موقع 24:
2025-10-15@10:04:04 GMT

محمد بن راشد.. وثقافة الحلم

تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT

محمد بن راشد.. وثقافة الحلم

سألني: هل تذكر قبل 25 عاماً عندما كنت أجتمع مع موظفي حكومة دبي، أوجههم إلى بذل كل ما من شأنه الارتقاء بالعمل، وأبني من خلالهم فريق القيادة الحكومي للإمارة، وأؤسس أيضاً للصف الثاني والثالث من الكوادر الإدارية، وأنت بدورك كنت معهم، وتابع: «هل كنت تتوقع كل هذا الذي تراه اليوم في دبي من تطور وازدهار؟ هل كنت تتخيل أن تتحقق على الأرض كل هذه الإنجازات الكبيرة؟».

فاجأني الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي،  بهذه الأسئلة والملاحظات على هامش لقائه بمجلس الإدارة الجديد لجائزة الإعلام العربي، أعادني إلى ربع قرن ذهبي تحولت فيه دبي إلى لؤلؤة الكون، ولم أملك إلا أن أرد على سموه قائلاً: «نعم كنت أتوقع تطوراً وازدهاراً، فسموكم كنتم تضعون ركائز التقدم في تلك الاجتماعات، كانت اجتماعات مبشرة، تقول إن هناك شيئاً يلوح في الأفق، ولكن ما تحقق فاق كل توقعاتي، أصابني بالدهشة وحثني على التأمل، ودفعني للبحث وقراءة الدرس، وعبر التفكير العميق ومراجعة كل هذا الإنجاز المرة تلو الأخرى، توصلت إلى قناعة مفادها بأنكم صنعتم ثقافة الأحلام في العالم العربي، دفعتم برؤيتكم وأقوالكم وأفعالكم الناس لكي يستيقظوا مبكراً مملوئين بالأمل والتفاؤل، يذهبون إلى العمل لكي يقدموا أفضل ما لديهم، ويدفعوا عجلة الوطن إلى الأمام»، نعم مرة ثانية فمحمد بن راشد ليس صانع ثقافة الأحلام وحسب، ولكنه أول وأكبر من بشّر بها في الواقع العربي.
من يقرأ التاريخ العربي المعاصر سيدرك اللحظة المصيرية الفارقة للإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وسيعرف جيداً ما أضافته لمحيطها، ومن يقرأ الفكر العربي المعاصر سيعرف القيمة التي يمثلها محمد بن راشد لمسألة النهضة والتقدم.
مر العالم العربي بأحداث وتحولات بدأت من مرحلة النضال من أجل الاستقلال، مروراً بصراعات واستقطابات سياسية سادت خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وصولاً إلى واقع عربي مضطرب نتيجة لأزمات في التنمية والتطور خلال ما عُرف بالربيع العربي.
في ظل هذه الصورة كانت التجربة الإماراتية شابة، ومغايرة وتتوجه بوصلتها وفق رؤى مؤسسين وضعوا التنمية في مقدمة أولوياتهم، وكما جاء التاريخ العربي المعاصر قلقاً مضطرباً، جاء الفكر العربي انعكاساً له، كان المنتج النخبوي الفكري قد وصل إلى طريق مسدود، واتصف بالتشاؤم، بل بالنظرة السوداوية، وأعلن الكثيرون اليأس عقيدة ومنهج حياة، وكأن العرب خرجوا من التاريخ. لم تكن هناك من فسحة حلم في الواقع أو مستوى النظر، وعلى النقيض من ذلك تماماً جاءت رؤية محمد بن راشد آل مكتوم.
تخبرنا تجربة النهضة الأوروبية، بل وتجارب النهضات الأخرى، بأن الإنسان باستطاعته تجاوز مختلف العراقيل والعوائق، وبأنه لا مستحيل، ولا وضع بإمكانه أن يسود إلى الأبد، وأن البشر سواسية يمتلكون القدرات نفسها، وأنهم يستطيعون تطويع مواردهم، ولو كانت سهلة في سبيل الاستفادة منها، واستثمارها بأفضل السبل، واستوعب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هذه التجارب، بل وأضاف إليها وأكسبها طابعاً عربياً مستلهماً القيم الإيجابية في تراثنا التي في الحقيقة نحن أحق بها، فالتبسم في وجوه الجميع وإشاعة روح التفاؤل قيم عربية أصيلة، وهناك فكرة المضمار والسبق وضرورة الوصول إلى الرقم واحد، من هنا فرادة تجربة محمد بن راشد التي تحتاج إلى التوقف والتحليل والقراءة أكثر من مرة.
قدم الشيخ محمد بن راشد تجربة عربية أصيلة في النهضة، جعلتنا نحصد ما زرع على مدار عقود، تجربة تتأسس على رؤى واستراتيجيات وخطة عمل وإيمان بالعمل الجماعي، وفي هذه التجربة هناك قيم وممارسات ولغة وانفتاح على مختلف النماذج الناجحة، والملاحظ في زوايا وأركان هذه التجربة أنها وهي تشتغل بصبر ودأب على ترسيخ الإيجابيات كانت تمحو سلبيات ترسخت بفعل سنوات التراجع العربي، ولذا لاحظنا في أكثر من موقف أن تلك التجربة لا تعترف بكلمة مستحيل، ولا تلتفت إلى عوائق، ولا تتوقف أمام مطبات، ولا تولي اهتماماً كبيراً بقلة الموارد أو التقلبات الاقتصادية العابرة.
كانت تلك التجربة في صمودها ومتانتها وقوتها تشق طريقها بثبات وتقدم مطرد، لا تعرف التراجع أو التوقف أو حتى التقاط الأنفاس، كانت تُحلق، لأنها تدرك أن السير خطوة خطوة قد يتوقف فجأة لعائق ما ونتيجة لذلك ربما تتراجع خطوتين، من هنا فرادتها وقدرتها على الإدهاش وكلمة السر فيها هي الحلم، بكل مداراته ودلالته التي تحيل إلى المختلف والمغاير وغير المتوقع.
نعم جاء حلم محمد بن راشد مختلفاً ومميزاً وناجحاً، حلم أدخل دبي والإمارات في أفق آخر، لا يعرف سوى النجاح، وقدم لكل العرب الأمل، وقال لهم: «التقدم قاب قوسين أو أدنى إذا توافرت الرؤية والعزيمة»، وعلينا جميعاً أن نستفيد من مفردات حلم محمد بن راشد، وهو في الحقيقة حلمنا جميعاً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الشیخ محمد بن محمد بن راشد

