ما خيارات السيسي في مواجهة طلبات ترامب بتهجير سكان غزة؟
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
منذ أن أعلن الرئيس الأمركي دونالد ترامب بعد 5 أيام من عودته للبيت الأبيض بمدة رئاسية جديدة، عن خطته لتهجير 1.5 مليون فلسطيني إلى مصر والأردن، يواصل الضغط على القاهرة وعمان بتصريحات متكررة.
وفي المقابل أعلنت القاهرة وعمّان، رفضهما القاطع لحديث ترامب، الذي يرحب به الاحتلال ويدعمه، ويرفضه الفلسطينيون.
وإزاء الموقف المصري الأردني، تغيرت الجمعة، لهجة الرئيس الأمريكي الـ47 من مطالبة عبدالفتاح السيسي، والملك عبدالله بن الحسين، بالمساعدة في تنفيذ المقترح إلى لغة الأمر ووجوب التنفيذ، بحسب قراءة مراقبين.
ويواصل ترامب الإصرار على موقفه، والتأكيد أن حكام الأردن ومصر سيستقبلان في بلديهما سكانا من قطاع غزة، ويقول إن "واشنطن فعلت الكثير من أجل مصر والأردن".
عاجل️ تحذير شديد للسيسي وابدول‼️
المراسل: لقد قال الرئيس المصري والملك الأردني إنهما لن يستقبلا النازحين من غزة، كما اقترحت، ما تعليقك؟
ترامب: سوف يفعلون ذلك، نفعل الكثير لهم، وسوف يفعلون ذلك.
pic.twitter.com/kQTL8bOMZp — Dr.Sam Youssef Ph.D.,M.Sc.,DPT. (@drhossamsamy65 ) January 30, 2025
"نكبة جديدة"
ورغم أن ترامب لم يوضح حتى اليوم ماهية خطته وتفاصيلها وكيفية تنفيذها والمقابل الذي قد تحصل عليه القاهرة وعمان، إلا أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو كان قد طرح مشروع التهجير بعد أيام من "طوفان الأقصى" 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ونهاية الشهر ذاته نقلت صحيفة "فايننشيال تايمز" عن مصادر، أكدت سعي نتنياهو لإقناع القادة الأوروبيين بالضغط على مصر لقبول اللاجئين من قطاع غزة بأراضيها.
وهو ما وصفه الباحث في معهد "كارنيغي" مايكل يونغ، عبر تقرير له 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، بأنها خطة تشابه ما حدث من تهجير للفسطينيين خلال عام النكبة 1948.
وكشفت وثيقة لوزارة الاستخبارات الإسرائيلية عن خطة إسرائيل بـ"إجلاء سكان غزة لسيناء، وإنشاء منطقة عازلة بعمق كيلومترات بالأراضي المصرية، وعدم السماح بعودة الفلسطينيين للنشاط أو السكن قرب حدود إسرائيل".
موقف القاهرة، عند طرح فكرة إعادة توطين الفلسطينيين في سيناء، جاء رافضا للأمر، ومؤكدا أن ذلك قد يهدد الاستقرار الداخلي، كون المؤسسة العسكرية والرأي العام لن يقبلا بذلك، فيما طالب السيسي، حينها، إسرائيل بنقل الغزيين إلى صحراء النقب، حتى نهاية الحرب.
ماذا سيفعل ترامب الغاضب؟
ولكنه وفي تصعيد مصري إزاء تصريحات ترامب، خرجت مظاهرات نظمتها جهات أمنية وأحزاب الموالاة المحسوبة على السيسي، بالمحافظات المصرية الخميس، وأمام معبر رفح الجمعة، -خلت من المعارضة رغم طلبها المشاركة- معلنة رفض الشعب المصري خطة ترامب.
وعلى الجانب الآخر، أشار محللون غربيون لاحتمالات أن يقوم ترامب، في المقابل، بقطع المعونات الأمريكية السنوية للقاهرة والبالغة 3 مليارات دولار، وللجيش المصري منها 1.3 مليار دولار سنويا.
