اختبار جديد يكشف حدود التفكير المنطقي للذكاء الاصطناعي.. وهذه هي المفاجآت!
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
قام فريق من الباحثين من كليات ويلسلي وأوبرلين وجامعة تكساس في أوستن وجامعة نورث إيسترن وشركة Cursor الناشئة بتطوير معيار جديد لاختبار قدرات الاستدلال لدى نماذج الذكاء الاصطناعي، وذلك باستخدام الألغاز التي تُطرح في برنامج Sunday Puzzle الإذاعي على شبكة NPR، وفق موقع "تيك كرنش".
ألغاز برنامج Sunday Puzzle
يعتمد هذا البرنامج، الذي يقدّمه منذ سنوات طويلة ويل شورتز، خبير الكلمات المتقاطعة في نيويورك تايمز، على ألغاز مصممة بحيث لا تتطلب معرفة متخصصة، لكنها رغم ذلك تشكل تحديًا حتى للمشاركين المهرة.
اقرأ أيضاً.. رغم تفوقها في البرمجة.. نماذج الذكاء الاصطناعي تخفق في التاريخ
نتائج غير متوقعة
في هذه الدراسة، اختبر الباحثون مجموعة من نماذج الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك نموذج o1 من أوبين إيه آي ونموذج R1 من DeepSeek، وذلك على مجموعة تضم 600 لغز من البرنامج.
وكشفت النتائج أن هذه النماذج لا تزال تواجه تحديات كبيرة في التفكير المنطقي، حيث أظهرت بعض السلوكيات غير المتوقعة.
أخبار ذات صلة
اقرأ ايضاً.. هل يتفوق "O3" على البشر؟ قفزة جديدة تُعيد تعريف الذكاء الاصطناعي
تفوق نسبي لـ o1.. وأداء ضعيف لـ R1
على سبيل المثال، قدمت بعض النماذج إجابات خاطئة رغم إدراكها أنها غير صحيحة، بل إن نموذج R1 كتب بشكل صريح "أنا أستسلم" "I give up" متبوعًا بإجابة عشوائية.
كما لوحظ أن بعض النماذج تقدم إجابة، ثم تتراجع عنها وتحاول اقتراح إجابة جديدة، لكنها تخطئ مرة أخرى. في بعض الأحيان، تصل النماذج إلى الإجابة الصحيحة مباشرة، لكنها تستمر في تحليل إجابات أخرى دون سبب واضح، بينما أظهر نموذج R1 في بعض الحالات سلوكًا غريبًا بوصف حالته بـ"الإحباط"، مما يعكس محاكاة مثيرة للسلوك البشري عند مواجهة مشاكل صعبة.
أما من حيث الأداء، فقد حقق النموذج o1 أفضل نتيجة، مسجلاً 59%، يليه o3-mini بنسبة 47%، بينما حصل R1 على 35%. يخطط الباحثون لتوسيع الاختبارات لتشمل نماذج أخرى، بهدف تحسين قدرة الذكاء الاصطناعي على حل المشكلات المعقدة بطرق أكثر ذكاءً واستنادًا إلى التفكير المنطقي بدلاً من الاسترجاع الآلي.
كيف نحسن قدرات الذكاء الاصطناعي
تُظهر هذه الدراسة الحاجة إلى تطوير معايير اختبار جديدة للذكاء الاصطناعي تكون أكثر ارتباطًا بالقدرات المطلوبة في الاستخدامات اليومية. وكما أوضح أرجون غها، أحد الباحثين المشاركين: "لا تحتاج إلى شهادة دكتوراه لتكون جيدًا في الاستدلال، لذلك ينبغي أن تكون هناك معايير تقيس هذه المهارة دون الحاجة إلى معرفة أكاديمية متخصصة".
من خلال هذه المعايير، يمكن توفير أدوات أكثر شمولًا تتيح للباحثين والمستخدمين العاديين على حد سواء فهم نقاط القوة والضعف في هذه النماذج، مما يساعد في تحسينها وجعلها أكثر قدرة على التفاعل مع المشكلات الحقيقية بطرق فعالة ومنطقية.
إسلام العبادي(أبوظبي)
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الروبوتات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
حكماء المسلمين في إندونيسيا ينظِّم ندوة وطنيَّة لمناقشة سبل تعزيز الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي
نظَّم مكتب مجلس حكماء المسلمين في إندونيسيا ندوة وطنية بعنوان «حين يلتقي العلماء بالخوارزميات»، وذلك بالتعاون مع جامعة سونان كاليجوغا الإسلامية الحكومية بيوجياكرتا، وذلك بمشاركة نخبة من العلماء وقادة الفكر، في مقدمتهم الدكتور محمد قُريش شهاب، عضو مجلس حكماء المسلمين؛ والدكتور أمين عبد الله، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة سونان كاليجاغا، والدكتةر نورهايدي حسن، رئيس الجامعة، والدكتور محمد زين المجد، عضو المكتب التنفيذي للمجلس؛ والدكتور مرداني ريساتياوان، خبير الذكاء الاصطناعي من جامعة جاجاه مادا، وشَهِدَت الندوة حضور ما لا يقل عن 700 مشارك من الأكاديميين والباحثين وطلبة الدراسات العليا.
