إنفلونزا الطيور: اكتشاف سلالة جديدة لدى عامل في مزرعة ألبان بولاية نيفادا الأمريكية
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
تتصاعد المخاوف الصحية العالمية مع تسجيل إصابة جديدة بسلالة مختلفة من إنفلونزا الطيور في ولاية نيفادا الأمريكية، حيث أصيب عامل في مزرعة ألبان بالفيروس، وفقا لما أعلنته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).
وتأتي هذه الإصابة في سياق تفش أوسع للمرض، إذ شهدت الولايات المتحدة انتشار سلالتين مختلفتين: الأولى B3.
وأصابت 962 رأسا من الماشية في 16 ولاية، معظمها في كاليفورنيا، والثانية D1.1 التي اكتشفت في قطعان ماشية نيفادا أواخر يناير عبر فحوصات الحليب ضمن برنامج مراقبة بدأ في ديسمبر الماضي.
ورغم أن الحالة المسجلة في نيفادا لم تستدع دخول المستشفى، حيث اقتصرت الأعراض على احمرار العين وتهيجها، إلا أن تتبع العدوى إلى بقرة للمرة الأولى يثير قلقا متزايدا. وقد سبق رصد هذه السلالة لدى أكثر من عشرة أشخاص تعرضوا للدواجن.
ويمتد القلق إلى المستوى الدولي، حيث سجلت إصابة في المملكة المتحدة الشهر الماضي، مع ملاحظة زيادة حالات الإصابة بين الطيور البرية عالميا.
وتتركز المخاوف حول احتمال تحور الفيروس إلى شكل أكثر قابلية للانتقال بين البشر، مما قد يؤدي إلى انتشار وباء إنفلونزا عالمي.
غير أن مسؤولي المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها يؤكدون أن الفيروس، المعروف علميا باسم H5N1 من النوع A، لا يزال يشكل خطرا منخفضا على عامة الناس، مع عدم وجود أي دليل على انتقال العدوى من الشخص المصاب إلى آخرين.
Relatedتحذير أمريكي: إنفلونزا الطيور قد تؤدي إلى وباء جديد5 ملايين جرعة من لقاح إنفلونزا الطيور: المملكة المتحدة تستعد لجائحة محتملة بتكلفة قياسيةفرنسا ترفع مستوى خطر "إنفلونزا الطيور" إلى "مرتفع" وتفرض تدابير وقائية مشددةنوعان من إنفلونزا الطيورويشير اكتشاف فيروس D1.1 إلى أن نوعين مختلفين من الفيروس قد انتشرا من الطيور البرية إلى الماشية مرتين على الأقل، مما يعزز المخاوف بشأن انتشار الفيروس على نطاق أوسع وصعوبة السيطرة على العدوى بين الحيوانات والأشخاص العاملين معها.
ووفقا لبيانات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، تم الإبلاغ عن إصابة 68 شخصا على الأقل بإنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة العام الماضي، جميعهم تقريبا كانوا على اتصال وثيق بالأبقار أو الدواجن، وأصيب معظمهم بنسخة B3.12.
وكان المركز قد أشار في وقت سابق، إلى أن السلالة D1.1 ظهرت فقط في حالات في ولايتي لويزيانا وواشنطن.
لكن الوكالة كشفت يوم الاثنين، أن البيانات الحالية تشير إلى أن السلالة D1.1 ربما أصابت حوالي 15 شخصا في خمس ولايات هي أيوا ولويزيانا وأوريغون وواشنطن وويسكونسن في العام الماضي، جميعهم مرتبطون بالدواجن.
وارتبطت النسخة D1.1 من فيروس إنفلونزا الطيور بأول حالة وفاة في الولايات المتحدة، وكذلك بحالات مرضية شديدة في كندا. ففي يناير الماضي، توفي شخص في ولاية لويزيانا بعد إصابته بأعراض تنفسية حادة جراء مخالطته للطيور البرية والطيور في الفناء الخلفي. كما أدخلت فتاة مراهقة إلى المستشفى في كولومبيا البريطانية لأشهر بسبب إصابتها بالفيروس، الذي تم تتبعه إلى الدواجن.
