حين يصبح التردد قراراً حتمياً
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
بقلم : اللواء الدكتور سعد معن ..
يُنظر إلى التردد أحياناً كمرآة للضعف، وكأن الحسم هو المعيار الوحيد للقوة. لكن الحقيقة أكثر تعقيداً من هذا التصور السطحي. فعدم اتخاذ القرار ليس دائماً انكساراً أمام المجهول، بل هو أحياناً تعبير عن وعي عميق بالتوازنات التي تفرضها الحياة، تلك التي لا تُرى بالعين المجردة ولكن يُشعر بها في عمق الروح والعقل.
من الناحية الاجتماعية، الإنسان ليس كائناً مستقلاً يعيش بمعزل عن محيطه. قراراته تتشابك مع منظومة من العلاقات والروابط، من العائلة إلى المجتمع الأوسع. في كثير من الأحيان، يكون الامتناع عن اتخاذ قرار صادم أو متسرع شكلاً من أشكال المسؤولية الاجتماعية، لا خوفاً من المواجهة بل احتراماً لتداعيات ذلك القرار على الآخرين. ففي مجتمع تُحدد فيه الروابط العائلية والتقاليد مسارات الحياة، قد يكون الصمت أو التأني موقفاً أكثر حكمة من قرارٍ لا يأخذ في الحسبان تعقيدات البيئة المحيطة. وقد أظهرت دراسة عراقية نُشرت في جامعة المستقبل أن الخوف من تحمل المسؤولية أو الفشل ونقص الخبرة من أبرز العوامل التي تدفع الأفراد، إلى التردد في اتخاذ القرارات.
أما من الناحية النفسية، فالتردد ليس إلا محطة تأمل داخلية، مساحة يخلقها العقل ليوازن بين الرغبات والمخاوف. في هذه المساحة، ينضج التفكير وتتبلور الخيارات…..عدم اتخاذ القرار قد يكون تعبيراً عن صراع داخلي بين ما نريد فعلاً وما نخشى خسارته. إنه ليس هروباً من الحسم، بل فرصة لاستكشاف الذات بعيداً عن ضغط اللحظة. فالتفكير المتأني يمنح الإنسان القدرة على فهم أعمق لمشاعره ودوافعه، مما يجعله أكثر قدرة على اتخاذ قرارات راسخة عندما يحين وقتها. وفي هذا السياق، أشار البروفيسور قاسم حسين صالح إلى تأثير الأزمات النفسية والاجتماعية على ازدياد ظاهرة التردد نتيجة الضغوط التي تعيشها الأفراد في بيئات مضطربة.
ومن منظور أخلاقي، يكمن في الامتناع عن اتخاذ القرار أحياناً بُعدٌ قيمي عميق. فليس كل قرارٍ يُتخذ بسرعة هو قرار صائب. هناك قرارات تفرض التروي لأن نتائجها لا تتوقف عند حدود الذات، بل تتجاوزها لتؤثر على مصائر آخرين. في هذه الحالة، يصبح الامتناع عن اتخاذ القرار شكلاً من أشكال الأمانة الأخلاقية، حيث يقف الإنسان وجهاً لوجه أمام مسؤوليته عن العواقب……دراسة أخرى عن الذكاء الاستراتيجي وعلاقته باتخاذ القرار لدى القيادات أكدت أن التردد ليس دائماً عيباً، بل قد يكون نتاجاً لوعي عميق بضرورة دراسة الموقف من جميع زواياه قبل إصدار حكم نهائي.
القوة الحقيقية لا تكمن في اتخاذ القرار بسرعة، بل في القدرة على الانتظار عندما يتطلب الأمر ذلك. في عالم يقدس الحسم الفوري ويرى في التردد ضعفاً، يبقى الوعي بأن لكل قرار وقته ووزنه دليلاً على نضج فكري وروحي. فعدم اتخاذ القرار ليس فراغاً، بل هو امتلاء بصبر الحكمة، وتوازن العقل، ونقاء الضمير.
