البوابة نيوز:
2025-05-17@09:02:13 GMT

لم أكُن قطُّ طالبًا مجتهدًا!

تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قدم أحد أعظم  الكُتَّاب الأحياء على وجه الأرض، الكاتب اليابانى العبقرى هاروكي موراكامي، سيرته الأدبية وخاصة فى الرواية، فى كتابه المهم "مهنتى هى الرواية"عندما سرد تجربته الشخصية،في حديثه عن المدارس كتب:

‫ كان والداي معلِّمَيْن، وقد درَّستُ أنا عددًا من المقرَّرات في جامعاتٍ أمريكيَّة  لكنِّي بصراحةٍ لم أحبَّ المدرسة في حياتي قطّ، ويؤلمني القول إنَّني حين أتذكَّر المدارس التي درستُ فيها، لا أجد الكثير من الذكريات السعيدة.

. وقد اعتذر بذكاء بعدها واضعا بين قوسين كلمة (المعذرة)!

وأكمل حديثه بقوله:  إنَّ مجرَّد التفكير في تلك المدارس يبعث فيَّ انزعاجًا شديدًا!.. على أيَّة حال، أتذكَّر أنِّي حين تخرَّجتُ أخيرًا في الجامعة شعرتُ بارتياح، وقلتُ في نفسي: "رائع! انتهتْ أيَّام الدراسة".. كأن حِملًا أُزِيل عن كاهلي.

وعاد بذاكرته إلى البدايات قائلا: بصراحة، منذ المرحلة الابتدائيَّة وحتى الجامعة، لم أكُن قطُّ طالبًا مجتهدًا!.. فالمدرسة الثانويَّة التي التحقتُ بها في «كوبي»، مدرسةٌ كبيرةٌ تضمُّ أكثر من ستِّمئة تلميذٍ في كلِّ صفّ.. لم أكن مُجِدًّا في دراستي لسببٍ بسيط، وهو أنَّ الأمر كان مملًّا.. لم أكن مهتمًّا بالدراسة، وكانت هناك أشياءٌ أخرى كثيرةٌ في هذه الحياة أمتع من الدراسة مثل قراءة الكتب، والاستماع إلى الموسيقى، والذهاب إلى السينما، والسباحة في البحر، ولعب البيسبول وغيرها.. في ذلك الوقت كانت القراءة بالنسبة إليَّ  أهمَّ من أيِّ شيءٍ آخر. وغنيٌّ عن القول إنَّ هناك أطنانًا من الكتب أكثر إثارةً من أيِّ كتابٍ مدرسيّ.. و‫في منتصف المرحلة الثانويَّة تقريبًا، بدأتُ أقرأ الكتب الإنكليزيَّة بلغتها الأصليَّة. لم تكن لغتي الإنكليزيَّة ممتازة، لكنِّي كنتُ أريد أن أقرأ الروايات بلغتها الأصليَّة، أو الكتب التي لم تُترجَم بعد إلى اليابانيَّة، ولذلك اشتريتُ كومةً من الكتب الإنكليزيَّة من محلٍّ لبيع الكتب المستعملة قرب ميناء «كوبي»، من تلك المحالِّ التي تبيع الكتب بالوزن، ورحتُ   ألتهمها من الغلاف إلى الغلاف، حتى إن لم أفهم كلَّ شيء.. في بداية الأمر كان دافعي هو الفضول، لكنَّ القراءة بالإنكليزيَّة أصبحت بعد ذلك شيئًا أكثر ألفةً كما أظنّ، واستطعتُ أن أقرأ الكتب الإنكليزيَّة بسلاسة.. التهمتُ شتَّى أنواع الكتب في نهمٍ شديد، وكأنِّي أهيلُ الفحم على فرنٍ مشتعل... كنتُ منشغلًا في كلِّ يوم، أستمتع بكتابٍ تلوالآخر، فأهضمها (وفي كثيرٍ من الحالات لم أكن أهضمها جيِّدًا) حتى لم يَعُد لديَّ وقتٌ للتفكير في أيِّ شيءٍ آخر.. أخال أحيانًا أنَّ هذا كان أمرًا مفيدًا لي، فلو أنِّي كنتُ قد نظرتُ أكثر في الأوضاع حولي، وتفكَّرتُ مليًّا فيما بها من تناقضاتٍ وخداعٍ واصطناع، وانغمستُ فورًا في السَّعي إلى أشياءٍ لا يمكنني قبولها..‫ كما أنَّ القراءة الواسعة ساعدت في رؤية الأشياء من منظوراتٍ مختلفة، وأعتقد أنَّ هذا كان مهمًّا للغاية بالنسبة إليَّ في سنِّ المراهقة... فقد خَبِرتُ جميع العواطف التي صوَّرتْها الكتب وكأنَّها عواطفي أنا، وسافرتُ بخيالي عبر الزمان والمكان، ورأيت شتَّى المناظر المذهلة، وسمحتُ للكلمات بشتَّى أنواعها أن تمرَّ عبر جسدي تمامًا. وهكذا.. صار منظوري للحياة أكثر توليفيَّة، أو بعبارةٍ أخرى يمكنني القول إنَّني لم أكن أنظر إلى العالم من المكان الذي كنتُ واقفًا فيه فقط، بل استطعتُ أن أتراجع إلى الوراء قليلًا وأنظر نظرةً «بانوراميَّةً» أوسع...

