بافتراض ان الجنجويد انتصروا في جميع ارجاء السودان (..)
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
من أحاجي الحرب ( ١٢٦٠٩ ):
○ كتب: بروف Abdelrahman Karrar
بافتراض ان الجنجويد انتصروا في جميع ارجاء السودان .. او استسلم الجيش حسب ما يريده بكري الجاك … وبافتراض انه نتيجة لذلك نزح قاطني المدن الي ملاجيء او الي الخارج او الي الصحاري .. وجاء الجنجويد واهاليهم ودعوا كل جنجويدي من اعماق الصحاري لاستيطان المدن السودانية .
بافتراض هذا كله لدى سؤال ملح .. كيف كانو سيعيدون الدولة الي مسارها المدني ودولاب العمل الي نمطه الذي يحقق الانتاج والاستقرار؟ وما هي القيمة الحضارية التي تؤهل الجنجويد ومنسوبيهم للقيام بهذه العملية الحضارية المعقدة؟
الاجابة التي تقفز الي ذهني هى ان هذه القيم الحضارية تساوي صفراً كبيراً …. فالظاهر عندي ان قيمة التعليم عندهم لا قيمة لها .. وقيمة البنية التحتية ومؤسسات الدولة وهياكلها ونظمها الادارية والمالية والهندسية كل ذلك = صفراً ….
شاهدنا الفيديوهات بعد جلاء او اجلاء الحنجويد عن اى منطقة .. البيوت يتم خلع اى شيء قائم فيها والقاءه على الارض اذا لم تكن له قيمة مادية لديهم .. الارض تحفر كلها بحثا عن الذهب … محطات الكهرباء تدمر تدمير منهجي وتسرق الكوابل … المعامل والمختبرات والاسواق والمصانع تسوى بالارض … حتى المساجد والكنائس لم تسلم من التدمير والتحطيم …
يتبادر الي الذهن ان او شخص سوي منطقي التفكير سيحافظ على الارث الذي استولى عليه حتى يتسنى له ادارة هذه الارث مما يعود عليه بالخير له واهله القادمين الي المنطقة .. ولكن في يبدو ان الحنجويد لا يستوعب ذهنهم التفكير المعقد المتعلق بالخطط المستقبلية وماذا بعد ان تدين لهم الدولة …
الا يملك حلفاءهم السياسيون الذين تربوا في دهاليز دولة ٥٦ وتسلحوا بالمعرفة والقيم الحضارية في مدنها العريقة ان يمدوا يد النصيحة لهؤلاء الرعاع ويعلموهم انهم يحتاجون مؤسسات الدولة وبنيتها التحتية من اجل الاستمرارية؟
ام يريدون مسح قيم حضرية عمرها الاف السنوات واستبدالها بقيم جنجويدية تحتاج الاف من السنين أخرى لتقدم شيء ايجابي للانسانية ….
ارجع عن قولي عن ان مساهمة الحنجويد في المسيرة الحضارية تساوي صفراً كبيرا ً …
بل انها تساوي عددا سالباً من الصعب تقدير ضخامته!
#من_أحاجي_الحرب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
لا توجد أي قيمة حقيقية لظهور حميدتي محاطًا ببضع مئات من جنوده
لا توجد أي قيمة حقيقية لظهور حميدتي محاطًا ببضع مئات من جنوده، في مكان نائي معزول. ففي الأمس القريب، ظهر مزهوًا جهارًا نهارًا وسط آلاف الجنود المدجّجين بالسلاح، محاطًا بالمعدات والمركبات، وفي قلب العاصمة الخرطوم، بل داخل القصر الجمهوري نفسه.
واليوم، انتهى به الحال إلى السعي لإثبات أنه ما زال على قيد الحياة، في جهة غير معلومة.
على العموم، الحرب لم تضع أوزارها بعد، لكنها على وشك أن تكتب سطرها الأخير، بإذن الله تعالى.
✍️ عمر محمد عثمان