وفي 28 كانون الثاني/ يناير الماضي، نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن محللين قولهم إن "تصريحات ترامب، التي جاءت بعد أيام فقط من إصدار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمرا بوقف فوري لمعظم برامج المساعدات الخارجية الأمريكية، أبرزت النفوذ المحتمل لواشنطن على مصر والأردن، بالإضافة إلى استعداد الرئيس الأمريكي لاستخدام هذا النفوذ"، مشيرة لاحتمالات قطع المساعدات العسكرية.
وتساءل الكاتب سامح المحاريق، في مقال نقلته "عربي21"، قائلا: "هل يحضّر ترامب الغاضب والحانق من ردود الفعل التي تلقاها من مصر والأردن لمجزرة تعطي جانبا من معنى الجحيم، الذي يتصوره ليحرك الشارع العربي الذي يبدو رافضا للتهجير، ليصرخ بإخراج الفلسطينيين من عملية تطهير عرقي ممنهجة، أم سيمارس الضغوط على الدولة التي وضعها على الأردن ويلحق بها مصر بوقت حرج اقتصاديا، يمكن أن يهدد استقرارها الاجتماعي والسياسي؟".
وتحدث خبراء وسياسيون مصريون عن الخيارات المتاحة أمام السيسي لإرضاء ترامب، مؤكدين أن الخيار الوحيد هو الظهير الشعبي الحقيقي.
"الخيار الوحيد.. ظهير شعبي قوي"
وقال السياسي المصري والبرلماني السابق الدكتور ثروت نافع، إن "ترامب شخصية تحب المواجهة وشخصية قوية جدا ولا تقبل الرفض وتتمسك بآرائها؛ ولا أعتقد أن أي نظام يستطيع الوقوف أمام ترامب سواء كان نظام السيسي أو أي نظام آخر، إلا من خلال ظهير شعبي قوي".
عضو لجنة الدفاع والأمن القومي والعلاقات الدولية بالبرلمان المصري سابقا، بين في حديثه لـ"عربي21"، أنه "في حينها ستتدخل المؤسسات الأخرى للضغط على ترامب، وبالمؤسسات الأخرى أعني المؤسسات الأمريكية الأخرى".
ويعتقد أن "أي محاولات لظهور ظهير شعبي مصطنع لا داعي له؛ مثلما حدث من تجمعات الجمعة، أمام معبر رفح، فأعتقد أنها محاولات ستبوء بالفشل، ونعلم جيدا أن جميع الشعب المصري ومنه معارضة الخارج والداخل سواء كانوا بكافة التيارات والاتجاهات والأيديولوجيات يرفضون التعسف والعجرفة في تهجير الفلسطينيين ودخولهم إلى مصر من قبل النظام الأمريكي أو ترامب تحديدا".
وأوضح نافع، أنه "لذلك لا أجد مبررا أن يصطنع النظام المصري صورة وهمية لظهير شعبي وهمي في حين أن الظهير الشعبي الحقيقي موجود"، مضيفا: "ونصيحتي أن يقوم بالتمسك بهذا الظهير الشعبي، وظهور هذا الظهير الشعبي بعفويته وصدقه الطبيعي بدلا من اصطناعه".
ويرى أنه "في هذه الحالة فقط؛ أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستعيد حساباتها؛ لأن مصر دولة ذات ثقل في المنطقة، بالطبع ليست في حجم أمريكا ولا تستطيع مواجهتها، ولكنها ذات ثقل بالمنطقة، بما قد يؤثر على مصالح واشنطن".
وعن صمت الشركاء الخليجيين، قال السياسي المصري: "واضح أن هناك شيئا من عدم التوافق بين النظام المصري والسعودية، وربما الإمارات حذرة إلى حد ما، لأنها ربما راضية بموقف الولايات المتحدة؛ لكن في الأخير أعتقد أنه سيكون لهما موقفا مناصرا للموقف المصري ولو عن خجل"، مبينا أنه لا يعول على هذا الموقف كثيرا.
ومضى يوضح أنه "في حقيقة الأمر فإن شخصية متكبرة قوية مثل ترامب لا توجه بمثل هذه الألاعيب ولا بمثل هذه الضغوطات"، مؤكدا أن "الضغط الحقيقي الكبير سيكون بظهير شعبي قوي"، معربا عن أسفه "من أنه ليس لدينا مؤسسات ديمقراطية تستطيع أن تعلن رفضا يكون له ثقل في الولايات المتحدة".
