شهدت وسائل الإعلام العبرية موجة من السخرية اللاذعة تجاه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك بعد تداول تصريحات وتقارير حول خطط غير واقعية لتهجير الفلسطينيين من غزة وإعادة إعمار القطاع بتمويل دولي. 

وهذه الطروحات أثارت استغراب وسخرية الأوساط الإعلامية والسياسية في إسرائيل، التي رأت فيها محاولة لتسويق "أوهام" غير قابلة للتنفيذ.

 

ظهرت هذه السخرية بعد أنباء عن مقترحات تدعو إلى تهجير سكان غزة إلى دول أخرى، بموافقة دولية مزعومة، بالإضافة إلى مشاريع مقترحة لإعادة إعمار القطاع بعد انتهاء العدوان الحالي. 

الإعلام العبري اعتبر أن هذه الأفكار تفتقر إلى أي أساس عملي، واصفًا إياها بأنها "أحلام يقظة" لا تعكس الواقع السياسي والعسكري في المنطقة.  

أكدت الصحف العبرية أن تهجير سكان غزة بالقوة أمر غير ممكن في العصر الحديث، لا سيما مع المعارضة الدولية الشديدة لمثل هذه الأفكار التي قد تشكل جريمة حرب. 

وسخرت بعض وسائل الإعلام من فكرة أن دولًا عربية أو غربية ستقبل بتهجير أكثر من مليوني فلسطيني، مشيرة إلى أن هذه الأطروحات ليست إلا محاولات للهروب من الواقع.  

ووصفت بعض التحليلات الحديث عن إعادة إعمار غزة وكأنها "فرصة استثمارية"، بالسذاجة السياسية، معتبرة أن الاحتلال نفسه هو المسؤول عن الدمار ولا يمكنه التنصل من تداعياته.  

ورأى بعض المعلقين الإسرائيليين أن نتنياهو وترامب يعيشان في "فقاعة سياسية"، حيث يروّجان لمشاريع غير قابلة للتطبيق فقط لكسب الدعم الشعبي داخل إسرائيل والولايات المتحدة.  

وانتقد سياسيون إسرائيليون، بينهم شخصيات معارضة وحتى بعض أعضاء الحكومة، هذه الطروحات، معتبرين أنها تضر بصورة إسرائيل عالميًا وتعكس حالة من العجز في وضع استراتيجية واضحة للتعامل مع قطاع غزة. 

كما أشار بعضهم إلى أن هذه السياسات قد تزيد من عزلة إسرائيل دبلوماسيًا.  

وتعكس هذه السخرية المتزايدة تراجع هيبة نتنياهو في الأوساط الإسرائيلية، حيث بات يُنظر إليه على أنه يقدم وعودًا غير قابلة للتحقيق بدلًا من تقديم حلول حقيقية للصراع. 

كما أنها تعكس فقدان الثقة في سياسات ترامب، الذي يواصل الترويج لأفكار شعبوية رغم خروجه من السلطة.  

وما بين التهجير المستحيل وإعادة الإعمار غير الواقعية، يبدو أن الإعلام العبري قد وجه ضربة قاسية لمحاولات نتنياهو وترامب تسويق حلول غير عملية للصراع في غزة. 

وبينما يواصل الاحتلال عدوانه، تبقى هذه الطروحات مجرد شعارات فارغة لا تغير من واقع المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب نتنياهو تهجير الفلسطينيين المزيد

إقرأ أيضاً:

تقرير عبري: طرد السفير الإسرائيلي لدى الإمارات بسبب سلوك مهين

كشفت تقارير إعلامية عبرية عن توتر دبلوماسي خلف الكواليس بين الإمارات وإسرائيل، على خلفية تصرف منسوب لسفير تل أبيب في أبو ظبي، يوسي شيلي، الذي أثار استياءً بالغا لدى السلطات الإماراتية، مما دفع الأخيرة إلى إبلاغ الجانب الإسرائيلي بعدم رضاها عن استمرار شيلي في منصبه.

وبحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل" العبري أن القناة 12 الإسرائيلية أوردت أن السفير شيلي قد تصرف بطريقة وصفت بـ"غير اللائقة" خلال وجوده في إحدى الحانات في أبو ظبي قبل عدة أشهر، خلال نزهة ليلية خاصة بصحبة أصدقاء له.

ونقلت القناة عن مصادر مطلعة أن التصرفات المنسوبة له "انطوت على تجاوز للآداب العامة وحدود اللياقة والمساحة الشخصية"، ما أثار امتعاضاً لدى مضيفيه الإماراتيين.

ورغم أن تفاصيل الحادثة لم تفصح عنها القناة بشكل كامل، فإن المصدر الإماراتي الذي تحدث للقناة قال: "لو لم يكن هذا الشخص هو السفير، لما سمح له بالعودة مجددًا إلى البلاد"، في إشارة إلى أن الحادثة كانت محل استياء رسمي واضح، حتى وإن لم تعلن أبوظبي ذلك بشكل علني.


نفي رسمي من مكتب نتنياهو
في المقابل، أصدر مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانا رسميا نفى فيه أن يكون السفير قد تم استدعاؤه، وقال البيان: "خلافا للتقارير الإعلامية، لم يتخذ أي قرار بسحب يوسي شيلي من منصبه سفيرا لإسرائيل في الإمارات"، مؤكدًا أن العلاقة مع أبو ظبي "مستمرة بشكل طبيعي".

أما السفير شيلي نفسه، فقد رد على التقارير عبر تصريح صحفي الأسبوع الماضي، أوضح فيه أن الحادثة "وقعت خلال مناسبة اجتماعية خاصة لا علاقة لها بوظيفته الرسمية"، دون أن ينكر حدوث الواقعة نفسها.

صمت إماراتي رسمي
حتى الآن، لم تُصدر الإمارات أي تصريح رسمي يؤكد أو ينفي الواقعة أو موقفها من استمرار شيلي في منصبه، لكن تسريب موقفها عبر "قنوات خلفية" إلى الجانب الإسرائيلي، كما ذكرت القناة 12، يعكس حالة من الانزعاج الداخلي من تصرف السفير.

ويعد هذا أول حادث علني يشير إلى خلاف دبلوماسي علني بين الجانبين منذ توقيع "اتفاقيات أبراهام" عام 2020، والتي طبعت العلاقات بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • حسام الغمري: نتنياهو استخدم الإخوان للضغط على القاهرة بشأن التهجير
  • الإعلام العبري: تسونامي سياسي عالمي يضرب إسرائيل
  • تقرير عبري: طرد السفير الإسرائيلي لدى الإمارات بسبب سلوك مهين
  • ترامب يتعهد “بتصحيح الأمور” في غزة ونتنياهو يجري مشاورات
  • ترامب يتعهد بتصحيح الأمور في غزة ونتنياهو يجري مشاورات
  • الخارجية الفلسطينية: إسرائيل تستخدم التجويع كأداة للضغط بهدف التهجير القسري
  • تقرير: نتنياهو يدرس ضم أراض في غزة حال فشلت مفاوضات وقف إطلاق النار
  • تقرير لهآرتس: إسرائيل تبحث توسيع حملتها على غزة
  • تقرير يحذر من أزمة شوكولاتة في أوروبا بسبب الانهيار المناخي
  • ترامب ونتنياهو إلى أين؟