لجريدة عمان:
2025-10-13@08:34:30 GMT

غزة في مواجهة فكر إمبريالي جديد

تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT

غزة في مواجهة فكر إمبريالي جديد

فجر الرئيس الأمريكي ترامب الأربعاء مفاجأة من العيار الثقيل ضربت كل القيم والمبادئ السياسية الدولية حينما طرح فكرة «الاستيلاء» على قطاع غزة بعد تهجير وتشريد سكانها وتحويلها إلى «ريفييرا الشرق الأوسط».. لكن الاستيلاء هذه المرة ليس من قبل أو لصالح إسرائيل وإنما من أمريكا ولصالحها إلى حد جعلت رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه يشعر بالغرابة وإن قال إن الأمر سيكون «حدثا تاريخيا».

وظهر ترامب الذي بدا منفصلا عن الواقع وكأنه مطور عقاري يحمل فكرا إمبرياليا يعود إلى القرن التاسع عشر!

وهذا الطرح الإمبريالي، الغريب، يعزز أطروحات سابقة قالها ترامب في الأسابيع الماضية عندما تحدث عن شراء جرينلاند وضم كندا واستعادة قناة بنما وإعادة تسمية خليج المكسيك إضافة إلى توجهاته الإمبريالية المنطلقة من الفكر الاقتصادي.

وخالف ترامب في طرحه الكثير من الأفكار التي تبناها سواء في فترته الرئاسية الأولى أو خلال حملته الانتخابية التي استبعد فيها أن تخوض بلاده أي حرب جديدة وقدم نفسه بوصفه رجل سلام وإنْ كان على الطريقة الأمريكية التي لا ترى السلام إلا من زاوية خدمة إسرائيل. والغريب أن ترامب كان يتحدث بكثير من الثقة، التي تؤكد انفصاله الحقيقي عن الواقع، حينما أصر أن كل من مصر والأردن ستوافقان على خطة تهجير الشعب الفلسطيني وهذا يؤكد أن الرجل ينظر من منظور المطور العقاري وليس من منظور رجل سياسة يرأس أقوى دولة في العالم، والراعية الأولى للنظام العالمي رغم أن الرجل لا يبدو أنه في وارد الحفاظ على هذا النظام الذي يعمل بالفعل على هدمه وإدارة العالم برؤية تقوم على معيار القوة الواحدة دون أي اعتبار للقوانين والتشريعات أو حتى فكرة الديمقراطية التي يمقتها الرجل بشكل كامل.

لكن ترامب الذي يحمل أمل استكمال مشروع الاتفاقيات الإبراهيمية التي بدأت في آخر فترته الرئاسية الأولى لا يبدو أنه يعي أن هذا الطرح يفسد مشروعه الفاسد من أساسه وأنه يعقد الأمر على بعض الدول التي بدأها أنها على وشك الموافقة على فكرة التطبيع بل إنه يعيد طرح مثل هذه المشاريع التطبيعية التي بدأت من كامب ديفيد على طاولة البحث الشعبي إن لم يكن بحث القيادات العربية التي لم ترفي التطبيع أي مكاسب لا سياسية ولا اقتصادية ولا أمنية كما كانت تريد إقناع نفسها في مرحلة من مراحل التاريخ العربي.

ولا يبدو ترامب أيضا معنيا بتبعات حديثة القانونية أو السياسية أو حتى اللوجستية.. فلا يمكن أن تحدث أي عملية تهجير للشعب الفلسطيني في قطاع غزة أو حتى في الضفة العربية بمعزل عن موافقة مصر والأردن بشكل أساسي. وبعيدا عن الرأي الشعبي في العالم العربي الرافض لهذا الطرح فإن حتى القيادات السياسية في كل من مصر والأردن لا يمكن لهما إقرارها هذا المشروع تحت أي ضغط أمريكي لأن لمثل هذه الموافقة تبعات قانونية وشعبية وربما يصل الأمر إلى وضع شرعية هذه القيادات على محك شعوبها.

