في منظمة اليونيسيف في الولايات المتحدة، نحن نعتقد أن المكونات البسيطة نسبياً للتعاون والمعلومات يمكن أن تؤدي إلى حلول أفضل للجميع في العصر الذكي.

إن تعميق التعاون بين الشركات والحكومة والمجتمع المدني من شأنه أن يُبشر بنهج أكثر إنصافاً، وسوف تصل فوائد هذا النوع من التعاون إلى مجموعة أوسع من الناس، وتخلق ثورة صناعية رابعة أكثر قوة واستدامة.

وسائل التعاون التكنولوجي
وفيما يلي عدد من الطرق التي تتعامل بها «اليونيسيف» مع جوانب هذا التعاون.

* التطوير التكنولوجي المسؤول. تلعب الشركات دوراً أساسياً في الابتكار المسؤول. وعدد منها يحتضن هذا الدور بنجاح بالفعل. على سبيل المثال، شاركت «اليونيسيف» في تأسيس مشروع الابتكار المسؤول عن التكنولوجيا للأطفال (RITEC) مع مجموعة «ليغو» (LEGO)، وبدعم من مؤسسة «ليغو».

 ويهدف هذا المشروع إلى جعل حقوق الطفل ورفاهته اعتباراً أساسياً في تصميم وتطوير التكنولوجيا الرقمية.

ويتم تنفيذ المشروع بالشراكة مع الجامعات والمنظمات التي تُركز على الطفل، مثل مركز «جوان غانز كوني»، وجامعة شيفيلد، ومركز «التميز» التابع لمجلس البحوث الأسترالي للطفل الرقمي.

تضمين آراء الأطفال في القرارات
نحن بحاجة إلى تضمين آراء الأطفال في القرارات التي تؤثر عليهم بشكل مباشر؛ إذ يواجه الأطفال بشكل غير متناسب الفرص والمخاطر الناجمة عن التقنيات الناشئة.

فكر في الأمر: تحتاج الشركات التي تلبي احتياجات الأطفال والأسر إلى مراعاة مستخدميها. نحن نعلم أن المستهلكين ينتبهون إلى أهمية السلامة والشمول بالنسبة لهم، ويعتقد 78 في المائة من المستهلكين و86 في المائة من المراهقين أن التجارب الرقمية لها تأثير إيجابي على حياتهم، لكن 64 في المائة قالوا إنهم سيفكرون في تغيير مقدمي التكنولوجيا إذا انتهك أي حادث حياتهم الخاصة.

هناك عدد من الطرق التي يمكن للقادة من خلالها النظر في جوانب العدالة خلال تنفيذ أعمالهم ببناء وتبني الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات الرائدة: سياسات عالمية واضحة، والوصول إلى أسواق جديدة، وحوافز مالية وأخرى مثبطة، وحتمية السياسات الأخلاقية.

* «اليونيسيف»: تعميق التعاون بين الشركات والحكومات والمجتمع المدني لتأسيس نهج أكثر إنصافاً*
تصورات «اليونيسيف».

 

تصميم الألعاب للأطفال
وبوصفها جزءاً من مشروع «RITEC»، توجد مجموعة أدوات مجانية لصناعة الألعاب لتقديم المشورة لهم حول كيفية تصميم تجارب اللعب الرقمية، مع وضع رفاهية الأطفال في الاعتبار. وتعتمد مجموعة الأدوات على البحث مع الأطفال في 18 دولة، والتعاون مع مصممين من 35 شركة ألعاب عبر الإنترنت بأحجام مختلفة، ومن 15 دولة.

مهارات وظيفية للشباب
* المهارات ذات الصلة بالوظيفة. كثير من شباب اليوم غير قادر على مواكبة المهارات، ما يعيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي.

ويشمل برنامج «Passport to Earning»، وهو برنامج عالمي طوّرته منظمة «Generation Unlimited» التابعة لليونيسيف، الدعم من الشركاء من مختلف القطاعات والأعضاء المؤسسين، بما في ذلك شركات الاستشارات، مثل «Accenture» و«PwC»، وأيضاً المنظمات الحكومية والخيرية بما في ذلك وزارة الخارجية الهولندية ومؤسسة «الغرير» (التي تدعم الشباب العربي والإماراتي).

