العضو الوحيد فى الإنسان الذى لا يكاد يُوجد له أمراض خطيرة لأنه أولًا عنوان الوجه وثانيًا وهو الأهم لأنه مدخل القصبة الهوائية والجهاز التنفسى وهو أسرع أجهزة جسدك فى التأثّر اذا غاب الهواء لحظة أو ثوان معدودة فتشعر بالاختناق أو أشياء أخرى وبرغم ذلك فالأنف دائمًا مضطهد وهو دائمًا مهدد اذا عن لأحدنا أو أحداهن أن تغيّر شكل الأنف لأنه أو لأنها ترغب ذلك.
والأنف دائمًا مفعول به منذ أن بدأت السينما والتصاوير تسيطر على عقول السيدات والبنات وقد حاولت البحث عن أمراض بعينها تخص الأنف فلم أجد غير الزكام والبرد والحساسية أما فيما يتعلق بغضروف الأنف مترامى الأركان وكامل الصفات الذى هو دائمًا مجنى عليه وقد يمسك أو تمسك أحدهم أو أحداهن غضروف الأنف ويتمنى أو تتمنى تصغيره أو تكبيره أو تنسقيه أو تحدييه إلى ما غير ذلك من الأعمال وفى السيدات تظن أنها تصلح أنفها بل انّ ذلك هو بداية المتاعب فى الأنف خاصة والوجه بصفة عامة ويا ليت من تُقدم على عمليات تجميل الأنف تسأل الأنف أولًا ان كان راضيًا أو موافقًا على ذلك أم لا؟
وللأنف شرايين خاصة به وأوردة وهى دقيقة جدًا ولكنها قوية وتتحمل البرد الشديد إلا إنها لا تتحمل الضربات الموجهة إلى الأنف بشدة مثل رياضة الملاكمة، أما النزيف من الضغط العالى فهو يحمى الانسان من أن يحدث نزيف داخل الجمجمة ويقول خبراء الرياضة إن تجويف الأنف فهو مناسب لكم الهواء الذى يدخل الرئة فى الشهيق والزفير حتى لا يشعر الانسان بالاختناق ولا يعرف كثيرٌ من الناس أنّ الأنف هو أساس الوجه وأنّ عضلات الأنف هى جزء من عضلات الوجه وقد حيرتنا أنف السيدة أو مدام «كيلوبترا» فى أنفها الجميل الذى ما زال مُبتغى الجميلات أو من يبحثن عن الأنف الجذاب والرهيب وهو الشغل الشاغل لكل امرأة على ظهر الأرض لأنه من علامات جمال المرأة ولولاها ما اشتغل أطباء التجميل ولكن السؤال الأهم ما الذى يحدث بعد الجراحة؟ وما الذى يحدث فى الوجه بعد ذلك؟ لأنّ ليس هناك «شهادة ضمان» فى عمليات التجميل.
وتأتى مشاكل عمليات تجميل الأنف ممن يفكّرون فى الأنف خاصة دون النظر إلى الوجه أوالجسد ودائمًا ما يصاب الوجه ب strictures عقب عمليات تجميل الأنف بل أكثر من ذلك عندما يصاب الصوت أيضًا لأن مخارج الصوت فى كل انسان ترتبط بتناسق وتفاعل كل عضلات الوجه معًا فى خروج الصوت ولذلك فعمليات التجميل «غير الضرورية» أمرٌ غير محسوب وقد يأتى بالضرر أكثر من النفع وانه لأمر غريب أن يظن الناس أنه ما يُصنع عند الله هو قوالب «واحدة» أو أنها مثل مكعبات مكررة ولكننا نكاد نرى كل انسان هو كيان وحده ولا يُوجد له شبيه كامل وكان من الممكن أن تكون الأنف واحدة عند كل الناس.
ويقول العارفون بالأنف أنه هو الجمال والخضار وكنوز الأسرار من الستار على العباد الأبرار تنام به غير محتار وتستيقظ مرتاحًا فى بدء النهار.