مجلس حكماء المسلمين يحتفي بالمرأة ضمن فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب 2025 "الأمَّة بين وحدة المقاصد وأدب الاختلاف".. ندوة بجناح حكماء المسلمين بمعرض العراق الدولي للكتابوفي كلمته الافتتاحية، أكَّد الدكتور مخلص محمد حنفي، مدير مكتب المجلس في إندونيسيا، أنَّ التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي تفرض أسئلة جوهريَّة حول مستقبل الخطاب الديني وأشكال المرجعية، مؤكدًا أنَّ «الآلة قد تُحسن محاكاة المعرفة، لكنَّها لا تستطيع إنتاج الحكمة»، مشيرًا إلى أنَّ أهمية الندوة تكمُنُ في البحث عن السبل التي تضمن حضورًا رشيدًا للدين في عصر تتنامى فيه سلطة الخوارزميَّات، وأنَّ المجلس ينظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره ملفًا قيميًّا وأخلاقيًّا، لا تقنيًا فحسب؛ وأنَّ التحدي الأكبر هو حماية الكرامة الإنسانية وضمان بقاء التقنية في إطار الضوابط الأخلاقية.
وطرح الدكتور محمد قريش شهاب قراءةً منهجيَّةً للعلاقة بين الفقه الإسلامي والذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أنَّ التعامل مع الظواهر المستجدة ينبغي أن يجمع بين «النظر الجديد» و«القيم الموروثة الراسخة»، وأنَّ قبول المعلومة -أيًّا كان مصدرها- يجب أن يخضع لمعايير العدالة والضبط كما استقر في علم الحديث، منوِّهًا بأهمية الذكاء الروحي والذكاء الأخلاقي في ترشيد اتخاذ القرار، مع التَّذكير بأن الفتاوى في التراث تتغير بتغيُّر أحوال السائلين وظروفهم، وهو ما لا تستطيع الخوارزميات إدراكه.
من جانبه، أكَّد الدكتور محمد زين المجد أنَّ الذكاء الاصطناعي لا يشكل تهديدًا لجوهر الدين ولا لوظيفة الإنسان كخليفة، لكنَّه قد يربك منظومات السلطة الدينية. وأشار إلى أنَّ القلق من «تفوق الخوارزميات» يجب أن يُجابَه بالوعيِ بأن الإنسان يملك ما لا تملكه الآلة: الحكمة، والبصيرة، والروح. كما ذكَّر بأنَّ التاريخ الإسلامي شهد مرارًا صدمات حضارية عميقة، ومع ذلك ظلَّ العلماء قادرين على الحفاظ على ثوابتهم دون الانغلاق أمام المعارف الجديدة.
وسلط الدكتور أمين عبد الله الضَّوء على التحولات الكبرى في أنماط استهلاك المعرفة الدينية؛ حيث بات الذكاء الاصطناعي والفضاء الرقمي يصنعان «تجزئة في السلطات الدينيَّة» ويعيدان تشكيل الجمهور، محذِّرًا من تراجع القراءة الجادَّة لدى الشباب، ومن تصاعد ظاهرة «تسليع الدين» في المنصات الرقمية، داعيًا المؤسسات الأكاديمية الدينية إلى تطوير مناهجها وإستراتيجياتها لمواجهة هذا الواقع.
واستعرض رئيس جامعة سونان كاليجاغا، الدكتور نورهايدي حسن، آثار الإعلام الرقمي على البنية الدينية، مشيرًا إلى أن تشتت السلطات الدينيَّة قد يُفهم أحيانًا كمساحة لدمقرطة المعرفة، لافتًا إلى أنَّ التحدي الحقيقي أمام العلماء يكمن في فَهْمِ الجمهور الجديد الذي يبحث عن «إسلام جاهز للاستخدام» وليس منظومات معرفية مطولة، مؤكدًا ضرورة إلمام العلماء بـ«لغة الخوارزميات» ومبادئها: الارتباط بالجمهور، التخصيص، الحضور الرقمي، وملاءمة المحتوى.
وقدَّم الدكتور مرداني ريساتياوان رؤية نقدية لتعريف الذكاء الاصطناعي، مشددًا على ضرورة النظر إليه كأداة صنعها الإنسان بكل ما تحمله من محدوديَّات. وأوضح أن قوة الذكاء الاصطناعي تكمن في قدرته على «توليد بصيرة» من بيانات ضخمة يزوِّده بها المستخدمون عبر المنصات الرقمية، مشيرًا إلى عدد من المبادرات العالمية لرقمنة التراث التفسيري للأديان، مؤكدًا أهمية مشاركة الجامعات الدينية في هذه الجهود من خلال الرقمنة، والتحكيم، والتوجيه القيمي للبيانات المستخدمة.
وتأتي هذه الندوة في إطار جهود مجلس حكماء المسلمين لتأكيد أهمية الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، وضمان توجيه هذه التقنيات الحديثة لخدمة الإنسان وتعزيز قيم الحوار والتعايش والسلام، بما ينسجم مع رسالة المجلس في ترسيخ الحكمة وبناء الوعي في المجتمعات.