تقف التحديات الهيكلية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عائقا رئيسيا أمام تحقيق التنمية المستدامة وتوفير فرص العمل الملائمة، مما يتطلب استراتيجيات مدروسة وطويلة الأجل للتصدي لهذه العقبات. وفي ظل وضع اقتصادي متقلب، يصبح من الضروري إضفاء الطابع النظامي على القطاع غير الرسمي وتطوير القطاع الخاص عبر تقديم حوافز مالية وتشريعات تتناسب مع متطلبات السوق، كما أن تحسين التعليم والتدريب ليواكب احتياجات سوق العمل يُعد مهما للتغلب على الفجوات الحالية في المهارات.

ويحتاج تعزيز آليات التوظيف والتشغيل إلى تعاون بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، إذ يمكن من خلال التركيز على تطوير المهارات وتعزيز الابتكار والمساواة بين الجنسين، تحويل التحديات الاقتصادية والاجتماعية إلى فرص حقيقية. إن الحكومات مطالبة بتبني سياسات شاملة تستهدف جميع جوانب الاقتصاد، من التعليم إلى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مع تعزيز دور القطاع الخاص في توفير فرص العمل.

وعلى الرغم من أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تمتازان بثروات بشرية وطبيعية هائلة، إلا أنهما تواجهان تحديات اقتصادية واجتماعية تتطلب استراتيجيات مبتكرة. ومع التحولات العالمية السريعة، تصبح الحاجة إلى فرص عمل مستدامة ومؤهلة أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. لذا، فإن إعادة التفكير في نماذج التوظيف والتدريب، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على الأيدي العاملة الوافدة، يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق تنمية شاملة. وتكشف التقارير الصادرة عن صندوق النقد الدولي ومنظمة العمل الدولية عن الصورة العامة لهذه التحديات، وتسليط الضوء على ضرورة تبني استراتيجيات فعّالة للتوظيف والتشغيل، لا سيما بين الشباب والنساء.

الوضع المحلي

وأكد تقرير صندوق النقد الدولي على حاجة سلطنة عُمان إلى توفير أكثر من 220 ألف فرصة عمل لمواطنيها بحلول عام 2032 لاستيعاب الزيادة الكبيرة في عدد سكانها في سن العمل. وفقًا لتقرير القضايا المختارة الذي أصدره الصندوق مؤخرًا عن سلطنة عُمان، من المتوقع أن يدخل حوالي 550 ألف عُماني سن العمل خلال السنوات الثماني المقبلة، مما يستلزم تعزيز فرص العمل، وخاصة في القطاع الخاص.

ويشير التقرير إلى أن سلطنة عُمان قد تواجه تحديا في حالة الاستمرار في الاعتماد على القطاع العام باعتباره صاحب العمل الأساسي بسبب مخاوف الاستدامة المالية والجهود المبذولة للحد من الاعتماد على عائدات النفطية. وبينما توسع القطاع الخاص، فإنه لا يزال يعتمد بشكل كبير على الأيدي العاملة الوافدة منخفضة التكلفة، وخاصة من جنوب آسيا. ويشكل المغتربون حاليا 86% من وظائف القطاع الخاص ويهيمنون على الأدوار في البناء والعمل المحلي والتجارة، مما أدى إلى خفض تكاليف العمالة وتعزيز القدرة التنافسية في القطاعات الواعدة.

وأوضح صندوق النقد الدولي أن معظم الوظائف في القطاع الخاص التي تم إنشاؤها للعمانيين في العقد الماضي كانت مركزة في الأدوار منخفضة الأجر في البناء والتصنيع والدعم الإداري، كما ذكر التقرير. كما يسلط الضوء على التفاوت المستمر بين الجنسين في سوق العمل، حيث تبلغ مشاركة الإناث 32% فقط في عام 2023.

