بوابة الوفد:
2025-05-21@01:48:25 GMT

يجب أن تموت المجر لكى تعيش أوكرانيا

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

«يجب أن تموت المجر لكى تعيش أوكرانيا «هذه هى خلاصة مقال منشور بتاريخ 18 أغسطس 2023 فى مجلة «غلوباليستGlobalist-» ن وهى لسان حال الحكومة العالمية وقطع الشطرنج التى تدور فى فلكها من أمثال حلف شمال الأطلنطى (الناتو)، وصندوق النقد الدولى وغيرهما.

وشارك فى كتابة المقال الذى يحمل عنوان «الناتو وخروج أوربان،(والمقصود هنا هو فيكتور اوربان رئيس وزراء المجر)، اثنان من كبار الكتاب السياسيين ومحللى مراكز الابحاث المقربين من دوائر صنع القرار فى واشنطن هما اليكسى باير وستيفان ريختر، أنه طالما أن جولات المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا والتى استضافت المملكة العربية السعودية أحدث جولاتها انتهت إلى طريق مسدود، لأن شروط السلام التى وضعتها روسيا مرفوضة جملة وتفصيلًا من جانب اوكرانيا التى ترى أن الاستجابة لمثل هذه الشروط يعنى فعليا إعادة أوكرانيا إلى ما كانت عليه ابان الحكم الشيوعى للاتحاد السوفيتى قبل سقوطه عام 1991 وتحويلها إلى مستعمرة روسية.

وحتى يمكن التغلب على هذا الجمود وإطفاء أتون الحرب التى تقود العالم تدريجيا إلى حرب عالمية ثالثة يكون فيها استخدام السلاح النووى أمر شبه مؤكد، يقترح المقال ضرورة اتقاء شر الرئيس الروسى فلاديمير بوتن، والذى كان قد طالب حلف الناتو فى بداية الأزمة بالانسحاب إلى الحدود التى كان عليها الحلف عام 1997، أى بعبارة أدق قبل انضمام دول اوروبا الشرقية إلى الحلف.

وحتى ينفخ الحلف نسمة الحياة فى الفكرة المسمومة، يقترح الكاتبان أن يضحى حلف الناتو بدولة أو اثنتين من دول اوروبا الشرقية لتقديمهما إلى الرئيس الروسى على طبق من ذهب ويا حبذا لو كانت المجر فى مقدمة هذه الدول!

ولكن لماذا المجر تحديدا؟ فهذه الدولة التى لعبت أدورا هامة عبر التاريخ، لم تبدأ الحرب فى أوكرانيا، ولم تكن طرفا فيها، ولم تقم باحتلال أو غزو اراضى دولة أخرى، ولا حتى تساند الموقف الروسى.

والإجابة ببساطة هو أن التضحية بالمجر ليس لها علاقة بموقف المجر من الحرب ولا بكراهية مستحكمة بين المجريين وبقية الشعوب ألأوربية وإنما لأن رئيس الوزراء المجرى فيكتور اوربان الذى يغضب اليهود وأنصار المثلية الجنسية ليس على مقاس المذاق الغربى.

وبالطبع فان الناتو لا يهدف فقط من وراء تقديم المجر قربانا على مذبح الشيوعية استعادة الأمن والسلم الدوليين أو أرضاء الدب الروسى الغاضب، وإنما أيضا فرض التغيير السياسى بالقوة على المجر لإزاحة رئيس وزرائها المنتحب عن السلطة، لأنه يقف حجر عثرة أمام المغامرات الغربية التى تقودها الولايات المتحدة ويقول لا عندما تتعارض هذه المغامرات مع مصالح بلاده وأمنها القومى. وهذه المغامرات التى صنعت فى امريكا تذكرنا بثورات الربيع العربى التى ألقت العديد من الدول العربية فى براثن الفوضى.

