منذ اليوم الأول لعودته إلى البيت الأبيض، تعهد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن يعيد الولايات المتحدة إلى «عصرها الذهبي»، واعتبر أن العناية الإلهية تدخلت لإنقاذ حياته من محاولات الاغتيال التي تعرض لها، حتى يجعل من أمريكا «دولة عظيمة» مرة أخرى، إلا أنه في الوقت نفسه أصدر عدداً كبيراً من القرارات والأوامر التنفيذية التي أثارت كثيراً من الجدل على الصعيد الداخلي، كما أطلق سلسلة من التهديدات، وضعت العديد من دول العالم في حالة تأهب.

تنوعت أوامر الرئيس الجمهوري، التي بدأ بها ولايته الثانية، ما بين إصدار قرارات بالعفو عن المتهمين في قضية اقتحام مبنى الكونجرس «الكابيتول» في عام 2021، وإقالة عدد من المحامين بوزارة العدل، ممن شاركوا في تحريك دعاوى قضائية ضده في سلسلة المحاكمات الجنائية التي تعرض لها، قبل إعادة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، وكذلك قراره الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، والانسحاب من اتفاق باريس للمناخ، بالإضافة إلى منع منح الجنسية الأمريكية لأطفال الأجانب المولودين في الولايات المتحدة، فضلاً عن شن حملة ضخمة ضد المهاجرين غير الشرعيين، الذين بدأ بالفعل في ترحيل المئات منهم بالقوة خارج الولايات المتحدة إلى عدد من الدول.

كما أطلق «رجل البيت الأبيض» سيلاً من التهديدات الصريحة والمبطنة، منها إعادة السيادة الأمريكية على قناة بنما، في مواجهة ما اعتبره تنامي نفوذ الصين على الممر المائي الذي يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، ودعوته إلى اعتبار كندا إحدى الولايات الأمريكية، وكذلك دعوته للاستيلاء على جرينلاند بالقوة، والإعلان عن فرض رسوم جمركية على عدد من الدول، التي ترى الولايات المتحدة أنها تشكل منافساً قوياً لها في الأسواق العالمية، بما فيها دول أوروبية، ودول أخرى أعلنت رفضها استقبال طائرات عسكرية محملة بالمهاجرين الذين يتم ترحيلهم من الولايات المتحدة، والتهديد بشن إجراءات عقابية ضد دول تجمع «بريكس»، في حالة اعتماد عملة نقدية موحدة، أو أي عملات أخرى غير الدولار الأمريكي.

وعلى مدار أقل من أسبوعين من عودته إلى البيت الأبيض، بدأت تتضح ملامح الولاية الثانية للرئيس الـ47 للولايات المتحدة، بعدما تعهد بإنهاء الليبرالية الاجتماعية، وبدء عصر جديد من الازدهار الأمريكي، ووفقاً لتقرير نشرته مجلة «نيوزويك»، فإن مشروع ترامب لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى أصبح أكثر وضوحاً، خلال أول 10 أيام من بداية ولايته الثانية، حيث تشير العلامات الأولية إلى أن الأمور واعدة بالنسبة للرئيس الجمهوري، بدءاً من أن البيئة السياسية التي تعتبر «أكثر ودية»، مقارنةً بما كانت عليه عندما تولى منصبه لأول مرة في عام 2017، ففي ذلك الوقت، كان الحزب الجمهوري يسيطر على مجلسي الكونجرس، النواب والشيوخ، ولكنه واجه معارضة داخلية قوية من جانب الجمهوريين المعتدلين، بالإضافة إلى مقاومة شديدة من جانب الديمقراطيين.

إلا أن الوضع يختلف اليوم، إذا يهيمن مؤيدو ترامب على القيادة والأعضاء في مجلس النواب والشيوخ، الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري، كما أن المحاكم الفيدرالية أصبحت الآن مليئة بتعيينات موالية للرئيس الجمهوري، بما في ذلك القضاة الثلاثة الذين عينهم في المحكمة العليا، بينما لم يستقر الديمقراطيون، الذين تكبدوا خسائر كبيرة، سواء في الانتخابات الرئاسية أو التشريعية، على استراتيجية للمضي قدماً في مواجهة الأغلبية الجمهورية، بعدما قضوا معظم العام الماضي وهم يجادلون بأن محاكمات ترامب، وإدانته بجريمة، ومشاكله القانونية الأخرى، وفشله في قلب نتيجة انتخابات 2020 جعلته تهديداً وجودياً للديمقراطية في الولايات المتحدة، وعبر توري جافيتو، أحد قيادات الحزب الديمقراطي، عن الموقف القوي لفريق ترامب بقوله: «الناس يفكرون في المؤسسات، حيث يمكنهم سحب أذرع السلطة، وليس فقط التواجد في الشوارع في موقف المقاومة، الذي اعتمده الديمقراطيون عندما تولى ترامب منصبه لأول مرة»، وتابع بقوله: «لن يبدو الأمر كما كان من قبل».

