مرصد حقوقي: استمرار احتجاز جماعة الحوثي للموظفين الأممين انتهاك للقوانين الدولية والإنسانية
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن بالغ قلقه إزاء استمرار احتجاز موظفي الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني في اليمن من قبل جماعة الحوثي”، مطالبًا بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم ووقف الانتهاكات ذات العلاقة.
وقال المرصد الأورومتوسطي إن جماعة الحوثي احتجزت منذ يونيو/حزيران 2024، بشكل تعسفي ما لا يقل عن 13 موظّفًا تابعين للأمم المتحدة و50 عاملًا في منظّمات غير حكوميّة دوليّة ووطنيّة، في حين لم يتم الإفراج إلّا عن 3 منهم، مع إبقاء الآخرين تحت الحجز التعسفي ودون إمكانيّة لوصول لمحام.
وفي 23 يناير/كانون ثانٍ 2025، احتجزت جماعة الحوثيين سبعة موظفين إضافيين من الأمم المتّحدة في المناطق لخاضعة لسيطرتها، مع استمرار احتجازهم دون أي مبرّر.
وأبرز المرصد الأورومتوسطي أنّ هذا الاحتجاز التعسفي يأتي في سياق حملة قمعيّة تستهدف العاملين في المجال الإنساني والحقوقي، ممّا يهدّد الوضع الإنساني المتدهور في اليمن ويعيق الجهود الرّامية إلى تقديم المساعدات المنقذة للحياة.
ونبه إلى أنّ اليمن يواجه تحدّيات اقتصاديّة واجتماعيّة متفاقمة نتيجة الصّراع المستمر والانقسامات الداخليّة. فوفقًا لتقرير البنك الدّولي الصّادر في 31 نوفمبر/تشرين ثانٍ 2024، انكمش إجمالي الناتج المحلّي لليمن بنسبة 1% في عام 2024، ممّا أدى إلى تدهور مستويات المعيشة لمعظم السكان، فيما ارتفعت نسبة البطالة بين الشّباب من 14% قبل الحرب إلى 60% حتّى تموز/يوليو 2024.
إضافةً إلى ذلك، تسبّبت الاضطرابات في المعونات الإنسانية والواردات الأساسيّة في تفاقم الأوضاع، بحيث يعاني حوالي 17 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، بالإضافة إلى افتقار السّكان إلى مياه الشرب الآمنة ومرافق الصرف الصحي الموثوقة، ممّا أدّى إلى تفشي أمراض يمكن الوقاية منها مثل الكوليرا والدفتيريا والحصبة والحمى، مع تعرّض النّساء والفتيات والفئات المهمّشة إلى أشد أشكال المعاناة.
وأشار إلى أنّه، وبحسب الأمم المتّحدة لعام 2025، يعتمد ما لا يقل عن 19.5 مليون شخص من السّكان اليمنيين على المساعدات الإنسانيّة، وبالتّالي فإنّ عمليات الاعتقال هذه تفاقم من الوضع الإنساني المتدهور في اليمن حيث اضطرّت الأمم المتّحدة على تعليق كافّة التّحركات الرّسمية داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والمناطق المحيطة بها.
وشدّد الأورومتوسطي على أن استهداف العاملين في المجال الإنساني يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدّولي الإنساني والقانون الدّولي لحقوق الإنسان، لا سيما المبادئ المتعلّقة بحماية العاملين في المجال الإنساني وضمان حريّة عملهم دون ترهيب أو احتجاز تعسفي.
وأكّد المرصد أنّ على كافّة الأطراف المتنازعة في اليمن، بصفتها طرفًا في نزاع مسلح غير دولي، ملزمة قانوناً بأحكام القانون الدولي الإنساني، لا سيّما المادّة 3 المشتركة بين اتفاقيّات جنيف لعام 1949، التي تحظر الاحتجاز التعسّفي وتضمن المعاملة الإنسانية للمحتجزين، واتفاقيّات جنيف الرّابعة التي تؤكّد على ضرورة حماية المدنيين بمن فيهم العاملين في المجال الإنساني، فيما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، يحظر الاعتقال التعسفي وانتهاك ضمانات المحاكمة العادلة.
وأكد أنّ احتجاز موظفي الأمم المتّحدة والعاملين في المجال الإنساني يشكل انتهاكًا جسيمًا لهذه القواعد ويرتقى إلى جريمة حرب بموجب المادّة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائيّة الدوليّة، ما قد يعرض المسؤولين عنه للملاحقة الدوليّة.
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان كافّة الأطراف المتنازعة في اليمن إلى احترام التزاماتها الدوليّة والكفّ عن استخدام الاحتجاز التعسفي كوسيلة للضّغط السياسي، مشيراً إلى أنّ استمرار القمع والانتهاكات بحق العاملين في المجال الإنساني لن يؤدي إلّا إلى تفاقم الأزمة الإنسانيّة في البلاد، ما يستوجب تحركًا عاجلًا وحازمًا لضمان احترام حقوق الإنسان وحماية من يخدمون الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.