ورغم أن الخطر على عامة الناس في الولايات المتحدة ما زال منخفضا، إلا أن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أكد أن إنفلونزا الطيور تشكل تهديدا أكبر لأولئك الذين يتعاملون عن كثب أو لفترات طويلة مع الأبقار أو الطيور أو الحيوانات الأخرى المصابة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أوروبا تشهد ارتفاعًا بنسبة 31% في الأمراض المنقولة جنسيًا: بعض الحالات يصعب علاجها اكتشاف إنفلونزا الطيور لدى خنزير في أمريكا لأول مرة.. فهل لذلك تهديد للبشر؟ الولايات المتحدة تواجه إنفلونزا الطيور: تحديات جديدة تزامناً مع موسم الإنفلونزا السنوي ازنولفنلأاتفشي وباء - انتشار مرضانفلونزا الطيورالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب ضحايا غزة حركة حماس أوروبا ديانة دونالد ترامب ضحايا غزة حركة حماس أوروبا ديانة انفلونزا الطيور دونالد ترامب ضحايا غزة حركة حماس أوروبا ديانة الدنمارك الشتاء إسرائيل الاتحاد الأوروبي وقف إطلاق النار الأمراض والوقایة منها الولایات المتحدة إنفلونزا الطیور یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
لماذا تراجع سفر الكنديين إلى الولايات المتحدة هذا العام؟
ألبرتا- في مثل هذه الأيام من كل عام، كانت الأجواء بين كندا والولايات المتحدة تعج بالرحلات الجوية للسياح، لقضاء إجازة فصل الصيف، لكن ولأول مرة منذ عقود عدة، تشهد هذه المسارات تراجعًا غير مسبوق، بعدما شكلت هذه الرحلات شريان حياة اقتصادي وسياحي بين الجارتين.
بدأت التوترات السياسية بين كندا والولايات المتحدة في فبراير/شباط من هذا العام، عندما صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضم كندا إلى الولايات الأميركية، ثم عندما فرضت إدارته رسومًا جمركية على السلع الكندية مدعيةً مخاوف أمنية على الحدود.
وردّت كندا بإجراءات مماثلة بفرض رسوم على المنتجات الأميركية، ما أثار حالة من الغضب والاستياء الشعبي، وأطلقت حملات مقاطعة واسعة ضد السلع الأميركية والسفر إلى الولايات المتحدة.
حجوزات متراجعة نحو أميركاووفقًا لتقرير صادر هذا الشهر عن منظمة بيانات وتحليلات الطيران، فإن شركات الطيران، مثل "طيران كندا"، و"ويست جيت"، و"يونايتد إيرلاينز" قلصت رحلاتها إلى وجهات أميركية رئيسية مثل لوس أنجلوس وشيكاغو وأورلاندو، مع إعادة توجيه تركيزها نحو وجهات محلية ودولية تعتبر أكثر ربحية.
وأشار التقرير إلى بيانات وإحصاءات لافتة، أبرزها:
إلغاء أكثر من 320 ألف مقعد على الرحلات بين البلدين حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2025، وذلك استنادًا إلى مقارنة البيانات بين الفترة من 3 إلى 24 مارس/آذار 2025. شهرا يوليو/تموز وأغسطس/آب 2025، وهما ذروة موسم السفر الصيفي، شهدا أكبر انخفاض في السعة بنسبة 3.5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. رغم الاستقرار العام في سعة الرحلات خلال الصيف، إلا أن التحديثات الأسبوعية الأخيرة أظهرت اتجاهًا تنازليًا واضحًا في عدد المقاعد المتاحة. كما انخفضت حجوزات الركاب على الخطوط الجوية بين كندا والولايات المتحدة بنسبة 70% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، في مؤشر واضح على التراجع الكبير في الطلب على السفر عبر الحدود. إعلانوقالت إيمي بوتشر، نائبة رئيس الشؤون العامة في جمعية صناعة السياحة الكندية، إن الكنديين اختاروا تجنب زيارة الولايات المتحدة هذا الصيف.
وأضافت أن السفر جوًا تراجع بنسبة 22.1% في يونيو/حزيران الماضي مقارنة بالعام السابق، بحسب بيانات هيئة الإحصاء الكندية، كما انخفضت رحلات العودة الكندية بالسيارة بنسبة 33.1%.
وأشارت بوتشر، في بيان نقلته شبكة "سي بي سي" الكندية، إلى أن السياحة تُعد واحدة من أقوى المحركات الاقتصادية في كندا، حيث بلغت عائداتها 130 مليار دولار كندي ( نحو 95 مليا دولار) في عام 2024، منها 75% من السفر المحلي.
كما أكدت هيئة الإحصاء، أن الإنفاق السياحي في كندا من المقيمين ارتفع بنسبة 0.8% في الربع الأول من عام 2025، مدفوعًا بشكل أساسي بالإنفاق على الإقامة.