ويعمل البرنامج على تدريب مجتمع «مايكروسوفت» (Microsoft’s Community Training)، وهي منصة تعليمية قائمة على السحابة، حتى يتمكن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً من الوصول إلى المحتوى المحلي لمجتمعاتهم. وستُركز المرحلة التالية جزئياً على دمج منهج مهارات الذكاء الاصطناعي في عروض البرنامج، للمساعدة في ضمان حصول الشباب على المهارات المناسبة للنجاح في اقتصاد مدعوم بالذكاء الاصطناعي.

ويبدو الأمر بسيطاً لكنه ثوري؛ لأنه يعني أن الشباب -حتى أولئك الذين ليسوا في المدرسة، أو في أي نوع من برامج تدريب المهارات، أو لا يمكنهم دائماً الوصول إلى الإنترنت- لا يزال بإمكانهم اكتساب مهارات مجانية وذات صلة، من شأنها أن تضعهم في وظائف ذات جودة.

وبحلول عام 2027، يهدف «Passport to Earning» إلى تدريب وإصدار شهادات لـ8 ملايين شاب في مجال الذكاء الاصطناعي والمهارات الرقمية.

ويتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على الإسهام بمبلغ 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، وأن يكون محركاً لإيجاد حلول جديدة ومبتكرة للقضايا التي منعت الأطفال لفترة طويلة من الوصول العادل إلى الموارد.

مبادرات أخرى: التعليم والخصوصية
في مجال التعليم، نعمل مع شركاء خيريين وماليين لعقد اجتماع لخبراء الإعاقة والذكاء الاصطناعي لتسريع تطوير الكتب المدرسية الرقمية التي يُمكن الوصول إليها، وسد الحواجز أمام التعلُّم، من خلال تضمين لغة الإشارة والسرد والتفاعل والترجمة للأشخاص ذوي الإعاقة.

كما نعمل نحن وشركاؤنا بجد للتأكد من أن فوائد التكنولوجيا لا تأتي على حساب حقوق الإنسان، مثل الخصوصية والمساواة؛ لذا فإن تبادل أفضل الممارسات حول كيفية تمكين الأطفال وحمايتهم أمر بالغ الأهمية لمنع الضرر اليوم، الذي من شأنه أن يُخلّف آثاراً سلبية مدى الحياة.

ولا تقع على عاتق الشركات مسؤولية ضمان احترام سياساتها ومنتجاتها لحقوق الأطفال فحسب، بل توجد أيضاً فرصة لمزيد من التعاون المبتكر بين القطاعين الخاص والعام. ومع تنقل العالم عبر التقنيات سريعة التطور، أشجع الشركات على التعاون مع القطاع العام والمجتمع المدني لضمان المساواة والإنصاف. وفي الوقت نفسه، فتح الباب أمام الفرص التي تُعزز الابتكار والتعاون، وتُعزز الميزة التنافسية من خلال تنمية القوى العاملة العالمية، وتحسين حياة الأطفال ومستقبلهم.

نائبة الرئيس التنفيذي والمسؤولة الرئيسية عن الأعمال الخيرية في «اليونيسيف» بالولايات المتحدة الأميركية.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اليونيسيف الولايات المتحدة ثورة صناعية التكنولوجيا التكنولوجيا للأطفال حقوق الطفل المراهقين شباب الذكاء الاصطناعي الإنسان الذکاء الاصطناعی الأطفال فی

إقرأ أيضاً:

غريق كل دقيقتين.. خطر صامت يحصد الأرواح حول العالم

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الغرق بات أحد أخطر التهديدات الصحية العامة التي لا تحظى بالاهتمام الكافي، إذ يفقد شخص حياته غرقا كل دقيقتين على مستوى العالم، فيما يُعد السبب الرئيسي للوفاة بين الأطفال من عمر عام إلى أربعة أعوام.

