الجارديان البريطانية: الرئيس الأمريكي يختبر حدود السلطة التنفيذية ويهمش الكونجرس.. ويزعزع استقرار الاقتصاد العالمي.. استيلاء «ترامب» على السلطة انقلاب محجوب بالفوضى
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الرئيس الأمريكي؛ دونالد ترمب، يثير أزمة دستورية فى الولايات المتحدة، بزعم امتلاكه سلطات واسعة النطاق لتجاوز سيطرة الكونجرس على الإنفاق فى محاولة لمركزية السلطة المالية فى يد السلطة التنفيذية. وإذا نجح فى ذلك، كما يحذر الحائز على جائزة نوبل "بول كروجمان"؛ فسوف يكون ذلك بمثابة انقلاب فى القرن الحادى والعشرين؛ حيث تنزلق السلطة من أيدى المسئولين المنتخبين.
وأضافت "الجارديان" فى افتتاحيتها يوم الثلاثاء الماضي، أنه من خلال اغتصاب السلطة لإغلاق البرامج الحكومية حسب الرغبة - حتى تلك التى يمولها الكونجرس - يمكن لترامب خفض الإنفاق الفيدرالى والضرائب بينما يتظاهر بموازنة الحسابات. فى الواقع، يسرق الفقراء لإثراء الأثرياء.
وتابعت: "فى عالم حيث تم تحريف المصطلحات الاقتصادية لتصوير الاستغلال على أنه "خلق الثروة"؛ فإن جرأة ترامب - وأتباعه - على الاستفادة الشخصية مذهلة. فلسفة ترامب بسيطة: دع الأثرياء يفعلون ما يريدون، مع القليل من الإشراف أو بدونه. ستكون النتيجة ثروة هائلة لقلة مختارة بينما تصبح الحياة أكثر سوءًا وأقصر بالنسبة للكثيرين".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن خطة "ترامب" قد بدأت تتبلور فى نهاية الأسبوع الماضى عندما أقال مسئولا رفيع المستوى فى وزارة الخزانة كان يمنع صديقه الملياردير إيلون ماسك من الوصول إلى نظام الدفع الفيدرالي؛ ما أدى إلى كشف البيانات الشخصية الحساسة لملايين الأمريكيين، بالإضافة إلى تفاصيل المقاولين العموميين الذين يتنافسون مباشرة مع أعمال "ماسك".
ويصرف النظام أكثر من ٥ تريليونات دولار سنويا، ويهدف "ماسك" وحلفاؤه، كما كتب المحلل ناثان تانكوس، "بشكل واضح إلى إعادة تصميمه" لخدمة أجندة "ترامب"؛ ما يفتح الباب أمام الرئيس الأمريكى للسعى إلى الانتقام من خصومه السياسيين.
وقال المحلل "تانكوس": "كى نرى التأثير، يكفى أن ننظر إلى إحدى الخطوات الأولى التى اتخذها ترامب:
- تجميد تريليونات الدولارات من الإنفاق الفيدرالى وخاصة على المساعدات الخارجية، والمنظمات غير الحكومية.
- مبادرات التنوع والإنصاف والإدماج، وأيديولوجية النوع الاجتماعي.
- الصفقة الخضراء الجديدة.
وقد منعت المحاكم هذا الإجراء باعتباره غير دستورى ولكن ليس قبل أن يخلف دمارًا هائلًا فى الوكالات الحكومية والمنظمات غير الربحية، وخاصة تلك التى تساعد الفئات الضعيفة مثل المحاربين القدامى المشردين.
ويزعم "ماسك" أنه سيغلق الوكالة الأمريكية للمساعدات الدولية ــ ولكن هذا لا يزال محل جدال؛ لأن هيئة فيدرالية ملزمة قانونًا بإدارة المساعدات.
وكما هو الحال مع حربه التجارية؛ فإن ادعاء "ترامب" بامتلاكه سلطة "الحجز" ــ الحق المفترض فى وقف الإنفاق من جانب واحد ــ يكشف عن التناقض الجوهرى فى استيلائه على السلطة؛ فهو يتصرف مثل الملك لأنه أضعف من أن يحكم كرئيس.
وهو يمارس الرسوم الجمركية متى شاء، متجاوزًا الكونجرس بمزاعم "الأمن القومي" ــ ومع ذلك فقد أبرم صفقة مع المكسيك اعتبرها الجانبان انتصارًا.
ولاية ترامب الأولى
وفى ولايته الأولى، تم تسويق حملة الحماية التى شنها "ترامب" - الرسوم الجمركية على الصين، وتعديل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية ومهاجمة سياسات التجارة للحلفاء - على أنها ثورة. بدلًا من ذلك، كانت جرحًا ذاتيًا.
وفرضت إدارته ٨٠ مليار دولار فى "ضرائب" جديدة على الأمريكيين من خلال الرسوم الجمركية، فقط لرؤية سلاسل التوريد تعيد توجيهها إلى فيتنام وإندونيسيا بدلًا من إعادة الوظائف إلى الوطن. التكلفة الحقيقية؟ ضربة بنسبة ٠.٢٪ للناتج المحلى الإجمالى و١٤٢٠٠٠ وظيفة مفقودة، وفقًا لمؤسسة الضرائب.
