رؤساء حكومات ووزراء وخبراء: التحول الرقمي يعيد تشكيل مشهد الخدمات الحكومية
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
أكد وزراء ومسؤولون وخبراء خلال مشاركتهم في "منتدى الخدمات الحكومية" ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2025، أن التحول الرقمي والابتكار التكنولوجي يشكلان ركيزة أساسية وعاملاً محورياً يعيد تشكيل مستقبل الخدمات الحكومية، مشددين على أهمية الشراكة بين الحكومات والقطاع الخاص لتعزيز كفاءة الخدمات واستدامتها.
وناقش المشاركون في المنتدى دور الذكاء الاصطناعي والحوكمة القائمة على البيانات، مع التأكيد على تحقيق التوازن بين الابتكار وحماية الخصوصية، وتعزيز الثقة والشفافية في استخدام البيانات، وأن التعاون الدولي هو مفتاح بناء مستقبل رقمي مستدام وفعال.
ثقافة العملودعا ميلوجكو سبايتش، رئيس وزراء مونتينيغرو، إلى تحول في ثقافة العمل يعزز المرونة في الأنظمة الحكومية ويشجع التعاون لتحقيق تغيير فعّال، معرباً عن قلقه بشأن الفجوة الرقمية التي تعيق تقدم العديد من الفئات، لا سيما النساء والمجتمعات المهمشة.
وشدد على ضرورة تعزيز الشفافية والمساءلة في المؤسسات الحكومية لمواجهة المعلومات المضللة واستعادة ثقة المواطنين، مؤكدًا أن الاستثمار في التحول الرقمي يجب أن يكون جزءًا من التزام أوسع بالأمن والمرونة.
من جهته، قال المهندس محمد بن طليعة رئيس الخدمات الحكومية في حكومة دولة الإمارات، أن الحكومات تواجه تحولًا جذرياً، حيث لم تعد التكنولوجيا مجرد أداة مساعدة، بل أصبحت المحرك الأساسي للخدمات المستقبلية.
وأشار ابن طليعة إلى أن احتضان الابتكار والتكنولوجيا وتعزيز التعاون يتيح تصميم خدمات حكومية ذكية وسلسة تركز على احتياجات الأفراد، مشدداً على أن التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمّية، والحوكمة القائمة على البيانات يعيد تشكيل طريقة عمل الحكومات وكيفية تقديمها للخدمات لمجتمعاتها.
وفي جلسة بعنوان "تحالف التكنولوجيا والحكومة.. نحو بناء مستقبل ذكي ومستدام"، ناقش قادة حكوميون ومسؤولون تنفيذيون عالميون في قطاع التكنولوجيا كيف تعيد الشراكات الإستراتيجية تشكيل الخدمات العامة وتعزيز الابتكار.
وتحدث في الجلسة شيرزود شيرماتوف وزير التكنولوجيا الرقمية في أوزبكستان، ومايك سيسيليا نائب الرئيس التنفيذي للقطاعات في "أوراكل سيستمز"، والدكتور ماركوس ريختر وزير الدولة في حكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية، وفراس قسوس شريك قائد القطاع الحكومي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في إي واي.
وأكد شيرزود شيرماتوف أن الشراكة بين الحكومات وشركات التكنولوجيا ضرورية لتعزيز بيئة الأعمال الرقمية.
وأشار مايك سيسيليا إلى أن الحكومات تواجه تحديات في التحول الرقمي ، الذي يتطلب نجاحه ثلاثة عناصر أساسية تشمل البنية التحتية السحابية، الاتصال الدائم ، والأمن السيبراني.
وشدد الدكتور ماركوس على أهمية الشراكة الحكومية مع شركات التكنولوجيا لتبني حلول آمنة تعزز السيادة الرقمية والتعاون الدولي لتطوير البنى التحتية الرقمية.
وفي جلسة بعنوان "التميز في الخدمات الحكومية.. قصص النجاح والدروس المستفادة"، شددت هدى الهاشمي مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية على الدور المهم للتكنولوجيا في تحسين الخدمات الحكومية.
وقالت إن الإمارات تركز على خمسة عوامل رئيسية لتحقيق التميز الحكومي، أولاً، وجود رؤية إستراتيجية واضحة تهدف إلى جعل حكومة الإمارات الأفضل عالمياً إلى جانب الهوس بالقياس والبيانات لتحديد الأهداف وتحقيق النجاح المستمر، بالإضافة الشفافية والمساءلة التي تضمن تقييم الأداء المحلي والعالمي بوضوح، فضلاً عن بناء القدرات والتغيير الثقافي من خلال استثمار الحكومة في تدريب الموظفين الحكوميين، وأخيراً، توظيف التكنولوجيا لتحسين الخدمات الحكومية.
