حين تتحول الأكاذيب إلى حقائق عاطفية.. ما القصة الحقيقية وراء جيسيكا وحوت الأوركا؟
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
"لقيت مصرعها بطريقة مروّعة خلال عرض مباشر، عقب أن هاجمها الحوت الذي درّبته لسنوات" هكذا عنونت العشرات من مقاطع الفيديو الحزينة، والمحبوكة بطريقة تُبكي القلوب، انتشرت كالنار في الهشيم، على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية، جعلت التعاطف في أوجه.
قصة درامية مأساوية، بطلتها امرأة تُدعى "جيسيكا رادكليف"، قيل إنها مدربة لحيتان الأوركا، تفاعل معها رواد التواصل الاجتماعي، عبر العالم؛ غير أنّ السؤال الذي لم يتبادر قبل إظهار التعاطف، وقبل التفاعل المُتسارع، هو: هل التفاصيل حقيقية؟.
تفاصيل قصّة محبوكة
موسيقى مؤثرة، وصور تُبكي القلوب، مع إضافة شهادات للموظفين، بهذه التوليفة، استطاعت مقاطع الفيديو المُتداولة كسب التعاطف المتزايد، حيث تصدّر اسم "أوركا" محركات البحث.
إلى ذلك، بعد البحث العكسي، تكشّفت جُملة من الحقائق، أبرزها أنّه: لا وجود حقيقي لمدرّبة حقيقية تسمّى جيسيكا رادكليف، ولا وجود لأي توثيق رسمي للحادث المأساوي. والقّصة بأكملها قد حبكتها خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتغذّت على تفاعل العاطفيين عبر الإنترنت، ما جعلها تصبح الحدث الأبرز، خلال الساعات القليلة الماضية، عبر العالم.
jessica radcliffe video orca, jessica radcliffe orca attack video, video jessica accident orque!!
Viral Find ???? https://t.co/4DBCKyd6nr pic.twitter.com/AdotI7NETe — Burhan Khizer (@MeerKp20450) August 10, 2025
كيف وُلدت "جيسيكا"؟
انطلقت "القصّة المُختلقة" من عدّة مقاطع فيديو تم تحريرها بطريقة احترافية، جمعت بين لقطات أرشيفية تظهر فيها الحيتان وهي تقفز، مع صور مزعومة لمدربة في زي الغواصين.
وجاء في الحبكة الدرامية، التي تمّ تداولها بشكل متسارع: "المدرّبة جيسيكا لاحظت أنّ حوت الأوركا ليس في حالته الطبيعية، صباح الحادث، وأبلغت الإدارة، غير أنّ الجمهور كان قد دفع ثمن التذاكر، فطلبوا استمرار العرض... ثم وقع الهجوم الكارثي إثر ذلك".
حقيقة واحدة.. ما هي؟
مقاطع الفيديو التي رافقت القصّة المحبوكة عبر الذكاء الاصطناعي التوليدي، بكثير من الاحترافية، تبيّن في وقت لاحق، أنها قد أخذت من جُملة حوادث قديمة، أشهرها: حادث مقتل المدربة الأمريكية "دون برانشو" خلال عام 2010 على يد الحوت "تيليكوم" في "سي وورلد"؛ وهي التي تمّ نقلها لاحقا في الفيلم الوثائقي الشهير Blackfish.
كذلك، يشار إلى أنّ هناك مدربون حقيقيون قد قضوا حتفهم خلال عملهم، بينهم: دون برانشو التي قتلتها حيتان الأوركا في عرض مباشر خلال عام 2010، وأليكسيس مارتينيز وهو مدرب إسباني لقي حتفه خلال تدريب له في عام 2009، وكذلك كيلتي بيرن الذي غرق بعد أن سحبته ثلاثة حيتان قاتلة خلال عام 1991؛ وجميعهم لم يلقوا نفس التفاعل "العاطفي الرقمي"، على الرغم من توثيق وفاتهم بمستندات رسمية وتقارير صحفية.
