كاتب صحفي يوضح دلالات استضافة القاهرة لاجتماع وزراء الخارجية العرب |فيديو
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
أكد محمود بسيوني، رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم، على أهمية استضافة القاهرة للاجتماع الوزاري في هذا التوقيت الحرج، مشيرًا إلى أن الاجتماع يأتي في إطار الجهود المصرية المستمرة لدعم القضية الفلسطينية.
وأضاف عبر مداخلة هاتفية لقناة "إكسترا نيوز"، أن البيان المشترك الذي صدر عن الاجتماع يعكس الدور الكبير الذي تقوم به مصر في التنسيق بين الجهود العربية والدولية لحل الأزمة الفلسطينية، خاصة في ما يتعلق بتقديم المساعدات لقطاع غزة والالتزام باتفاق الهدنة.
وأشار إلى أن الاجتماع ركز على ضرورة الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وكذلك البدء في عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة، وهو ما يتماشى مع مخرجات مؤتمر القاهرة للسلام.
ونوه، بأن مصر تسعى لتحقيق السلام العادل في المنطقة وفقًا لحل الدولتين، وهو المسار الذي أكده الرئيس السيسي في محادثاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتابع، أن مصر تعتبر هذا التوقيت فرصة تاريخية لتحقيق السلام، موضحًا أن مصر قد نجحت في قيادة جهود دولية وعربية لتحقيق الهدنة في غزة وبدأت في وضع خطوات عملية لعودة السلام.
وأكد أن دور مصر في استقبال المصابين الفلسطينيين وتقديم الدعم الطبي لهم يعد دليلًا على التزامها الإنساني المستمر تجاه الشعب الفلسطيني، مضيفًا أن مشاهد استقبال الجرحى في مستشفيات شمال سيناء تعكس حجم التضامن المصري الكبير مع فلسطين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السيسي القاهرة القضية الفلسطينية الأزمة الفلسطينية دعم القضية الفلسطينية المزيد
إقرأ أيضاً:
مؤتمر نيويورك يعيد الزخم لتحقيق سلام عادل.. رؤية سعودية حاسمة تقود «حل الدولتين»
البلاد (جدة)
في لحظة سياسية فارقة من مسار القضية الفلسطينية، قادت السعودية إلى جانب فرنسا أعمال مؤتمر التسوية في نيويورك، لترسم ملامح جديدة لمساعي السلام العادل، وتؤكد أن حل الدولتين لا يزال الخيار الوحيد القابل للحياة في وجه واقع تتقاذفه الأزمات والانتهاكات.
الحضور الكثيف والتمثيل الدولي الرفيع؛ لم يكن مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل عكس إدراكًا متزايدًا لدى المجتمع الدولي بأن انسداد الأفق السياسي لم يعد مقبولًا، وأن استمرار المعاناة الفلسطينية يُهدد الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء.
السعودية، التي تبنّت مبادرة السلام العربية منذ أكثر من عقدين، عادت اليوم لتقود زمام المبادرة مجددًا، ولكن برؤية أكثر واقعية، مدعومة بتحركات سياسية واقتصادية وإنسانية متكاملة، إذ لم تكتف الرياض بإعادة التأكيد على الثوابت، بل دفعت نحو تبنّي مخرجات عملية قابلة للتنفيذ، وفي مقدمتها إعادة إطلاق مفاوضات جادة ومحددة بسقف زمني تحت رعاية دولية متعددة الأطراف، مع التأكيد على أن أي حل مستقبلي يجب أن يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام.
وقد تم الاتفاق على إنشاء آلية متابعة دولية مشتركة لرصد التقدم في العملية التفاوضية وضمان عدم الانحراف عن المرجعيات المتفق عليها، إضافة إلى التزام مالي فوري من عدة دول- في مقدمتها السعودية- لدعم السلطة الفلسطينية ومؤسساتها، في خطوة تهدف إلى استعادة زمام المبادرة على الأرض وتقوية البنية المؤسسية للدولة الفلسطينية المنتظرة. كما تضمن البيان الختامي موقفًا موحدًا من محاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي في مدينة القدس، محذرًا من أن الاستفزازات في الحرم الشريف تقوّض كل فرص الحل وتفتح الباب أمام دوامة عنف جديدة.
الدور السعودي بدا أكثر نضجًا وتوازنًا من أي وقت مضى؛ إذ جمعت المملكة بين موقف مبدئي صارم تجاه الحقوق الفلسطينية، وتحرك عملي يستهدف بناء تحالفات دولية حول رؤية سلام عادلة وشاملة. وقد أظهر وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، من خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية، إصرار الرياض على أن السلام لا يمكن أن يتحقق بفرض الأمر الواقع أو من خلال صفقات غير متكافئة، بل عبر اعتراف حقيقي بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
المؤتمر، رغم أنه لا يشكّل تسوية نهائية، إلا أنه فتح نافذة أمل كانت مغلقة منذ سنوات، وأعاد التموضع الدولي تجاه القضية الفلسطينية إلى سياقه الأصلي: صراع تحرر وحقوق، لا مجرد ملف إنساني. وأكدت السعودية- بدورها- أن الحياد لم يعد خيارًا، وأن المنطقة تحتاج إلى حلول جذرية لا مسكنات مرحلية. كما أن الشراكة مع فرنسا منحت المؤتمر بعدًا أوروبيًا يُعيد التوازن إلى مائدة السلام، بعد سنوات من احتكار أحادي لم يُثمر إلا مزيدًا من الإحباط.
وتخرج الرياض من باريس وقد عززت رصيدها السياسي كدولة قائدة ومؤثرة في تشكيل النظام الإقليمي الجديد، رافعة شعار “لا سلام دون عدالة، ولا عدالة دون دولة فلسطينية حقيقية”. ومن هنا، فإن ما جرى في باريس لم يكن مجرد مؤتمر دبلوماسي، بل تجسيدًا لرؤية سعودية ترى أن استقرار المنطقة يمر من بوابة فلسطين، وأن لحظة الحقيقة قد حانت.