د. سعد معنالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات اتخاذ القرار
إقرأ أيضاً:
فتاوى وأحكام| صيام عاشوراء.. حكم من نسي تبييت النية واستيقظ ظهرا.. متى يستجاب دعاء عاشوراء؟.. فاتك 5 أوقات وتبقى 4 فاغتنمها إلى المغرب..هل التردد في إكمال صيام عاشوراء يبطله أم يقلل الثواب؟
فتاوى وأحكام
صيام عاشوراء.. حكم من نسي تبييت النية واستيقظ ظهرا
حكم التوسعة وإدخال السرور على الناس والأهل يوم عاشوراء
متى يستجاب دعاء عاشوراء؟.. فاتك 5 أوقات وتبقى 4 فاغتنمها إلى المغرب
هل التردد في إكمال صيام عاشوراء يبطله أم يقلل الثواب؟
نشر موقع صدى البلد خلال الساعات الماضية عددا من الفتاوى والأحكام التى تشغل بال كثيرا من الناس نستعرض أبرزها فى التقرير التالى.
صيام عاشوراء.. حكم من نسي تبييت النية واستيقظ ظهرا
يثور تساؤل شائع كل عام مع حلول يوم عاشوراء.. هل يُقبل الصيام ممن نسي تبييت النية ليلًا ولم يتذكر إلا في وقت متأخر من النهار؟ وهو ما يشغل بال الكثيرين ممن يسعون لاغتنام فضل هذا اليوم العظيم، الذي ورد في السنة النبوية أن صيامه يكفّر ذنوب سنة ماضية.
في هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن صيام يوم عاشوراء من صيام التطوع، وبالتالي لا يُشترط فيه تبييت النية من الليل، حسب ما ذهب إليه جمهور الفقهاء.
وعليه، يمكن لمن استيقظ قبل أذان الظهر ولم يتناول شيئًا من المفطرات منذ الفجر، أن ينوي الصيام في حينه ويُكتب له الأجر بإذن الله.
وقد استند الفقهاء في ذلك إلى ما رُوي عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، دخل عليها يومًا وقال: «يا عائشة، هل عندكم شيء؟» قالت: "ما عندنا شيء"، فقال: «فإني صائم»، وهو حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، ويؤكد على جواز نية الصيام في النهار ما دام لم يُفعل شيء من المفطرات قبلها.
كما أوضحت دار الإفتاء أن صيام يوم عاشوراء سنة نبوية مؤكدة، ودعت إلى الجمع بين يوم عاشوراء ويوم قبله أو بعده، مخالفة لليهود، وفقًا لما رواه ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يومًا أو بعده يومًا».
وتجدر الإشارة إلى أن هذا اليوم يحمل فضلًا عظيمًا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله» (رواه مسلم).
لذلك، فإن من لم يُبيت نية صيام عاشوراء ليلًا، واستيقظ دون أن يأكل أو يشرب بعد الفجر، يمكنه أن ينوي الصيام قبل الظهر، ويُرجى له الثواب كاملاً بإذن الله.
حكم التوسعة وإدخال السرور على الناس والأهل يوم عاشوراء
ما حكم التوسعة وإدخال السرور على الناس والأهل والأقارب يوم عاشوراء؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية.
وقالت فى إجابتها عن السؤال عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك: إنه يستحب التوسعة وإدخال السرور والفرح على الناس وعلى الأهل والأقارب يوم عاشوراء.
واستشهدت بما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ» أخرجه البيهقي، قال ابن عيينة: "قد جربناه منذ خمسين سنة أو ستين فما رأينا إلا خيرًا".
وظائف يوم عاشوراء
كشف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك عن وظائف يوم عاشوراء.
وظائف يوم عاشوراء
وأوضح أن وظائف يوم عاشوراء تتمثل فى:
الصيامُ لِمَنْ استطاع، فإن لم يستطع الصيامَ، ووسَّعتَ على أسرتك، فقد قمتَ بسُنَّةِ التوسعة؛ فَيُرجى أن يُوسَّعُ عليك في السنة كلِّها. قال : مَنْ وَسَّعَ على عياله يوم عاشوراء، وسع الله عليه سائر سنته». [أخرجه الطبراني].
وقد سُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة، فقال: «يُكَفِّرُ السنةَ الماضيةَ والباقيةَ».
وسُئِلَ عن صوم يوم عاشوراء، فقال: «يُكَفِّرُ السنةَ الماضية» [رواه مسلم].
ومن وظائف هذا اليوم كذلك: الذِّكر، والدعاء، وقراءة القرآن أو الاستماع إليه، وفعل الخيرات، والصدقات.
ومن أعظم ما يُستحب في هذا اليوم: اجتماع الأسرة؛ فاجعلوه فرصةً للِّقاء العائلي.