ويعاود نافع، التأكيد على أن "البديل لها هو ظهير شعبي حقيقي؛ لأن استطلاعات الرأي والمؤسسات الأمريكية تستطيع الفرز وتفهم جيدا السياسية المصرية وتستطيع التفرقة بين الموقف المصطنع والموقف الحقيقي".
ولفت إلى أننا "في وضع خطير جدا؛ ولسنا في وضع مكايدات سياسية أو اختلافات سياسية أو محاولة لإثبات أن النظام ضعيف أو قوي، ونحن في وضع علينا أن نتكاتف جميعا كمصريين في مواجهة قد تغير الخريطة الجغرافية المصرية إذا تخاذلنا أو تناحرنا".
وختم بالقول: "ولذلك أتعجب أن يكون لدينا هذا الظهير الشعبي القوي سواء من المعارضة أو الموالاة ويتخلى النظام عن هذا الظهير واصطناع ظهير لا قيمة له".
"مساومة المصلحة.. والسيناريو الهادئ"
وفي قراءته، للخيارات المتاحة أمام السيسي، لإرضاء ترامب والشعب الغاضب، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور عصام عبدالشافي: "هذا يحتاج إلى إعادة ضبط، لأنه لا يوجد شعب غاضب، والسيسي حريص على إرضاء ترامب، وما يقوم به من إجراءات للإلهاء ومحاولة المزايدة ليحقق أكبر مكاسب لشخصه ونظامه وليس للدولة والأمن القومي".
مدير "المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية"، أضاف لـ"عربي21": "والحديث عن أن التهجير يهدد الأمن القومي؛ حديث غير دقيق بالصورة الكافية، لأنه في الأخير هذا النظام هو الذي هدد ودمر الأمن القومي طوال 12 عاما، وهو أول من طرح ملف التهجير، وفكر فيه، ومن الصعب التخيل أن من طرح الملف وأحد الشركاء الأساسيين فيه تخطيطا واستعدادا وتنفيذا، أن يكون معارضا".
ويرى أن "سيناريوهات تعامل الدولة المصرية أمام ترامب، حديث يحتاج أيضا إلى ضبط؛ لأننا لا نتحدث عن الدولة المصرية أرض وشعب وإقليم وسيادة كمفهوم، ولكن نتحدث عن النظام".
وحول السيناريوهات المحتملة يعتقد أنه "سيتم التمرير ليس بشكل علني فج وحشود بمئات الآلاف على الحدود، هذا لن يحدث، ولكن بهدوء شديد الآلاف ستتحرك دون الظهور أمام الكاميرات، ويخرجون تحت مبررات كثيرة كالعلاج والرعاية الصحية والتعليم"، ملمحا إلى وجود "مشروعات سكنية أعدت بمصر منذ 2017 وحتى الآن لتستوعب الفلسطينيين المهجرين".
ويرى عبدالشافي، أن "السيناريو المركزي هو تنفيذ المخطط؛ ولكن على مراحل، ووفق خطط محددة يتم الاتفاق عليها بناء على التمويل الذي سيحصل عليه النظام من أمريكا والاتحاد الأوروبي".
وبين أن "حديث الاتحاد الأوروبي عن رفض التهجير لا قيمة له من المنظور السياسي، لأن تلك الدول ونظمها السياسية دعمت حرب الإبادة في غزة وطالبت بالتهجير بأكثر من مناسبة، كما أن المساعدات والمنح الاقتصادية من الاتحاد الأوروبي للنظامين المصري والأردني جزء من شراكة تنفيذ وإنهاء ملف اللاجئين".
ويعتقد الباحث المصري، أن "السيسي لن يضحي، ولن يترك الكرسي حتى يموت، ولو امتلك القدرة على توريثه لفعل، وفكرة أنه يرفض التهجير افتراض غير واقعي، ومن يضحي بالكرسي إذا كان وطنيا كان يمكنه التضحية في سبيل ملف سد النهضة، وتيران وصنافير، والأمن القومي للدولة بملف غاز المتوسط، والمجازر البشرية التي ارتكبت".
وأكد أن "ملف التهجير من منظوره هامشي بامتياز، ولا يمثل إلا ورقة من أوراق المساومة السياسية، ولا يمكن أن يتعامل معه على أنه يهدد بقاء النظام واستقراره".
