قبل شهر تقريبا تم الإعلان عن نظام بديل لشهادة الثانوية العامة الذى استمر العمل به لأكثر من خمسين عاما، أطلق عليه اسم شهادة البكالوريا، وهو النظام الذى يتضمن خطة للقضاء على مشكلات الثانوية العامة وهو ما أكده رئيس الوزراء لاحقا حينما قال "الكل يشتكي من منظومة الثانوية العامة، شيء قاسٍ بالنسبة لي كمسئول وكأب، وكل سنة يطلع خبر انتحار بسبب إخفاق في الثانوية العامة، وانهيار نفسي وعصبي".
النظام الجديد كما أعلنته وزارة التربية والتعليم، تمنح الامتحانات فيه للطالب فرصتين في كل عام دراسي، على أن تكون فى شهري مايو ويوليو لمواد الصف الثاني الثانوي وفى شهري يونيو وأغسطس لمواد الصف الثالث الثانوي، على أن تحتسب للطالب كل المحاولات التي تقدم لها وترصد كافة درجات محاولاته ويحدد العام الدراسي الذي تقدم فيه الطالب لكل محاولة وترسل قاعدة البيانات بشكل كامل لمكتب التنسيق، وتحدد رسوم دخول الامتحان للمرة الأولى مجانا وبعد ذلك بمقابل لكل امتحان 500 جنيه.
وتنقسم سنوات الدراسة إلى 3 سنوات، ويتضمن نظام البكالويا 4 مسارات علمية، هي: "الطب وعلوم الحياة" و"الهندسة وعلوم الحاسب" و"الأعمال" و"الآداب والفنون.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم أن النظام سيتم تطبيقه اعتبارًا من العام الدراسي المقبل 2025-2026 على طلاب الصف الأول الثانوي، الذين يدرسون في الصف الثالث الإعدادي الآن، وأن هناك حوارا مجتمعيا بمشاركة وزراء تعليم سابقين وحاليين، وخبراء تربويين وأساتذة جامعات، للخروج بالنظام التعليمي إلى حيز التنفيذ، بعد تلافي السلبيات المتوقعة.
الجديد فى الأمر أنه ومنذ أيام أعلن رئيس الوزراء أن نظام البكالوريا قد يُطبق على الطلاب بشكل اختياري وليس إلزاميًا، وذلك لفترة محدودة من أجل تقييم النظام، وقال "نحن نستمع لآراء الجميع، وفي بداية تطبيق النظام، من الممكن أن يكون اختياريًا، والطالب إذا أراد الاستمرار في النظام القديم يمكنه ذلك، وإذا فضل النظام الجديد يمكنه أيضًا الاستمرار فيه".
هذا بالطبع يعني أننا سنسير فى مسارين ونظامين تعليميين، وهنا لابد وأن نلفت النظر لبعض الأمور التى قد تكون عائقا وتؤدى إلى مزيد من التدهور فى العملية التعليمية وليس تطويرها، فهل لدينا عدد من الفصول يسمح بفصل طلاب نظام الثانوية العامة عن طلاب البكالوريا، ونحن فى الأساس نعاني عجزا شديدا فى عدد الفصول الدراسية فى جميع المدارس الحكومية؟ وهل لدينا العدد الكافي من المعلمين المؤهلين لتدريس المواد المقترحة فى النظامين، ونحن فى الأساس نعاني عجزا شديدا فى أعداد المعلمين، وتمت الاستعانة بمعلمين بنظام التعاقد هم فى الاساس تنقصهم الخبرات اللازمة للتدريس، ناهيك عن أن الدورات التدريبية التى تنظم للمعلمين لا تحقق الاستفادة المرجوة بحسب المعلمين أنفسهم، ما يضطرهم إلى الاعتماد على أنفسهم لفهم المناهج الجديدة وكيفية تدريسها.
