سواليف:
2025-12-13@05:46:56 GMT

الصراحة راحة يا “بن غفير “

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

#الصراحة راحة يا ” #بن_غفير “
د. #هشام_عوكل، أستاذ إدارة الأزمات والعلاقات الدولي
في مشهد يعيد إلى الأذهان صفحات التاريخ الأكثر ظلامًا، دونالد ترامب يحرج الدول العريبة المطبعة في الشرق الاوسط بتهجير الفلسطينيين من غزة في خطوة تعكس الطبيعة الحقيقية للنهج الإمبريالي الذي تتبناه الولايات المتحدة واخرها طرح الاراضي السعودية وطن بديل .

ولكن على عكس ما قد يبدو للبعض من تشاؤم وإحباط، ربما علينا أن نفرح لهذا الجنون، ليس لأنه يمثل كارثة إنسانية فحسب، بل لأنه قد يكون المسمار الأخير في نعش الإمبراطورية الأمريكية التي اعتلت العرش العالمي منذ القرن العشرين، متغنية بأنها زعيمة الديمقراطية وحامية حقوق الإنسان.
إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل، انتقد حكومة نتنياهو معتبراً أن إسرائيل أصبحت “أضحوكة الشرق الأوسط”. أبدى استياءه من المساعدات الإنسانية لغزة ودعا لتعزيز “الهجرة الطوعية” للفلسطينيين، مشدداً على ضرورة اتخاذ خطوات لتدمير حركة حماس للعودة إلى الحكومة.
ترامب.. الهادم الأكبر للإمبراطورية الأمريكية
لطالما قدمت الولايات المتحدة نفسها على أنها القائد الأخلاقي للعالم، المدافع عن المظلومين، والحامل لمشعل الديمقراطية. لكن مجيء ترامب، بتهوره غير المسبوق وسياساته التي لا تخضع حتى لأدنى درجات الدبلوماسية، كشف للعالم زيف هذه الصورة. من المكسيك إلى البرازيل، من بنما إلى الصين، دنمارك ٫ من روسيا إلى الدول العربية وانسحاب من كل الاتفاقيات الدولية واخرها رفع الدعم على محكمة الجنائية الدولية ، لم يترك ترامب عدوًا إلا وخلقه أو عززه. فكيف يمكن لرئيس دولة يُفترض أنها الأعظم في العالم أن يخوض معركة ضد الجميع في وقت واحد؟
الأمر ليس جديدًا على الإمبراطوريات الكبرى، فالتاريخ يخبرنا أن كل إمبراطورية وصلت إلى قمة قوتها، سرعان ما أصيبت بجنون العظمة الذي قادها إلى اتخاذ قرارات متهورة أدت إلى سقوطها المدوي. الولايات المتحدة اليوم ليست استثناءً، ومشروع ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة ما هو إلا استمرار لنهج طويل قائم على اقتلاع السكان الأصليين من أرضهم، وهو تكرار لما فعله المستعمرون الإنجليز بالسكان الأصليين في أمريكا، والذين انتهى بهم الحال في محميات معزولة بعد أن سُلبت أراضيهم وهُدمت حضارتهم.
العالم يرفض ترامب.. والولايات المتحدة تواجه عزلتها
للمرة الأولى منذ عقود، نشهد إجماعًا عالميًا ضد الطرح الأمريكي. حتى الحلفاء التقليديون لواشنطن يجدون أنفسهم مضطرين للنأي عن هذه السياسات المتهورة. الاتحاد الأوروبي يعارض، روسيا والصين تستغلان الفرصة لكشف نفاق أمريكا، والدول العربية – حتى تلك التي كانت حليفة لواشنطن – تدرك أن سياسة الابتزاز التي ينتهجها ترامب لم تعد مستدامة.
أما داخل الولايات المتحدة نفسها، فإن الخطاب الترامبي الاستفزازي لم يعد يحظى بالقبول ذاته. فبينما يعتقد ترامب أنه يستطيع مواصلة سياساته القائمة على الاستفزاز والعنصرية وفرض الإملاءات بالقوة، فإن الرأي العام الأمريكي، الذي يعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية متفاقمة، قد بدأ يدرك أن عدوهم ليس في الخارج بل في الداخل، وأن زعيمهم يقود البلاد نحو عزلة دولية خطيرة
نهاية الإمبراطوريات تبدأ من لحظات الجنون
لا يمكن لأي إمبراطورية أن تستمر إلى الأبد. روما سقطت عندما وصلت إلى ذروة توسعها، والإمبراطورية البريطانية انهارت عندما حاولت السيطرة على ما لا يمكن السيطرة عليه، والاتحاد السوفيتي انهار بعد أن فقد شرعيته الأخلاقية أمام العالم. الولايات المتحدة اليوم تسير في نفس الاتجاه، وترامب هو التجسيد الحي لنهايتها الوشيكة.
ما يفعله ترامب ليس مجرد نزوة عابرة، بل هو تسريع لعملية انهيار بدأت منذ زمن. فكلما ازداد تعنت الإدارة الأمريكية، وتمادى زعماؤها في سياساتهم الاستعمارية، كلما اقتربت لحظة السقوط الحتمي. مشروع التهجير الذي يقترحه ترامب لن يمر، ليس لأنه يفتقر إلى الأسس الأخلاقية فقط، بل لأنه يواجه مقاومة عالمية غير مسبوقة.
التاريخ يعيد نفسه.. والنتيجة محسومة
كما انتهى مصير المستوطنين الأوروبيين الأوائل بإبادة السكان الأصليين، معتقدين أنهم سيؤسسون حضارة تدوم للأبد، فإن ترامب اليوم يكرر نفس الخطأ التاريخي، متجاهلًا أن من سبقوه انتهوا في مزبلة التاريخ. الفرق الوحيد هو أن العالم اليوم أكثر وعيًا، وأكثر قدرة على المواجهة، وأكثر استعدادًا لكشف زيف الإمبراطوريات التي تتغنى بالديمقراطية وهي في الواقع تمارس أعتى أنواع النازية الجديدة.
لن يستطيع ترامب أن يفرض مشروعه على العالم، ولا أن يفرض واقعًا يتجاهل حقوق الشعوب. بل على العكس، كل خطوة يتخذها بهذا الاتجاه تعجل بنهاية الإمبراطورية التي اعتبرت نفسها القوة العظمى المطلقة. وتمامًا كما بدأت، سينتهي هذا العصر الأمريكي بنفس الطريقة التي انتهت بها كل الإمبراطوريات قبله: بانفجار داخلي، ومعارضة عالمية، ورفض قاطع لسياسات الهيمنة والاضطهاد.
لكن الشيء الوحيد المضمون في التاريخ أن الطغاة لا يدومون، وأن الإمبراطوريات لا تعيش للأبد، وأن الرجال الذين يعتقدون أنهم فوق القانون، ينتهون غالبًا في زاوية النسيان، تمامًا كما حدث لكل من ظن نفسه خالدًا. لذلك، بدلاً من أن نحزن على تهور ترامب، ربما علينا أن نحتفل، لأنه، كما يقول المثل، “حين يريد الله أن يهزم ظالمًا، يرسل له جنونه ليقوده بنفسه إلى الهاوية