بعد ساعات من البحث.. انتشال جثمان صبي غرق مع خاله في بحر شبين بالمنوفيةحاول إنقاذه.. غرق شاب ونجل شقيقته في بحر شبين بالمنوفيةأكثر من 3 ملايين وفاة خلال عقد وأطفال ما بين عام وأربعة أعوام الأكثر عرضة

وفي حلقة من برنامج "العلوم في خمس"، الذي تبثه منظمة الصحة العالمية أوضحت الدكتورة كارولين لوكاسزيك، المسؤولة الفنية للوقاية من الإصابات غير المتعمدة في المنظمة، أن الغرق هو "الخطر الأكثر إهمالا" رغم فداحة أرقامه، مشيرة إلى أن أكثر من 3 ملايين شخص لقوا حتفهم غرقًا خلال السنوات العشر الأخيرة.

ظاهرة قاتلة بلا ضجيج

ورغم التقدم في مجال حماية صحة الأطفال خلال العقود الأربعة الماضية، ما زال الغرق من الأسباب الرئيسية لوفاتهم، خصوصا في القرى والمناطق الريفية حيث تحدث الحوادث بصمت، سواء في أحواض الاستحمام أو الأنهار أو أثناء التنقل اليومي.

ولفتت لوكاسزيك إلى أن حوادث الغرق لا تنتهي دائمًا بالموت، إذ يصاب العديد ممن ينجون بإعاقات دائمة تمنعهم من العمل أو العيش باستقلالية.

عوامل الخطر

تتوزع أسباب الخطر على ثلاثة محاور رئيسية:

-بيئات غير آمنة العيش قرب أنهار أو بحيرات أو آبار مكشوفة أو خنادق، ما يجعل الأطفال عرضة للسقوط أو اللعب في مياه غير آمنة.

- غياب الوعي نقص الثقافة المتعلقة بسلامة المياه في المناهج الدراسية، ما يترك الأطفال دون مهارات أساسية للسباحة أو النجاة.

-افتقار معدات السلامة استخدام وسائل نقل مائية أو العمل قرب المياه دون سترات نجاة أو أدوات أمان.

خطر اضافي بسبب الغرق

كما تشكل الفيضانات المفاجئة خطراً إضافيًا على المجتمعات، إذ تعرض السكان للمياه بشكل غير متوقع.

طرق الوقاية من الغرق 

أكدت المنظمة أن الوقاية تبدأ بالتأهيل والتدريب، من خلال:

-تعلم الإنعاش القلبي الرئوي ومهارات الإنقاذ الآمن.

-الإشراف الدائم على الأطفال بالقرب من المسطحات المائية، حيث قد تكفي لحظة غفلة لوقوع مأساة.

-تعليم الأطفال منذ الصغر مهارات أساسية مثل الطفو والتنفس في الماء.

-الالتزام بارتداء سترات النجاة أثناء ركوب القوارب، بغض النظر عن مهارات السباحة.

تدعو منظمة الصحة  إلى تجنب تشتيت الانتباه أثناء الإشراف على الأطفال في الماء، مؤكدة أن "أي شخص يمكن أن يتعرض للغرق، لكن لا ينبغي أن يغرق أحد".

طباعة شارك منظمة الصحة العالمية الغرق التهديدات الصحية العامة العلوم في خمس حماية صحة الأطفال

مقالات مشابهة

  • الأزهر: المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي هو من يمتلك المهارات الرقمية
  • المفتي: ثورة الذكاء الاصطناعي من أكبر التحديات التي عرفها العصر الحدي
  • مادونا تناشد بابا الفاتيكان أن يزور غزة قبل فوات الأوان: الوحيد الذي لا يمكن منعه
  • كفى تجويعا.. صور الأطفال والمسنين في غزة تصدم نشطاء المنصات
  • مستشار المفتي: الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد المفتي فى استرجاع بعض المعلومات
  • كامل الوزير يؤكد استعداد الشركات المصرية لتنفيذ مشروعات بنية تحتية كبرى في أبيدجان
  • إنشاء المنصات الرقمية لإدارة الخدمات المهنية.. وزيرا التعليم العالي والعمل يبحثان تعزيز التعاون
  • عيسى بيومي يكتب: الذكاء الاصطناعي الفائق.. طموح أو وهم
  • دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي يدعو الشركات الناشئة للمشاركة في برنامجه العالمي للمسرعات
  • غريق كل دقيقتين.. خطر صامت يحصد الأرواح حول العالم