استشارى القلب – معهد القلب
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د طارق الخولي استشارى القلب معهد القلب أمراض خطيرة دائم ا
إقرأ أيضاً:
أثرياء.. "ربات البيوت"
منذ أيام ألقت أجهزة الأمن القبض على سيدتين بتهمة نشر مقاطع فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي تتضمن بعض الألفاظ الخادشة للحياء، جاء ذلك على خلفية ورود عدد من البلاغات ضد صانعتي المحتوى بالخروج على الآداب العامة، بالإضافة إلى إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
السيدتان هما من ربات البيوت، واللتان ظهر عليهما الثراء الفاحش منذ فترة قليلة، اعترفتا بنشر مقاطع فيديو من أجل الحصول على مشاهدات عالية وتحقيق الأرباح، وهى الظاهرة التى استشرت فى الآونة الأخيرة، وأصابت ما يسمون بـ"البلوجرز" بالهوس نتيجة الثروات الطائلة التى تهبط عليهم فجأة من مجرد تصوير فيديوهات تتعرض للحياة الخاصة، بشكل ينتهك "حرمة البيوت" بدون أي رادع من دين أو أخلاق..
خلال السنوات القليلة الماضية انتشرت حمى "الترند"، وأصبحت كاميرا أى موبايل محدود الإمكانات، تستطيع من خلالها الانتقال إلى عوالم من التفاعل مع أناس لا تعرفهم، وحصد الملايين من المشاركات والإعجاب بما تقدمه، وبالتالي حصد الملايين من الجنيهات بل والدولارات أيضا، وهو ما تابعناه لـ "ربات بيوت" محدودات الإمكانات، وقد تحولن إلى سيدات "ثريات" يسكن الفلل ويتنقلن بالسيارات الفارهة ويستقدمن الخادمات، ويستعرضن المصوغات الذهبية المبالغ فى أحجامها وكمياتها، كل ذلك بفضل فضاء السوشيال ميديا الذى أصبح الكثيرون يلهثون وراءه..
فوضى السوشيال ميديا التى أصابت الكثيرين بـ"الهوس" لم يقتصر تأثيرها على صانع المحتوى الذى استباح خصوصيات حياته وحرمة بيته ونشرها على الملأ، رغبة فى جني المزيد من الأموال، ولكنها أثرت أيضا على
المتلقي الذى أدمن المشاهدة وأعتاد عليها بعد أن تسللت كالمخدر إلى عقله وسيطرت عليه وعملت شيئا فشيئا على تفتيت الثوابت والقيم، وهو ما تابعته منذ فترة لصفحات بعض السيدات وكانت فى البداية عبارة عن استعراض مهارات الطبخ، ولكن مع تتابع الحلقات وزيادة عدد زوار الصفحات تطور الأمر بكثير منهن، وتطرقن إلى موضوعات ومسائل شخصية غاية فى الخصوصية، وهو ما دفعني إلى إلغاء المتابعة لكل تلك الصفحات التى تمر أمامي على الفيسبوك من دون أن أبحث عنها.
الأرباح الخيالية التى يحققها هؤلاء "اليوتيوبرز" يبدو أنها أصابتهم بالهوس، فاستباحوا خصوصياتهم لنشرها على الملأ، غير عابئين بتأثير ذلك على حياتهم الشخصية، ولا انعكاسات ذلك على الآخرين، فالمال هو المبتغى والمراد ومن أجله يهون كل شيء، ولِمَ لا وقد تحولت حياتهم من "العدم" إلى اليسر والرخاء والغني الفاحش..
ظاهرة اليوتيوبرز بدأت فى مصر منذ عدة سنوات، لكنها أصبحت منتشرة على نطاق واسع خلال الآونة الأخيرة، ورأينا كيف حقق عدد كبير منهم وباختلاف المحتوى الذى يقومون بتقديمه شهرة واسعة حتى تخطى المليون متابع على حساباتهم بالمنصات المختلفة، كما حققت القنوات الخاصة بهم عبر اليوتيوب ملايين الجنيهات من الأرباح، والغريب أن نسب الإقبال على المشاهدة تزداد يوما بعد يوم، ومن معظم شرائح المجتمع، وحتى من العاملين فى مجال الإعلام أنفسهم.
وان كانت هذه الصفحات تواجه فى بعض الأحيان انتقادات واسعة، إلا أن تلك الانتقادات تساهم فى نسب مشاهدة عالية أيضا، وهو ما لا يستطيع أي صاحب محتوى جاد الوصول إليه، وكم رأينا من محاولات لمثقفين كبار وإعلاميين محترفين لعمل قنوات خاصة بهم على "اليوتيوب"، ولكنها للأسف
لم تحقق إلا نسب مشاهدة ضئيلة جدا مقارنة بقنوات "أم فلان" و"أم فلانة" التى تقطر جهلا، ولكنها تجذب المتابعين، وهى الظاهرة التى عجزت شخصيا عن تفسيرها، وأعتقد أن أساتذة الإعلام أنفسهم لم يستطيعوا تفسيرها.