وأشار تقرير «نيوزويك» إلى أن الجمهوريين يعتمدون على «الفوضى»، التي أصبحت إحدى السمات السائدة في الفريق الآخر، كما أن فريق ترامب، الذي شكله كدليل على أن فترته الثانية ستكون أكثر إنتاجية من الأولى، أثار كثيراً من الغضب في الداخل الأمريكي، خاصةً بعد اختياراته لقيادة وزارتي الدفاع والعدل، والتي تمثلت في النائب السابق عن ولاية فلوريدا، مات جايتس، الذي كان أول اختياره ليشغل منصب المدعي العام، ولكنه سحب ترشيحه وسط اتهامات بالاعتداء الجنسي، كما أحاط ترامب نفسه بدائرة داخلية موثوقة من المساعدين، بقيادة مستشار السياسة الداخلية، ستيفن ميلر، ورئيس موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، مديرة الحملة المشتركة لترامب في 2024، وتحظى بقبول كبير بين أوساط الجمهوريين.

غير أن نجاح ترامب في قيادة الولايات المتحدة إلى «عصر ذهبي جديد» ليس مضموناً بأي حال من الأحوال، حيث أكد التقرير أن الإدارة الجمهورية تواجه «عقبات كبيرة»، من بينها إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وتجنب إغلاق الحكومة في مارس، وتأمين الموارد اللازمة لتمديد خفض الضرائب، الذي أقره ترامب في ولايته الأولى، ويدرك الفريق الرئاسي وقادة الحزب الجمهوري أن أمامهم «وقت محدود» لتقديم نتائج إيجابية يشعر بها الناخب الأمريكي، قبل العودة إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى، في انتخابات الكونغرس النصفية عام 2026، وقال مات ماكويك، قيادي بالحزب الجمهوري: «يدرك ترامب أن الانتخابات النصفية أقرب مما تبدو، وأن الفوارق في مجلس النواب والشيوخ ضيقة جداً»، وأضاف أنه لديه حوالي 18 شهراً لتأكيد جدارته بفترة ولايته الثانية، وترسيخ شعبية الجمهوريين لدى الناخبين.

وبعد فترة وجيزة من فوزه في الانتخابات، وفي أحد أولى تعييناته الرئيسية، أصدر ترامب قراراً بتعيين توماس هومان ليكون «القيصر الحدودي» لإدارته، وهو المسؤول عن وقف الهجرة غير القانونية، وتصدر هومان، الذي شغل منصب المدير المؤقت لخدمة الهجرة والجمارك في فترة ترامب الأولى، عناوين الأخبار بشكل متكرر خلال فترة الانتقال، محذراً من أن خطة ترامب للطرد الجماعي، ستكلف 86 مليار دولار، وتتطلب 100 ألف سرير احتجاز، تابع لخدمة الهجرة والجمارك، وبينما كان هومان يشغل دور الشخص المسؤول عن الحملة القادمة ضد الهجرة غير القانونية، كان فريق من مستشاري الهجرة يعمل في الخفاء لإعداد الأوامر التنفيذية، حتى يتمكن ترامب من البدء في العمل على هذه القضية فور أدائه اليمين الدستورية. وفقاً لمصادر متعددة شاركت في العمل، كانت الأوامر التنفيذية التي وقعها ترامب مصممة لتجنب العقبات القانونية التي أعاقت العديد من خطط الهجرة في بداية ولايته الأولى.