إقرأ أيضاً:

حمدان بن محمد يزور معرض «إكسباند نورث ستار 2025» الأكبر عالمياً للشركات الناشئة والمستثمرين

زار سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، اليوم، معرض «إكسباند نورث ستار» الأكبر عالمياً للشركات الناشئة والمستثمرين، الذي ينظمه مركز دبي التجاري العالمي، وتستضيفه غرفة دبي للاقتصاد الرقمي في «دبي هاربور»، وتستمر فعالياته حتى غد، بمشاركة ما يزيد على 2000 شركة ناشئة وأكثر من 1200 مستثمر، ما يجعله أكبر منصة عالمية تجمع بين الابتكار ورأس المال الاستثماري.
وأكد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم خلال زيارته المعرض، أن «إكسباند نورث ستار» يُجسّد مكانة دبي بوصفها مركزاً عالمياً لريادة الأعمال والتكنولوجيا ويعكس رؤيتها في بناء اقتصاد رقمي متنوع قائم على الابتكار والمعرفة.

وأشار سموه إلى أن استضافة الحدث ضمن فعاليات «جيتكس جلوبال» تؤكد ريادة دبي في توفير بيئة أعمال مرنة ومحفزة تدعم الأفكار الخلّاقة، وتستقطب روّاد الأعمال والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
وقال سموّه: إن النمو المستمر لمعرض (إكسباند نورث ستار) يبرهن على الثقة الدولية المتزايدة بدبي وجهة عالمية تحتضن المبدعين والمبتكرين، وتسهم في صياغة ملامح مستقبل الاقتصاد الرقمي موضحاً أن المنظومة المتكاملة التي توفرها دبي من بنية تحتية رقمية متطورة وتشريعات مرنة وشراكات استراتيجية، جعلت منها منصة رئيسية لتمكين الشركات الناشئة ودعم مسيرة التحول التكنولوجي على مستوى المنطقة والعالم.
وأضاف سموه أن دعم المواهب وروّاد الأعمال في مجالات التكنولوجيا المتقدمة استثمار في مستقبل الاقتصاد الوطني، ومحرك لتحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33)، فيما تعزز مبادرات وفعاليات عالمية مثل (إكسباند نورث ستار) موقع دبي جسراً عالمياً يربط بين الأفكار ورأس المال، ويسهم في ترسيخ اقتصاد مستدام يقوده الابتكار والمعرفة ويستند إلى طاقات الشباب وإبداعاتهم.

