لجنة السينما في شومان تعرض الفيلم الهندي “صوت أبيه”
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
عمان 21 آب – تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم غد الثلاثاء، الفيلم الهندي ” صوت أبيه “، للمخرج ” كارثيكيان كيروبهاكاران”، وعلى فترتين في تمام الساعة السادسة والنصف والثامنة مساء، وذلك في مقر المؤسسة بجبل عمان.
وقال عضو لجنة السينما في شومان الناقد السينمائي ناجح حسن، إن السينما الهندية عرفت عبر مسيرتها المديدة، بتلك الاشتغالات الدرامية المتنوعة الصاخبة أحيانا، التي يغلب عليها الإطار الاستعراضي الموسيقي والغنائي والمشاهد الآتية من بطون الجغرافيا المشرعة على تضاريس طبيعية، تعج بالتكوينات الجمالية لجبال وسهول وأشجار وبيوتات وقصور ذات أنماط معمارية فريدة، إلا أن الأمر في فيلم “صوت أبيه” للمخرج كارثيكيان كيروبهاكاران، يبدو مغايرا، فهو أشبه بعمل يخالف قواعد الدراما الهندية المألوفة في السينما الهندية، لكنه يبقى أسير فكرة التزاوج بين الموسيقى والدراما من خلال قصة لافتة، وأداء تمثيلي هادئ وتصوير فطن بتكوينات عوالمه على خلفية أدبيات الموروث الهندي والرقص التقليدي.
وأضاف أن الفيلم يستهل أحداثه، مع (جون) الأمريكي، وبصحبته زوجته وابنهما (كريس)، الذين يعيشون مع أسرة هندية تتكون من زوج وزوجة ومعهم ابنتهما (فالي)، ويقيمون معا داخل مدرسة الموسيقى والرقص في احدى البلدات الهندية. الوالد (جون) هو موسيقي موهوب لديه شغف عميق بالموسيقى الكلاسيكية الهندية، في حين يصبح الفتى والفتاة (كريس وفالي)، لا ينفصلان لأنهما ينغمسان في العالم من حولهما، بينما يتعلمان من الطبيعة ووالديهما. في النهاية، بدأت زوجة جون تشعر بالقلق من تأثير الأسرة الهندية المتزايد في حياة زوجها وابنها، فتركت المدرسة وغادرت مع ابنها كريس إلى موطنها الأصلي في أمريكا، لكن يحدث بعد 12 عاما، أن يعود (كريس) وقد أصبح راقصا شابا، يائسًا من لقاء والده الذي يعقد عليه آمالا عريضة للشفاء من جراحه العميقة طيلة سنوات غيابه، فقد أصبحت رفيقة طفولته راقصة جميلة وموهوبة، فعلى الرغم من استيائه الشديد من والديها، بدأ يكتشف الحل للشفاء بالقدرة على التسامح.
وبين حسن أن تسري أحداث الفيلم مفعمة بتلاوين من الموسيقى والرقصات الهندية الأصيلة المختلفة، يوظفها المخرج بدقة وافتتان بالمكان وعناصر الطبيعة في إيقاع هادئ سلس داخل حكايات حب وفراق وعواطف بين الثقافتين الغربية والشرقية في دلالات بليغة، تحضر فيها براعة التصوير لكاميرا تكشف أكثر مما تبطن علاقات وأوضاع وتبحث عن حلول لمشكلات إنسانية معقدة، ففي الفيلم العديد من أنماط الحياة بين أجيال الشباب والآباء على وقع ترانيم نقية لموسيقى أصلية هادئة ودراما رومانسية تنبض بالحياة، وبشكل أكثر وضوحا في معاني الكلمات المغناة بما يشبه لازمة متكررة في سائر أحداث الفيلم.
وقال إن فيلم “صوت والده” وهو العمل الأول لمخرجه، يغرف حواراته المقتصدة وموسيقاه العذبة بشكل جميل من ثراء الثقافة الهندية، في تركيز على أهمية ودور الأب داخل الأسرة، فعلى الرغم من أن هذا قد يبدو غريبا بالنسبة للجمهور المعتاد على انماط السينما الهندية، إلا أن مخرجه صوَّر أحداثه بشكل عميق يعلي من شأن كرامة واحترام الأب بوصفه عماد الأسرة، عدا عن ذلك، هناك التصوير الفطن لمفردات من التقاليد والعلاقات السائدة في الثقافة الهندية، سعى فيه صنّاع الفيلم إلى تقديم معالجة سمعية بصرية مثيرة بمناخاتها وأحداثها، وحبكة من الحكم والأقوال الهندية المأثورة، تزخر بالكثير من ألوان الغناء والرقص والغناء، أحيانا في ثنائيات كجزء من البروفات لحفل رقص يحاكي ملحمة قديمة عن الشخصيات الهندية الأسطورية، وكانت النتيجة ميلودراما موسيقية روحية رومانسية تتأمل محطات ومواقف ودواخل الذات في العلاقة مع الآخر، على خلاف ذلك الإبهار المجاني في السينما الهندية السائدة.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
روائع عبد الوهاب تتألق على مسرح معهد الموسيقى العربية ضمن سلسلة وهابيات
في ليلة فنية تحمل عبق الزمن الجميل، وتأكيدًا على دور وزارة الثقافة في إحياء التراث الموسيقي العربي، تتواصل سلسلة "وهابيات" التي تنظمها دار الأوبرا المصرية، لتُمتع الجمهور بروائع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وذلك ضمن برنامج فني راقٍ يُقام في قلب القاهرة، على خشبة مسرح معهد الموسيقى العربية.
موعد الحفل ومكانه
تُقام الفعالية يوم السبت الموافق 31 مايو في تمام الساعة التاسعة مساءً، بقيادة المايسترو المتميز حازم القصبجي، وبمشاركة الفرقة القومية العربية للموسيقى، تحت إشراف دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام، ضمن فعاليات وزارة الثقافة المستمرة في دعم الفنون الراقية.
برنامج الحفل: تنويعة من أروع ما غنّى عبد الوهاب
يتضمن البرنامج باقة من أشهر أعمال محمد عبد الوهاب، التي شكّلت وجدان أجيال من عشّاق الطرب، ومنها: "فوق الشوك"، "يا وابور قولي"، "مين عذبك"، "سهرت منه الليالي"، "لست قلبي"، موال "إمتى الزمان"، "أغار من قلبي"، "قلبي بيقولي كلام"، "إلا إنت"، "آه لو تعرف"، "بصراحة"، "سكن الليل"، "ليلة حب".
ويُشارك في أداء هذه الروائع نخبة من الأصوات المتميزة، هم: آيات فاروق، محمد طارق، أحمد عصام، وأحمد عادل.
إحياء التراث وتعزيز الذوق الفني
تأتي هذه السلسلة في إطار الرسالة الثقافية التي تتبناها دار الأوبرا المصرية لتعزيز الذوق الفني العام، والارتقاء بالوعي الموسيقي لدى الجمهور، خاصةً الأجيال الجديدة، من خلال تسليط الضوء على رموز الفن العربي الأصيل وتعريفهم برواد النغم العربي، وعلى رأسهم الموسيقار محمد عبد الوهاب.
ختام يحمل الشجن والحنين
سلسلة "وهابيات" ليست مجرد حفلات موسيقية، بل هي رحلة إلى زمن الطرب الأصيل، حيث يلتقي الجمهور مع الأعمال التي تركت بصمة لا تُنسى في الوجدان العربي، في أمسية تُعيد للأذهان زمن الفن الجميل، وتُجدد الروح الفنية الراقية في قلوب الحضور.