وليس أمام الرئيس الأمريكي إلا العودة إلى المؤسسات الأمريكية وبشكل خاص مؤسسة الخارجية وكذلك المؤسسة الأمنية فهي الأقدر على فهم تبعات تصريحات ترامب وأثرها على علاقة أمريكا بأصدقائها في منطقة الشرق الأوسط.. وهي التي تملك أيضا سجلا تاريخيا للقضية الفلسطينية ومساراتها منذ أكثر من 75 عاما وما هو الممكن وغير الممكن في كل الأطروحات التي طرحت على مدى هذا الخط الزمني.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ماذا يحتاج العمل التجاري في عُمان؟

 

 

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

يتطلع الجميع لأن يستمر العمل التجاري في سلطنة عُمان بصورة أكبر خلال المرحلة المقبلة في إطار المنافسة العالمية، بعد أن واجه عدة صعوبات في المرحلة الماضية بسبب تفشي وباء كوفيد-19، والأزمات المالية وتراكم الديون الخارجية، والصعوبات المالية التي تعرّض لها التجار وأصحاب الشركات وغيرهم من مالكي المؤسسات التجارية، ويأمل الجميع، وخاصة رواد الأعمال العُمانيين والباحثين عن الأعمال، وكذلك التجار والمستثمرين أن تمنح لهم الفرص التجارية الجدية، وبدون أية صعوبات أو مشاكل تعترض أعمالهم اليومية.

الوضع التجاري في البلاد كما يوصف من قبل المؤسسات الدولية بأنه مدعوم بإطار قانوني قوي، ويهدف إلى تنظيم الأنشطة الاقتصادية وتشجيع الاستثمار بصورة أكبر. كما يتميز بوجود تسهيلات للمستثمرين، بما في ذلك الحوافز والفرص في القطاعات الاقتصادية المعروفة. فسلطنة عُمان تتميز اليوم ببيئة استثمارية جاذبة، بجانب موقعها الجغرافي الهام وسط نقاط التقاء طرق التجارة العالمية، الأمر الذي يمنحها فرصة لفتح أسواق المنتجات الوطنية، وتصديرها وإيصالها إلى الأسواق الناشئة عبر ممرات النقل الحيوية. كما يتميز الوضع التجاري في البلاد بأنه مستقر سياسيًا، ويعمل ضمن رؤية وأهداف "عُمان 2040"؛ الأمر الذي يعمل الجميع على تعزيز مناخ الاستثمار وتنويع الاقتصاد وفتح آفاق أكبر لاستغلال كل مصدر طبيعي في البلاد نظرًا لحاجة العالم إلى تلك المصادر المهمة.

لقد شهدت سلطنة عُمان خلال العقود الخمسة الماضية الكثير من التطورات الاقتصادية فيما يتعلق بتحديث الأطر القانونية التشريعية، وتوسعة البنية الأساسية اللوجستية مثل الموانئ والطرق والمطارات والمناطق الصناعية، إضافة إلى إطلاق منصات إلكترونية وتسهّيل إجراءات الاستثمار.

تقرير "ممارسة أنشطة الأعمال 2020" الصادر عن البنك الدولي يشير إلى صعود عُمان 10 مراتب في العمل التجاري في الآونة الأخيرة لتحتل اليوم المرتبة 68 على مستوى العالم. ومع تقديم الحوافز التجارية وقتل البيروقراطية وتسهيل القوانين والأعمال، فإنَّ ذلك سيؤدي حتمًا إلى احتلال مرتبة متقدمة في العمل التجاري؛ الأمر الذي يتطلب القضاء على التحديات التنفيذية والإجرائية، وقتل البيروقراطية، وتقليل الفجوة بين الإصلاحات المعلنة والتطبيق الفعلي على الأرض.

وتتسم البيئة الاقتصادية والتجارية في عُمان بالاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة؛ الأمر الذي يُعزِّز الثقة بهذه البيئة لجذب الاستثمار، والمضي قُدمًا في تقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، بجانب تنويع الاقتصاد؛ مما يخلق فرص عمل جديدة للباحثين عن الأعمال في قطاعات الاستثمار كالسياحة، واللوجستيات، والزراعة، والصناعة وغيرها. كما إن الحكومة مستمرة في إجراء الإصلاحات الاقتصادية ضمن رؤية "عُمان 2040"، لتحسين مناخ الأعمال، وتسهيل الإجراءات، وتشجيع ريادة الأعمال.

