حلقة عمل تستعرض مؤشر الأداء البيئي للعام الماضي
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
نظّمت هيئة البيئة حلقة عمل لتطوير الأداء البيئي الوطني في فندق إنترستي بوشر خلال الفترة من 9 إلى 11 من هذا الشهر، وتضمن برنامج الحلقة التي استمرت ثلاثة أيام مجموعة من الموضوعات التي تتعلق بفهم أسس بناء مؤشر الأداء البيئي، بالإضافة إلى التعرف على ماهية المؤشرات المركبة وكيفية بنائها وتحليلها واستخلاص نتائجها.
كما تناولت الحلقة آلية تقييم المؤشرات المركبة الشائعة، مع تحديد نقاط قوتها وضعفها، وإمكانية تصميم إطار نظري لتطوير هذه المؤشرات.
وفي جانب آخر، استعرضت الحلقة تحليلًا تفصيليًا لمنهجيات مؤشر الأداء البيئي لعام 2024 وأهم عناصره التي تشمل التنوع البيولوجي، الزراعة، مصائد الأسماك، موارد المياه، تلوث الهواء، جودة الهواء، المعادن الثقيلة، إدارة النفايات، والتغير المناخي.
وقد تنوعت أنشطة الحلقة بين الشروحات النظرية والتمارين العملية، التي ساهمت في إثراء النقاشات.
الجدير بالذكر أن المؤشر البيئي يعد أداة مهمة لقياس الاستدامة البيئية، ويستخدم أساليب القياس الكمي والرقمي لمراقبة نحو 58 مؤشرًا يتعلق بالأداء البيئي الوطني وحماية البيئة، حيث يتم تصنيف الدول بناءً على السياسات المتعلقة بالصحة البيئية وحيوية النظم البيئية، إضافة إلى تأثيرات تغير المناخ.
وتسعى هيئة البيئة، بالتعاون مع الجهات المعنية، لتحقيق مزيد من التقدم في مؤشر الأداء البيئي الوطني، خاصة بعد حصول سلطنة عُمان على المركز الـ55 عالميًا في مؤشر الأداء البيئي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مؤشر الأداء البیئی مؤشر ا
إقرأ أيضاً:
عُمان تتقدم في المؤشرات العالمية وسط إشادة دولية
من النادر أن يصادف القارئ، وسط صخب الأخبار الاقتصادية العالمية، نموذجا اقتصاديا يتقدم بعيدا عن العناوين المدفوعة أو الحملات الإعلامية الصاخبة التي تتصدر نشرات الاقتصاد الدولي. النموذج العُماني يبدو أحد هذه الاستثناءات الهادئة، التي تكتب قصتها خارج دوائر التهويل الإعلامي، ولكن بعمق محسوب، وبتصميم تريده وتُهندسه القيادة السياسية في البلاد، التي جعلت من الملف الاقتصادي شغلها الشاغل.
ورغم أن سلطنة عُمان، بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، تضطلع بأدوار سياسية إقليمية معقدة وحساسة، فإن أولوية الإصلاح الاقتصادي المحلي لم تغب عن اشتغالات جلالة السلطان منذ اليوم الأول لتوليه مقاليد الحكم. هذه الرؤية لم تكن في يوم من الأيام حبيسة الخطابات أو السياقات اللغوية ولكن نتائجها باتت تفرض نفسها على الجميع وبدأت تجد طريقها بشكل واضح إلى التقارير الدولية المرموقة وكذلك المؤشرات العالمية المعنية بمختلف الجوانب الاقتصادية.
ففي اليوم نفسه، أصدر المكتب الوطني للتنافسية تقريره السنوي الذي كشف عن قفزات نوعية لسلطنة عُمان في مؤشرات دولية رئيسية، شملت الأداء البيئي، والحرية الاقتصادية، وجاهزية الشبكات الرقمية، والحكومة الرشيدة، بالتوازي مع إشادة البنك الدولي بالإصلاحات الاقتصادية العُمانية واعتبارها نموذجا يُحتذى به في مسارات التنويع الاقتصادي وتحقيق الاستدامة.
هذا التزامن في الاعتراف الدولي لم يكن صدفة إنما هو انعكاس مباشر لرؤية شاملة تشكلت في «رؤية عُمان 2040»، والتي لم تكن منذ انطلاقها وثيقة شكلية، بل خريطة طريق نُفّذت بخطى واثقة. ونستطيع أن نرى بوضوح تام عملية تحول هيكلي مدروس في سلطنة عمان بدءا من تطوير رأس المال البشري إلى تحفيز البحث والابتكار، ومن إعادة هيكلة الجهاز الحكومي إلى خلق بيئة استثمارية مستقرة وحديثة، ومن تطوير البنية الأساسية إلى تحفيز الاقتصاد غير النفطي. هذه العملية عميقة جدا وحساسة جدا ولكنها تجري في عُمان بكثير من الهدوء لأنها وسط عملية تطوير وإصلاح جذرية تشهدها سلطنة عمان في ظل رؤية عاهل البلاد المفدى لعمان الجديدة.
تكمن أهمية تقدم عُمان في المؤشرات العالمية والإشادة الأممية التي تحصل عليها من مؤسسات عالمية مرموقة في أن المستثمر الأجنبي، كما المؤسسات المالية الدولية، لا يتخذ قراراته من فراغ أو دعاية، بل ينظر إلى المؤشرات التفصيلية: جودة التشريعات، وكفاءة المؤسسات، وصرامة الحوكمة، حرية السوق، والجاهزية الرقمية. وقد جاءت مؤشرات 2024 لتؤكد أن عُمان أصبحت مقصدا جاذبا وجديرا بالثقة، ومن هنا تبدو أهمية هذه المؤشرات وأهمية أن نقف معها طويلا.
التحولات التي تشهدها عُمان بحاجة إلى خطاب اقتصادي جديد، لا يُمجّد المنجزات بل يبنى عليها. خطاب يتحدث بلغة الأرقام، ويخلق مناخا من الثقة والاستباقية، يُمكّن القطاع الخاص من أخذ زمام المبادرة، ويحثّه على التحول من دور المراقب إلى شريك فاعل، لا يطالب بالدعم فحسب، بل يقدّم حلولا وابتكارات تُعزز مكانة عُمان في سلاسل الإنتاج والتصدير. ويستطيع أن يولد فرص عمل مناسبة للعمانيين وتحويلهم بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة إلى جزء أساسي من قصة نجاح الاقتصاد العماني وليس عبئا ماليا كما يروج البعض.