وتضمنت الأوامر التنفيذية في اليوم الأول لترامب، إعلان حالة الطوارئ الوطنية على الحدود، وتعليق برنامج قبول اللاجئين، وإنهاء تطبيق (CBP One) لطالبي اللجوء، وتحديد الجنسية بالميلاد، مما أدى إلى رفع دعوى قضائية بقيادة الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، وعبر المدير التنفيذي للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، أنتوني دي روميرو، عن انتقاده لقرار ترامب في هذا الشأن بقوله إن «رفض منح الجنسية للأطفال المولودين في الولايات المتحدة، ليس غير دستوري فحسب، بل أيضاً رفض متهور وقاس للقيم الأمريكية»، فيما حذر آخرون من أن هذا القرار يضع «المواطنة في خطر»، من ضمنهم ستيفن ييل-لور، خبير الهجرة في كلية الحقوق بجامعة «كورنيل»، الذي أكد أنه «بفضل الأوامر التنفيذية المصممة بشكل أفضل، قد يكون من الأقل احتمالاً أن تصدر المحاكم أوامر منع»، وأضاف أنه «من منظور قانوني، قد يكون من الأسهل أن تجتاز الأوامر التنفيذية تدقيق المحكمة».

ومع ذلك، تعتبر «نيوزويك» أن إنشاء برنامج للطرد الجماعي قد يكون أكثر صعوبة، حيث تمتلك إدارة الهجرة والجنسية الأمريكية حالياً، مساحة لإيواء حوالي 40 ألف معتقل، وهو أقل من نصف السعة التي قال هومان إنها ضرورية، كما أن هناك الكثير من التحديات المالية، ولفتت في هذا الصدد إلى أن ترامب واجه صعوبات بالغة، خلال ولايته الأولى، في تأمين تمويل الحدود من الكونجرس، وأضافت أنه من غير الواضح كيف سيتمكن ترامب وحلفاؤه في الكونجرس من تدبير عشرات المليارات من الدولارات لبرنامج الطرد الجماعي، في خضم معركة الميزانية حول أولويات الإنفاق الأخرى، وخصومات الضرائب التي ستسيطر على الإنفاق الحكومي خلال الأشهر المقبلة.

وبحسب بيانات فيدرالية، فقد سجلت إدارة الرئيس الديمقراطي الأسبق، باراك أوباما، رقماً قياسياً في عمليات الطرد الجماعي للمهاجرين في عام 2023، بلغ 432 ألف عملية، وبالتالي يتعين على ترامب تجاوز هذا الرقم في كل عام من سنوات ولايته، وأكد ييل-لور أنه «حتى إذا وافق الكونجرس على تخصيص المزيد من الأموال، فإن ذلك لن يكون كافياً أبداً لطرد ملايين المهاجرين خلال فترة ولاية رئاسية واحدة، ويعتقد الجمهوريون أن النقاشات المبكرة حول سيناريوهات الطرد، تحت قيادة ترامب، تغفل حقيقة أنه نجح في تحويل البلاد إلى اليمين في مسألة الهجرة بشكل عام، وقال براين سيتشيك، مسئول سابق في حملة ترامب: «لقد غير تماماً المحادثة حول الهجرة، لقد فاز ترامب بالفعل في هذه القضية».

أما بالنسبة لقضية الطاقة، وهي الأخرى تحتل أولوية كبيرة على أجندة ترامب، فإن الوضع قد يكون صعباً على إدارة الرئيس الجمهوري، الذي وقع أمراً تنفيذياً بإعلان حالة طوارئ وطنية للطاقة، في خطوة الهدف منها تعزيز صناعة الوقود الأحفوري، وصولاً إلى إلغاء سياسات الرئيس السابق، جو بايدن، بشأن المناخ، وتنفيذ الوعد الذي أطلقه ترامب، خلال خطاب التنصيب، بحفر المزيد من آبار النفط، ولكن تقرير «نيوزويك» أكد أن وعد ترامب بجعل البلاد رائدة في مجال الطاقة، يتناقض مع حقيقة أن الولايات المتحدة هي بالفعل قوة طاقة رائدة، فالولايات المتحدة هي الآن أكبر منتج للنفط الخام، وأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الفيدرالية.

في الوقت نفسه، فإن ادعاءات ترامب المستمرة بأن تغير المناخ هو «خدعة»، تتعارض بشكل متزايد مع العديد من المشرعين في الحزب الجمهوري، حصل ترامب على بعض الإشادة من اليمين، لسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، لكن عدداً متزايداً من الجمهوريين قبلوا بشكل هادئ العلم المرتبط بالاحتباس الحراري، واعتنقوا استراتيجية «الكل يشمل»، التي تضم الطاقة النظيفة، ومع ذلك، فإن إعلان ترامب للطوارئ قد استبعد بشكل ملحوظ طاقتي الرياح والطاقة الشمسية، اللتين تمثلان معاً 14% من إنتاج الكهرباء في الولايات المتحدة، كما اتخذ ترامب إجراءات منفصلة لوقف تطوير طاقة الرياح البحرية، وعلى عكس بعض الأوامر التنفيذية المدروسة بعناية المتعلقة بالهجرة، يُنظر إلى حظر طاقة الرياح بين المعنيين بملف الصناعة، على أنه واسع جداً، ومعرض للطعن القضائي، وأن أي محاولات لتقليص برامج الطاقة النظيفة، بموجب قانون تخفيض التضخم الذي أصدرته إدارة بايدن، ستواجه أيضاً بمعارضة من المشرعين الجمهوريين، الذين يمكن أن تستفيد ولاياتهم ومناطقهم من الاستثمار في المشاريع المتجددة.