ويقترح خبراء الصندوق تدابير مثل الاستثمار في تعليم الطفولة المبكرة، وتوسيع برامج القيادة للنساء وتحسين الوصول إلى التمويل لرائدات الأعمال لتشجيع المزيد من المشاركة. وأضاف التقرير أن اتجاهات سوق العمل المؤيدة لتوظيف القطاع الخاص وزيادة مشاركة الإناث استمرت بعد كوفيد-19، مع اختلافات ملحوظة فقد نمت الأيدي العاملة الوافدة بأكثر من ضعف سرعة نمو الأيدي العاملة الوطنية. ومن بين العمانيين، ارتفعت العمالة في القطاع الخاص بنسبة 18٪، أي أكثر من ضعف النمو البالغ 8٪ في القطاع العام. وشهد توظيف النساء العمانيات أسرع نموا، حيث ارتفع بنسبة 23٪ بين عامي 2020 و2023، وهو ضعف معدل الرجال عند 10٪.

ولمعالجة هذه التحديات، يؤكد الصندوق على أهمية التنويع الاقتصادي المستمر تماشيا مع «رؤية عمان 2040»، والتي يمكن أن تولد فرص عمل عالية المهارة للمواطنين. ومع ذلك، يؤكد التقرير أن نجاح هذه المبادرات يعتمد على رفع مهارات القوى العاملة العمانية وإعادة تأهيلها. كما يوصي بالحفاظ على التوازن بين دمج العمانيين في القطاع الخاص وضمان بقاء سوق العمل مرنة بما يكفي لجذب الاستثمار الأجنبي والمغتربين المهرة.

الوضع الإقليمي

على مستوى أوسع، تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحديات اقتصادية واجتماعية عديدة، فعلى مدى العقدين الماضيين، شهدت المنطقة تحولات جذرية، بدءًا من ثورات الربيع العربي وصولاً إلى الأزمات الاقتصادية المستمرة التي فرضتها الظروف العالمية والمحلية. وفقًا لتقارير صندوق النقد الدولي ومنظمة العمل الدولية، تعاني المنطقة من ارتفاع معدلات البحث عن العمل، خاصة بين الشباب والنساء، بالإضافة إلى قضايا تتعلق بالديون والتضخم. لذا يصبح من الضروري اعتماد استراتيجيات فعّالة للتوظيف والتشغيل وتطوير المهارات لضمان تحقيق نمو اقتصادي يتواكب مع المتغيرات العالمية.

وتشير الإحصائيات إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تُسجل معدلات بحث عن العمل أعلى مقارنة ببقية العالم، حيث يعاني الشباب من نقص حاد في الفرص الوظيفية. وحسب صندوق النقد الدولي، وصلت نسبة البحث عن العمل بين الشباب في بعض الدول إلى 30%. ورغم الزيادة الطفيفة في نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة، التي بلغت 2.76% بين عامي 2000 و2020، فإن معدلات البحث عن العمل بين النساء ارتفعت بنسبة 3.4%. وتُظهر البيانات أيضًا أن 64% من العمالة في المنطقة تعمل في القطاع غير الرسمي، مما يعرضهم لظروف عمل غير مستقرة ومخاطر اقتصادية واجتماعية جسيمة.

وبحسب منظمة العمل الدولية، يحذر تقريرها بعنوان «اتجاهات التوظيف العالمية للشباب 2024» من أن عدد الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً غير الملتحقين بالعمل أو التعليم أو التدريب مقلق، وأن الانتعاش في التوظيف بعد جائحة كوفيد-19 لم يكن شاملا. فالشباب في بعض المناطق والعديد من الشابات لا يرون فوائد الانتعاش الاقتصادي.

تغيير نموذج النمو

تستدعي التحديات الاقتصادية الحالية ومنها معدلات البحث عن العمل المرتفعة تغيير نموذج النمو في الدول، مما يستدعي تطوير سياسات وتشريعات تلبي احتياجاتهم، ويتطلب ذلك من الحكومات أن تكون أكثر استجابة للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، مع تعزيز دور القطاع الخاص. وأشار صندوق النقد الدولي في تقريره الصادر في أبريل 2024 بعنوان «الصراع والديون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» إلى أن المنطقة تتسم بتباين كبير في مستويات الدين العام بين البلدان المستوردة للنفط والبلدان المصدرة له. وفي المتوسط، كانت نسبة الدين إلى إجمالي الناتج المحلي في البلدان المستوردة للنفط أعلى بنحو ثلاثة أضعاف منها في البلدان المصدرة للنفط في المنطقة، وأعلى بنسبة 50% من المتوسط السائد في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية في عام 2023.

وتتطلب التحديات المتعلقة بالديون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا استراتيجيات وإصلاحات هيكلية لتحسين الشفافية المالية وتعزيز القدرة الاقتصادية، حيث ينبغي على الدول المستوردة للنفط معالجة أعباء الديون من خلال تحسين إدارة المالية العامة، وتعزيز الشفافية، وتطبيق سياسات اقتصادية تهدف إلى تحقيق النمو المستدام، بينما يجب على الدول المصدرة للنفط التفكير في كيفية تنويع اقتصاداتها وإيراداتها في ظل التغيرات الهيكلية في أسواق الطاقة العالمية.

وتتضمن توصيات منظمة العمل الدولية تعزيز فرص العمل من خلال تشجيع الاستثمارات في القطاعات الحيوية، وتحسين التعليم عبر إصلاح المناهج الدراسية، وتطوير مهارات الشباب لتتناسب مع احتياجات سوق العمل. كما يتعين تحسين الظروف المعيشية وتوفير الحماية الاجتماعية.

التعليم والتدريب

تعد مسألة عدم تطابق المهارات بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل إحدى المسائل الأساسية التي تعيق التوظيف، وتؤكد تقديرات صندوق النقد الدولي إلى ضرورة إيجاد 33.3 مليون وظيفة جديدة بين عامي 2020 و2030 لخفض معدلات البحث عن العمل إلى 5%، مما يستدعي ذلك مراجعة شاملة للسياسات واحتياجات سوق العمل وإجراء إصلاحات جذرية في نظم التعليم والتدريب لضمان تزويد الشباب بالمهارات اللازمة لدخول سوق العمل، حيث تفتقر العديد من أنظمة التعليم إلى التركيز على المهارات العملية والتطبيقية، مما يجعل الخريجين غير مستعدين لمواجهة تحديات سوق العمل.

ويعد التعليم الفني والتدريب المهني من الأدوات المهمة في تمكين القدرة التنافسية للقوى العاملة، لذا ينبغي أن يكون هناك تركيز على تطوير برامج التعليم الفني والتدريب المهني لتلبية احتياجات سوق العمل، ويتعين على القطاعين العام والخاص العمل معا لتصميم برامج تدريبية تتماشى مع متطلبات سوق العمل.

وتحتاج الدول أيضا إلى تنمية المهارات الرقمية لدى الشباب من خلال برامج تدريبية متخصصة، وفي ظل التحول الرقمي المتسارع، فإن الاستثمار في التعليم الرقمي وتطوير المهارات يعدان أمرا ملحا لدخول الشباب في سوق العمل المتنامي في مجالات التقنية الحديثة. وأشارت التقارير الدولية إلى أن أغلب الوظائف الجديدة ستتطلب مهارات رقمية خلال الفترة المقبلة.

المحرك الرئيسي

وتشير التقارير إلى أن القطاع الخاص هو المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي، حيث بإمكانه توفير نسبة كبيرة من الوظائف في الدول النامية. ولتحقيق النمو المطلوب، يتطلب من الدول توفير بيئة تشجع على الابتكار وريادة الأعمال، مما يسهم في تحسين القدرة التنافسية للقطاع الخاص.

وأثبتت الدراسات الحديثة مدى أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في اقتصاديات الدول لمساهمتها الفاعلة في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص عمل. ويعد دعم رواد الأعمال من خلال توفير حوافز مالية، مثل المنح والقروض الميسرة، أمرا ضروريا، وينبغي إنشاء حاضنات أعمال لتقديم الدعم الفني والإداري، مما يسهم في توفير فرص عمل جديدة. وأكد البنك الدولي في دراسة أجراها على أهمية دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث تمثل هذه المشاريع نسبة كبيرة ومتنامية من إجمالي الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتساهم بشكل كبير في توفير فرص العمل.

