بوابة الوفد:
2025-07-05@13:36:54 GMT

فى وداع مصطفى بيومي

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

كُنت أراه كعصفور برى يُنقّر كل صباح فروع شائخة لشجرة عتيقة، بصبر وإناة ورضا، يرسم جمالاً ساحراً، وسحراً جميلاً.

مُصطفى بيومى الذى سبقنا إلى الضفة الأخرى كان مُبدعا فريداً، وإنساناً رائعاً، لا ينشغل سوى بالكتابة والتأمل، يتحاشى جلسات النميمة، ويعتزل شلل الثقافة مُكرسًا جل وقته لصناعة قيمة تبقى خالدة ونافعة لأجيال أخرى تأتى خلفنا، وفق سُنن الحياة.

أنتج الكاتب الموسوعى أكثر من ثمانين كتاباً تحكى لنا كُل شىء فى الأدب المصرى، شخوصا، وأعمالًا، وموضوعات، حتى تكاد تتعرف على التاريخ غير المدون للمصريين من خلال دراساته وكتبه القيمة. استأثر نجيب محفوظ وحده بكتب عديدة كتبها الراحل الجميل عنه لنتعرف منها عن رأيه فى كرة القدم، الأحزاب المصرية، التوجهات السياسية، الحكام، الموسيقى والطرب، العمل الوظيفى، هموم الناس، الدين والتدين، وغيرها.

عرفت الرجل إبان مشروعه العظيم الصادر فى سلسلة كتب صغيرة لرد الاعتبار لرواد الاستثمار قبل ثورة يوليو من أمثال السيد ياسين، وسمعان صيدناوى، ومحمود أبو الفتح، وروزاليوسف. خطفتنى الفكرة بتفردها، فتابعتها وأصررت على التعرف على المؤلف ومناقشته. كان مصطفى بيومى وقتها يعمل مستشارا ثقافيا للدكتور محمود محيى الدين، عندما كان وزيرا للإستثمار، وبدت لى فكرته الأساسية بأن مصر لديها تراث تاريخى عظيم من التعددية وحرية الاقتصاد والفكر قبيل ثورة يوليو، وأن هذا التراث قابل للبعث مرة أخرى.

لفت نظرى وقتها بساطة المؤلف وتواضعه وحرصه الشديد على القيمة والإتقان واهتمامه بالابداع، وتبادلنا الكتب وتصادقنا لنتشاور فيما نكتب، ونتحاور بشأن الأفكار والنصوص سعيا إلى الأجمل والأفضل. ومن هُنا قرأت مسودات معظم أعماله الابداعية قبل نشرها، وبالمثل قرأ أعمالى بمحبة واهتمام وصدق؟.

ورغم مرضه الذى طال ومعاناته التى امتدت لسنواته الأخيرة ظل ناصع البياض طيبة ونقاء، وحمل طاقة إبداع وكتابة رائعة لم تفتر أبدا. ورغم هموم، ومشكلات جمة، وأحزان وطنية ومجتمعية، ومحن وصعاب، واصل المقاومة بقلمه مُعتزا بكرامة المبدع الحقيقى، ومنتصرا بالاستغناء النقى.

انتصر مشروعه الفكرى والنقدى لقيم التسامح، والتعددية، وقبول الآخر، ورفض التدين الشكلى، المظهرى، الانتهازى، المُسيس، ونبذ الاستبداد السياسى، والفردية، واستعلاء الحكام على المحكومين، ولا يُمكن أن ننسى عبارته الأثيرة بأننا نعيش منذ ولدنا فى ظل حالة طوارئ لا تنقضى أبدا.

رأى أن جمال عبدالناصر، وزمنه، ورجاله، وسياساته أوقفوا صعود المجتمع المدنى المصرى، وردوه إلى عصور وسطى من نفاق السلطة، والانتهازية، والاتجار بالدين.

لم ينل مصطفى بيومى التكريم المستحق من مؤسسات الدولة، ولم يحظى الرجل بالمساندة والدعم المفترض من صروح الثقافة وكياناتها، وهو الذى مزج التاريخ بالأدب ليستقرئ لنا سمات الشخصية المصرية وتطورها من عصر إلى عصر. لم يُحقق الرجل ثروة مالية تفى بحياة هانئة ورعاية صحية جيدة وهو الذى جنت دور نشر عديدة عائدات ضخمة من توزيع مؤلفاته.