وبحسب المقال فأن مجرد طرح فكرة تقديم المجر قربانا على مذبح بوتن سيعيد اشباح وكوابيس الحكم الشيوعى فى المجر الذى سحق مئات الالاف من خيرة شباب الثورة المجرية عام 1956، وسلم مئات الآلاف منهم إلى زبانية التعذيب، تحت قيادة يورى اندربوف الذى يسميه المجريون «سفاح بودابست»، والى أصبح لاحقا السكرتير العام للحزب الشيوعى السوفيتى.

ومن خلال إثارة هذه الكوابيس والأشباح يأمل الناتو فى أن يثور المعسكر المجرى المعارض لحكم اوربان فى المجر ويطيح به للحيلولة دون تنفيذ هذه الخطة الشيطانية، وبالتالى إعادة المجر إلى بيت الطاعة الأوروبى والالتزام بقواعد التهذيب والإصلاح الغربية.

وهذه الافكار الغبية تذكرنا بما حدث فى العراق، فمن ناحية الأخذ بها يعنى العودة إلى عصر تدبير الانقلابات وافتعال الثورات والتدخل فى الشؤون الداخلية للدول.

ومن ناحية اخرى فإن الآخذ بهذه الأفكار التى عفا عليها الزمن لا يعنى فقط أن حلف الناتو يرسل برسالة خاطئة فى وقت حرج مفادها أنه على استعداد للتضحية بأمن اعضائه بدلا من الوقوف صفا واحدا للدفاع عنهم، وان فصائل وأجنحة الحلف فى حالة حرب مع بعضها.

وأخير وليس أخرا فان السير وراء هذه الافكار المسموعة يعنى أن الغرب لم يتعلم من أخطاء الحرب العالمية الثانية عندما ظن بسذاجة أن تقديم النمسا وتشيكوسلوفاكيا وغيرهما من دول أوروبا الشرقية إلى الزعيم النازى ادولف هتلر سوف يشبع نهمه ويلهيه عن ابتلاع بقية دول القارة الأوربية ليكتشف لاحقا أن ما فعله كان هو السبب الحقيقى وراء إشعال جنون هتلر ليحرق العالم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحكومة العالمية المملكة العربية السعودية الرئيس الروسى

إقرأ أيضاً:

روسيا تشن أكبر هجوم بالمسيرات على أوكرانيا منذ بدء الحرب

كييف، موسكو "وكالات": شنّت روسيا الليلة قبل الماضية هجوما بالمسيّرات هو الأكبر منذ بدء الحرب استهدف الكثير من المناطق الأوكرانية، من بينها منطقة العاصمة كييف، حيث قُتلت امرأة، وفقا للسلطات، بعد يومين على أول محادثات مباشرة بين الروس والأوكرانيين منذ ربيع العام 2022.

وأتت هذه الهجمات عشية اتصال هاتفي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لمحاولة إنهاء النزاع الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين.

والجمعة، عقدت كييف وموسكو في اسطنبول محادثات أظهرت حجم الهوة التي ينبغي ردمها لإنهاء الصراع الذي اندلع مع الصراع في فبراير 2022.

واليوم، شدّد بوتين على أنّه يريد "القضاء" على "أسباب" النزاع و"ضمان أمن" روسيا. ولا يزال جيشه، الذي قال إنّه يملك "ما يكفي من القوات والموارد" لتحقيق هذا الهدف، يحتل حوالى 20 في المائة من الأراضي الأوكرانية التي استحوذ عليها منذ العام 2022.

وليل السبت الأحد، نفّذت روسيا هجمات بـ"273 طائرة بدون طيار متفجّرة من طراز شاهد، وأخرى تضليلة"، حسبما أفاد سلاح الجو الأوكراني في الصباح.

وأشار سلاح الجو إلى أنّه تمّ "تدمير" 88 من هذه المسيّرات بواسطة الدفاعات الجوية، بينما فُقد أثر 128 أخرى.

"قياسي"

ويعتبر عدد المسيّرات التي تمّ إطلاقها "قياسيا"، وفقا لنائبة رئيس الحكومة يوليا سفيريدينكو التي أكدت أنّ "هدف روسيا واضح وهو الاستمرار في قتل المدنيين".

