صحيفة الاتحاد:
2025-07-29@00:28:20 GMT

«لعبة الحبار»عندما يطاردنا الماضي

تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT

علي عبد الرحمن (القاهرة)

أخبار ذات صلة «وما بينهما»تجليات إبداعية للفنون الإسلامية «أبوظبي إكستريم» تنظم 14 بطولة في 5 قارات

بعد النجاح الساحق الذي حققه الجزء الأول من مسلسل «لعبة الحبار»، الذي ترك بصمته كواحد من أكثر الأعمال الدرامية تأثيراً في العصر الحديث، يعود الموسم الثاني ليغوص بنا أعمق في دهاليز النفس البشرية، ليُعمِّق من طرحه الفلسفي والنفسي حول قضايا البقاء، الأخلاق، والإنسانية، وتتحول السردية إلى مساحة أكثر قتامة وتأملاً، حيث نواجه أسئلة وجودية لا تتعلق فقط بالنجاة الجسديّة، بل بصراعات الإنسان مع ذاته ونظام العالم العبثي.


تدخل الحبكة في الجزء الثاني مرحلة جديدة من التعقيد، حيث لم تعُد الألعاب تختبر قدرة الفرد على النجاة فحسب، بل أصبحت امتحاناً أخلاقياً ونفسياً مُرهقاً؛ وتتطلب إحدى الألعاب الرئيسة في الموسم الثاني من اللاعبين، الاختيار بين إنقاذ أرواح الآخرين أو التضحية بهم لضمان بقائهم، مما يكشف عن هشاشة الأخلاق في مواجهة غريزة البقاء.
هنا تكمن العبقرية السردية للمسلسل، إذ يضع المشاهد أمام مرآة فلسفية تظهر تشابك الخير والشر داخل النفس البشرية، ونرى انعكاساً واضحاً لفكرة الفيلسوف الإنجليزي «هوبز» حول حالة الطبيعة حيث «الإنسان ذئب لأخيه الإنسان»، وفي الوقت ذاته، تطرح السردية تساؤلات عن إمكانية وجود أمل في إنقاذ الإنسان من ذاته.


تحمل الشخصيات العائدة من الجزء الأول في داخلها، صدمات التجربة السابقة، مما يضيف لطبقاتها النفسية أبعاداً جديدة، يظهر ذلك بوضوح في تفاعلهم مع الألعاب الجديدة واللاعبين الجدد، الذين يمثلون مزيجاً متنوعاً من الخلفيات الثقافية والاجتماعية. ويُظهر المسلسل في هذا الجزء كيف تؤثر الصدمات النفسية في اتخاذ القرارات، وكيف يمكن للماضي أن يطارد الفرد في أكثر اللحظات الحاسمة، هذه التركيبة تعزّز من درامية الأحداث وتضع الشخصيات في مواجهة مباشرة مع ماضيها وحاضرها.

وأحد الجوانب المميزة في الجزء الثاني، رمزية الألعاب التي تتجاوز مجرد التحدي الجسدي، لتصل إلى تعبيرات فلسفية عميقة، إحدى الألعاب على سبيل المثال تستند إلى أسطورة «سيزيف» حيث يُجبر اللاعبون على دفع حجر ضخم إلى أعلى التل مع علمهم بأنه سيسقط مجدداً، هذه اللعبة تجسّد فكرة العبثية التي طرحها الأديب الفرنسي من أصل جزائري «ألبير كامو»، الحاصل على نوبل، حيث يُصبح التحدي الحقيقي هو إيجاد معنى في وسط العبث. هناك أيضاً لعبة المرايا، التي تتطلب من اللاعبين مواجهة أنفسهم حرفياً، في إشارة إلى الصراع الداخلي الذي يعاني منه الإنسان في محاولة لفهم ذاته، هنا يتجاوز العمل حدود الترفيه ليصبح دراسة فلسفية عميقة للإنسانية.
وما يميز «لعبة الحبار»، قدرته على التلاعب بمشاعر المشاهدين، كما يخلق حالة مستمرة من التوتر، حيث تُصبح كل لحظة اختباراً نفسياً يضع المشاهد في موضع اللاعب، ولا تترك الأسئلة الأخلاقية المطروحة مجالاً للحياد، بل تُجبره على اتخاذ موقف، مما يجعل التجربة الترفيهية أقرب إلى رحلة نفسية عميقة.
التركيز على الرمزية
يرى الناقد الفني أحمد شعراني، أن الموسم الثاني فقد عنصر المفاجأة الذي ميّز موسمه الأول، والحبكة أصبحت مُتوقعة، والتركيز الزائد على الرمزية الفلسفية قد أضعف التوتر الدرامي، واستشهد بحلقة «لعبة المرايا»، ورغم قوتها الرمزية، فإنها افتقدت الإيقاع السريع الذي كان يميّز الموسم الأول. وتقول الناقدة جهاد هشام، إن الموسم الثاني استند بشكل مفرط إلى نجاح الموسم الأول، دون تقديم جديد حقيقي، وتحولت الشخصيات إلى أدوات لتمرير الرسائل الفلسفية، مما جعلها تفقد عمقها الإنساني، وحتى الألعاب بدت وكأنها مجرد استعراض بصري دون جوهر درامي يُذكر.
بينما أشارت الناقدة رانيا الزاهد، إلى أن الموسم الثاني نجح في تعميق الرسائل الفلسفية والاجتماعية، وتمكّنت الحبكة الدرامية من إبراز التعقيد النفسي للشخصيات، مع التركيز على التحديات الأخلاقية التي تواجهها، معتبرة على حلقة «سيزيف» تحفة فلسفية تعيد التفكير في معنى الجهد الإنساني وسط العبث.
وأوضح الناقد الفني مصطفي الكيلاني، أن الموسم الثاني ليس مجرد تكملة لمسلسل ناجح، وتأكيد على أن القصص القوية يمكنها أن تُعمق من فهمنا للعالم ولأنفسنا، وطرح العمل فكرة أن الحياة بأكملها قد تكون لعبة، وفهم القواعد ليس كافياً للنجاة، بل يجب علينا أن نتساءل عن جدوى المشاركة من الأساس، وبين الصراع النفسي والرمزية الفلسفية، يتركنا العمل أمام سؤال مفتوح: هل نملك الجرأة لترك اللعبة، أم أن اللعبة هي التي تملكنا؟.