وتابع: وكان الشيخ عطية صقر، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف رحمه الله تعالى، إذا سُئِل: كيف نحتفل بعاشوراء؟ وكيف نحتفل بالمولد النبوي؟ أو ببداية السنة الهجرية؟
كان يقول:
"نحن في عصرٍ انشغل فيه الناس، فمثلُ هذه الومضات تُضيء الحياة، وتُعيد للإنسان صلتَه بالإسلام، ولو من باب الثقافة؛ فهذه المناسبات تُحيي الناس في ظلال الإسلام، وتُرسِّخ هُويَّة الإسلام في النفوس".
وفَهْمُ مشايخِنا، رحمهم الله تعالى، أن علينا أن نهتمَّ بالمناسبات التي تربطنا بالهوية الإسلامية، وأن نُحييَها على ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع مراعاة تغيّر الزمان والمكان، وأن نستحضر ونحيي الوظائف في هذه الأيام، فنخرج بفوائدها، فهناك أسرار كثيرة لا نعلمها، ولكن إذا اتبعنا الشريعة، وصلينا الصلاة في مواقيتها، وأقمناها كما أمر سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام ، تعرضنا لنفحاتٍ كثيرة، من أهمها :
الهدوء النفسي، والطمأنينة، والسعادة، والرضا، والتسليم، والأمل، والهمة.
وقال علي جمعة: صوموا يوم عاشوراء، فإن لم تستطيعوا، فاشغلوا أوقاتكم بالذكر، والدعاء، وقراءة القرآن أو الاستماع إليه، ووسّعوا على أهليكم، واجتمعوا على مائدةٍ واحدة؛ لِنصل الأرحام، وننال بركةَ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
متى يستجاب دعاء عاشوراء؟
ورد عن مسألة متى وقت دعاء يوم عاشوراء ؟ ، أنه بدأ وقت دعاء عاشوراء مع أذان مغرب أمس الجمعة تاسوعاء ، حيث بدأت ليلة عاشوراء، ومن هنا فإن الإجابة عن متى وقت دعاء يوم عاشوراء تتمثل في عدة أوقات على مدار ليلة أمس الجمعة ليلة عاشوراء وكذلك اليوم السبت - يوم عاشوراء- فالدعاء مستجاب في جوف الليل ، وهو وقت السحر ووقت النزول الإلهي فإنه سبحانه يتفضل على عباده فينزل ليقضي حاجاتهم ويفرج كرباتهم فيقول: «من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» رواه البخاري.
وورد أن في ليلة عاشوراء ساعة يستجاب فيها الدعاء، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن في الليل ساعة لا يوافقها مسلم يسأل خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة» رواه مسلم، وأيضا عند الاستيقاظ من الليل، وقول الدعاء الوارد في ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَعَارَّ -أي: استيقظ- مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ» رواه البخاري.
وكذلك جاء أن الدعاء وقت الأذان مستجاب عند النداء للصلوات المكتوبة، أي من أذان مغرب أمس إلى أذان مغرب اليوم عاشوراء ، كما في حديث سهل بن سعد مرفوعًا: «اثنتان لا تردان، أو قلما تردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضًا» رواه أبوداود، وكذلك الدعاء مستجاب دبر الصلوات المكتوبات وفي حديث أبي أمامة «قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات» رواه الترمذي ، كما أن الدعاء مستجاب أيضًا بين الأذان والإقامة فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة» رواه أبو داود.
وأيضًا يستجاب الدعاء في السجود، قال صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء» رواه مسلم، والدعاء مستجاب بعد زوال الشمس قبل الظهر ، فعن عبد الله بن السائب – رضي الله عنه أن رسول الله كان يصلي أربعًا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر وقال : «إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء وأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح» رواه الترمذي وهو صحيح الإسناد انظر تخريج المشكاة.