أخبار ذات صلة حمدان بن محمد يزور معرض "إكسباند نورث ستار 2025" توقعات بسقوط أمطار غداً

وقام سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بجولة في أجنحة المعرض، اطّلع خلالها على المشاركات العالمية في الحدث، وما تقدمه الشركات المتخصصة من الحلول والتقنيات في مجال الابتكار والاستثمار وصناعة المستقبل والتي تسهم في بناء منظومات الأعمال الرقمية وتطوير البنى التحتية التكنولوجية التي تتيح للشركات الناشئة النمو والازدهار والتطور، وذلك بحضور معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، ومعالي هلال سعيد المرّي، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، وسعادة محمد علي راشد لوتاه، مدير عام غرف دبي، وسعادة عمران شرف مساعد وزير الخارجية لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، وسعيد القرقاوي، نائب رئيس غرفة دبي للاقتصاد الرقمي.
وبدأت جولة سموّه بجناح «غرفة دبي للاقتصاد الرقمي» واطّلع فيه على خدمات التوفيق بين المستثمرين وروّاد الأعمال وبرامج تنمية مجتمع الشركات الناشئة التي تستضيفها الغرفة في إطار دورها المحوري في ترسيخ مكانة دبي عاصمةً للاقتصاد الرقمي.
وزار سموّه جناح صربيا المشارك في فعاليات «إكسباند نورث ستار» ضمن جناح خاص نظمته غرفة التجارة والصناعة الصربية، سلّط الضوء على أبرز الابتكارات والمشاريع الرقمية التي تعكس تطور منظومتها التقنية وريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي. وتفقّد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم منصة شركة «سبيس بوينت» الإماراتية، والتي تشارك في المعرض كمثال حي على الابتكار الإماراتي في مجال علوم الفضاء، بعد مشاركتها في برنامج مسرّع الابتكار التابع لصندوق محمد بن راشد للابتكار، وتعرّف سموه على ما تعرضه الشركة من تقنيات إطلاق الأقمار الصناعية.
وشملت جولة سموه في معرض «إكسباند نورث ستار 2025»، زيارة جناح الإكوادور حيث تابع شرحاً حول المشاريع التي تقدمها الشركات المتخصصة في مجالات التكنولوجيا وريادة الأعمال وما تقدمه الإكوادور من فرص استثمارية للشركات والمستثمرين الدوليين.
وزار سموه منصة شركة«Secure Y71» وشركة«⁠Nabibk» الإماراتيتين، إضافة إلى جناح «HealthTech» الذي يضم الشركات المتخصصة في الابتكار الطبي والتقنيات الصحية، والتي تعرض أحدث الحلول الرقمية والتطبيقات الذكية في مجالات الرعاية الصحية، والذكاء الاصطناعي الطبي، والأجهزة القابلة للارتداء، والتشخيص المبكر.
واختتم سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، زيارته لمعرض «إكسباند نورث ستار» بزيارة جناح الهند التي تشارك في الحدث العالمي بحضور لافت، بمشاركة 211 شركة ناشئة، تتنوع مجالاتها بين الذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات، والأمن السيبراني، وأشباه الموصلات، وغيرها من الابتكارات التكنولوجية.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • مكتبة محمد بن راشد تستعرض حلولها الذكية في «جيتكس»
  • حمدان بن محمد يزور معرض «إكسباند نورث ستار 2025» الأكبر عالمياً للشركات الناشئة والمستثمرين
  • تعاون بين «الطاقة» و«محمد بن راشد للفضاء» لتطوير حلول ذكية للملاحة البحرية
  • مكتبة محمد بن راشد تستعرض حلولها الذكية في جيتكس
  • شرطة أبوظبي تنظم النسخة الـ 6 من بطولة مبارك بن محمد للرماية
  • جائزة محمد بن راشد للغة العربية تشارك في «فرانكفورت الدولي للكتاب»
  • محمد بن راشد يفتتح «جيتكس جلوبال 2025» ويطّلع على أحدث حلول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
  • منصور بن محمد يفتتح الدورة العاشرة لمعرض «إكسباند نورث ستار»
  • «جيتكس جلوبال 2025» ينطلق في دبي اليوم بمشاركة 6800 عارض
  • محمد بن راشد: شكراً مكتوم بن محمد.. معكم نطمئن على مستقبل اقتصادنا الوطني