ابتكار خارق.. دمج دواءين شائعين لأمراض الكبد الدهنية (تفاصيل)
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
اقترب فريق من العلماء من تحقيق تقدم طبي مهم بعد اكتشاف أن دمج دواءين شائعين قد يشكل علاجا واعدا لأمراض الكبد الدهنية غير المرتبطة بالكحول.
ويحدث داء الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD) عندما تتراكم الدهون داخل الكبد نتيجة اضطرابات في عملية التمثيل الغذائي، وليس بسبب استهلاك الكحول.
مزيج دوائي من اليابان والمملكة المتحدة
في دراسة أجراها علماء إسبان، تبيّن أن دمج دواء "بيمافايبرات"، المستخدم في اليابان لخفض الكوليسترول، مع دواء "تلميسارتان"، الذي يُستعمل عادة في بريطانيا لعلاج ارتفاع ضغط الدم، يمكن أن يقلل بشكل ملحوظ من تراكم الدهون في الكبد.
وأظهرت التجارب التي أجريت على الفئران وسمك الزرد أن هذا المزيج لا يحسن صحة الكبد فحسب، بل يقلل أيضا من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، ما يجعله علاجا ذا فوائد مزدوجة.
ووصفت البروفيسورة مارتا أليغريت من جامعة برشلونة، المشاركة في الدراسة، النتائج بأنها "مشجعة للغاية"، موضحة أن الدواءين "يعملان معا على خفض ضغط الدم والكوليسترول، وهما عاملان رئيسيان في أمراض القلب لدى المصابين باضطرابات الكبد الدهنية".
وأظهرت التجارب أن تناول نصف جرعة من كل دواء معا كان فعالا بقدر استخدام جرعة كاملة من أحدهما منفردا في تقليل تراكم الدهون الناتج عن نظام غذائي غني بالدهون والفركتوز — وهو سكر يوجد في الفواكه والعسل والمشروبات الغازية والحلويات المصنعة.
وبيّنت الدراسة أن "تلميسارتان" يساهم في إعادة مستويات بروتين PCK1 في الكبد إلى طبيعتها، وهو بروتين يختفي لدى المصابين بداء MASLD.
ورغم النتائج الواعدة، أكد العلماء أن الدراسة لا تزال في مراحلها الأولية، إذ أجريت على الحيوانات فقط. وقالت البروفيسورة أليغريت: "لتحويل هذه النتائج إلى علاج فعلي للبشر، نحتاج إلى دراسات سريرية تثبت أن الفوائد التي لاحظناها لدى الحيوانات يمكن أن تتكرر لدى المرضى".
الجدير بالذكر أن أمراض الكبد لم تعد حكرا على كبار السن أو مدمني الكحول، إذ تشهد الإصابات بين الشباب والأطفال ارتفاعا مقلقا.
وغالبا ما يبدأ المرض بتراكم الدهون في الكبد، لكنه قد يتطور لدى ربع المرضى تقريبا إلى مرحلة أكثر خطورة تُعرف بـ "التهاب الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي" (MASH)، حيث يؤدي الالتهاب المستمر إلى تندب الكبد وتليفه، ما يرفع خطر الإصابة بفشل الكبد أو سرطان الكبد.
ومع تدهور وظائف الكبد، قد تظهر أعراض مثل اليرقان وانتفاخ البطن واضطرابات الوعي الناتجة عن تراكم السموم في الدم، وهي علامات على تقدم الحالة إلى مراحل حرجة.
ويأمل العلماء أن يفتح هذا المزيج الدوائي الباب أمام علاج آمن وفعّال يمكنه الحد من مضاعفات هذا المرض الصامت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكبد الدهني التمثيل الغذائي عملية التمثيل الغذائي صحة الكبد أمراض القلب والأوعية الدموية
إقرأ أيضاً:
أمراض القلب ... تعرف على الأسباب الخفية وطرق الوقاية
تحتل أمراض القلب المرتبة الأولى كسبب رئيسي للوفاة عالميًا، بحسب تقارير جمعية القلب الأمريكية، ويعتبر مرض القلب التاجي الأكثر انتشارًا بين هذه الأمراض، حيث تلاحظ أن كثيرًا من الأشخاص لا يلتفتون إلى عوامل الخطر المرتبطة بصحة القلب، مثل ارتفاع الضغط والكوليسترول، إلا بعد التعرض لأزمة صحية حادة، ما يجعل الوعي والوقاية ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، وذلك وفقًا لأحدث الدراسات التي نُشرت في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب.
يطلق مصطلح "أمراض القلب" على مجموعة واسعة من الاضطرابات التي تؤثر في عضلة القلب أو شرايينه أو نظمه الكهربائي، ويشمل هذا المصطلح حالات مثل مرض الشريان التاجي، وأمراض القلب الخلقية، واضطرابات النبض، وبحسب المعهد الوطني للقلب والرئة والدم، يُعد مرض الشريان التاجي السبب الرئيس لقصور القلب والنوبات القلبية، إذ يؤدي تضيق الشرايين بفعل تراكم الترسبات الدهنية إلى إعاقة وصول الدم المحمّل بالأكسجين إلى القلب.
كيف تتطور أمراض القلب؟تنشأ المشكلات القلبية غالبًا نتيجة تراكم اللويحات داخل الشرايين، وهي حالة تُسمى تصلب الشرايين. ومع مرور الوقت، يزداد تضيق هذه الشرايين، مما يضعف تدفق الدم ويُرهق عضلة القلب، وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى نوبة قلبية أو فشل قلبي.
عوامل الخطر غير القابلة للتغييرهناك عوامل لا يمكن التحكم بها، مثل:
التاريخ العائلي للإصابة بأمراض القلب.التقدم في العمر.الجنس البيولوجي.مرحلة ما بعد انقطاع الطمث لدى النساء.عوامل الخطر القابلة للتعديلهناك أربعة عوامل رئيسية قابلة للتحكم تلعب دورًا مباشرًا في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وهي:
ارتفاع نسبة الكوليسترول.ارتفاع ضغط الدم.مرض السكري.التدخين.وتؤكد الدراسات أن تأثير هذه العوامل لا يظهر فقط عند وصولها إلى مراحل خطرة، بل حتى المستويات المتوسطة منها قد تشكل تهديدًا حقيقيًا لصحة القلب.
دراسات تكشف حقائق صادمةأظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب أن 99% من المصابين بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية أو قصور القلب كانوا يعانون من واحد على الأقل من عوامل الخطر الأربعة المذكورة سابقًا بمستوى أعلى من الحد الصحي المقبول.
ما يميز هذه الدراسة أنها لم تعتمد على التشخيص السريري فقط، بل رصدت القياسات المتكررة للكوليسترول والضغط والسكر لدى مجموعات سكانية في كوريا والولايات المتحدة، وأثبتت أن حتى الارتفاعات الطفيفة في هذه المؤشرات قد تشكل بداية الخطر.
الأساسيات الثمانية لصحة القلبوضعت جمعية القلب الأمريكية إطارًا وقائيًا أطلقت عليه "الأساسيات الثمانية للحياة الصحية"، ويتضمن ما يلي:
اتباع نظام غذائي متوازن.ممارسة نشاط بدني منتظم.الامتناع عن التدخين تمامًا.تبني نمط نوم صحي.المحافظة على وزن مناسب.ضبط مستويات الكوليسترول.مراقبة مستوى سكر الدم.الحفاظ على ضغط دم طبيعي.