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: بن غفير الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

المستشار الألماني: أوكرانيا سلمت الولايات المتحدة مقترحًا لخطة السلام

صرح المستشار الألماني فريدريش ميرز بأن مسودة خطة السلام الأخيرة لأوكرانيا قد قُدمت إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، متضمنةً مقترحًا بشأن التنازلات الإقليمية التي قد تكون كييف مستعدة لتقديمها.

خطة السلام في أوكرانيا

لكن ميرز أكد أن القضية الإقليمية "مسألة يجب أن يجيب عليها بالدرجة الأولى الرئيس الأوكراني والشعب الأوكراني"، بحسب ما أفادت به شبكة بي بي سي.

البيت الأبيض يحسم الجدل : لا قوات أمريكية في غزة مع الاستقرار الدوليةكوت ديفوار تطالب واشنطن بنشر طائرات تجسس للقضاء على الإرهاب

وأشار ميرز إلى أنهم "أوضحوا هذا الأمر للرئيس ترامب أيضًا".

وفي الأسابيع الأخيرة، عمل القادة الأوروبيون بشكل وثيق مع أوكرانيا للتوصل إلى نسخة جديدة من خطة السلام تُراعي مصالح كييف ومخاوفها.

السيادة على الأراضي الأوكرانية

ويبدو أن ترامب قد شعر بالإحباط من تعقيدات مسألة السيادة على الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا.

ونظرًا لأن فريقه التفاوضي عمل سابقًا بشكل وثيق مع موسكو، يخشى حلفاء كييف الأوروبيون أن يسعى الرئيس الأمريكي في نهاية المطاف إلى فرض حل تقوده روسيا على أوكرانيا.

إجبار أوكرانيا على السلام

قال ميرز في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لحلف الناتو مارك روته: "سيكون من الخطأ إجبار الرئيس الأوكراني على قبول سلام لن يقبله شعبه بعد أربع سنوات من المعاناة والموت".

أونروا : الوضع في قطاع غزة مأساوي للغاية نتيجة المنخفضات الجويةألكسو تهنئ قطر والدول العربية لإدراج البشت على قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو

وأضاف أنه خلال المكالمة الهاتفية "البناءة" التي جرت يوم الأربعاء مع ترامب، أوضح هو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ضرورة الاستماع إلى مصالح الأوروبيين أيضاً.

من جانبه، قال ترامب إن المشاركين "ناقشوا أوكرانيا بعبارات قوية"، وأضاف أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيحضر اجتماعاً في أوروبا وقال: "لا نريد إضاعة الوقت".

طباعة شارك المستشار الألماني أوكرانيا خطة السلام خطة السلام في أوكرانيا فريدريش ميرز الرئيس الأمريكي ترامب

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تعتزم تفتيش حسابات التواصل الاجتماعي للراغبين بدخولها
  • تهديد بهدم قبر عزّ الدين القسّام.. ما الرسالة التي يسعى بن غفير إلى إيصالها؟
  • رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • المستشار الألماني: أوكرانيا سلمت الولايات المتحدة مقترحًا لخطة السلام
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • فنزويلا: استيلاء الولايات المتحدة على ناقلة النفط سرقة سافرة
  • ترامب: الولايات المتحدة لا تريد هدر الوقت بشأن أوكرانيا
  • استقالة سفيرة كندا لدى الولايات المتحدة.. فما الأسباب؟
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة