امل هباني: ما بياكل الضعيف ..وما بسولب المسكين
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
كل نفس ذائقة الموت ..لكن قليل من الأنفس تعرف كيف تتسامى بصدقها والتزامها حتى الموت ..ابوه د فضل الله الصايم رحمه الله كان رجل عالم يحمل درجة الدكتوراه في مجال الارصاد الجوي يسلم عليك بتواضع وبساطة وفي ونسته تكتشف انك تجالس موسوعة من العلم والمعرفة ..ووالدته خالتي سعاد صديقة ماما بثينة المقربة …
جيراننا لأكثر من عشرين عاما في الجريف غرب …البيت الذي تربى فيه ياسر يشبه بيوت كثير من السودانيين المرحابة المضيافة التي لا يقفل بابها في وجه ضيف او طالب حاجة.
اهله اهل واجب في الكره قبل الفرح (بضراعهم وطعامهم وشرابهم ) .كنت دائما اقول لامي ناس خالتي سعاد ديل محتفظين بطيبتهم واصالتهم وبساطتهم كأنهم لم يخرجوا من الشمالية(حيث أصولهم ) الى الخرطوم منذ السبعينات ..
الشهيد/ اللواء ياسر فضل اللهللواء ياسر الرحمة والمغفرة وتقبله الله شهيداكما أراد مدافعا عن وطنه وأهل السودان وأهل نيالا. مات فارسا مقداما مستبسلا في الدفاع عن المواطنين (لا بياكل الضعيف لا بسولب المسكين ) .خالص التعازي لاسرته والدته خالتي سعاد وشقيفاته واشقاءه ..
وانا لله وانا اليه راجعون. ولعنة الله على الجنجويد أجمعين ومن صنعهم ومن شايعهم ..مقاطيع الصحاري والفيافي القتلة المغتصبين الاوباش ..لا عاشوا حيواتنا المليئة بالمحبة والمحنة ولاتربوا على قيم الخير في الشعب السوداني الذي استباحوه ونكلوا به تنكيلا مرات عديدة دون سبب او عذر . ولتتوقف هذه الحرب التي تتضاعف اثمانها الباهظة كل يوم ونحن نفقد وطننا واحبابنا وارواحنا واملاكنا وبيوتنا واماننا .
أمل هباني
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
أحمد ياسر يكتب: غزة بين أنقاض الجوع والكرامة
رغم هذا التجويع المُدبر، ورغم هذه المجاعة المصطنعة، لا تزال غزة تحمل في طياتها شيئًا يستحق العيش من أجله، يتمسك أهلها بكرامتهم وهم يبحثون عن فتات قوت يومهم.
لا تزال المقاومة في عيونهم، ونبضًا لا ينقطع في قلوبهم.. قد تكون موائدهم خاوية، لكن أرواحهم لا تنكسر.
هذا الجوع.. مهما طال لن يكون إلا فصلًا جديدًا في صمودهم.. لقد تعلم أهل غزة كيف يحولون الألم إلى قصة وحكاية تروى، والحصار إلى أمل، والركام إلى منازل جديدة.
سترتفع أصواتهم فوق جوعهم، كاشفةً عن سرقة المساعدات، وكاسرةً لحصار الصمت.
ما يحدث في غزة اليوم جريمة بكل معنى الكلمة - جريمة تشترك فيها آلة الاحتلال الوحشية، وصمت المجتمع الدولي، والأيادي التي تستغل المساعدات على حساب الجوعى.
ولن يُسجل التاريخ إلا الحقيقة: (أن شعبًا مُحاصرًا جاع، ومرض، ونام على الأرض بلا مأوى، بينما نُهبت شاحنات المساعدات أمام أعين العالم).
وغدًا، عندما تهدأ الحرب، ستبقى المجاعة جرحًا غائرًا في ذاكرة غزة.. سيتحدث العالم عن غزة كجيبٍ لم يذعن للجوع، ولم تُهزمه المساعدات المسروقة، منطقة صمدت، تُقاتل حتى آخر رغيف خبز، حتى آخر نفس.
بين صور المعاناة.. واقعًا قاسيًا - واقعًا لا يُمكن تجاهله بكلمات عابرة.. لا تُظهر الصور أطفالًا جوعي فحسب؛ بل تكشف عن استراتيجية مكشوفة تهدف إلى تحطيم روح شعب ينزف منذ أكثر من نصف قرن من الزمان.
تُشير صور سوء التغذية الحادة والأطفال الضحايا إلى انحدارٍ مُفاجئ نحو مجاعة مُطلقة، حيث يعيش نصف مليون فلسطيني تقريبا في مناطق كارثية.
وصلت مناطق مثل شمال غزة إلى مستويات "انهارت فيها المناعة الطبيعية" لدى ملايين الأشخاص، كما أظهرت صور لأشخاص يبحثون عن النباتات البرية ويشربون مياه مُنكّهة بالأعشاب لدرء الجوع.
تتأخر قوافل المساعدات لساعات، بل لأيام، عند معابر مثل كرم أبو سالم ورفح، حيث تمنع نقاط التفتيش الإسرائيلية الدخول باستمرار.
شهدت حادثة وقعت مؤخرًا في جنوب غزة لتدافع حشود للحصول على ما وُصف بسخرية بأنه "طعام إسرائيلي مؤقت" - وهو توزيع قامت به منظمةٌ جديدة مدعومةٌ من إسرائيل والولايات المتحدة (مؤسسة غزة الإنسانية).
تحول المشهد إلى عنف: أُطلقت طلقات تحذيرية وذخيرة حية على مئاتٍ من الناس الجائعين في العراء، ما أسفر عن سقوط ضحايا.
هذا ليس مجرد جوع.. إنه سلاح جديد والصور خير دليل.