وضمت الجلسة إركي كيلدو وزير الاقتصاد والصناعة في جمهورية إستونيا، وآنا إكونن وزير الحكومة المحلية والإقليمية في جمهورية فنلندا، وأولفي مهدييف رئيس الوكالة الحكومية للخدمة العامة والابتكارات الاجتماعية في جمهورية أذربيجان.
تعرف إلى أجندة أعمال اليوم الثاني من #القمة_العالمية_للحكومات 2025 #WGS25 https://t.co/i8hoxWH642 pic.twitter.com/ssnjWYbw5G
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) February 12, 2025 التحول المؤسسيوفي جلسة بعنوان "ما بعد التحول الرقمي.. ما هو سر استدامة التحول المؤسسي"، أكد خلالها دافيد روجيرز الكاتب والخبير العالمي في التحول الرقمي، أن المؤسسات والحكومات التي قطعت شوطًا في الرقمنة تواجه ثلاثة تحديات رئيسية قد تعيق تقدمها نحو المستقبل، وهي مقاومة التغيير والجمود التنظيمي ورفع سقف الطموحات والاستمرار في التطوير، وإعادة التفكير في مفهوم التحول الرقمي.
وفي جلسة بعنوان " خدمات محورها الإنسان.. من تجربة الموظفين إلى تجربة المتعاملين عبر قنوات الخدمة"، أكد الشيخ سلطان القاسمي مدير عام دائرة الشارقة الرقمية أن التحول الرقمي يجب أن يكون قائماً على الإنسان في جوهره.
وضمت الجلسة كريستين بيلامي، ممثلة حكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، وإنكيليجدا إيميراج، مدير في حكومة جمهورية ألبانيا، إلى جانب فيكي لوكيت، المدير التنفيذي لمختبر سيركو للتجارب، وكابيل راغورامان قائد الاستشارات الرقمية والابتكارية في شركة إرنست آند يونغ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
في سياق متصل، ناقش المشاركون في جلسة "الاستفادة من قوة البيانات.. تحديات وفرص" ، كيفية توظيف الحكومات قوة البيانات بفعالية من خلال التقنيات المتقدمة والتعاون بين مختلف القطاعات، مع مراعاة التحديات الحيوية المتعلقة بالخصوصية والأمن
شارك في الجلسة كيرياكوس كوكينوس عضو مجلس إدارة المعهد الأوروبي للتكنولوجيا ووزير سابق للابتكار والبحث والسياسة الرقمية في قبرص، وعلي دلول الرئيس التنفيذي للإستراتيجية في "غروب 42"، وألسا بيليجووسكي مديرة إدارة الحوكمة العامة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية “OECD”، وخليل نصر الله شريك وقائد الاستشارات التقنية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إي واي.
وناقش أربعة رؤساء تنفيذيين في جلسة بعنوان "تكنولوجيا الحكومات.. شراكة الحكومات مع الشركات الناشئة، آفاق التعاون بين القطاع الحكومي والشركات الناشئة لتعزيز الابتكار في الخدمات وهم آتي ياسكيلاينن رئيس مؤسسة "سيترا"، ومانويل كيليان المدير التنفيذي للمركز العالمي لتكنولوجيا الحكومات في ألمانيا، ولولو الخازن المؤسس والشريك الإداري لشركة "سبيد فنتشرز"، وأحمد علوان الرئيس التنفيذي لـ "HUB71".
وقدم بريت كينغ المؤلف العالمي الشهير وأحد أبرز المفكرين في مجال المستقبل خلال جلسة بعنوان "دور التقنيات المستقبلية في تطوير الاقتصادات الذكية لعام 2025"، رؤية معمقة حول تأثير التقنيات الحديثة في تشكيل الاقتصادات العالمية في العقود القادمة، واستعرض مجموعة من التوجهات المستقبلية التي ستهيمن على العالم، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الصحية، والعلاج الجيني، ما يعِد بتحسين حياة البشر.