وفي هذا الصدد، قالت جينيفر جرانهولم، وزيرة الطاقة في إدارة بايدن والحاكمة السابقة لولاية ميشيجان، في مقابلة سابقة مع «نيوزويك»، قبل فترة وجيزة من تنصيب الرئيس الجمهوري، إن «إدارة ترامب هي التي ستكون في المنصب عندما تحدث كل هذه التوظيفات، لذا سيكون من الخطأ السياسي إلغاء كل هذه الاستثمارات»، كما أشار التقرير إلى أن المناقشات التي تجري بشأن السيارات الكهربائية أصبحت أكثر تعقيداً، حيث أصدر ترامب أمراً تنفيذياً في يومه الأول، ينهي هدف إدارة بايدن بأن تشكل السيارات الكهربائية 50% من إجمالي مبيعات السيارات في الولايات المتحدة بحلول عام 2030، إلا أن وكالة حماية البيئة قد تحتاج إلى قواعد جديدة ترافق قرار ترامب، لكي يصمد، وبينما أعرب حليف ترامب المقرب ومؤسس شركة «تسلا»، إيلون ماسك، عن دعمه لإنهاء إعانات السيارات الكهربائية في عصر بايدن، فإن القيام بذلك قد يثير معارضة من بعض المشرعين الجمهوريين، وقال فرانك ميسانو، كبير المسؤولين في مجموعة «براسويل» لحل السياسات: «أعتقد أنه لن يتغلب أبداً» على معارضته لأشياء مثل السيارات الكهربائية وطاقة الرياح، وأضاف: «لقد اتخذ الرئيس، من خلال أوامره التنفيذية، نهجاً رمزياً يحدد الأجندة بالنسبة للطاقة، لكن الكثير من ذلك سيتعين تنفيذه من قبل الكونجرس».

ووفقاً للتقرير، فإن ترامب لا يحتاج إلى الاعتماد على الكونجرس لفرض القوة الأمريكية على الساحة الدولية في الخارج، حيث دخل ترامب منصبه وهو يتمتع ببعض الزخم، بعد أن لعب مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، دوراً في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، خلال الأيام الأخيرة من إدارة بايدن، وأخذ ترامب جزءاً من الفضل في هذا الاتفاق، واستخدمه للقول إنه كان علامة على ما سيحدث في فترة رئاسته كقائد قوي.

وبالنسبة للصراع الاقتصادي والتجاري مع الصين، أبدت بكين استعدادها للتعاون مع الإدارة الجديدة في واشنطن، فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية، مما يشير إلى أن الصين قد ترغب في تجنب حرب تجارية أخرى، وأثناء فترة ترشحه للانتخابات الرئاسية، توعد ترامب بفرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات من الصين ودول أخرى، لكنه تأجل عن متابعة الخطة في أولى تحركاته بعد عودته إلى البيت الأبيض، وجاء هذا القرار عندما وجه ترامب وزارة العدل لوقف حظر تطبيق «تيك توك»، بينما كان يحاول استكشاف طرق أخرى للحفاظ على شركة الأم الصينية للتيك توك، تعمل في الولايات المتحدة، ومن المحتمل أن أكبر التحديات في السياسة الخارجية لترامب، هو القضية التي وعد بحلها فوراً، والتي تتعلق بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، ففي حملته الانتخابية العام الماضي، قال ترامب إنه سينهي الحرب في أول 24 ساعة من رئاسته، والآن بعد أن عاد إلى منصبه، بدأ الواقع يتضح.

