شبكة انباء العراق:
2025-05-30@22:37:05 GMT

صابرون: يتأقلمون ولا يتكلمون

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

نخشى ان نصل إلى اليوم الذي يُمنع فيه الأذكياء من التفكير حتى لا يسيئوا إلى الحمقى. مشكلتنا ان الأغبياء واثقون من انفسهم دائما، وغالبا ما يضطر العقلاء إلى إثبات مهاراتهم امام الحمقى. .
فمن ابسط خطوات الإصلاح القديمة والحديثة، والمعمول بها في كوكب الأرض، وفي كواكب المجموعة الشمسية كلها.

هي: ان تضع الدولة الشخص المناسب في الموقع المناسب. . وهذه البديهية يعرفها الجاهل والمتعلم، وتعرفها قطعان الدواب والماشية، فالحيوانات بشكل عام تتخذ قراراتها الجماعية لاختيار من يقودها ويتحكم بها. فتنتخب الأفضل والأقوى. لأنها تدرك تماما أنها إذا اختارت القائد الخطأ، فسيكون لذلك عواقب وخيمة. فالقرارات الصائبة هي التي تضبط التوازن. . حتى أسراب الطيور والحشرات هي الأخرى لديها قواعدها الخاصة في اختيار الأكفأ لقيادتها. وعلى هذا السياق سارت الشعوب والامم في الاتجاهات الصحيحة. لكن المؤسف له انك لن تجد من يعمل عندنا بهذا النهج القويم. ولا وجود لمن يهتم بالاختصاص المهني، ولا أحد يحترم تراكم الخبرات والمهارات العلمية واللغوية والفنية. .
احيانا تجد سائق رافعة شوكية يرتقي فجأة ليصبح بين ليلة وضحاها من اصحاب الدرجات الوظيفية العليا، وتناط به ادارة اكبر الشركات الحكومية. وكم من ديك صدَّق ان الشمس تشرق بصياحه !؟!. .
خذ على سبيل المثال النظام الدولي لسلامة السفن والموانئ (ISPS)، الذي اختارت له الدولة العراقية عام 2007 فلاحاً من مزارع المشخاب، لا علاقة له بالبحر ولا بالموانئ، ولم يصعد على متن سفينة، وربما لا يجيد السباحة في الشط ولا في الطشت. في الوقت الذي كان العراق يعج بخبراء الملاحة والموانئ، لكن الدولة نفسها كانت تستصغر شأنهم وترى ان التقدم في علوم البحار والمحيطات لن يتحقق إلا على يد فاسكو دي غاما المشخاب، الذي إن حضر لا يُعد، وإن غاب لا يُفتقد. في حين كان المتملقون يفرشون طريقه بالورد، ويعظمون شأنه، ويوهمونه انه الأعلم والأفهم، وانه ماجلان عصره. . (الغريب بالأمر انه لم يكن موظفا في الموانئ ولا في وزارة النقل ولا في أي دائرة حكومية، وانه اختفى فجأة عام 2008، فخرج ولم يعد). .
واحيانا ترى شخصا جمع من الشهادات المزورة ما لا يصدقه العقل، وكل ما يمتلكه من خبرات يقتصر على الكلاوات والفهلوة والتظاهر بالتدين الشكلي والكلام المنمق. مجرد ببغاء بألوان خارجية زاهية، لكنه ظل يتلقى الدعم من قادة الاحزاب حتى يومنا هذا، فيتقافز كما القرود من أدنى إلى أعلى وذلك على الرغم من تباين مهام المواقع التي صار فيها هو الفرعون الأعظم. .
لا نريد استعراض نماذج الشخصيات البليدة التي أنيطت بها المهام الإدارية والوزارية، فقد شهدت معظم مؤسساتنا خروقات واضحة ارتكبها المتحاصصون، الذين كانوا من اقوى الداعمين لمعظم الدمى الكارتونية الغبية، وهذا يعني عدم توفر الحد الادنى من القواعد الإصلاحية، بينما تراهم يتحدثون ليل نهار عن الإصلاح. .
في ديارنا تجري الانتخابات الديمقراطية باسم الشعب، ثم يجد التكنوقراطيون انفسهم خارج التصنيفات الوظيفية العادلة. .
في الختام لدينا خبر جيد وخبر سيء. الجيد اننا لم نمت من القهر. والسيء ان الأغلبية الساحقة ما زالت تتألم لكنها لا تتكلم. .
(وعليمن يا قلب تعتب عليمن هويت وجربت وامنت بيمن). .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

خالد الأحمد .. العلوي الذي ساعد الشرع وكتب نهاية الأسد - فيديو

خالد الأحمد .. العلوي الذي ساعد الشرع وكتب نهاية الأسد - فيديو

مقالات مشابهة

  • العراق: عن هشاشة الدولة التي لا يتحدث عنها أحد!
  • حماس: المقترح الأميركي الذي وافق عليه الاحتلال لا يستجيب لمطالبنا
  • نعم الوضع في السودان ليس ذلك الوضع الذي يصل حد الرفاهية
  • الحزن الذي يحرق شرايين القلوب!
  • إنزو فيرنانديز.. البطل الذي لا يخسر
  • خالد الأحمد .. العلوي الذي ساعد الشرع وكتب نهاية الأسد - فيديو
  • وزير الشؤون النيابية: العقود الاستثمارية التي تبرمها مصر تضمنت شروطًا لحماية التوازن الاقتصادي
  • الجبهة الوطنية: الأزمات والتحديات التي تواجهها الدولة تتطلب حلولاً مبتكرة خارج الأطر التقليدية
  • تعرف على السلطان الأحمر الذي أسس الدولة البوليسية في سوريا
  • سيفقد أولاد دقلو كل المدن التي سيطروا عليها وسيتحولون إلى مجرد مجرمين هاربين