«ترامب» يعيد إمبريالية القرن التاسع عشر
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
وصفت نيويورك تايمز الأمريكية أفكار ترامب بأنها إعادة رسم خريطة العالم على غرار الإمبريالية فى القرن التاسع عشر. أولا، كان هناك شراء جرينلاند، ثم ضم كندا، واستعادة قناة بنما وإعادة تسمية خليج المكسيك. والآن يتصور الاستيلاء على منطقة حرب مدمرة فى الشرق الأوسط لا يريدها أى رئيس أمريكى آخر.
وأضافت الصحيفة: لا يهم أنه لم يستطع تسمية أى سلطة قانونية من شأنها أن تسمح للولايات المتحدة بفرض سيطرتها من جانب واحد على أراضى دولة أخرى أو أن التهجير القسرى لسكان بالكامل من شأنه أن يشكل انتهاكاً للقانون الدولى.
وأشارت الصحيفة إلى أن فكرة ترامب ستكون الالتزام الأوسع للقوة الأميركية والثروة فى الشرق الأوسط منذ غزو العراق وإعادة إعماره قبل عقدين من الزمان. وستكون بمثابة انقلاب مذهل لرئيس ترشح لمنصبه لأول مرة فى عام 2016 حيث ندد ببناء الدول وتعهد بإخراج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط.
وفى ذلك قال أندرو ميلر، مستشار السياسة السابق فى الشرق الأوسط فى عهد الرئيس باراك أوباما: هذا هو حرفيًا الاقتراح السياسى الأكثر غموضًا الذى سمعته على الإطلاق من رئيس أمريكى كما أنه منح نتنياهو ذخيرة سياسية مدمرة.
وقالت هالى سويفر، الرئيسة التنفيذية للمجلس الديمقراطى اليهودى فى أمريكا: «إن فكرة أن الولايات المتحدة ستستولى على غزة، بما فى ذلك نشر قوات أمريكية، ليست متطرفة فحسب، بل إنها منفصلة تماما عن الواقع. فى أى عالم يحدث هذا؟».
وقال خالد الجندى، الباحث الزائر فى مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون، إن تعليقات ترامب كانت «غريبة وغير متماسكة حقا»، وتثير المزيد من الأسئلة أكثر من الإجابات.
«هل يتحدث من منظور جيوسياسى، أم أنه ينظر إلى غزة باعتبارها مشروعاً تنموياً ضخماً على شاطئ البحر؟» تساءل الجندى. «ولمصلحة من؟ بالتأكيد ليس الفلسطينيين، الذين سيتم «نقلهم» بشكل جماعى. هل ستكون الولايات المتحدة المحتل الجديد فى غزة، لتحل محل الإسرائيليين؟ ما هى المصلحة الأميركية التى قد يخدمها هذا؟».
ولم يكن من الواضح ما إذا كان نتنياهو يتوقع خطة ترامب، لكنه ابتسم بارتياح عندما تحدث الرئيس عن إخلاء غزة بشكل دائم من جميع الفلسطينيين، وهو الإجراء الذى لم تجرؤ إسرائيل على القيام به بنفسها. وبعد أن أضاف ترامب أن الولايات المتحدة ستتولى غزة بنفسها، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى إن الاقتراح «شىء يمكن أن يغير التاريخ» وأن الأمر يستحق «متابعة هذا المسار»، دون تأييد صريح للفكرة.
وقال آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق فى عملية السلام فى الشرق الأوسط والذى يعمل الآن فى مؤسسة كارنيغى للسلام الدولى، إن اقتراح ترامب بشأن غزة يتناقض بشكل أساسى مع نفوره من بناء الدولة وقد يقوض رغبته فى التوسط فى اتفاق مع المملكة العربية السعودية لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وأضاف أن هذا من شأنه أيضا أن يمنح روسيا والصين «الضوء الأخضر للاستيلاء على الأراضى كما يحلو لهما».
ولكنه أضاف أنه «من الآمن أن نقول إن هذا لا يمكن أن يحدث»، على الأقل كما وصف ترامب خطته. وقال «ميلر» إن الخطة كانت بدلاً من ذلك تشتيتًا للانتباه عن بقية الاجتماع بين ترامب ونتنياهو، الملقب بـ«بيبى»، والذى لم يتعرض لأى ضغوط عامة حقيقية لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذى دخل حيز التنفيذ الشهر الماضى، مما ترك له الكثير من الحرية بشأن كيفية المضى قدمًا. وتابع ميلر. «لقد غادر بيبى البيت الأبيض وهو بين أسعد البشر على وجه الأرض.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نيويورك تايمز ة أفكار ترامب للولايات المتحدة الولایات المتحدة فى الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
«ريف السعودية» يحصل على جائزة أكبر برنامج زراعي تنموي في الشرق الأوسط من الأمم المتحدة
حصل برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة (ريف السعودية) على جائزة أكبر برنامج زراعي تنموي في الشرق الأوسط من الأمم المتحدة، تقديرًا لجهوده المتميزة في تطوير القطاع الريفي وتعزيز الاستدامة الزراعية في المملكة.
تسلّم الجائزة نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور بن هلال المشيطي، ويأتي هذا التكريم نتيجة للأثر التنموي الواسع الذي أحدثه البرنامج، من خلال دعمه لصغار المزارعين والمنتجين، ورفع جودة المنتجات الريفية، وتحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، وتبنّي ممارسات زراعية مستدامة قابلة للتطوير في مختلف المناطق، بما يُعزّز الأمن الغذائي ويقوي سلاسل القيمة الزراعية.
وأكد المتحدث الرسمي لبرنامج "ريف السعودية" ماجد البريكان أن هذا التكريم يعكس حجم الأثر الذي أحدثه البرنامج خلال السنوات الماضية، من خلال تمكين عشرات الآلاف من المزارعين والمنتجين الريفيين، ورفع جودة المنتجات المحلية، ودعم الممارسات الزراعية المستدامة، وتطوير سلاسل القيمة في عدد من القطاعات الواعدة.
وأشار إلى أن الجائزة تمثل تتويجًا لسنوات من العمل المتواصل بمشاركة فعالة من المزارعين والمنتجين في جميع أنحاء المملكة، حيث نجح البرنامج في بناء نموذج تنموي حديث يرتكز على الاستدامة، ويدعم الأسر الريفية، ويعزّز مساهمة القطاع الزراعي في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة.
ولفت النظر إلى أن برنامج "ريف السعودية" يواصل تنفيذ مبادراته التي تستهدف سبعة قطاعات زراعية واعدة؛ بهدف رفع كفاءة الإنتاج المحلي، وتحسين دخل المزارعين، وتوفير فرص اقتصادية مستدامة داخل المجتمعات الريفية، مما يجعله أحد أبرز البرامج التنموية الزراعية في المنطقة.
الأمم المتحدةالشرق الأوسطأخبار السعوديةأخر أخبار السعوديةريف السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.