ورغم أن وزير الخارجية، ماركو روبيو، ونائب الرئيس، جي دي فانس، ومسؤولين آخرين في محيط ترامب، يشاركونه الرغبة في إنهاء أكبر حرب برية في أوروبا، منذ الحرب العالمية الثانية، فإن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، هما من سيقرران في النهاية تسوية النزاع، ومع اقتراب الحرب من ذكرى ثلاث سنوات «مظلمة»، لا يزال من غير الواضح ما هي الشروط التي ستلبي تطلعات بوتين، ورغبة زيلينسكي في ضمانات أمنية من الغرب لحماية أوكرانيا من أي هجوم روسي في المستقبل.

وفي ولايته الأولى، كانت عقيدة «أمريكا أولاً» تعني الصدام مع الحلفاء، والتقرب من بعض الحكام الذين تصفهم واشنطن بالاستبداديين، مثل الرئيس الروسي بوتين، ورئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، إلا أنه في ولايته الثانية، أضاف ترامب دافعاً توسعياً خاصاً به، حيث دعا إلى إعادة قناة بنما للسيادة الأمريكية، وشراء جرينلاند لأغراض الأمن القومي، وعبر جون بولتون، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لترامب، عن انتقاده لهذه الدعوات قائلاً: «نحن الآن في فترة الفقاعة»، وأضاف: «بالتأكيد هو يعرف أكثر مما كان يعرف من قبل، وهو يشعر بثقة أكبر»، لكنه تابع قائلاً: «دليل الواقع يشير إلى أن الولاية الثانية ستشبه الولاية الأولى فيما يتعلق بالفوضى وغياب الفلسفة والاستراتيجية الفعالة».

وخلصت «نيوزويك» في تقريرها إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن الكثير من القضايا العالمية، خلال الأيام الأولى له في منصبه، تظهر أن ترامب في ولايته الثانية لن يختلف كثيراً عن فترته الأولى، كما أن العفو الذي أصدره لعدد من مثيري الشغب في أحداث الكونجرس، يظهر أيضاً أنه لا يخطط للتخلي عن الماضي، وهو الأمر الذي يثير قلقاً لدى بعض الجمهوريين من أن ترامب قد يشتت انتباهه عن أجندته، من خلال الانتقام من خصومه السياسيين، أو التركيز كثيراً على قضايا الحرب الثقافية، ونقلت عن مصدر جمهوري، عمل مع ترامب في السابق، قوله: «أكبر عقبة أمام نجاح ترامب، هو ترامب نفسه، كما هو الحال دائماً، أحيانًا لا يستطيع أن يتجاوز نفسه، هذا بالتأكيد ممكن الآن».

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دونالد ترامب امريكا الولايات المتحدة الكونجرس قناة بنما الصين روسيا

إقرأ أيضاً:

ماذا تعرف عن رواتب موظفي البيت الأبيض؟.. فجوة في الأجور وأعلى من إدارة بايدن

أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، تقريرها السنوي حول رواتب موظفي البيت الأبيض، كاشفة عن تفاصيل الرواتب التي يتقاضاها أكثر من 400 موظف خلال الولاية الثانية للرئيس الجمهوري. 

ويقدم هذا التقرير سنوياً إلى الكونغرس بموجب التشريعات الفيدرالية المتعلقة بالشفافية الإدارية.

ويُسلط التقرير الضوء على الفوارق في مستويات الأجور داخل البيت الأبيض، ويتيح مقارنة هيكل الرواتب الحالي بتلك التي كانت معتمدة خلال إدارة الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن.

أعلى الرواتب: من هي الأسماء البارزة؟
بحسب ما أوردته شبكة "فوكس نيوز"، تتصدر جاكلين كلوب، كبيرة المستشارين في البيت الأبيض، قائمة الأعلى أجرا براتب سنوي يبلغ 225 ألف و700 دولار، وهو الحد الأقصى المعتمد قانونيًا لموظفي البيت الأبيض.

وتليها مباشرة إدجار مكرتشيان، المستشار المساعد، براتب سنوي قدره 203 ألف و645 دولارًا، فيما يتقاضى 33 موظفًا آخرون٬ من بينهم شخصيات بارزة٬ رواتب تصل إلى 195 ألف و200 دولار. 

وتشمل هذه المجموعة أسماء مثل كارولين ليفيت (السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض)، وتوم هومان (مسؤول الحدود)، وسوزان وايلز (رئيسة الموظفين)، وبيتر نافارو (المستشار التجاري)، وستيفن تشيونج (مدير الاتصالات)، وستيفن ميلر (مستشار الأمن الداخلي).

وتتراوح رواتب مساعدي النواب ما بين 155 ألف و175 ألف دولار، بينما يحصل المساعدون الخاصون على ما بين 121 ألف و500 و150 ألف دولار. 