وعن احتمالات إطاحة ترامب، بالسيسي، يرى أنه "غير وارد لأنه مجرد أداة وظيفية في يده، ويعلم كيف تدير تلك الأداة سياستها الخارجية، وأنها أداة صنعت على يد الأجهزة الأمنية الأمريكية والإسرائيلية وبرعاية وتمويل السعودية والإمارات".
وأكد أنه "يمكن أن يُضغط على السيسي، ليس من باب أنه يرفض، ولكن يُضغط عليه من باب الصفقات التي يحصل عليها، غير ذلك يصعب القول أنه سيطيح بديكتاتوره المفضل، ولكنه سيمارس سياساته عليه، لأننا أمام تاجرين يحاولان الحصول على أكبر مكسب، ولذلك الحديث عن الإطاحة غير وارد".
وحول دور الشركاء الخليجيين للسيسي، يرى عبدالشافي، أنهم "بالأساس شركاء في التهجير وشركاء بتدمير غزة منذ أكتوبر 2023، وحريصون على تدمير حركات المقاومة، لأجل مشروعاتهم الاستراتيجية، مثل نيوم أو (ذا لاين) بالسعودية لن تنجح إلا في إطار التطبيع".
ويرى أن "(مشروع الهند- الشرق الأوسط) مرورا بالإمارات والسعودية والأردن وحتى إسرائيل لن يتم إلا في إطار التطبيع،أيضا، ولذا لابد من إخلاء غزة أو على الأقل فرض الاستقرار فيها، حتى ضمان تنفيذ تلك المشروعات دون مناكفة".
وختم بالقول: "لذلك فإن ضبط البوصلة فيما يتعلق بالأطراف في غاية الأهمية بهذه المرحلة".
"الشعب الخيار المتاح والصعب"
وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير الدكتور عبدالله الأشعل، إن "ترامب جيدا يعرف أن الحكام العرب لا يقيموا وزنا لشعوبهم، وأنهم سينصاعون لأمره وليس طلبه".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أشار إلى أن "لهجة ترامب تغيرت منذ الخميس وحتى الجمعة، وفي البداية كان يطلب ولكنه الآن يأمر"، ملمحا إلى تأكيد مستشار الرئيس الأمريكي آدم بوهلر، أن ترامب مصر على موقفه من التهجير.
ويرى أستاذ القانون الدولي، أن "الموقف الوحيد المؤكد ضد رغبة أمريكا وإسرائيل في التهجير، هو تمسك الفلسطينيين بأرضهم"، مشيرا إلى أن "ترامب لا يقدر أمام هذه الإرادة، ولا إسرائيل، ولا أي حاكم عربي، ولا غيرهما".
ومع إصرار ترامب على التهجير، والحملات الإعلامية المطالبة بقطع المعونات؛ يعتقد الأشعل، أن "الخيار الوحيد والمتاح أمام السيسي لكنه صعب جدا وهو أن يعطي الشعب المصري حريته"، متسائلا: "ولكن هل يقدر على ذلك؟".
وحول احتمالات أن يضحي السيسي بالكرسي، في مقابل موقف رفض التهجير، أكد المرشح الرئاسي المصري السابق عام 2012، أنه "سوف يغادر الكرسي في كل الأحوال؛ لأن قطع المعونة الأمريكية عن الجيش معناها الانقلاب على السيسي، وزوال حكمه".
وتوقع أن يكون موقف الأمريكان هو القول له: "لا يعجبك التهجير، إذا سنأتي بغيرك"، مضيفا: وكما قالت لي السفيرة الأمريكية آن باترسون عام 2012، إن لديهم طوابير من الساسة والقادة المصريين الذين يمكن وضعهم على رأس السلطة، وأنه لا يجلس أحد بالكرسي دون تصريح أمريكي".
ويرى الأشعل، أن "صمت شركاء السيسي الخليجيين وعدم إظهار موقف من التهجير واحتمالات أن يستخدمهم ترامب، لوقف المشروعات والمساعدات والمصالح في مصر، أمر غير وارد، لأن ترامب لا يحتاج ذلك وهو قادر على فعل كل شيء ويدير كل شيء من البيت الأبيض".
