المجلس العلمي الأعلى يطلق أول لقاء تواصلي مع الوزراء والخبراء في سياق تعزيز "خطة تسديد التبليغ"
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
خاص..اليوم24
أطلق المجلس العلمي الأعلى أول مبادرة تواصلية مع وزراء وخبراء ومسؤولين في مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسة الأمنية.
وحسب سعيد شبار، الكاتب العام للمجلس في افتتاح اللقاء تواصلي الذي نظمه المجلس العلمي الأعلى، اليوم الأحد، بمقر المجلس بالرباط، ان هذه تجربة أولى لاستماع العلماء للخبراء، وهم يتحدثون من منطلق السؤال المطروح عليهم حول دورهم في التبليغ، لذلك فإن العلماء بعد الاستماع والنظر المتفحص في الأفكار سيقترحون الكيفيات التي يمكن أن يستمر بها هذا الحوار غير المسبوق.
والقت عدة شخصيات مداخلات في الفترة الصباحية خلال اللقاء الذي سيره وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، بحضور أعضاء المجلس العلمي الأعلى.
ويتعلق الأمر بكل من الفيلسوف علي بن مخلوف، وبوبكر سبيك، المراقب العام للأمن الوطني والناطق باسم المديرية العامة للأمن الوطني، وفوزي لقجع الوزير المنتدب المكلف بالميزانية ونزار بركة، وزير التجهيز والماء، ومصطفى بايتاس الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق باسم الحكومة، ومحمد عبد النباوي رئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية.
وتحدث جميع المتدخلين عن مجالات اشتغالهم وأهمية الجانب الروحي والديني لتعزيز هذه المجالات ضمن خطة تسديد التبليغ التي أطلقها المجلس العلمي الأعلى.
وحضر اللقاء عدة شخصيات مثل وزير التربية الوطنية سعد برادة، وزينب العدوي رئيسة المجلس الأعلى للحسابات، وفيصل العرايشي المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. كما حضر أيضا رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني، وادريس الضحاك الأمين العام للحكومة السابق.
وأوضح سعيد شبار خلال كلمته أن خطة تسديد تبليغ تعتمد خطابا مهيكلا من طرف المجلس العلمي الأعلى ينصب على المضمون الأخلاقي النفعي للعبادات، مثل شرح الإيمان على أنه قبل كل شيء هو التحرر من الأنانية، وشرح العمل الصالح حسب الأولويات، مثل التضامن وأكل الحلال، أي الإخلاص في الخدمات والمعاملات.
وأضاف انه بقدر ما يتحقق التبليغ المسدد ويتم التعامل مع تقويم التدين الأخلاقي بمجهود الجميع، بقدر ما ستخف الكلفة المادية والنفسية على الأفراد والجماعات والدولة، وأيضا اقتناعهم بأن النجاح التدريجي لهذا التعاون من شأنه أن يبني نموذجًا تتوفر شروطه السياسية والمعنوية في المملكة المغربية.
وأشار الى أن “تسديد التبليغ”، يعني الاستمداد من المنهج النبوي في الإقناع، الذي يقتضي البيان والتيسير والقدوة الحسنة والقرب وتوضيح الأولويات وربط التوجيه بالنفع في الحياة، والتنبيه إلى الفوائد الدنيوية والأخروية من الاستجابة والاتباع.
واعتبر أن التبليغ المسدد يكون من الآن فصاعدًا في الميدان، وانطلاقًا من المساجد، وبتدخل المبلغين في مختلف الفضاءات التربوية والاجتماعية عبر خطب الجمعة، والوعظ والإرشاد، والتواصل المباشر، والإعلام المسموع والمرئي الذي تشرف عليه المجالس العلمية المحلية بتأطير العلماء والعالمات، والمرشدين والمرشدات، والوعاظ والواعظات، والأئمة.
وبخصوص خطب الجمعة، أشار الى أن المجلس كان قد عزم على تعميمها، فواجه التشويش من بعض العناصر، فقرر جعل الخطبة مقترحة على موقع المجلس والوزارة كل يوم أربعاء. وأشار الى أن الخطبة المقترحة بات يأخذ بها أكثر من 95 بالمائة من الخطباء.
كلمات دلالية المجلس العلمي الأعلى لقاء تواصلي
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المجلس العلمي الأعلى لقاء تواصلي المجلس العلمی الأعلى
إقرأ أيضاً:
وزراء خارجية لبنان وسوريا يبحثون العلاقات الثنائية بعد تعليق المجلس الأعلى
في خطوة دبلوماسية تحمل دلالات كبيرة على تغير المشهد السياسي بين بيروت ودمشق، التقى وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي بنظيره السوري أسعد الشيباني اليوم في العاصمة اللبنانية، في زيارة رسمية وُصفت بأنها بداية “توجه جديد” في العلاقات اللبنانية السورية، بعد عقود من التعقيد والتداخل السياسي.
وأكد الوزير اللبناني، خلال مؤتمر صحفي مشترك، أن العلاقة مع سوريا تدخل اليوم مسارًا جديدًا عنوانه “الاحترام المتبادل وعدم التدخل”، في إشارة واضحة إلى تجاوز مرحلة سابقة من النفوذ السوري المباشر في الشأن اللبناني.
وقال رجي: “لبنان تلقى رسميًا إشعارًا من الجانب السوري بتعليق العمل بالمجلس الأعلى اللبناني السوري، وبالتالي أصبحت كل أشكال التواصل بين البلدين محصورة بالطرق الدبلوماسية الرسمية، وهذا أمر نرحب به.”
المجلس الأعلى.. نهاية رمزية لمرحلة تاريخية
يُشار إلى أن المجلس الأعلى اللبناني السوري، الذي تأسس عام 1991 بموجب “معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق”، كان يمثل الإطار المؤسساتي الأعلى للعلاقات بين البلدين. إلا أن دوره تراجع بشدة منذ انسحاب القوات السورية من لبنان عام 2005، إلى أن تم تعليق العمل به رسميًا هذا الأسبوع، بحسب ما أفادت به وزارة الخارجية اللبنانية.
ورغم أهمية المجلس خلال التسعينيات، يرى مراقبون أن تعليق عمله اليوم يعكس تحولا جذريًا في بنية العلاقة بين بيروت ودمشق، بعيدًا عن الأطر فوق الرسمية التي لطالما أثارت الجدل داخليًا في لبنان.
من جانبه، أوضح الوزير السوري أسعد الشيباني أن زيارته إلى بيروت “تؤكد حرص سوريا على فتح صفحة جديدة”، مضيفًا: “نحن نحترم لبنان كدولة مستقلة ذات سيادة، ونعترف بأن أخطاء الماضي لا بد من تجاوزها. نحن أيضًا كنا ضحايا تلك المرحلة، ونريد بناء علاقة تقوم على المصالح المشتركة والندية.”
ورفض الشيباني الخوض في تفاصيل الملفات العالقة، لكنه أشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تعزيز التعاون في الملفات الأمنية والاقتصادية ضمن أطر دبلوماسية واضحة وشفافة.
يرى مراقبون أن زيارة الوزير السوري، التي تزامنت مع الإعلان عن تعليق عمل المجلس الأعلى، تمثل محاولة دمشق لإعادة صياغة علاقتها مع لبنان ضمن أطر دبلوماسية حديثة تتناسب مع المتغيرات الإقليمية والدولية.
وبينما يرحب بعض السياسيين اللبنانيين بهذه الخطوة بوصفها “تحجيمًا لنفوذ سابق”، فإن أطرافًا أخرى تتخوف من أن تكون هذه التحركات مجرد “إعادة تموضع تكتيكية” لا أكثر.