من جانبه، أفاد مسؤول الإدارة العسكرية المحلية ميكولا كلاشينك عبر تطبيق تلجرام، بأنّ "امرأة قُتلت متأثرة بجروحها في أعقاب الهجوم في منطقة أوبوخيف"، وهي بلدة واقعة جنوب كييف.

وأشار إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح، من بينهم طفل يبلغ من العمر أربع سنوات. وأوضحت أجهزة الطوارئ الأوكرانية في بيان، أن الهجوم طال خصوصا "مبنى سكنيا".

وقالت السلطات البلدية، إنّ شخصين "أُصيبا بجروح" في غارة بطائرة بدون طيار في خيرسون (جنوب).

"بوتين يريد الحرب"

وأثارت سلسلة الهجمات الليلية التي نفذتها روسيا موجة استنكار من جانب المسؤولين الأوكرانيين.

ورأى كبير موظفي الرئاسة أندري يرماك أنّ "بالنسبة إلى روسيا، فإنّ مفاوضات اسطنبول ليست إلا غطاء، بوتين يريد الحرب".

وقال رسلان ستيفانشوك رئيس البرلمان الأوكراني "هذا هو شكل الرغبة الحقيقية في السلام لدى بوتين".

من جانبه، أكد الجيش الروسي اعتراض 25 مسيّرة أوكرانية خلال الليل وفي الصباح.

والجمعة في اسطنبول، فشلت محادثات السلام الأولى بين الأوكرانيين والروس منذ العام 2022 في التوصل إلى هدنة، على الرغم من مطالبة كييف وحلفائها الغربيين بذلك.

وفي ظل عدم تحقيق أي تقدّم كبير، باستثناء الاتفاق على تبادل أسرى، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت أنّه سيتحدث هاتفيا مع فلاديمير بوتين لمناقشة إنهاء الحرب، قبل التحدث مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.

وفي منشور على منصته "تروث سوشيل"، قال ترامب الذي يمارس منذ عودته إلى البيت الأبيض ضغوطا على موسكو وكييف لوقف القتال، إن الهدف من الاتصال هو "إنهاء حمام الدماء".

من جانبه، أكد الكرملين لوكالة "تاس" مساء السبت، أنّه "يتمّ التحضير" لهذه المكالمة الهاتفية.

أعلن الفاتيكان أن البابا لاوون الرابع عشر الذي تحدث اليوم عن "أوكرانيا المعذبة"، سيستقبل في وقت لاحق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال البايا في ختام قداس بداية حبريته في ساحة القديس بطرس بحضور حشد من قادة الدول بينهم زيلينسكي "أوكرانيا تنتظر مفاوضات من أجل إحلال سلام عادل ودائم".

وبناء على ما أظهرته محادثات اسطنبول، فإنّ مواقف الطرفين تبقى متباعدة. ويتمسك الكرملين بمطالب صعبة منها أن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تتنازل عن أربع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئيا بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وأن تتوقف شحنات الأسلحة الغربية.

وترفض أوكرانيا هذه المطالب بشدة وتطالب بانسحاب الجيش الروسي الذي يحتل نحو 20% من أراضيها. وتطالب كييف بـ"ضمانات أمنية" قوية، لمنع أي غزو روسي آخر في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • فورين بوليسي: كيف ستبدو الحرب المحتملة بين روسيا والناتو؟
  • إيكونوميست: تودد ترامب إلى بوتين لن يوقف حرب أوكرانيا
  • الحرب في أوكرانيا.. بريطانيا تعلن عقوبات جديدة على روسيا
  • إلى متى يظل العالم ينظر لغزة وهي تموت دون أن يحرك ساكنا؟
  • عاجل | ترامب: الحرب في أوكرانيا ليست حربي وأنا فقط أحاول المساعدة
  • العربية: ترامب يتحدث إلى بوتين اليوم حول أوكرانيا
  • المجر: انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي يهددنا
  • روسيا تشن أكبر هجوم بالمسيرات على أوكرانيا منذ بدء الحرب
  • حقائق و بديهيات «للأسف يجب ان تقال»
  • 35 مليار دولار.. أوكرانيا ترفع قيمة إنتاج السلاح رغم الحرب