وحول خيارات الدولة المصري إزاء توجه ترامب نحو التهجير، قال: "في وجود إرادة حقيقية للدولة المصرية صاحبة القرار والتي لا يتحكم فيها أحد من الخارج فإن الخيارات كثيرة وأولها الرفض العلني القاطع والإصرار على عدم تمرير سيناريو التهجير".
وأوضح أن "من سيقبل بالتهجير سيكون سببا في الثورة على الدولة، والحاكم والجيش وأي من يقبل بالتهجير سيعتبره الشعب خائن وعميل، خاصة وأن التهجير يمثل دق إسفين في العلاقة بين المصريين والفلسطينيين في المستقبل، والمقاومة ستغذي المهاجرين بمقاومين وقد يحدث صدام مع السلطات المصرية، أو انطلاق المقاومة من أرض مصر ضد إسرائيل، وما يعقب ذلك من تبعات".
"بيد الشعوب وعلى رأسهم الفلسطيني"
وخلص السياسي المصري للقول إن "الرفض المصري غير حقيقي، والعرب يعلنون غير ما يضمرون كما يقول ساسة إسرائيل، وهي صورة لأجل الشعب الغاضب، ولكن ترامب أخذ وعدا ولهذا هو واثق، كما أنا في النهاية لا قيمة لموافقة حاكم عربي أو رفضه، لأن ترامب يعطي تعليمات للتنفيذ، ولكن الشعب سيتخذها ذريعة للثورة على السيسي أو من يخلفه".
وأكد أن "ما بيد ترامب كثير ويمكن به فرض القرار، بجانب أنه يوقن بأن حكام العرب لن يعارضوه، ولكن ترامب لن يلعب بورقة إعادة الحرب الإسرائيلية مجددا على قطاع غزة، لأن الجيش الإسرائيلي خائف ومنهك، والمقاومة تبدو في كامل قوتها، مع مشاهد الإفراج عن الأسرى".
وختم مؤكدا أن "الشعب الفلسطيني أبي وحر، وهو من سيحرر الشعوب العربية الباقية من حكامهم، ومن الأمريكان، وقادر على فعل ما لم يفعله الربيع العربي 2011، والتي أطفأت جذوتها قوى الثورة المضادة والمنتفعين وأمريكا وإسرائيل وحكام العرب".
وأنهى حديثه مبينا أن "التهجير لن يتم لسبب واحد وهو رفض الفلسطينيين مغادرة أرضهم، فهم أثبتوا أنهم الشعب الوحيد المتمسك بأرضه".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية ترامب الاحتلال السيسي غزة السيسي غزة الاحتلال ترامب المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مصر والأردن على السیسی هذا الظهیر أن ترامب
إقرأ أيضاً:
إشادة عالمية بدور السيسي وثبات الموقف المصري في دعم فلسطين واستقرار المنطقة
شهدت القاهرة انعقاد واحدة من أهم الفعاليات البرلمانية الدولية في المنطقة، على مدار يومي الجمعة والسبت، حيث استضاف مجلس النواب منتدى الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط وقمة رؤساء البرلمانات، بمشاركة واسعة من دول ضفتي المتوسط وعدد من المؤسسات البرلمانية الدولية. وقد تحوّل الحدث إلى ملحمة دبلوماسية وبرلمانية دولية أكدت مكانة مصر وريادتها ودورها المحوري في تعزيز الأمن والسلام الإقليمي، وأظهرت حجم التقدير العالمي لجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي وثبات الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية.
وأجمع البرلمانيون الأوروبيون والعرب على أن القاهرة نجحت في صياغة رؤية واضحة للتعاون الإقليمي، وأن التحركات المصرية خلال الأشهر الماضية وضعت الأساس لحلول سلمية حقيقية في المنطقة، خصوصًا في ظل ما تشهده من صراعات وتوترات ممتدة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، أن عملية برشلونة التي يحتفل العالم بذكراها الثلاثين تمثل محطة تاريخية في بناء الشراكة الأورومتوسطية، مشيرًا إلى أن اجتماع القاهرة يمثل فرصة لمراجعة مسيرة التعاون وتقييم ما تحقق والنظر بشجاعة إلى التحديات المشتركة. وأكد جبالي أن المنطقة تواجه اضطرابات غير مسبوقة تهدد الأمن الجماعي، وأن مصر بقيادة الرئيس السيسي قدمت نموذجًا فريدًا في التحرك من أجل وقف النزاعات ودعم المسارات السياسية، مشيرًا إلى استضافة مصر لقمة شرم الشيخ الدولية للسلام التي أرست خريطة طريق نحو حل عادل ودائم.