أما كُتّاب خطابات الرئيس فيتقاضون أجورًا تتراوح بين 92 ألف و500 و121 و500 دولار.

ترامب.. بلا راتب فعلي
رغم أن القانون الأمريكي يمنح رئيس البلاد راتبا سنويا يبلغ 400 ألف دولار، بالإضافة إلى بدلات بقيمة تصل إلى 169 ألف دولار تشمل نفقات سفر وترفيه وتجديد سكني، إلا أن ترامب واصل خلال ولايته الثانية تعهده بالتبرع بكامل راتبه لصالح وكالات حكومية، كما فعل في ولايته الأولى.

ورغم أن إجمالي المزايا الرئاسية يبلغ حوالي 569 ألف دولار سنويًا، إلا أن ترامب يُعد من بين رؤساء الولايات المتحدة القلائل الذين تنازلوا عن رواتبهم الرسمية.


موظفون بلا أجور.. لماذا؟
أظهر التقرير أن ثمانية موظفين في البيت الأبيض لا يتقاضون أي رواتب على الإطلاق، وذلك بسبب توليهم مناصب حكومية أخرى يحصلون بموجبها على تعويضات مالية. 

ومن أبرز هؤلاء، وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي يعمل كمستشار للأمن القومي في البيت الأبيض دون تقاضي راتب إضافي، وكذلك المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يتقاضى أجره من وزارة الخارجية.

متوسط أعلى من عهد بايدن
يشير التقرير إلى وجود فجوة ملحوظة في سلم الرواتب داخل البيت الأبيض، حيث يتمركز كبار الموظفين في أعلى السلم بأجور تتجاوز 180 ألف دولار، بينما يتقاضى أكثر من 100 موظف رواتب تقل عن 80 ألف دولار سنويًا. 

وبحسب الأرقام، فإن متوسط الراتب في إدارة ترامب يبلغ 194 ألف و114 دولارا، وهو أعلى من متوسط رواتب إدارة بايدن لعام 2024، البالغ 166 و109 دولارا.

وتجدر الإشارة إلى أن إدارة بايدن كانت تضم في عام 2024 نحو 564 موظفا، أي أكثر من إدارة ترامب، لكن بعدد أقل من ذوي الدخول المرتفعة، إذ لم يتجاوز عدد من يتقاضون أكثر من 180 ألف دولار سوى 21 موظفًا فقط.

وتعكس هذه الأرقام توجه إدارة ترامب نحو تقليص عدد الموظفين مع التركيز على تعيين كبار مستشارين برواتب مرتفعة، مقارنة بإدارة بايدن التي اتسمت ببنية إدارية أوسع ولكن بأجور أكثر توازنًا. 

كما يثير الفارق في متوسط الرواتب تساؤلات بشأن أولويات الإنفاق داخل المكتب التنفيذي، ومستوى تركز السلطة وصناعة القرار بين نخبة ضيقة ذات أجور عالية.

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة، من المرجح أن يُعاد طرح هذا التقرير كأداة للمقارنة بين رؤى الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإدارة البيت الأبيض، سواء من حيث الكفاءة الإدارية أو التوزيع العادل للموارد داخل الجهاز التنفيذي.

مقالات مشابهة

  • ماذا تعرف عن رواتب موظفي البيت الأبيض؟.. فجوة في الأجور وأعلى من إدارة بايدن
  • ترامب يعلن عن إقامة نزال لبطولة UFC في البيت الأبيض.. فيديو ‬⁩
  • ترامب يخطط لـقتال في البيت الأبيض بمناسبة عيد الاستقلال
  • في الذكرى 250.. ترامب يحول البيت الأبيض إلى "حلبة نزال"
  • ترامب يعلن عن مفاجأة: سنُقيم نزالا ببطولة القتال النهائي في البيت الأبيض
  • الرئيس الشرع: الهوية تعبر عن بناء الإنسان السوري وترمم الهوية السورية التي ألفت الهجرة بحثاً عن الأمن والمستقبل الواعد، فنعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج
  • ترامب يلتقي الأسير المفرج عنه من حماس في البيت الأبيض
  • البيت الأبيض: ترامب يعمل جاهدا لإنهاء الحرب الوحشية بغزة
  • اجتماع استشاري في وزارة النقل السورية يرسم ملامح إصلاح شامل
  • البيت الأبيض: لن نرسل بعض الأسلحة التي تعهدنا بها لأوكرانيا