بدا الرجل راضياً بمقولة فولتير الشهيرة «لا تحزن إن لم تنل ما تستحق من تقدير.. فيكفيك أنك تستحق»، ليواصل إبداعاته مبتسماً وسعيداً بمحبة الناس واحترامهم.

وفى وداعه بكى المحبون، وترحموا عليه، وأعادوا نشر ما كتب. فما مات مَن كتب جميلًا.

والله أعلم

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد الضفة الأخرى الأدب المصرى

إقرأ أيضاً:

«شهادة زور».. بيومي فؤاد يروي موقفًا مؤثرًا مع والده

روى الفنان بيومي فؤاد، موقفا مؤثرا له مع والده بسبب شهادة زور، مشيرا إلى أنه عندما كان صغيرا جارتهم كانت ستورطه في شهادة زور وعندما علم والده انهال عليه بالضرب.

وقال بيومي فؤاد، خلال لقائه بودكاست «فضفضت أوي» الذي يقدمه المخرج معتز التوني عبر منصة « watch it»: «صاحبة البيت اللي في الزمالك زمان، خدتني معاها لنقطة الجزيرة، عشان أشهد زور على واحد ساكن فوقنا، وأنا كنت عيل صغير وقتها، الظابط مخدش أقوالي لأني كنت طفل وقتها، لما رجعت البيت أبويا ضربني، أبويا حنين أوي كان يضربني ويعيط».

View this post on Instagram

A post shared by Moataaz El Tony - معتز التوني (@moataazeltony)

آخر أعمال بيومي فؤاد

بدأ الفنان بيومي فؤاد، تصوير مشاهد أحدث أعماله السينمائية الذي يحمل اسم «ابن مين فيهم»، ويضاف هذا العمل إلى سلسلة ثنائياته مع الفنانة ليلى علوي.

ويضم فيلم «ابن مين فيهم» في بطولته بجانب الثنائي ليلى علوي وبيومي فؤاد، عدد من الفنانين أبرزهم أحمد عصام السيد، وسوف يتم الإعلاني عن باقي أبطال العمل قريبا، وهو من تأليف لؤي السيد، وإخراج هشام فتحي.

أحداث فيلم ابن مين فيهم

تدور أحداث فيلم ابن مين فيهم، في إطار كوميدي حول شخصية «رشدي» التي يجسدها «بيومي فؤاد»، وهو رجل أعمال مستهتر ومتعدد الزيجات، يعيش حياته بلا التزامات حقيقية، وتتصاعد الأحداث ويصطدم بالمحامية الصارمة «ماجدة» التي تجسدها «ليلى علوي»، وتدخل حياته بشكل مفاجئ وتضعه في سلسلة من المواقف المعقدة والمليئة بالمفارقات الكوميدية في رحلة للبحث عن ابنه وينشأ بين الشخصيتين صراع طريف يكشف عن جوانب مختلفة في حياة «رشدي»، ويطرح تساؤلات حول العلاقات والمسؤولية.

اقرأ أيضاًبعد طرحه في دور العرض.. قصة فيلم «بنسيون دلال» بطولة الفنان بيومي فؤاد

أصالة تطرح ألبومها الجديد «ضريبة البعد» غدًا

«أنا بحبك أنت».. موعد طرح أجدد ألبومات رامي صبري

مقالات مشابهة

  • غدًا.. مصطفى بكري يُشارك في ندوة «إرادة شعب وميلاد وطن» بمجمع إعلام قنا احتفالًا بـ30 يونيو
  • بعد 27 عاما.. رامي إمام يعيد مقطع فيديو لوالده من حفل زفافه
  • بيومي فؤاد وسيد رجب يبدأون تصوير فيلم شلة ثانوي
  • محمد عفيفي: فصل 30 يونيو عن بيان 3 يوليو يعكس قراءة خاطئة للتاريخ
  • حقائق وأسرار يذيع الفيلم الوثائقي «30 يونيو - 3 يوليو»
  • عماد الدين حسين: بيان 3 يوليو أنقذ مصر من مصير دول انهارت جيوشها وتفككت شعوبها
  • «مصطفى بكري» في ذكرى 3 يوليو: يوم خالد في تاريخ المصريين استعادوا هويتهم الوطنية
  • بيومي فؤاد: "دخلت فنون جميلة.. واشتغلت كومبارس متكلم"
  • د. غادة جابر تكتب: شهيدات حادث المنوفية لكل كلمة معنى
  • «شهادة زور».. بيومي فؤاد يروي موقفًا مؤثرًا مع والده