وناقش المتحدثون في جلسة بعنوان "تطور دور الرؤساء التنفيذيين لتكنولوجيا المعلومات: من التكنولوجيا إلى تجربة الموظف والمتعامل" ، مسألة التغير الجذري في وظيفة مديري تكنولوجيا المعلومات، وتحدث في الجلسة أليساندرو دي لوكا المدير التنفيذي لتقنية المعلومات في مجموعة ميرك، وماتس هوتلين الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات في شركة إريكسون، ومحمد طلبة نائب الرئيس الأول لشركة ماجد الفطيم للحلول الشاملة، وسرينيفاسان سامبات، المدير التنفيذي لتقنية المعلومات في بنك أبوظبي الأول.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات القمة العالمية للحكومات الخدمات الحکومیة الرئیس التنفیذی المدیر التنفیذی فی جلسة بعنوان التحول الرقمی
إقرأ أيضاً:
مؤتمر التمويل التنموي يختتم أعماله بأكثر من 35 جلسة حوارية تجسد رسالته لقيادة التحول التنموي
البلاد (الرياض)
اختتم مؤتمر التمويل التنموي MOMENTUM 2025 أعماله بعد ثلاثة أيام من الحوارات النوعية، والمشاركة رفيعة المستوى، والالتزامات الإستراتيجية تحت شعار “قيادة التحول التنموي”، نظّمها صندوق التنمية الوطني تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الوطني، بمشاركة أكثر من 100 متحدث عالمي من أكثر من 100 دولة لمناقشة سبل تطوير تمويل جهود التنمية لمواجهة التحديات العالمية الناشئة وتسريع الأولويات الوطنية والدولية. وشملت أعمال المؤتمر أكثر من 35 جلسة تناولت الاستثمار المستدام، والتكيف المناخي، والأمن الغذائي والمائي، والتعاون الثلاثي، ومنظومات الابتكار، ودور مؤسسات التمويل التنموي في توسيع الفرص الاقتصادية، و تضمن معرضًا شاركت فيه أكثر من 20 جهة من القطاعين العام والخاص. وشهد MOMENTUM 2025 توقيع 45 مذكرة تفاهم بقيمة تصل إلى 6 مليارات ريال، بهدف تعزيز الشراكة والتكامل بين منظومة التنمية والقطاع الخاص.
واختتمت أعمال المؤتمر بجلسة عقدت بعنوان “دور المؤسسات المالية التنموية: تمكين التنمية من خلال تعزيز القدرات المالية”،جمعت الجلسة محافظ صندوق التنمية الوطني الدكتور ستيفن غروف، والرؤساء التنفيذيين للصناديق والبنوك التنموية. وركزت نقاشات الجلسة على تعزيز التنسيق المشترك، وتحسين جاهزية الاستثمار، وتوسيع الأثر التنموي في قطاعات الصناعة والسياحة والبنية التحتية والاجتماعية، والثقافية، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة. وخلال جلسة الطاولة المستديرة، استعرضت المشاركون الدور المحوري الذي يقوده الصندوق مع منظومته التنموية في مختلف القطاعات ودورها في دعم التحول الاقتصادي للمملكة.
وأوضح الدكتور ستيفن غروف أن قوة هذه المنظومة تكمن في تنوع الصناديق وتكامل مهامها، مضيفًا أن تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 يتطلب مرونة في تخصيص الموارد والقدرة على التكيف مع الأولويات التنموية الوطنية. ودعمًا لتوسيع حضور الشركات الدولية للمملكة وتعزيز تنافسية القطاع المالي، سلم معالي وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح على هامش المؤتمر رخصة المقر الإقليمي لبنك HSBC، في خطوة تعكس الثقة المتنامية في السوق السعودي وجاذبيته للمؤسسات المالية العالمية.
ولإثراء القطاع التنموي، أطلقت منظمة التعاون الرقمي على هامش المؤتمر، تقرير اتجاهات الاقتصاد الرقمي 2026، حيث يتوقع التقرير نمو الاقتصاد الرقمي العالمي بنسبة 9.5% خلال العام المقبل، أي أسرع بثلاث مرات من نمو الاقتصاد العالمي. وجرى خلال المؤتمر إطلاق برنامجين، حيث أطلق صندوق البنية التحتية الوطني برنامج تمويل مشاريع البنية التحتية الاجتماعية لدعم مشاريع الرعاية الصحية والتعليم بالشراكة مع أبرز المؤسسات المالية عبر حلول مبتكرة تحفز استثمارات القطاع الخاص وتسرع تنفيذ المشاريع الحيوية، كما أطلق صندوق التنمية الثقافي تطبيقًا بهدف تعزيز رحلة مستفيدي الصندوق وتمكنهم من متابعة طلباتهم ومنح المنشآت ورواد الأعمال وصولًا سلسًا إلى خدمات الصندوق المالية والتطويرية. يذكر أن مؤتمر MOMENTUM 2025 شهد مشاركة واسعة لنخبةٍ من صناع القرار وقادة الأعمال والمستثمرين والخبراء والمبتكرين، ما أسهم في الارتقاء بمكانة المملكة وجهةً رائدةً في صياغة مستقبل التمويل التنموي، حيث تدعم مخرجات هذا المؤتمر النمو الاقتصادي المستدام والشامل، وتعكس التزام المملكة بدفع الأثر التنموي على المستويين المحلي والعالمي.