ومن واقع وجهة نظر التجار وأصحاب الأعمال، فإن تأسيس الشركات وبدء الأعمال التجارية أصبحت اليوم أكثر سهولة مع توفر منصات إلكترونية مثل "استثمر بسهولة"، في الوقت الذي ما زالت التحديات والبيروقراطية تُشكِّل مُعضلة في العمل التجاري للبعض بسبب بطء الإجراءات أحيانًا أو الحاجة للتنسيق بين عدة جهات حكومية في وقت واحد. كما إن مسألة الوصول إلى التمويل تعد تحديًا أمام بعض رواد الأعمال، خصوصًا الشباب، رغم وجود مؤسسات تمويلية عديدة للقيام بهذه المسؤولية.

لقد شهدت بيئة الاستثمار تطورات عدة في البلاد من أجل ممارسة الأعمال نتيجة لصدور حزمة من الإصلاحات التشريعية والإجرائية؛ حيث صدر قانون استثمار رأس المال الأجنبي بالمرسوم السلطاني رقم 50/2019، الذي أتاح تملك الأجنبي بنسبة 100% في معظم القطاعات، وألغى الحد الأدنى لرأس المال؛ مما ساهم في إزالة عقبة كبيرة أمام دخول المستثمرين. كما صدرت قوانين خاصة بالشراكة بين القطاعين العام والخاص والتخصيص؛ بهدف تشجيع استثمارات القطاع الخاص في المشاريع الكبرى. فضلًا عن ذلك، تتخذ الحكومة خطوات لتقليص الرسوم، وتقديم إعفاءات ضريبية وحوافز خاصة في المناطق الاقتصادية، الأمر الذي يساهم في تقليل تكلفة بدء المشاريع، وتعزّز الجاذبية الاقتصادية للمستثمرين الأجانب. ومنصة "استثمر بسهولة"، التي تم دمجها لاحقًا في منصة عُمان تعمل على تقديم الأعمال الشاملة من خلال تقديم نافذة إلكترونية موحدة تجمع أكثر من 50 خدمة حكومية للمستثمرين؛ مما يسهّل تأسيس الشركات والحصول على التراخيص عبر الإنترنت على نحو سريع وسهل. وكل هذه العوامل، تجعل عُمان وجهة جذابة للاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة.

سلطنة عُمان تتميَّز اليوم بتوفير فرص متزايدة وخاصة لرواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعد العمود الفقري للاقتصادات في العالم، ويرى الشباب أن هناك فرصًا عدة واعدة خاصة في قطاعات التكنولوجيا، والخدمات الرقمية، والتجارة الإلكترونية، في الوقت الذي تلتزم فيه الحكومة بتقديم الدعم من خلال توفير من خلال برامج التدريب في هذه القطاعات، مع حث المؤسسات على زيادة كفاءتها وربطها بسوق العمل الحقيقي. كما تُعزّز من ثقافة ريادة الأعمال؛ لتُصبح خيارًا مقبولًا ومشجعًا لدى فئة الشباب، مع زيادة الفعاليات والمسابقات والمبادرات التي تروج لهذه الثقافة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • انطلاق ورشة برامج منظومة إجادة القيادية لرفع كفاءة القيادات بجنوب الباطنة
  • أحمد موسى: نتنياهو فشل في إعادة الرهائن رغم الإبادة التي قام بها
  • قضايا الأمن الغذائي في الخليج
  • الكبيرة مصر
  • ماذا يحتاج العمل التجاري في عُمان؟
  • بعد الهجوم على لبنان.. قيادي حوثي يحذّر: يبدو أن الإسرائيليين يريدون العودة للملاجئ!
  • برنامج لإعداد القيادات التنفيذية بمحافظة مسقط
  • وضع ستار على الأضرار التي لحقت بحاملة الطائرات ترومان اثناء خطاب ترامب.. صور
  • ما قصة الكلمات المهينة التي وجهها كوشنر إلى عباس؟ (فيديو)
  • تعرف إلى المعارضة الفنزويلية التي سرقت جائزة نوبل للسلام من ترامب