وقال محدثا لمن يقرأ له: إن كنتَ تنظر دائمًا إلى الأشياء من منظوركَ  وحدك، ستجد العالم يتقلَّص ويتيبَّس جسدك، وتثقل خطواتُك، وتعجز عن الحركة...لكنَّكَ إذا استطعتَ أن تنظر إلى مكان وقوفك من منظوراتٍ أخرى (أي إذا استطعتَ أن تستودع وجودك نظامًا آخر)، فسوف يصبح العالم بالنسبة إليكَ عالمًا ثلاثيَّ الأبعاد، وأكثر مرونة.. وبرأيي فإنَّ هذه الرشاقة في النظر مهمَّةٌ جدًّا ما دمنا نعيش في هذا العالم، وقد كانت هذه واحدةً من أكبر المكافآت التي وجدتُها في القراءة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: هاروكي موراكامي لم أکن

إقرأ أيضاً:

التربية تدشن الكتب التفاعلية لمادة اللغة الإنجليزية

العُمانية: دشّنت وزارة التربية والتعليم اليوم مشروع الكتب التفاعلية لمادة اللغة الإنجليزية للصفوف من الأول إلى السادس، في خطوة تطويرية جديدة تهدف إلى تعزيز فاعلية تعلم اللغة الإنجليزية بوسائل رقمية تفاعلية، وذلك برعاية سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل الوزارة للتعليم.

وشهد حفل التدشين استعراضًا لأهداف المشروع وآلية تنفيذه، إلى جانب عرض مرئي تعريفي بمحتوى الكتب التفاعلية ومكوناتها المتنوعة، والتي تشمل أنشطة وألعابًا تفاعلية وتقييمات رقمية ومواد صوتية ومرئية تهدف إلى جعل عملية التعليم أكثر متعة وتفاعلية، كما تضمّن الحفل عرضًا مرئيا يحتوي على تجارب وآراء عدد من المعلمين والطلبة وأولياء الأمور حول فعالية الكتب التفاعلية في دعم تعلم الطلبة للغة الإنجليزية.

وقال سعادة وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم: يأتي تدشين مشروع الكتب التفاعلية لمادة اللغة الإنجليزية في إطار سعي الوزارة المتواصل لتطوير أساليب تدريس اللغة الإنجليزية، حيث بدأنا بالسلاسل التعليمية للصفوف من الأول وحتى السادس، بالتعاون مع الشركة المنفذة، مع تضمينها لمواد تفاعلية تتيح للطلبة ممارسة اللغة من خلال الحوارات والتسجيلات الصوتية والأنشطة الرقمية، ومن شأن هذه الإضافات أن تسهم في رفع مستوى التحصيل الدراسي، وتعزيز فهم المفاهيم واكتساب المهارات اللغوية".

وأضاف سعادته أن الوزارة تعمل على استكمال السلاسل التفاعلية لتشمل الصفين السابع والثامن، على أن تتوسع لاحقًا لتشمل الصف الثاني عشر.

من جانبه، أوضح سالم بن محمد الخروصي مدير دائرة تطوير مناهج العلوم الإنسانية، أن المشروع يأتي في إطار التغيرات السريعة التي يشهدها العالم الرقمي، وتماشيًا مع مشروع مواءمة مناهج اللغة الإنجليزية للحلقتين الأولى والثانية.

وقال: "منذ انطلاق المشروع، وبتوجيهات القيادة التربوية، عملنا بالشراكة مع شركة (بيرسون) على تحويل رؤيتنا إلى واقع رقمي ملموس، يجمع بين الأصالة التربوية والتقنيات الحديثة. وقد مر المشروع بمراحل عدة، بدءًا من التخطيط المعمّق المبني على تحليل لاحتياجات تطوير المنهج، مرورًا بمرحلة التصميم والتطوير، وصولًا إلى تنفيذ كتب رقمية تفاعلية سهلة الاستخدام وغنية بالمحتوى التعليمي".

وأشار الخروصي إلى أن المشروع شمل أيضًا تطوير اختبارات ذاتية وأنشطة تفاعلية تهدف إلى تعزيز فهم الطلبة وتشجيعهم على التعلم الذاتي بطريقة ممتعة وفعالة، موضحًا أن المرحلة التجريبية شملت عينة من الطلبة والمعلمين، وتم عرض النسخة الأولية على مدربي ومشرفي اللغة الإنجليزية خلال البرنامج التدريبي الذي عُقد في أغسطس 2024، حيث أسهمت الملاحظات التي تم جمعها في تحسين وتحديث المحتوى التفاعلي باستمرار.

وأكد أن المشروع لا يزال في طور التطوير، حيث سيتم استكمال العمل على الكتب التفاعلية للصفين السابع والثامن بالتوازي مع مشروع مواءمة مناهج الحلقة الثانية، مع الأخذ بملاحظات الميدان التربوي لضمان الجودة والفاعلية التعليمية للكتب الرقمية التفاعلية.

مقالات مشابهة

  • ترامب: سألتقي بوتين بأسرع ما يمكن والعالم سيصبح أكثر أمانا بعد أسابيع
  • ترامب: العالم سيصبح أكثر أمانا خلال 3 أسابيع
  • “كابيتال دوت كوم” تواصل التوسع انطلاقاً من الإمارات.. ومنطقة الشرق الأوسط تستحوذ على أكثر من نصف أحجام التداول حول العالم في الربع الأول 2025
  • أكثر الدول امتلاكا للملاعب الرياضية في العالم (إنفوغراف)
  • سر جنون اللابوبو.. دمية الوحوش التي غزت العالم وتباع بآلاف الدولارات
  • عُمان التي أسكتت طبول الحرب
  • جامعة حلوان تحتفل بإنجاز تاريخي.. طالب يحصد ذهبية العالم لرفع الأثقال للشباب
  • التعليم: طباعة الكتب بناء على الأجزاء و ليس الفصول الدراسية
  • مأرب برس يعيد نشر اتفاقات ابراهيم التي طالب ترامب من الرئيس السوري التوقيع عليها خلال لقائه بالرياض
  • التربية تدشن الكتب التفاعلية لمادة اللغة الإنجليزية