هشاشة التوازن النفسي

ترى اختصاصية علم النفس، أميرة ألبير، أن لعبة الحبار في موسمه الثاني انعكاس دقيق لصراعات الإنسان مع ذاته ومع المجتمع، والألعاب الجديدة تمثل تجسيداً لضغوط الحياة اليومية، التي تجبر الأفراد على اتخاذ قرارات أخلاقية تحت وطأة القلق والخوف. وتُظهر هذه التحديات بوضوح، كيف يمكن للصدمات النفسية أن تُعيد تشكيل هويات الأفراد، وتكشف هشاشة التوازن النفسي في ظروف الضغط الشديد، موضحة أن هذه اللعبة تمثل تجسيداً لصراع الإنسان مع مخاوفه اللاواعية، حيث يصبح السقوط أشبه بمواجهة حقيقية مع الفشل والخوف من المجهول.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الموسم الثانی لعبة الحبار

إقرأ أيضاً:

حادث مرعب لفتاة علق شعرها في لعبة بالملاهي

وكالات

أصيبت فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً بإصابات وصفت بأنها “قد تغيّر حياتها بشكل دائم”، بعد أن علِق شعرها داخل إحدى ألعاب الملاهي خلال عرض ترفيهي في قرية “نيتلي مارش” بمقاطعة هامبشاير الإنجليزية، مساء أمس السبت.

وتعرضت الفتاة، التي لم يُفصح عن اسمها حتى الآن، للسقوط بينما كانت على جزء متحرك من أرضية لعبة تُعرف بـ”بيت المرح” (Fun House)، وذلك نحو الساعة 11 مساءً، بحسب صحيفة “مترو” البريطانية.

وأفادت شرطة هامبشاير أنها تلقت بلاغاً بالواقعة مساء يوم 26 يوليو، وتبيّن أن المصابة تعرضت لإصابة خطيرة في الرأس أثناء وجودها على إحدى الألعاب، مؤكدة نقلها إلى المستشفى، ومواصلة التنسيق مع الجهات المختصة لمتابعة التحقيقات.

وأوضحت الممرضة “إيما بيري”، التي كانت حاضرة في الموقع وتدخلت لتقديم الإسعافات الأوّلية، إنها عندما وصلت كان المشهد مروعاً، مضيفةً: “ثلاثة أرباع فروة رأس الفتاة قد تمزقت في ما يُعرف طبياً بحادثة (سلخ الجلد) نتيجة التفاف شعرها في بكرات أرضية اللعبة”.

وأشارت بيري إلة أنها سارعت لمساعدة الفتاة بعد أن أخبرتها صديقتها بأن المصابة كانت تنزف بغزارة، مضيفةً: “كل ما فعلته هو أنني بقيت بجانبها، هذا كل شيء.. أشعر بتعاطف شديد معها ومع عائلتها، فهم الأهم الآن”.

مقالات مشابهة

  • مانجا تطلق لعبة “Sonic Racing” في الشرق الأوسط
  • 16 ميدالية.. حصاد البعثة المصرية في اليوم الثاني من دورة الألعاب الأفريقية للمدارس
  • الجمعة.. بدء موسم صيد ثروة الحبار ولمدة 6 أشهر
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • تحديات جديدة.. تعرف على مزايا لعبة الحبار «Squid Game 2025» وطريقة التحميل
  • حادث مرعب لفتاة علق شعرها في لعبة بالملاهي
  • دراسة رائدة تكشف عن السبب الذي يجبر الدماغ على النوم
  • تحديثات جديدة.. لعبة الحبار في نسختها 2025
  • بعد أنباء تربطه بالنصر.. إليك أبرز أرقام جواو فيليكس في الموسم الماضي
  • بدأت بالنخبة ووصلت إلى العالمية.. ما هي لعبة البادل؟