المحامي الدولي الطويل يقدم وجهة نظر مختلفة في اقتراح ترمب
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
يتواجد المحامي الدولي الدكتور رفعت الطويل في الولايات المتحدة الاميركية وحضر فعاليات سياسية مهمة على صعيد علاقاته الواسعة في عاصمة صنع القرار.
بشأن تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب التي تمحورت حول شراء أراضي قطاع غزة “عمون” سالت الطويل عن رؤيته لذلك فكانت له نظرة مختلفة عما سمعناه في هذه الأيام، حيث تبلورت اجابته من ٣ منابع رئيسية وبينت بعض الايجابيات في قرارات ترامب الاخيره تحديداً كيف استطاع وقف الحرب وإبرام صفقة تبادل اسرى رغم أنف نتنياهو.
اولاً من الناحية الوطنية اكد الدكتور رفعت على وقوفه وكافة ابناء وبنات الشعب الأردني من كافة الاصول والمنابت خلف قيادتهم الهاشمية وجلالة الملك عبدالله الثاني… فلا احد يستطيع ان يعبر عن موقف الأردن الحقيقي كالملك عبدالله حيث تجسد هذا الموقف باللاءات الثلاثة. القضية الفلسطينية تتجه نحو منعطف خطير منذ سنوات طويلة ولا أحد كان يقّدر خطورة الاحداث الاخيرة الا ان جلالة الملك وببعد نظره كان مدركاً لذلك منذ زمن طويل، فهيّئ شعبه حتى أصبحنا كاردنيين مستعدين لمواجهة هذه الضغوطات. وبفضل الله، الآن أدركوا أشقائنا في كافة الدول العربية بان موقف ملك الأردن هو الاقوى للتصدي لكل المؤامرات ليس فقط ضد فلسطين والقضية الفلسطينية، لا وبل المؤامرات التي تحاك ضد كل دول الجوار وتمس هويتنا العربية والإسلامية وحتى المحلية. نرى الان ولاول مرة منذ فترة طويلة موقف موّحد يتماشى مع موقف الملك عبدالله من كافة الدول العربية وحتى الحلفاء البعيدين مثل المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وكان له الأثر الإيجابي لتوحيد الامه عامه و جبهتنا الداخليه خاصه.
ثانياً على الصعيد القانوني فإن القوانين الدولية لا تسمح لصفقات مثل هذه ان تتم. حتى وإن غضت المحاكم الدولية البصر عن جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية طيلة هذه العقود، فذلك لا يعني بان اي صفقة قد تمحو حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. منذ ما يقارب ثمانون عام والعالم يحاول نزع هذا الحق السماوي من الشعب الفلسطيني إلا أنه يأبى ان ينصع لغير الله، فكل هذه المحاولات باتت بالفشل إبتداءً بجولدا مائير وصولاً إلى نتنياهو. وعلى الفرض الساقط لو اعتبرنا بان الرئيس الامريكي مارس المزيد من الضغوطات لإتمام هذه الصفقة، فبمجرد تحديد لأطراف الصفقة ندرك بأن ليس هناك أي صفقة بالأصل!… في المؤتمر الصحفي الذي ابدى ترامب رغبته بشراء أراضي قطاع غزة، لم نجد بائع! اولاً، فهذا (وربما لأول مرة) إقرار صريح من الرئيس الأمريكي بأن تلك الأراضي هي أراضي فلسطينية وليست أراضي اسرائيلية. وثانياً ان كان ترامب هو المشتري، فمن البائع؟ من الواضح أنه لا يوجد بائع لان اصغر طفل في فلسطين لن يتخلى عن حجر واحد ولو بمال الدنيا! وبالتالي لا يوجد صفقة… فكيف لصفقة بيع أن تتم دون وجود بائع؟! بالاضافة الى ذلك، فان طرح ترامب لم يتضمن أي محاولة لتسلل الاسرائيليين الى اراضي غزة، فهذا مكسب لمناصري القضية الفلسطينية، لان حتى وان كان الطرح مرفوض من أساسه، إلا أنه يتضمن مكاسب يجب علينا التمسك بها.