إلى ذلك، قصة "جيسيكا رادكليف" يمكن اعتبارها نموذجا صارخا على سهولة تضليل الجمهور في عصر المعلومات؛ إذ أنّ شخصية لم توجد يوما، وحادثة لم تقع، لكن في المقابل آلاف الناس قد تفاعلوا معها، وحزنوا بسببها. لمجرد أن المحتوى كان "جيد الإخراج" ومناسب للخواريزميات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حوت الاوركا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
5 حقائق جوهرية عن المكملات الغذائية
صراحة نيوز – تشهد المكملات الغذائية انتشارًا واسعًا في الأسواق والصيدليات وعلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث تُروّج على أنها حلول سريعة لمشكلات صحية شائعة مثل ضعف المناعة، اضطرابات النوم، وقلة التركيز. ومع هذا الرواج، يغيب عن كثيرين الفهم العلمي الدقيق لهذه المنتجات: هل هي ضرورية فعلًا؟ أم مجرد تجارة مربحة قد تضر أكثر مما تنفع؟
في تقرير علمي نشره موقع [Science Alert](https://www.sciencealert.com)، أعدّته راشيل وودز، المحاضرة الأولى في علم وظائف الأعضاء بجامعة لينكولن، تم تسليط الضوء على خمس حقائق أساسية ينبغي معرفتها قبل استخدام أي مكمل غذائي:
1. الغذاء أولًا… المكملات لاحقًا
الأطعمة الكاملة مثل الأسماك الزيتية والفواكه والخضراوات توفر مزيجًا طبيعيًا من العناصر الغذائية يصعب تقليده في شكل مكمل. ورغم محاولات العلماء لعزل المركبات “الفعالة”، إلا أن الفوائد الصحية غالبًا ما تأتي من تناول الغذاء الكامل. ومع ذلك، هناك حالات تستدعي المكملات، مثل:
– حمض الفوليك للحوامل
– فيتامين D خلال الشتاء
– فيتامين B12 للنباتيين
2. الجرعة الزائدة خطر حقيقي
تناول جرعات زائدة من المكملات أسهل مما يبدو، وقد يؤدي إلى أعراض فورية مثل الغثيان، أو مضاعفات خطيرة مثل تلف الكبد أو الأعصاب.
الفيتامينات الذائبة في الدهون (A، D، E، K) تُخزن في الجسم، مما يزيد خطر التسمم. حتى الفيتامينات الذائبة في الماء مثل B6 قد تسبب مشاكل عند الإفراط في استخدامها.
3. لا تصدق كل ما يُروّج له على الإنترنت
عبارات مثل “يزيل السموم” أو “يعزز المناعة” غالبًا ما تكون شعارات تسويقية بلا أساس علمي.
هيئة معايير الغذاء البريطانية تؤكد أن المكملات ليست أدوية، ولا يُفترض أن يكون لها تأثير علاجي. ومع ذلك، يروّج لها مؤثرون بلا خلفية طبية، مستخدمين قصصًا شخصية بدلًا من الأدلة العلمية.
4. الربح أولًا… لا الصحة
الهدف الأساسي لشركات المكملات هو الربح، وليس تحسين الصحة العامة.
المنتجات ذات الفعالية الحقيقية مثل الحديد أو فيتامين D لا تحظى بنفس الزخم الدعائي، ما يثير تساؤلات حول دوافع التسويق المكثف لبعض المكملات الأخرى.
5. ليست آمنة للجميع
توفر المكملات بدون وصفة طبية لا يعني أنها آمنة.
بعض المكملات قد تتفاعل مع الأدوية أو تسبب مضاعفات صحية، خاصة لدى الحوامل أو المرضعات. مثلًا، فيتامين A قد يكون ضارًا للجنين أو ينتقل عبر حليب الأم.
قبل شراء أو تناول أي مكمل غذائي، من الضروري استشارة طبيب مختص، والاعتماد على الغذاء الطبيعي قدر الإمكان. فالصحة لا تُشترى في عبوة، بل تُبنى على وعي علمي وتغذية متوازنة.