وشدد رئيس مجلس النواب على أن الاستقرار لن يتحقق دون نمو اقتصادي حقيقي، مؤكدًا أن مصر تمتلك رؤية طموحة لتعزيز الترابط التجاري والطاقوي بين ضفتي المتوسط ودعم التحول الأخضر وتشجيع الاستثمار وانتقال التكنولوجيا، وأن الشراكة الأورومتوسطية ليست خيارًا بل ضرورة استراتيجية تفرضها الجغرافيا وتشابك المصالح.
وخلال كلمته، أكد النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب ورئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، أن مرور ثلاثين عامًا على إطلاق عملية برشلونة يعيد التأكيد على أهمية بناء شراكات عادلة ومتوازنة، مشيرًا إلى أن الميثاق الجديد للمتوسط فرصة تاريخية لإعادة صياغة التعاون الإقليمي على أساس المصالح المشتركة لا الرؤى الأحادية.
وشدد أبو العينين على أن القضية الفلسطينية هي أساس الاستقرار في المنطقة، وأن أي ميثاق جديد لن يكتمل دون حل عادل وشامل، ووقف كامل للعدوان على غزة، ورفض مطلق لأي مخططات تهجير أو ضم. كما دعا إلى حلول سياسية شاملة في ليبيا والسودان، مؤكدًا أن الأمن المائي المصري خط أحمر وأن حقوق مصر في مياه النيل غير قابلة للمساس، وأعلن مقترحًا مصريًا بإنشاء آلية برلمانية دائمة لمتابعة تنفيذ التزامات الميثاق الجديد.
وشهدت الفعاليات إشادات واسعة من البرلمانيين الأوروبيين والعرب بدور الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث وصفته الوفود بأنه صوت الحكمة ورجل الدولة القادر على إدارة الأزمات بحكمة ووضوح. وأكد ممثلو البرلمانات الأجنبية أن الدور المصري بات مركزيًا في حفظ الاستقرار الإقليمي، وأن جهود الرئيس السيسي في وقف العدوان على غزة وتثبيت وقف إطلاق النار عززت مكانة مصر الدولية.
كما أثنى البرلمانيون على التحركات المصرية في ملفات ليبيا والسودان وسوريا، واعتبروا أن القاهرة أصبحت مركز الثقل السياسي في الشرق الأوسط وصاحبة المبادرات الأكثر تأثيرًا في دعم مسارات السلام.
وجاء إعلان القاهرة الصادر عن الاجتماعات ليجسد التوافق الواسع بين دول المتوسط، حيث دعا إلى إحياء عملية برشلونة بروح جديدة أكثر واقعية، ودعم وقف إطلاق النار في غزة، وإعادة الإعمار، والالتزام بفتح المعابر، والانسحاب الإسرائيلي وفق آليات محددة. وأكد الإعلان رفض الاستيطان والضم والتهجير، ودعا إلى مفاوضات مباشرة برعاية دولية وإقليمية، كما شدد على دعم أمن مصر المائي وفق قواعد القانون الدولي.
وتناول الإعلان التحديات الإقليمية في ملفات ليبيا والسودان وسوريا، مشددًا على الحلول السياسية الشاملة واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وعلى ضرورة تعزيز التعاون في مجالات المناخ والطاقة والهجرة والتعليم والاقتصاد الأزرق والتحول الرقمي، إضافة إلى إنشاء «جامعة متوسطية» و«مركز للدبلوماسية العلمية».
واختُتمت أعمال المنتدى بالتأكيد على أن إحياء عملية برشلونة بعد ثلاثين عامًا يمثل ضرورة ملحّة لإطلاق مرحلة جديدة من التكامل الإقليمي وبناء فضاء متوسطي أكثر استقرارًا وتنمية وازدهارًا، وأن مصر ستظل لاعبًا رئيسيًا وشريكًا لا غنى عنه في صياغة مستقبل المنطقة.