ومع كل ذلك، يجب علينا والامة العربية أن نغتنم هذه الفرصة (وهي اعتراف واقرار ترامب الصريح بأن هذه اراضي فلسطينية) من اجل كسب المنافع لصالح القضية الفلسطينية. الحقيقة هي ان ترامب هو من حقق وقف لإطلاق النار بعد أكثر من عام، وهو ايضاً من قام بالتأكيد على صفقة تبادل الاسرى- رغم أنف نتنياهو- والتي حررت المئات من الاسرى الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية حتى هذه اللحظة…الآن علينا وعلى صناع القرار ان نحقق المزيد من المكاسب بواسطة الرئيس الأمريكي ترامب لانه هو الوحيد الذي اجبر نتنياهو على ابرام الصفقة قبل حتى تنصيبه كرئيس، عكس الرئيس بايدن الذي لم يتمكن من إتمام أي صفقة تحقن دماء أبناء الشعب الفلسطيني. والدليل على ذلك هو مئات الالاف من الجماهير الاسرائيليين المتواجدين الان في شوارع فلسطين المحتلة يطالبون ترامب بالضغط على نتنياهو لاتمام المرحلة الثانية من صفقة تبادل الاسرى.
واخيرا على الصعيد السياسي، فإن هذه حرب وليست معركة، والتاريخ يشهد بأنه ليس دائماً القوي من يفوز ويحقق أهدافه. الاحتلال الاسرائيلي لم يحقق اهدافه طيلة هذا الطوفان، ومن الواضح بأن خطة “شراء غزة” لن تتحقق ايضاً. هنا يأتي دور المطبخ السياسي في مساندة موقف جلالة الملك على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية. بأقل من ٧٢ ساعة، استطاع جلالة الملك عبدالله بإيجاد بديل عن المساعدات الأمريكية، ولكن علينا دور كشعب اردني وعلى وزرائنا وصناع القرار بالتحرك من اجل الصعود نحو مستقبل مشرق للاردن والاردنيين. ربما آن الأوان لان نكثف جهودنا لخلق مستقبل مشرق من الداخل، لا مستقبل مليء بالقروض والفوائد والانصياع لمانحي المساعدات من الخارج. علينا التكثيف من جهود الدبلوماسيين للضغط على مراكز القوة في واشنطن ولندن وغيرهما من العواصم من أجل إيجاد حلول اقتصادية وسياسية جذرية لينهض بها الاردن. علينا أن نغتنم الفرص المتاحة الآن بعد التغييرات التي تمت على المنطقة خلال هذه الأشهر القليلة، فالاردن ربما ليس لديه النفط والغاز، لكن لديه الكثير من الموارد البشرية والاستراتيجية التي حتماً ستكون محّرك فعال على المستوى المحلي وايضا على مستوى التعاون الدولي مع اي جهة تقدر ذلك.
وكالة عمون الإخبارية
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الملک عبدالله
إقرأ أيضاً:
ترامب يعيد رسم مصائر الزعماء
يمد الرئيس الأمريكى دونالد ترمب نفوذه عبر دول بعيدة ومختلفة فى قارات متباعدة ليعيد تشكيل المصائر السياسية لزعماء يعيشون تحت ضغوط الحرب والأزمات. فمن أوكرانيا التى تخوض معركة وجودية إلى فنزويلا التى تقف على حافة مواجهة عسكرية محتملة ثم إسرائيل التى تهتز داخليا تحت ثقل ملفات الفساد والتوتر السياسى يمتد حضور ترمب كلاعب رئيسى يضغط ويدفع ويتدخل ويطلق تصريحات تغير اتجاهات الاحداث وتمس شرعية قادة يحكمون فى ظروف حساسة. المشهد العام يكشف رئيسا أمريكيا يستخدم قوته للتأثير فى مصائر دول أخرى مانحا رسائل قاسية ومطالب مباشرة تعيد صياغة ازمات مستمرة فى ثلاث ساحات ملتهبة. أوكرانيا تحت ضغط مباشر وزيلينسكى يعلن استعداده لانتخابات حرب بعد تشكيكات ترمب.
