تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق ناظر مدرسة «العباقرة».. قيمة وقامة وصاحب مسيرة عطاء «فكرى وثقافى» غاية فى الخصوبة 

رحيل بالجسد وخلود بالذكرى.. لعل هذا أقل ما يمكن قوله فى وداع المفكر القدير الأستاذ مصطفى بيومى الذى غادر عالمنا منذ أيام إلى آفاق أرحب وأوسع، فالرجل وبحق صاحب مسيرة عطاء فكرى وثقافى غاية فى الخصوبة والإنماء وقد أثمرت عن عشرات المؤلفات ومئات الدراسات النقدية وغيرها من نفحات العقل والروح.

ولحسن حظي.. وقبل نحو العامين أتيحت لى فرصة القرب إلى أقرب مسافة مع "الأستاذ بيومي"، ففى أحد الاجتماعات الساخنة سأل الكاتب الصحفى عبد الرحيم على عن سر غياب الأستاذ الراحل مصطفى بيومى عن هذا الاجتماع.. فأخبره الحاضرون أن نزلة برد من العيار الثقيل أصابت الرجل الذى لم يغب أبدًا.. وهنا ظهرت علامات التأثر الشديد على الأستاذ عبد الرحيم على وراح يسرد على الحاضرين القيمة الفكرية والثقافية لـ"بيومي".

حيث أشار إلى غزارة إنتاجه الأدبى والنقدى الذى لطالما أثرى الحياة الإبداعية فى مصر، مستعرضًا أشهر مؤلفاته التى أحدثت حراكًا فى المياه الراكدة ونهل منها الكثيرون وتتلمذ على يديه كثيرون ممن يشار إليهم اليوم بإسهامات ثقافية، وانتهى الحديث بإصدار "علي" توجيهات فورية بمراجعة كل الأعمال الصحفية والنقدية التى كتبها "بيومي" لاستعادة زمن الكتابة الجميل وإفادة القراء بإبداعاته، وكنت أنا من تشرف بهذه المهمة التى أتاحت لى التواصل المباشر مع الأستاذ مصطفى لأكتشف أننى أمام إنسان فى قمة البساطة والتواضع رغم قيمته التى يعرفها القريب والبعيد.

ومنذ ذلك الحين أعادت مؤسسة "البوابة" نشر أشهر الموضوعات الأدبية والنقدية لكاتبنا الراحل والتى طالما حظيت بمشاهدات وقراءات عالية لتثبت أن جمهور القراء بخير وأنهم حين تقدم لهم وجبات ثقافية شهية يقبلون عليها بنهم وينصرفون عن السطحية واللهث وراء الترند، فلا أحد ينسى محطة "عباقرة الظل" التى تعتبر خير إنصاف للفنانين الخارقين الذين لم يحصلوا على حقوقهم فيما يبدو إلا من خلال ما كتبه عنهم الأستاذ مصطفى رحمه الله.

شهادة للتاريخ

وكيف لا وقد شهد الجميع برجاحة فكر وإبداع كاتبنا القدير.. وعلى سبيل المثال، قال عنه الكاتب أحمد رجب شلتوت: حاول الكاتب مصطفى بيومي، فى أحد أشهر مؤلفاته "عباقرة الظل"، إنصاف عدد من الممثلين الأقل شهرة عن نجوم الصف الأول، وهم من يطلق عليهم أعمدة الطبقة الوسطى فى السينما المصرية، ولم يكن مبالغًا حينما وصفهم فى العنوان بالعباقرة، فقد لعبوا أدوارًا لا تقل أهمية عن أدوار البطولة، وأشار الكاتب إلى أنه بهذا الكتاب يدين بالحق للأديب الراحل يحيى حقي، ففى كتابه "ناس فى الظل" تحدث عمن أسماهم ملح الأرض، موضحًا أنهم جديرون بالحب، وكان هذا الكتاب دافعًا لكتابة "عباقرة الظل"، فهدفه رد الاعتبار لنجوم الصف الثاني، أو ملح أرض السينما.

فلا أحد من هؤلاء يحتل الصدارة فى الأفلام المشار إليها، لكنهم فيها كالملح فى الطعام، الملح سلعة زهيدة الثمن، ولكن لا مذاق للطعام إلا به، وهكذا أفلامهم لا اكتمال للبناء الفنى فيها بمعزل عنهم.