واختتمت "الجارديان" بالتأكيد على أنه بدون استثمار جاد فى الصناعة المحلية، لن تنجح استراتيجية التجارة "أمريكا أولاً" فى إعادة بناء التصنيع الأمريكي؛ بل أدت فقط إلى ارتفاع التكاليف.
وفوضى "ترامب" ليست ثقة - إنها يأس، إنه يحاول استحضار القوة التى لا يمتلكها بالفعل، إنه يصنع تصورًا للهيمنة على أمل أن يقبلها الأمريكيون ببساطة، الخطر الحقيقى هو السماح لوهمه بالقوة أن يصبح حقيقة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
هل سيترشح نجل ترامب للرئاسة؟ الرئيس الأمريكي يكشف بعض التفاصيل وعن نصائحه لأبنائه
الولايات المتحدة – أصرّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن لجميع أبنائه مستقبلا سياسيا واعدا، متفاخرا بأنهم “ولدوا أذكياء”، وكاشفا في الوقت نفسه عن “وصفته” للأبوة الجيدة.
جاء تصريح الرئيس ترامب هذا خلال ظهوره في الحلقة الأولى من بودكاست “Pod Force One” الذي تقدمه الكاتبة في صحيفة “نيويورك بوست”، ميراندا ديفاين، حين سُئل عمّا إذا كان نجله الأكبر، دونالد ترامب جونيور، المعروف بصراحته، سيترشح للرئاسة.
وقال ترامب: “لا أعلم.. لا أعلم. أعتقد أن لجميعهم مستقبلًا في السياسة صراحةً. “دون” جيد جدا، إنه شاب طيب ويحب الأنشطة الخارجية”.
وأضاف ترامب: “إريك قام بعمل رائع. وبارون رائع أيضا، إنه طويل القامة وجيد. وإيفانكا، تعرفين إيفانكا؟ نعم، إنها رائعة جدا. وتيفاني أدت أداء جيدا، التحقت بكلية حقوق مرموقة وتفوقت فيها، كانت طالبة مجتهدة دائما”.
يذكر أنه خلال حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2024، كان دونالد ترامب جونيور أكثر أبناء الرئيس انخراطًا في الساحة السياسية، إذ ضغط بقوة خلف الكواليس على والده لتعيين جي دي فانس نائبا للرئيس.
كما يدير دونالد ترامب جونيور بودكاست نصف شهري على منصة “رامبل” بعنوان “Triggered With Don Jr”، يناقش فيه العديد من القضايا السياسية الحساسة.
وعلى الرغم من بروز اسمه في السياسة، فقد قلل دونالد ترامب جونيور من احتمال ترشحه للرئاسة، مؤكدًا أنه لا يملك “أي اهتمام على الإطلاق بخوض الانتخابات في عام 2028 أو في أي وقت قريب”.
أما الابن الثاني للرئيس، إريك ترامب، فيتولى مهام نائب الرئيس التنفيذي لشركة “ترامب أورغنايزيشن” وأحد أمنائها. وزوجته، لارا ترامب، كانت تشغل منصب الرئيس المشارك للجنة الوطنية الجمهورية، ولديها الآن برنامج خاص بها على قناة “فوكس نيوز” بعنوان “My View with Lara Trump”.
وابنة الرئيس، إيفانكا ترامب، وزوجها جاريد كوشنر، شغلا مناصب داخل إدارة ترامب الأولى، لكنهما ابتعدا بشكل كبير عن السياسة خلال حملة 2024 وفترة الولاية الثانية لترامب.
وتيفاني ترامب، التي رُزقت بطفلها الأول الشهر الماضي، ظلت بعيدة عن الأضواء، بينما أنهى بارون ترامب مؤخرا سنته الجامعية الأولى في جامعة نيويورك.
وقال ترامب عن أبنائه: “لقد وُلدوا أذكياء، لكنهم يعملون بجد أيضًا، ويتعاملون بلطف مع الناس”.
كما تحدّث الرئيس عن تجربة بارون في جامعة نيويورك، التي التحق بها العام الماضي. وعندما سُئل عما إذا كان قد حذّره من “الأساتذة اليساريين” في هذه الجامعة النخبوية، أجاب مازحا: “قليلا”.
وتابع: “لقد أراد أن يكون هناك، لأن جدته كانت ستنتظره في شقة قريبة من الجامعة. لكنها توفيت. كانت إنسانة رائعة. والدة ميلانيا كانت امرأة رائعة. وميلانيا أم رائعة بالمناسبة، تحب بارون كثيرًا. إنه طويل القامة وشاب وسيم”.
توفيت والدة السيدة الأولى، أماليا كنافز، في فبراير من العام الماضي عن عمر ناهز 78 عامًا.
وكشف الرئيس أيضا عن “وصفته للأبوة الجيدة”، قائلا: “كنت دائما أكرر الشيء ذاته: لا للمخدرات، لا للكحول، لا للسجائر. كما كنت أقول: لا للوشوم، لكنني لا أقول ذلك بحدة لأن الكثيرين لديهم وشوم، وهذا خيارهم”.
وأضاف: “ما زلت أقولها: لا مخدرات، لا سجائر، لا كحول”.
وكان ترامب قد تحدث علنا في السابق عن امتناعه شخصيا عن شرب الكحول، موضحا أن شقيقه، فريد ترامب جونيور، عانى من إدمان الكحول.
المصدر: “نيويورك بوست”