كما دعا المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدّولي إلى تكثيف الجّهود لدعم الاستجابة الإنسانيّة، وحماية الفئات الضّعيفة، والعمل على إنهاء النّزاع لضمان مستقبل أكثر استقرارًا وإنسانية لشعب اليمن، ومضاعفة الجّهود لضمان الإفراج عن المحتجزين واتّخاذ تدابير صارمة لحماية العاملين في المجال الإنساني والحقوقي في اليمن.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الحوثي اليمن صنعاء العاملین فی المجال الإنسانی المرصد الأورومتوسطی د الأورومتوسطی الأمم المت حدة فی الیمن الد ولی
إقرأ أيضاً:
738 خرقا إسرائيليا وتأكيد أممي على تردّي الوضع الإنساني بغزة
أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن الاحتلال ارتكب 738 خرقا خلال 60 يومًا من اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن مستوى الالتزام الإنساني بالاتفاق لا يتجاوز 38%.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت قصفها الجوي والمدفعي وإطلاق النيران في المناطق الشمالية من مدينة رفح مرورا بمناطق جنوبي خان يونس ووصولا إلى مناطق محاذية لمحور موراغ.
وأضاف المراسل أن عمليات القصف تجري أحيانا في مناطق تقع ضمن سيطرتها أو ما يعرف بمنطقة الخط الأصفر حيث تعمد إلى خرقه ووضع مكعبات وعوائق إسمنتية وتوسيع سيطرتها في تلك المناطق.
كما أكد مراسل الجزيرة وقوع قصف مدفعي وإطلاق نار من مسيرات إسرائيلية في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وكان مصدر في مستشفى شهداء الأقصى قد أفاد باستشهاد فلسطيني متأثرا بجراحه في غارة على منزل في دير البلح وسط قطاع غزة، وأشار المصدر إلى إصابة آخرين في الغارة.
وأعلن مصدر في الإسعاف والطوارئ عن استشهاد سيدة برصاص الاحتلال في مخيم حلاوة خارج مناطق انتشاره شمالي مدينة غزة، في حين أصيب 6 نازحين بنيران مسيرة استهدفت خيمتهم في حي الشجاعية خارج مناطق انتشار جيش الاحتلال، بحسب مصدر في مستشفيات غزة.
في هذه الأثناء، نقل الدفاع المدني في مدينة غزة جثامين شهداء من مقابر مستشفى الشفاء لدفنها في المقابر الرسمية بعد استكمال التعرف عليها.
وأوضح المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني محمود بصل أن العملية تأتي في إطار استكمال انتشال جثامين الشهداء من المقابر العشوائية، مشيرا إلى أن جثامين الشهداء التي لم يتعرف عليها ستدفن في مقبرة مخصصة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
ظروف مزرية
وعلى الصعيد الإنساني، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الظروف الإنسانية في غزة لا تزال مزرية وأن الاحتياجات تفوق بكثير قدرة المجتمع الإنساني على الاستجابة، بالنظر إلى العوائق المستمرة التي لا تزال تواجهها الأمم المتحدة.
إعلانوتشمل هذه العوائق وفق الأمم المتحدة: انعدام الأمن، وصعوبات التخليص الجمركي، والتأخير ورفض البضائع عند المعابر، ومحدودية الطرق المتاحة لنقل الإمدادات الإنسانية داخل غزة.
وحذر مكتب "أوتشا" من أن القيود المفروضة على الوصول والحركة داخل غزة لا تزال تشكل مشكلة خطيرة، مشيرا إلى أنه في الفترة ما بين 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي و4 ديسمبر/كانون الأول الجاري منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 295 متعاقدا و28 موظفا من الأمم المتحدة و21 من العاملين في مجال الرعاية الصحية من المشاركة في بعثات الأمم المتحدة داخل غزة.
حرب إبادةفي السياق، قال مراسل الجزيرة في قطاع غزة هشام زقوت إن بيانات رسمية كشفت أن الاحتلال الإسرائيلي مسح أكثر من 2700 عائلة غزية من السجل المدني الفلسطيني خلال حربه على القطاع، مشيرا إلى أن تلك العائلات أبيدت عن بكرة أبيها.
وقال زقوت إن إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي تشير إلى أن أكثر من 6020 عائلة أخرى أُبيدت، ولم ينج منها سوى فرد واحد، ليبقى شاهدا وحيدا على مأساة ذويه، في حين لا يزال مصير نحو 2300 جثمان مجهولا بعد نبش الاحتلال للقبور.
ويشير المكتب الإعلامي الحكومي إلى أن 9500 مفقود في غزة لا يزال مصيرهم مجهولا، بين عالقين تحت الأنقاض أو معتقلين مجهولي المصير، مما يترك آلاف العائلات الفلسطينية معلقة في دوامة الانتظار.