حقائق مدهشة عن عقرب لا يلدغ وبلا عيون.. غير سام ويغزل الحرير
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
عادة تعرف العقارب بشراستها مما يجعلها من الكائنات المخيفة، التي تشكل رعبًا كبيرًا حال تواجدها في أي مكان، وعلى عكس المعتاد هناك نوع من العقارب لا يلدغ ويبدو الأمر غريبًا، إلا أن ذلك النوع من العقارب على وجه التحديد ليس له عيون، ويمكن معرفة بعض المعلومات الخاصة به وفقًا لـ«American Arachnological Society».
يوجد هذا النوع من العقارب عادة في جميع البيئات الأرضية من شاطئ البحر إلى أعلى قمم العالم، وهي صغيرة الحجم عمومًا، ويمكن لهذا النوع على وجه التحديد العمل على غزل الحرير، وذلك عبر استخدام غدد تقع في منطقة الرأس والصدر لديه، والتي تعمل على فرزه عبر الإصبع المتحرك للزوائد اللحمية التي تمتلكها، ويتم استخدام الحرير في الغالب لغزل حجرات صغيرة تظهر وكأنها قبة في الكثير من الأحيان.
وعلى الرغم من عدم معرفة الكثيرون بهذا النوع من العقارب، إلا أنه يوجد منها الكثير من الأنواع التي تتوزع حول العالم، ويبلغ عددها حوالي 3700 نوع المعترف بهم عالميًا التي تتضمن 470 جنسًَا و25 عائلة، وما يجعل ذلك العقرب لا يلدغ صغر حجمه وأنه يتغذى على الحشرات الصغيرات مثل عثة الملابس والنمل والعث والذباب الصغير، وهذا ما يجعله غير ضارًا بالبشر بل مفيدًا لهم بشكل كبير ولا يشكل لهم أي خطورة.
يمتاز هذا النوع من العقارب بالعديد من الأمور التي تجعله مختلفًا عن غيره، فلها الكثير من السمات التروجلومورفية المثيرة للإعجاب مثل الأرجل الطويلة، وفقدان العيون، واللون الشاحب، وتقوم العديد من أنواع هذه العقارب على الالتصاق بالحشرات الطائرة، مما يؤدي إلى التنقل بين الموائل، وعادة ما تنتشر حتى في المناطق المعتدلة إلى الباردة مثل شمال أونتاريو وفوق خط الأشجار في جبال روكي في وايومنغ في الولايات المتحدة وكهوف جينولان في أستراليا، ولكن لديها أكثر مجموعاتها كثافة وتنوعًا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، إذ تنتشر حتى في الأراضي الجزرية مثل جزر الكناري، وتم العثور على حوالي 25 نوعًا متوطنًا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عقرب نوع من العقارب
إقرأ أيضاً:
صورة المملكة في عيون السائح.. تبدأ بابتسامة وتنتهي بانطباع
ناقشت حلقة من برنامج "الشارع السعودي"، الذي يقدمه الإعلامي صلاح الغيدان على قناة السعودية، أثر سلوك السائح في تشكيل تجربته داخل المملكة، ودوره في نقل الصورة الذهنية عن السعودية إلى الخارج، وتناولت الحلقة أهمية التفاصيل اليومية والتصرفات الفردية في تعزيز الانطباع العام عن الوجهات السياحية في المملكة.
استضاف البرنامج الدكتور محمد العامر، نائب الجمعية السعودية للسياحة وباحث في سلوك وتجربة السائح، وأشار إلى أن السائح اليوم لا يبحث فقط عن المواقع والمعالم، بل يهتم بالتفاصيل الصغيرة التي تصنع فرقًا كبيرًا في تجربته،فالمشاعر والانطباعات كما أوضح، تترك أثرًا أعمق من مجرد جودة الخدمة أو فخامة المكان، ما يجعل السلوك البشري عاملًا حاسمًا في تقييم الرحلة السياحية.
وأكد العامر أن الضيافة الحقيقية لا تكمن فقط في الخدمات، بل في التصرفات اليومية البسيطة، كابتسامة موظف، أو تقديم المساعدة، أو حسن التعامل،وهذه المواقف قد يرويها السائح بعد عودته لوطنه، وقد تكون كفيلة برسم صورة مشرقة عن المملكة، وأشار إلى أن المواطن السعودي يمتلك حسًا عاليًا بالانتماء، ويعبر عن ذلك من خلال حرصه على تقديم صورة جميلة عن بلاده، وهو ما يجعل سلوك الفرد جزءًا من منظومة الترويج الوطني للسياحة.
وبحسب بيانات وزارة السياحة، استقبلت المملكة أكثر من 27 مليون سائح دولي في عام 2023، لتصبح بذلك ثاني أسرع وجهة سياحية نموًا في العالم ومع هذا النمو يبرز تساؤل جوهري: ماذا ينقل السائح عن السعودية؟ هل يكتفي بصور المشاريع والمعالم، أم ينقل أيضًا تفاصيل إنسانية عاشها؟ وفقًا للعامر، فإن السائح يسجّل كل ما يثير اهتمامه، من لحظات إيجابية كحسن التنظيم، إلى ملاحظات سلبية مثل الازدحام أو ضعف الخدمة.
وتحدث الدكتور العامر عن عناصر تؤثر في سلوك السائح، أبرزها التوقعات المسبقة والخبرة الفعلية أثناء الرحلة،وأوضح أن السياح ليسوا سواء، فهناك من يبحث عن الترفيه، وهناك من ينجذب إلى السياحة الثقافية، خاصة ممن يمتلكون خلفية معرفية واسعة،كما أن عنصر الوقت يلعب دورًا كبيرًا في قرارات السائح، ما يتطلب من القطاع السياحي توفير خيارات مرنة وفعالة تستجيب لتفضيلات الزوار المختلفة.
أشار البرنامج إلى أهمية التعامل المتوازن مع ثقافة الكرم، محذرًا من أن الكرم الزايد قد يؤدي إلى استغلال أو يؤثر سلبًا على بيئة الاستثمار، فالسلوك يجب أن يكون واعيًا ومدروسًا، بما يخدم صورة المملكة ويحافظ على استدامة القطاع السياحي لا أن يكون مجرد ردة فعل عاطفية.
ضرب الدكتور أمثلة على تجارب ناجحة في السعودية اعتمدت على فهم عميق لسلوك السائح، مثل "موسم الرياض" الذي لبى تطلعات السائح المحلي والدولي على حد سواء، وموسم "ملح القصب" الذي جذب المهتمين بالثقافة والتاريخ، وحقق حضورًا لافتًا من فئات تستهدف هذا النوع من التجارب المتخصصة.
أبرزت الحلقة، أن بناء تجربة سياحية ناجحة لا يقتصر على إنشاء مشاريع كبرى أو تنظيم فعاليات ضخمة، بل يعتمد بشكل رئيسي على التفاعل الإنساني، وعلى كيفية تمثيل السعوديين لوطنهم من خلال سلوكهم، سواء كمضيفين أو كزوار،فكل مواطن هو سفير لبلاده وكل سلوك هو رسالة، وكل تجربة سائح هي فرصة لبناء جسور حضارية تعزز مكانة المملكة عالميًا.
هذا التوجه ينسجم مع رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد من خلال تطوير قطاع السياحة، وإبراز العمق الحضاري والإنساني للسعودية،وتحقيق هذا الهدف لا يتم فقط عبر الاستثمار في البنية التحتية، بل من خلال الاستثمار في الإنسان وفي سلوكه، وفي قدرته على تحويل زيارة عابرة إلى قصة ملهمة تروى في أنحاء العالم.