ويضيف "شلتوت": مارس مصطفى بيومى فى "عباقرة الظل" نوعًا من الكتابة، يجمع بين الأدب والصحافة، تذوب فيه الحدود بين الاثنين حتى تكاد أن تتلاشى، ليس للطبيعة التى يأخذها سرده لما يتعلق بشخصيات ذات مواهب فائقة، ثم انتهت حياتها إلى التجاهل فلم تنل ما تستحق من اهتمام وتكريم، وهو فى فصول الكتاب لا يهتم كثيرًا بسيرة حياة الشخصية التى يتناولها، بل يركز على أدوارها السينمائية مبينا جوانب التميز فيها، ويرسم بورتريهات للشخصيات من خلال ما أدته من أدوار، فيصنع ما يشبه القصة مستوحيًا أحداثها وشخصياتها من الأفلام التى برع فيها هؤلاء الذين يعرض لهم فى كتابه، فى محاولة للتدليل على استحقاقهم لوصفه لهم بالعباقرة.

يواصل الكتاب رحلته أمام الشاشة وخلف كواليسها منطلقا من فكرة أن الأستاذية لا يشترط أن تقترن بالنجومية، فهى حصيلة الإبداع الصادق المتوهج الذى يتجاوز فكرة البطولة التجارية، وثيقة الصلة بشباك التذاكر والموقع الذى يحتله الاسم فى أفيشات الدعاية، ويستعرض تميز عدد كبير من الفنانين ينتمون لأجيال مختلفة ومدارس فنية متباينة، منهم "نعيمة الصغير.. سلطانة فى الفن"، "عبدالعليم خطاب.. مزيج من الموهبة والثقافة"، "سعيد خليل المشهور المنسي"، "نجمة إبراهيم.. الملكة المتوجة فوق عرش الشر"، حيث يشير إلى ما قيل عن إشهار إسلامها قبل تأسيس الكيان الصهيونى فى فلسطين، ويرى أن المسألة ليست أن تكون الفنانة يهودية أسلمت أو أنها عاشت وماتت على دينها القديم، فهى مصرية خالصة قبل أن تكون مسلمة أو يهودية.

ويختم الكاتب مقاله عن مسيرة "بيومي" قائلًا: وما تاريح الفن المصرى إلا حصيلة جهد المصريين والمتمصرين والوافدين، دون نظر إلى هوياتهم الدينية وأصولهم العرقية، ومن هنا تتشكل خصوصية مصر وتفردها قبل أن يضربها الضعف والوهن.

مسيرة حافلة

نعم إنه فقيدنا الغالى الأستاذ مصطفى بيومى، ابن محافظة المنيا، الذى عصرته الدنيا وصهرته، لم يبخل بجهد، ولا وقت، على الأدب، وغيره من المعارف، فكان متعدد الاهتمام والاطلاع والكتابة، له فى كل اتجاه سهم، وفى كل جمع قول، أخلص للأدب، قراءة وكتابة، حتى أضناه، وسلى جسده، وأورثه أسقامًا، تقعد غيره، فلا يقدر على حملها، أما هو فيقوى على ضعف الجسد بقوة الروح، ومضاء الإرادة، وحضور الرغبة التى لا تتوقف فى إضافة شىء جديد إلى الثقافة، بعيدًا عن أى هرج أو مرج، وكيف يهرج الزاهدون العاكفون فى صوامع المعارف والفنون!.

لم يسع مصطفى إلى أن يخطف من القاهرة كل مفاتيحها، وما أكثرها وأقساها! إنما اختار مفتاحًا واحدًا، لا يفكر فيه سوى أولياء المعرفة، وأصفياء الفن، والساعين إلى أمل بعيد، ومجتمع آخر يسوده الجمال والعدل والحرية، كيف لا وهو أكبر المتخصصين فى العالم العربى فى دراسة نص نجيب محفوظ، ذلك الرجل العظيم الذى كان بطله الأثير يحلم دائمًا بأن يشرق النور، وتأتى العجائب، ويرعى العجل مع الشبل، والذئب مع الغنم، حين يعود الفتوة الغائب «عاشور الناجى»؟!.

كلمة أخيرة

اللهم ارحم مفكرنا الغالى الأستاذ مصطفى بيومى واجعل نزله جنة الخلد مع الصالحين والشهداء وحسن اولئك رفيقًا واجعل دعاء كل محبيه فى ميزان حسناته.. آمين 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مصطفى بيومي الأستاذ مصطفى مصطفى بیومى عباقرة الظل

إقرأ أيضاً:

وزير الثقافة: نقل الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم إلى معهد ناصر بالتنسيق مع وزارة الصحة

كتب- محمد شاكر:

أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أنه تم نقل الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم إلى معهد ناصر، في إطار الحرص على توفير الرعاية الطبية اللازمة له، وبالتنسيق الكامل مع وزارة الصحة والسكان.

