأكبر لخوض هذه التجربة الغنائية الفريدة. وأشارت إلى أن اختيارها اللهجة الأردنية لم يكن مجرد توجه فني، بل تعبير عن تقديرها الكبير للشعب الأردني، وثقته الدائمة بها كفنانة عربية، لافتة إلى أنها أرادت أن تكون هذه الأغنية بمثابة مشاركة وجدانية في فرحة وطنية يشعر بها الجميع، بصيغة فنية صادقة وقريبة من القلب.

الأغنية من كلمات الشاعر الأردني إيهاب غيث، وألحان مستوحاة من الفلكلور الأردني، بينما تولى التوزيع الموسيقي فراس عودة، وتم تسجيل الآلات الموسيقية في الأردن، في حين سُجّل صوت أريام في استوديو حاتم منصور في دبي، ليحمل العمل ملامح واضحة من الهوية الموسيقية الأردنية.

من جانبه، عبّر الشاعر إيهاب غيث عن اعتزازه بهذا التعاون، مؤكداً أن العمل مع فنانة إماراتية على أغنية أردنية الهوية يُعد محطة خاصة في مسيرته الفنية. وأضاف: “يشرفني أن تكون هذه الأغنية قد انطلقت من دولة الإمارات، التي أعتبرها وطني الثاني، ليس فقط بحكم الإقامة، بل لما وجدته فيها من احتضان ودعم دائم لمسيرتي الإبداعية. إنها بيئة محفزة تحتضن الفن والمبدعين، وكان لها أثر كبير في تطوري الشخصي والمهني.”

كما أعرب عن سعادته بأن يكون هذا العمل بمثابة جسر فني يربط بين الأردن والإمارات، مؤكداً أن مشاعر الانتماء والمحبة لكلا البلدين كانت حاضرة في كل مرحلة من مراحل كتابة الأغنية.

مقالات مشابهة

  • قصور الثقافة تقدم "رصد خان" و"القطة العامية" ضمن عروض الموسم المسرحي بجنوب الصعيد
  • راشد عيسى: الشعر رسالة جمالية تنتصر للفكر الإبداعي وتتساءل عن هوية الإنسان
  • عادة بسيطة عند النوم قد تؤدي إلى الصلع
  • نقل ماجد المهندس إلى المستشفى بعد أزمة صحية مُفاجئة
  • بنسعيد : فاس بحاجة إلى دينامية إستثمارية وتحول ثقافي إستعدادًا لكأس إفريقيا ومونديال 2030
  • خبير مغربي يطمئن بشأن متحور كورونا الجديد..
  • مغربي في إسبانيا يتلقى رسالة من الملك الإسباني بقبول مقترحه حول فيضانات فالنسيا
  • «خير أم شر»؟.. تفسير رؤيا سقوط الشعر في المنام لابن سيرين
  • الإماراتية أريام تغني باللهجة الأردنية
  • شاب مغربي مكبل منذ 22 عاما.. والأم تطالب بتدخل عاجل من الملك