حمض نووي يكشف لغزاً منذ مئات السنين عن اللغات
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
شمسان بوست / متابعات:
تمكّن اختبار للحمض النووي من حل اللغز الذي استمر قرونًا، وكشف هذا الاختبار أصل اللغات الغربية المعروفة بـ “الهندو-أوروبية”، التي كانت تُعد لغزاً مجهول المصدر، رغم أن ما يقرب من نصف سكان العالم اليوم يتحدثون بلهجاتها المتفرعة.
وفقاً لدراسة أعدّها باحثون من جامعة فيينا، نشأت اللغة “الهندو أوروبية” من السكان القدماء الذين عاشوا في جبال شمال القوقاز ومنطقة الفولغا السفلى، وتطوّرت مع الزمن إلى اللغات الجرمانية، الإيرانية، والسلتية، وكلها مشتركة مع “اللغة الهندو أوروبية” البدائية.
أكثر من 400 حمض نووي
سلطت صحيفة “إندبندنت” البريطانية الضور على نتائج الدراسة، التي أُزيح عنها الستار، أمس، بعدما قام الباحثون بتحليل عينات الحمض النووي لـ435 شخصاً من المواقع الأثرية عبر أوراسيا، يعود تاريخها إلى ما بين 6400 و2000 قبل الميلاد.
وجد الباحثون أن السكان القدماء المعترف بهم حديثاً، الذين يسكنون مراعي السهول في القوقاز والفولغا السفلى كانوا مرتبطين بجميع السكان المعاصرين الذين يتحدثون اللغات الهندية الأوروبية.
أصول لغة شعب اليمنايا
كانت دراسات سابقة قد أظهرت أن ثقافة شعوب “اليمنايا” التي ازدهرت في شمال البحر الأسود وبحر قزوين توسعت إلى أوروبا وآسيا الوسطى بدءاً من حوالي 3100 قبل الميلاد.
وشكلت هجرتهم ظهور سلالة لغوية جديدة بين السكان عبر أوراسيا من 3100 إلى 1500 قبل الميلاد، وكان لها تأثيراً على التبدل الجيني واللغوي الأوروبي من أي حدث ديموغرافي آخر 5000 سنة.
اللغة الأناضولية منفصلة
تعتبر حركة شعب اليمنايا في هذا الاتجاه على نطاق واسع بمثابة الناقل الرئيسي لانتشار اللغات الهندية الأوروبية، ومع ذلك، فإن مجموعة واحدة من اللغات “الهندو- أوروبية”، وهي لغة شعوب الأناضول، لا تظهر أصلاً مرتبطاً.
تعد اللغة الأناضولية أقدم فرع من اللغات الأوروبية، لكنها تنفصل عنها بمما يحافظ بشكل فريد على بعض التقاليد اللغوية المفقودة في جميع الفروع الأخرى، كونها ترتبط بالشعوب السلجوقية، الذين أصبحوا لاحقاً العثمانيين، وهم اليوم الأتراك.
حلقة مفقودة
أوضح المؤلف المشارك الدكتور رون بنهاسي أن تحليل الحمض النووي كشف بأن شعب يامنايا استمد حوالى 80% من أسلافه من مجموعات سكانية متفرقة ومتنوعة اللغات عاشت في العصر البرونزي.
وخلص إلى أنّ هذا الاكتشاف يشكل الحلقة المفقودة في القصة “الهندو أوروبية”، ونقطة تحول في السعي المستمر منذ 200 عام لإعادة بناء أصول “الهندو أوروبيين” اللغوية والطرق التي انتشر بها هؤلاء الأشخاص عبر أوروبا وأجزاء من آسيا.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
شكوك إيرانية مزايدة بشأن فرص التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع واشنطن
تزايد الشكوك الإيرانية بشأن فرص التوصل إلى اتفاق جديد مع الولايات المتحدة، وذلك في أعقاب الجولة الخامسة من المحادثات النووية في روما.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدرين إيرانيين، أن المحادثات من غير المرجح أن تؤدي إلى اتفاق، مع إصرار الولايات المتحدة على أن تفكك طهران برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وهو المطلب الذي تقول طهران إنه من شأنه أن يتسبب في انهيار المفاوضات النووية.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن إيران تهدف من خلال مشاركتها في محادثات روما إلى قياس موقف واشنطن الأخير، وليس إلى السعي إلى تحقيق اختراق محتمل، مؤكدة أن "طهران تساورها شكوك متزايد بشأن صدق الولايات المتحدة في المحادثات".
وذكرت أن "التصريحات الإعلامية والسلوك التفاوضي الأمريكي خيّب آمال دوائر صنع القرار في طهران على نطاق واسع، فمن وجهة نظرهم، عندما تعلم واشنطن استحالة قبول وقف التخصيب في إيران، ومع ذلك تصر عليه، فإن ذلك يشير إلى أنها لا تسعى أساسا إلى اتفاق، وتستخدم المفاوضات كأداة لتكثيف الضغوط".
ولفتت إلى أن بعض المسؤولين الإيرانيين اعتقدوا أن واشنطن قد تسعى إلى حل وسط "مربح للطرفين"، ومع ذلك، ظهر الآن إجماع على أن إدارة ترامب تقود المناقشات نحو طريق مسدود، وأنه رغم أن الولايات المتحدة وإيران لا ترغبان في مغادرة طاولة المفاوضات، إلا أن موقف الولايات المتحدة يجعل المحادثات غير مثمرة، ومن غير المرجح أن تستمر الاجتماعات الرسمية لفترة أطول.
وأضافوا أن طهران لم تعد تأخذ على محمل الجد الجهود الأمريكية للنأي بنفسها عن موقف إسرائيل المتشدد تجاه إيران، وترى أن المقترحات التي قدمها الجانب الأمريكي تتبع أجندة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي أصر على عدم السماح بتخصيب اليورانيوم في إيران.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد علّق على المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، مؤكدا أنها "معقدة للغاية ولا يمكن حلها في اجتماع أو ثلاثة اجتماعات".
واستدرك عراقجي في مقابلة تلفزيونية قائلا: "الوفدين الإيراني والأمريكي أكملا واحدة من أكثر جولات المفاوضات احترافية".
وفي السياق ذاته، صرّح مسؤول رفيع في إدارة ترامب، بضرورة إجراء المزيد من المحادثات، مشددا على أن الجانبين اتفقا على الاجتماع في المستقبل القريب، وأكدا أن المحادثات لا تزال بناءة، وتم إحراز المزيد من التقدم، لكن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به.