هناك نقطة أخرى قد تغيب عن أذهاننا وهى أننا كما طبيعة كل المصريين لا نحب التجريب، وبالتالي يمكن ألا يقبل أحد على نظام البكالوريا، ما دام الأمر اختياريا، لأننا نؤمن بمقولة "اللى نعرفه أحسن من اللى منعرفوش"، ومن هنا لابد أن نؤجل تطبيق نظام البكالوريا إلى حين مناقشة كل السلبيات التى يمكن أن تطرأ على التطبيق، وقتها يتم تطبيق نظام البكالوريا، الذى أتمنى تغيير اسمه أيضا إلى اسم يليق بالتطور التعليمي المرجو، ونحن مطمئنون.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الثانویة العامة نظام البکالوریا
إقرأ أيضاً:
غوغل تعترف بفشل نظام التحذير من الزلازل خلال كارثة زلزال تركيا في 2023
كشفت شبكة “بي بي سي” أن شركة غوغل اعترفت رسميًا بفشل نظام التحذير المبكر من الزلازل الخاص بها في إرسال تنبيهات إلى نحو 10 ملايين شخص أثناء الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا في 6 فبراير 2023، وأسفر عن مقتل أكثر من 53 ألف شخص وإصابة أكثر من 107 آلاف آخرين.
خلل في نظام “أندرويد” للتحذير من الزلازل
ووفقًا لغوغل، فقد أخفق نظام تنبيهات الزلازل (AEA)، الذي يُدار من وادي السيليكون بكاليفورنيا، في العمل بالشكل المطلوب خلال الزلزال الذي بلغت شدته 7.8 درجات على مقياس ريختر، والذي ضرب منطقة قهرمان مرعش وامتدت آثاره إلى 11 ولاية تركية.
وكان من المفترض أن يرسل النظام تحذيرًا من المستوى الأعلى، يُعرف باسم “Take Action” (اتخذ إجراء)، يمنح المستخدمين 35 ثانية من التنبيه قبل وقوع الزلزال، لكن بحسب غوغل، لم تُرسل سوى 469 إشعارًا فقط بهذا التحذير الحاسم.
وفي المقابل، أُرسلت نحو 500 ألف إشعار من النوع الأقل خطورة، تحت عنوان “Be Aware” (انتبه)، وهو مخصص للهزات الأرضية الخفيفة ولا يتجاوز خاصية “عدم الإزعاج” في الهواتف، مما جعله عديم الجدوى في حالة كارثية وقعت فجرًا بينما كان معظم السكان نائمين.
غوغل: خلل تقني وليس سوء تقدير
وفي بيان رسمي لـ”بي بي سي”، أقرت غوغل بأن نظامها “لم يعمل بشكل صحيح” خلال الزلزال الأول، معتبرة أن ما حدث كان خللًا تقنيًا لا يمثل الأداء المعتاد للنظام، الذي تعتبره الشركة بمثابة “شبكة أمان عالمية” متوفرة حاليًا في حوالي 100 دولة.
وكانت غوغل قد صرحت سابقًا أن النظام أدى مهامه “بشكل جيد”، قبل أن تعود وتعترف بتقصيره في واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا في تاريخ تركيا الحديث.
أهمية نظام “Take Action”
نظام “تحذير اتخذ إجراء” يُعد أكثر التنبيهات فاعلية، حيث يتجاوز إعدادات كتم الصوت ويغطي شاشة الهاتف، ليوقظ المستخدمين فورًا في حال وقوع زلزال قوي. وهو ما لم يحدث مع ملايين السكان ليلة الزلزال، الذي وقع عند الساعة 04:17 صباحًا.
خسائر كارثية وتأثيرات واسعة
الزلزالان المتتاليان في فبراير 2023، بقوة 7.7 و7.6 درجات، أحدثا دمارًا هائلًا طال أكثر من 14 مليون مواطن في 11 ولاية تركية، فيما أعلنت الحكومة التركية حينها حدادًا وطنيًا لمدة 7 أيام.
كيف يعمل النظام؟
يعتمد نظام غوغل للتحذير من الزلازل على شبكة من الهواتف الذكية العاملة بنظام “أندرويد”، والتي تُمثّل أكثر من 70% من الهواتف في تركيا، حيث تُستخدم مستشعرات الهاتف لاكتشاف الموجات الزلزالية وإرسال التحذيرات للمستخدمين القريبين من مركز الهزة.
لكن الواقع أظهر أن هذا النظام، ورغم تميّزه التقني، غير كافٍ عند الاعتماد عليه بشكل منفرد، خاصة في ظل غياب أنظمة تحذير وطنية مكمّلة له.