أفضل دعاء يوم عاشوراءويستحب في أفضل دعاء يوم عاشوراء ترديد دعاء:
"لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم.اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار".«اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت».«اللهم طهرني من الذنوب والخطايا اللهم نقني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس» .«اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد»، «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»."اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان يا بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام يا حي ياقيوم إني أسألك “الجنة وأعوذ بك من النار".أدعية عاشوراءربِّي إنَّه يوم عاشوراء، يوم مبارك فاللهم في يوم عاشوراء، اجعلني ممّن رضيت عنه وقبلت عمله، وأطلت عمره، وأحييته بعد الموت.اللهم أسألك بحولك وكرمك وجودك ومنّك يا أسمع السّامعين ويا أرحم الرّاحمين، أن تغفر لي وترحمني وتنجّني من العذاب.بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم، سبحان الله ملىء الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وزنة العرش لا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه سبحان الله عدد الشفع والوتر وعدد كلماته التامات كلها… أسالك السلامة كلها برحمتك يا ارحم الراحمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهو حسبي ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير وصلى الله تعالى على نبينا خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .يا رحمن الدنيا والأخرة لا إله إلا أنت اقض حاجتي في الدنيا والآخرة وأطل عمري في طاعتك ومحبتك ورضاك يا أرحم الراحمين وأحيني حياة طيبة وتوفني على الإسلام والإيمان يا أرحم الراحمين وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.اللهم يا محسن قد جاءك المسيء وقد أمرت يا محسن بالتجاوز عن المسيء فأنت المحسن وأنا المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك فأنت بالبر معروف وبالإحسان موصوف أنلني معروفك وأغنني به عن معروف من سواك يا أرحم الراحمين ، وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.هل التردد في إكمال صيام عاشوراء يبطله أم يقلل الثواب؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن من نوى الصيام ثم فكر في الإفطار أثناء اليوم، ثم عدل عن ذلك واستمر في صيامه، فإن صيامه يظل صحيحًا طالما لم يقم بأي من المفطرات، كالطعام أو الشراب أو غيرها ، أما مجرد التردد أو التفكير في الإفطار، فلا يفسد الصوم ولا ينقص من أجره.
وأضافت الدار أن صيام التطوع من العبادات غير الواجبة، ولذلك لا حرج على من قرر قطعه في أي وقت من النهار، ولا يترتب على ذلك إثم أو قضاء، لكونه سنة يؤجر فاعلها ولا يأثم تاركها.
هل الأكل أو الشرب ناسيًا يفطروفي شأن آخر يتعلق بصيام هذا اليوم الفضيل، أكد العلماء، أن من أكل أو شرب ناسيًا أثناء الصوم، سواء كان فرضًا أو تطوعًا، فصيامه صحيح ولا قضاء عليه ولا كفارة، مستشهدًا بقول الله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}، وقوله: {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به}.
كما استدل بما روي أن رجلًا قال للنبي ﷺ: "يا رسول الله، إني أكلت وشربت ناسيًا وأنا صائم"، فقال له: "أطعمك الله وسقاك"، في إشارة إلى أن النسيان لا يُبطل الصيام.
وأضاف الأطرش أنه إذا تذكّر الصائم أنه صائم أثناء تناوله الطعام أو الشراب، وجب عليه أن يمتنع فورًا ويلفظ ما في فمه، لأن العذر حينها قد زال.
هل يشترط النية في صيام التطوعوعن مسألة النية، بيّنت دار الإفتاء أن تبييت النية في صيام التطوع ليس شرطًا عند جمهور الفقهاء، إذ يجوز عقد النية في أثناء النهار قبل الزوال، بشرط ألا يكون الصائم قد أتى بأي مفطر منذ الفجر.
وقد استدل العلماء بما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال لي رسول الله ﷺ يومًا: "يا عائشة، هل عندكم شيء؟" فقلت: لا، فقال: "فإني صائم". وهذا الحديث أخرجه مسلم، ويدل على جواز النية المتأخرة في صيام التطوع.
ومع ذلك، أشارت دار الإفتاء إلى أن من نوى الصيام قبل الزوال دون أن يكون قد تناول شيئًا من المفطرات، فإن صومه صحيح، لأن معظم النهار لا يزال متبقيًا، كما هو الحال في إدراك ركعة من الصلاة.
وأكدت دار الإفتاء بأن صيام يوم عاشوراء من أعظم الأعمال تطوعًا، وأن الشريعة راعت اليسر والرحمة في أحكامه، داعيةً إلى اغتنام هذا اليوم المبارك بالطاعة، والدعاء، والتوسعة على الأهل، كما ورد عن النبي ﷺ: "من وسّع على أهله يوم عاشوراء، وسّع الله عليه سائر سنته".