حملات مقاطعة الكنديين السفر نحو أميركاويعزو الخبراء الانخفاض الحاد في الطلب إلى مزيج من العوامل السياسية والاقتصادية.
ويقول الدكتور زياد الغزالي، الخبير الاقتصادي من مقاطعة أونتاريو، إن تصريحات ضم كندا كولاية أميركية، أثارت موجة من السخط الوطني، وقد انعكست هذه الموجة في حملات مقاطعة السفر إلى الولايات المتحدة، خاصة بعد الرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب، ولغة التهديد والوعيد التي استخدمها في تصريحاته تجاه أوتاوا.
ويضيف الغزالي، في حديث للجزيرة نت، أن تراجع قيمة الدولار الكندي بنسبة 6% هذا العام، إلى جانب زيادة أسعار تذاكر السفر، وارتفاع تكاليف المعيشة في البلاد، جعل السفر إلى الولايات المتحدة أكثر تكلفة على المواطن الكندي.
ويستطرد: "إلى جانب تباطؤ سوق العمل وارتفاع معدلات البطالة إلى 7% في مايو/أيار الماضي، وهي الأعلى منذ عام 2016 باستثناء فترة جائحة كورونا، فقد ساهم هذا التدهور في تقليص ثقة المستهلك الكندي وقدرته على الإنفاق على السفر".
إعادة جدولة الرحلات وتغيير الوجهات بعيدا عن أميركاوانعكس هذا التراجع الكبير في سفر الكنديين إلى الولايات المتحدة مباشرة على شركات الطيران الكندية، ما دفعها إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بتعديل جداول رحلاتها الصيفية، وتقليص سعة الرحلات المتجهة جنوبًا، وإضافة المزيد من المقاعد والوجهات الجديدة، مع التركيز على "أسواق القوة" في أوروبا والوجهات السياحية المشمسة.
فشركة "ويست جيت" الكندية، ثاني أكبر ناقل بعد "الخطوط الكندية"، أعلنت أنها قلّصت عددًا من رحلاتها بين كندا والولايات المتحدة، كما ألغت تسعة مسارات جوية في مايو/أيار الماضي، استجابة للانخفاض الكبير في الطلب.
وعللت هذه التعديلات بالتوترات الجيوسياسية القائمة بين البلدين، وتزايد الإقبال على تجارب السياحة الداخلية.
أما شركة "الخطوط الكندية"، فقد أعلنت في وقت سابق عن انخفاض بنسبة 10% في الحجوزات المتجهة نحو الولايات المتحدة، ابتداء من منتصف مارس/آذار الماضي وحتى الأشهر الستة المقبلة.
وإثر ذلك، بدأت الشركة بخفض الطاقة الاستيعابية، وإعادة تركيز عملياتها نحو وجهات في أميركا اللاتينية وأوروبا، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية.
ويقول مشغل السياحة في مقاطعة أونتاريو، فؤاد علي، إن الرحلات الجوية والبرية والبحرية نحو الولايات المتحدة انخفضت عموما بنسبة 38%، مرجعًا هذا التراجع إلى التوترات السياسية والتجارية، والرسوم الجمركية المفروضة على كندا.
إعلانوأشار في حديثه للجزيرة نت، إلى أن المواطنين الكنديين، سواء كانوا عربًا أم أجانب، يتوجهون بشكل كبير في رحلاتهم الداخلية إلى غرب كندا، خاصة إلى مدينة فانكوفر.
وفي السياق ذاته، قررت المواطنة شيرل راتزلاف من مقاطعة ألبرتا تغيير وِجهة سفرها هذا العام إلى تركيا بدلًا من الولايات المتحدة.
وقالت لـ"الجزيرة نت": "إن تغيير وِجهة السفر يعود للتوترات السياسية والرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي على بلادنا، والتصريحات التي تدعو إلى ضم كندا كولاية أميركية، لذلك قررت قضاء إجازتي أنا وزوجي في مدينة إسطنبول التركية".
وتجولت "الجزيرة نت" منتصف الأسبوع في صالات المغادرة والوصول في مطار كالغاري الدولي، بمقاطعة ألبرتا، حيث لوحظ نشاط لافت في صالات وصول الرحلات الداخلية القادمة من المقاطعات الأخرى، في المقابل، بدت صالات المغادرة المخصصة للرحلات الدولية، لا سيما المتجهة إلى الولايات المتحدة، في حالة من الركود والانخفاض الواضح في الحركة، مما يعكس صورة ميدانية لما يعيشه قطاع السفر الكندي من تغيرات جذرية هذا الصيف.