وأوضح وزير الثقافة أنه يجري تواصل مستمر مع الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، لمتابعة الحالة الصحية للكاتب الكبير، مشيرًا إلى أن وزير الصحة وجّه بدراسة الحالة وتوفير أفضل خدمة طبية ممكنة، وتم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لنقله إلى معهد ناصر فور الحصول على موافقة أسرته.

وشدد الدكتور أحمد فؤاد هنو على أن وزارة الثقافة تتابع حالة الأديب الكبير لحظة بلحظة، وتحرص على تقديم كل أوجه العناية الممكنة، تقديرًا لقيمته الأدبية ومسيرته الثرية

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

صنع الله إبراهيم معهد ناصر وزارة الصحة

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة حملة "100 يوم صحة".. الصحة: 14.5 مليون خدمة طبية مجانية في 9 أيام أخبار بعد تدخل وزير الثقافة.. توجيه عاجل من وزير الصحة للاهتمام بصنع الله إبراهيم أخبار الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم يدخل العناية المركزة أخبار حدث في 8 ساعات| دخول 166 شاحنة مساعدات لقطاع غزة.. الكهرباء تعلن تحقيق أخبار

إعلان

أخبار

المزيد أخبار المحافظات حركة تنقلات الشرطة 2025.. من هو اللواء محمد عمارة مدير أمن البحيرة الجديد؟ أخبار المحافظات حركة تنقلات الشرطة 2025.. من هو اللواء حاتم حسن مدير أمن المنيا الجديد؟ أخبار مصر محافظ شمال سيناء: نرفض حملات التشويه والجهود مستمرة لإدخال المساعدات لغزة شئون عربية و دولية إعلام عبري: وقف إنساني للنار في غزة بدءً من الـ10 صباحا وحتى المساء جامعات ومعاهد هل يجب تسجيل طالب الثانوية رغباته بمعامل تنسيق الجامعات الحكومية؟

الثانوية العامة

المزيد جامعات ومعاهد هل يجب تسجيل طالب الثانوية رغباته بمعامل تنسيق الجامعات الحكومية؟ مدارس رسميًا.. رابط تسجيل رغبات تنسيق المرحلة الأولى لطلاب الثانوية العامة 2025 مدارس ثانِ الثانوية الأزهرية يكشف روشتة تفوقه: "السر في جودة الوقت لا كثرة الساعات" مدارس حداد السادسة على الثانوية الأزهرية.. "جنا" تتخلى عن فرحة التفوق احترامًا جامعات ومعاهد تنسيق الجامعات الأهلية 2025.. معلومات عن برنامج التكنولوجيا المالية بجامعة

إعلان

أخبار

وزير الثقافة: نقل الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم إلى معهد ناصر بالتنسيق مع وزارة الصحة

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

تغييرات كبرى في القاهرة والجيزة والقليوبية.. وجوه أمنية جديدة لقيادة العاصمة عاطف خالد للأمن الوطني وأبوشميلة للجيزة.. حركة تنقلات الداخلية 2025 برقم الجلوس.. نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 للإعلان كامل للإعلان كامل 40

القاهرة - مصر

40 27 الرطوبة: 20% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • إبراهيم النجار يكتب: زياد الرحباني.. رحيل أيقونة فنية نضالية استثنائية!
  • "حيرة".. مابعد النتيجة
  • محمود عبد الراضي يكتب: رحيل قبل البداية..قصة مصرع مدير أمن الوادي الجديد
  • للاطمئنان على صحته.. وزير الثقافة يزور الكاتب صنع الله إبراهيم بمعهد ناصر
  • غدًا .. إذاعة القرآن الكريم من سلطنة عُمان تحتفي بالذكرى الـ19
  • مهاجم الزمالك السابق يكشف عن المراكز التى يحتاجها الفريق
  • بلادك حلوة أرجع ليها دار الغربة مابترحم
  • وزير الثقافة: نقل الكاتب صنع الله إبراهيم إلى معهد ناصر
  • وزير الثقافة: نقل الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم إلى معهد ناصر بالتنسيق مع وزارة الصحة
  • عادل القليعي يكتب: أيها المزايدون على مصر .. عار عليكم