أعلن الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى انه مستعد لاجراء انتخابات فى زمن الحرب خلال الأشهر الثلاثة المقبلة إذا قدم البرلمان الأوكرانى وحلفاء كييف المساعدة اللازمة وذلك بعد ساعات من تصريحات حادة لـ ترمب اتهم فيها زيلينسكى بالتشبث بالسلطة وشكك فى ديمقراطية أوكرانيا. بدأ زيلينسكى منزعجا من تدخل ترمب قائلا إن هذا السؤال يجب ان يوجه للشعب الأوكرانى وليس لشخص من دول أخرى لكنه رغم ذلك وعد بدراسة كل السبل لتنظيم التصويت. وقال مساء الثلاثاء ان طرح الرئيس الأمريكى لهذا السؤال يجعله يرد باختصار بانه مستعد للانتخابات وانه يطلب من الولايات المتحدة بالتعاون مع الشركاء الاوروبيين ضمان أمن العملية الانتخابية بحيث تصبح أوكرانيا جاهزة للتصويت خلال ستين إلى تسعين يومًا.
وقال ترمب فى مقابلة مطولة مع بوليتيكو ان أوكرانيا لم تجر انتخابات منذ فترة طويلة وانه رغم حديثها عن الديمقراطية فان الأمور وصلت إلى حد لم تعد فيه ديمقراطية. وقد انتهت ولاية زيلينسكى العام الماضى لكن الدستور الأوكرانى يحظر الاقتراع فى زمن الحرب وحتى المعارضة تعترف بان الظروف الأمنية والسياسية تجعل الانتخابات شبه مستحيلة. وحذر سرحى رحمانين النائب المعارض من ان الانتخابات ستلحق ضررا بالغًا بالدولة وتخدم العدو لأن القائد الاعلى يجب ان يبقى ثابتا فى هذا الظرف. وشرح زيلينسكى ان التحدى الأول هو كيفية تمكين الجنود والملايين من النازحين ومن يعيشون تحت الاحتلال من التصويت أما التحدى الثانى فهو كيفية جعل الانتخابات قانونية تحت الأحكام العرفية. وطلب من الحلفاء تقديم مقترحات حول تأمين الانتخابات ومن البرلمان اقتراح تعديلات قانونية تسمح بالتصويت مؤكدًا استعداده الشخصى لخوض الانتخابات.
وجاءت تصريحات زيلينسكى بينما كان فى طريق العودة من جولة فى العواصم الأوروبية تزامنت مع زيادة ضغط البيت الأبيض لدفع كييف نحو اتفاق سلام مع روسيا. وقال إن أوكرانيا ستعمل على تنظيم اجتماع رفيع مع الولايات المتحدة خلال أسبوعين للتوصل إلى اتفاق وقف اطلاق نار فى قطاع الطاقة إذا وافقت موسكو. وزادت الضغوط بعد تصريحات دونالد ترمب الابن فى مؤتمر بالدوحة قال فيها ان زيلينسكى يطيل الحرب خوفا من فقدان السلطة ملمحًا لاحتمال انسحاب الولايات المتحدة إذا لم تنته الحرب سريعًا. وعندما سئل ترمب عن كلام ابنه قال إنه ليس صحيحًا تمامًا لكنه ليس خاطئا تمامًا أيضًا. وأشارت واشنطن إلى ضرورة تخلى أوكرانيا عن دونباس لتحقيق السلام وهو طرح يثير غضبًا شعبيًا واسعًا بينما لا يوجد ما يشير إلى ان روسيا مستعده لتقديم تنازلات حتى لو كان ذلك لصالحها.
