لجريدة عمان:
2025-12-14@03:10:18 GMT

«مُتهم بمحاولة التنفس بحرية»

تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT

وقَعتُ قبل أيام قلائل على منشور قصير مرَّرَهُ أحد الأصدقاء بمجموعة « واتس أب» يدور حول رجل تقاعد

وقرر العودة من مسقط، حيث كان يعمل إلى ولايته «البلد»، نظرًا لانتفاء الأسباب التي دعته إلى استيطان العاصمة وما واجهته محاولاته للتعايش مع الوضع الجديد من ردّات فعل سلبية ومُستنكرة لم يفهمها أو يجد لها تفسيرًا أو مبرّرات منطقية.

لقِي المنشور تفاعلًا سريعًا وواسعًا وحظِي بتعليقات جاءت في مُجملها «ساخرة»، فقد صِيغ على صورة طُرفة هدفها الإضحاك، لكن مضمونه يمثل الواقع الذي يعيشه أغلب من أغلق ملف مرحلة العمل وقرر العودة إلى قريته لبدء حياة جديدة.

يقول الرجل بعامية دارجة لا تخلو من ضجر وسأم ودهشة:« سويت تجارة قالوا: ما شبعان من الدنيا، جلست في البيت قالوا: متقاعد عشان يرقد ويموت مكانه، اشتغلت في المزرعة قالوا: هالِك نفسه، زرت الناس وشاركتهم مناسباتهم قالوا: مِتفيق وما عنده شغل يدور من بيت لبيت، لزمت المسجد قالوا: مطوع الغفلة، ماشيت الشباب قالوا: مراهق على كبَر ما يستحي على نفسه».

وبقدر ما يبثُ المنشور نفسا من المرح والفُكاهة لكن جوهُ يبعث على الحزن والدهشة معًا، فهو يضع الشخص الذي تقاعد مُختارًا أو أُحيل إلى التقاعد مُجبرًا وقرر أن تستمر حياته بالصورة التي يحب ويطمح.. يضعه في زاوية ضيّقة غير مسموح له بالتحرك خارج مُحدِداتها، فهو مُتهم بجريمة محاولة صُنع حياة مُشرقة يتنفس فيها بحرية.. متهم باتخاذ قرار يضمن له الحرية وألا يتحكم مسؤول في وقته ولا يُصادر ذهابه وإيابه جهاز «بصمة» يعهد إليه مهمة رصد حركته وضبطها وتقنينها.

المدهش في الأمر، أن الجميع يُدركون تمام الإدراك ما يعنيه التقاعد وأنها مرحلة حتمية لا محالة آتية تمامًا كالموت الذي لا فرار منه ولا مهرب.. هم على يقين أن الفارس -أي فارس- مهما بلغ من الشجاعة والمهارة لا بد وأن يترجل يومًا ما عن حصانه.. الإنسان مهما تسنم من مناصب رفيعة سيترك كرسيه طائعًا مختارًا لآخر من باب أنها «لو دامت لغيرك ما وصلت إليك».

يبدو أن الأشخاص الذين نذروا أنفسهم بوعي أو بدون وعي للقيام بمهمة إيذاء الناس ونقد توجهاتهم ومصادرة حرية خياراتهم يجهلون أو يتجاهلون ما هي ضريبة العمل في وظيفة لها ما لها وعليها ما عليها لسنوات طِوال.. ما هو مردود ذلك على صحته البدنية والنفسية وعلى علاقاته البينية والاجتماعية؟

يقينًا أن هؤلاء لا يدركون فداحة الكدمات التي تُحدثها سنوات الوظيفة المُضنية في جدار نفسية الإنسان وحاجته الماسّة للخروج من عالم متوتر غالبًا ما يعُج بالمحكات والصراعات والحروب المكشوفة والخفية والنفاق.

النقطة الأخيرة..

يقول جان جاك روسو: «حرية الفرد لا تكمنُ في أنه يستطيع أن يفعل ما يريد، بل في أنه لا يجب عليه أن يفعل ما لا يريد».

عُمر العبري كاتب عُماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

طرق طبيعية للتخفيف من البلغم عند الرضع دون أدوية

صراحة نيوز- يُعدّ البلغم من أكثر المشكلات المزعجة لدى الرضع، إذ يؤدي تراكم المخاط في مجرى الهواء إلى صعوبة التنفس، وانخفاض الشهية، واضطرابات النوم واحتقان الأنف. ويحذر الأطباء من اللجوء إلى أدوية السعال في هذا العمر بسبب آثارها الجانبية الخطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم واحتمالية حدوث نوبات.

ووفقاً لموقع “هيلث”، يمكن لعدد من العلاجات المنزلية الطبيعية أن تُخفّف الأعراض بفاعلية، أبرزها:

زيادة السوائل للأطفال فوق 6 أشهر عبر الماء أو زيادة مرات الرضاعة، ما يساعد على تسييل المخاط وتعزيز المناعة.

استخدام جهاز ترطيب الهواء مع إمكانية إضافة بضع قطرات من الزيوت العطرية مثل زيت الأوكالبتوس لتسهيل التنفس.

تقديم أطعمة دافئة وسهلة البلع للرضع الذين بدأوا بالأكل، مثل حساء الدجاج أو العصيدة لتخفيف التهاب الحلق.

الاستحمام بالماء الدافئ للمساعدة في ترطيب الممرات التنفسية وتخفيف الاحتقان.

استخدام الزيوت العطرية على الوسادة أو في الغرفة لمنح الطفل راحة أثناء النوم.

وتنصح الخبراء بضرورة مراجعة الطبيب إذا استمرت الأعراض أو كان الطفل يعاني من تاريخ مرضي مرتبط بالربو أو الحساسية أو أمراض الرئة.

مقالات مشابهة

  • دراسة: طريقة التنفس أثناء المشي تحسن صحة القلب وتقلل الإجهاد
  • إصابة طفلة برصاص بحرية الاحتلال على شاطئ رفح
  • منظومة التصدي للشائعات.. قيد مصري جديد على حرية الرأي
  • ياسمين عبد العزيز عن الشهرة: "مفيش حرية"
  • أسرة واحدة.. تسريب غاز يصيب 4 أشخاص باختناق في سوهاج
  • مصطفى بكري يُشيد بسرعة ضبط المتهمين بمحاولة اغتيال الكاتب الصحفي عبده مغربي
  • خطيب جامع أبي حنيفة يتهم وزارة الرياضة بمحاولة تحويل نادي الأعظمية إلى مول تجاري
  • طرق طبيعية للتخفيف من البلغم عند الرضع دون أدوية
  • القبض على مدرب بمحاولة الاعتداء على الأطفال بأكاديمية كرة قدم
  • بعيداً عن الأكاذيب.. مدبولي يؤكد احترام الحكومة للصحفيين والإعلاميين والحرص على حرية الرأي