فنزويلا على حافة سيناريوهات معقدة وإدارة ترمب تخطط سرا لمرحلة ما بعد مادورو
فى وقت تعيش فيه فنزويلا توترا متصاعدا تعمل إدارة ترمب بهدوء على صياغة خطط سرية لما قد يحدث فى حال الاطاحة بالرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو. ووفقًا لشبكة سى ان ان فإن هذه الخطط تحفظ بسرية تامة داخل البيت الأبيض وتشمل خيارات متعددة لكيفية تعامل الولايات المتحدة مع فراغ السلطة المحتمل سواء غادر مادورو طوعًا فى اطار مفاوضات أو اجبر على التنحى بعد ضربات أمريكية داخل فنزويلا أو أى عمل مباشر آخر. ورغم ان المسئولين يعلنون ان الحشود العسكرية فى الكاريبى وعمليات استهداف زوارق تهريب المخدرات تهدف للحد من تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة تكشف النقاشات الداخلية ان واشنطن تدرس اجبار مادورو على التنحى بشكل واضح.
وقالت سى ان ان، إن ترمب لم يحسم بعد مسار العمل لكن هناك فصائل داخل الادارة تختلف بشدة حول جدوى العمل العسكرى أو السرى لازاحة مادورو. ورغم التهديدات المتكررة من الرئيس الامريكى بالتصعيد اكد مسئولان كبيران انه لا توجد رغبة فى زيادة التدخل الامريكى. وكشف مسئول كبير ان ترمب تحدث هاتفيا مع مادورو الشهر الماضى قبل دخول قرار امريكى بتصنيفه وحلفائه كأعضاء فى منظمة إرهابية حيز التنفيذ. ووفقا للمسئول كانت المكالمة غير حادة لكنها حملت إنذارًا ضمنيًا حيث أبلغ ترمب مادورو ان من مصلحته مغادرة البلاد وان الادارة ستواصل استهداف السفن. وتحتفظ هذه الخطط بسرية شديدة داخل مجلس الأمن القومى الذى يديره ستيفن ميلر ويتعاون فيه مع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومى بالانابة ماركو روبيو فى الأشهر الأخيرة.
وفى مقابلة جديدة مع بوليتيكو قال ترمب انه لا يريد تحديد مدى استعداده لازاحة مادورو لكنه اكد ان أيامه باتت معدودة ولم يستبعد المشاركة المباشرة فى تغيير النظام. ويحافظ المخططون فى البيت الابيض على كل الخيارات مفتوحة لضمان تحرك سريع اذا حدث انهيار مفاجئ فى الحكم.
إسرائيل فى قلب عاصفة سياسية وترمب يضغط بشدة لمنح نتنياهو عفوا يوقف محاكمته.
كشفت وسائل اعلام إسرائيلية ان ترمب كثف فى الأسابيع الأخيرة ضغوطة على الرئيس الإسرائيلى اسحاق هرتسوغ لدفعة لمنح عفو لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فى قضايا الفساد التى يحاكم فيها. وذكرت القناة 12 ان ترمب استخدم كل الأدوات المتاحة من تصريحات أمام الكنيست إلى مواقف اعلامية ورسائل رسمية صادرة عنه مباشرة تحث هرتسوغ على انهاء الملفات القضائية ضد نتنياهو. ورد هرتسوغ بقوله انه يحترم ترمب لكنه شدد على ان اسرائيل دولة ديمقراطية.
وكان نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية فى قضايا تتعلق بغزة قد طلب من هرتسوغ عفوا شاملا دون ان يقر بالذنب ودون الاعتزال السياسى وهو ما لا يسمح به القانون الاسرائيلى الذى يشترط الاقرار بالذنب قبل منح العفو. وتقول القناة 12 ان الضغط الأمريكى أصبح جزءًا من حملة سياسية واسعة مدعومة من شخصيات يمينية لدفع هرتسوغ لاتخاذ قرار يوقف محاكمه نتنياهو. وذكرت ان هرتسوغ يدرس بالفعل مسارا عمليا للتعامل مع الطلب يشمل سيناريوهات منها تشكيل لجنة تحقيق رسمية فى احداث هجوم السابع من اكتوبر كجزء من تسوية ممكنة تمهد لمنح العفو. وكانت حكومة نتنياهو قد شكلت لجنة غير رسمية للتحقيق وهو ما اعتبرته المعارضة هروبا من الحقيقة.