بيئة العمل

ويعد تحسين بيئة العمل أمرا بالغ الأهمية في تعزيز التوظيف، لذا يجب على الحكومات توفير بيئة تمكينية تدعم نشاط القطاع الخاص، كتطوير البنية الأساسية والخدمات اللوجستية والتقنية الحديثة، وتقديم الدعم المالي عبر ضمانات الائتمان والقروض بفائدة صفرية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وفقًا لتقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس»، فإن تحسين بيئة الأعمال يمكن أن يزيد من فرص الاستثمار ويساهم في توفير المزيد من الوظائف.

مشاركة النساء

وتظل مشاركة النساء في القوى العاملة في المنطقة أقل من المتوسط العالمي، مما يتطلب سياسات واضحة لتعزيز المساواة بين الجنسين. وتوصي البحوث العالمية إلى إزالة الحواجز القانونية التي تعيق مشاركة النساء في سوق العمل وتقديم الدعم من خلال برامج التدريب المهني والمشورة الوظيفية. وبحسب إندرميت جيل رئيس الخبراء الاقتصاديين بمجموعة البنك الدولي والنائب الأول للرئيس لشؤون اقتصاديات التنمية أنه لدى المرأة القدرة على تعزيز الاقتصاد العالمي، ويمكن أن يؤدي سد الفجوة بين الجنسين في الفرص الوظيفية إلى زيادة إجمالي الناتج المحلي العالمي بأكثر من 20%، وهذا يضاعف بشكل أساسي معدل النمو العالمي على مدى السنوات العشر القادمة، واصفا أن الإجراءات اللازمة في هذا الصدد تسير بسرعة السلحفاة، مشيرا إلى تقرير المرأة وأنشطة الأعمال وقانون 2024 الذي يحدد ما يمكن للحكومات القيام به لتسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق المساواة بين الجنسين في أنشطة الأعمال والقانون.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: منطقة الشرق الأوسط وشمال إفریقیا صندوق النقد الدولی الصغیرة والمتوسطة فی القطاع الخاص الأیدی العاملة مشارکة النساء العمل الدولیة بین الجنسین العمل الدول توفیر فرص فرص العمل فی توفیر من خلال فرص عمل أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

مدبولي يوجه بطرح الفرص الاستثمارية بالقطاع الطبي على القطاع الخاص

كتب- محمد سامي:

عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، اجتماعًا؛ لمناقشة الخطة الاستثمارية لقطاع الصحة خلال السنوات العشر المقبلة، وذلك بحضور الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، ومسئولي الوزارتين.

واستهل رئيس مجلس الوزراء الاجتماع، بالإشارة إلى أنه في إطار رؤية الدولة للسعي الجاد لطرح الفرص الاستثمارية في القطاعات الواعدة، واتخاذ المزيد من الخطوات التنفيذية لتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بدأت الحكومة في الترويج لعدد من القطاعات الواعدة، والاستثمار الأمثل للفرص المتاحة بها، وذلك في ضوء استراتيجية الدولة التي يتابعها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تشمل خريطة استثمار وطنية موحدة، تتضمن إجراء الإصلاحات الهيكلية اللازمة، ووضع أهداف محددة، وتطبيق سياسات واضحة ومستقرة، وسياسات مالية محفزة، وتشجيع القطاع الخاص، ومواصلة جهود التحول الرقمي كركيزة أساسية للتطوير.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، أن القطاع الصحي يأتي في صدارة القطاعات الواعدة، خاصة السياحة العلاجية، مشددًا على التزام الحكومة بتوفير الدعم اللازم للقطاع الصحي، باعتباره استثمارًا استراتيجيًا في مستقبل الدولة.

وفي الإطار نفسه، نوه الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أنه سيتم عقد عدة اجتماعات مع مسئولي القطاعات المستهدفة؛ بهدف التنسيق المستمر مع وزارة الاستثمار لطرح الفرص الاستثمارية؛ بما يسهم في زيادة العوائد من هذه القطاعات، ولا سيما أن الوزارة ستكون منصة الترويج لتلك القطاعات، مشددًا في الوقت نفسه على ضرورة ربط فرص الاستثمار المتاحة مع المستهدفات المطلوبة في كل قطاع.

من جانبه، قدم الدكتور خالد عبد الغفار، عرضًا أشار في مستهله إلى أن هناك بالفعل تنسيقًا مستمرًا مع وزارة الاستثمار، حيث تم تشكيل هيكل وقطاع في الوزارة ليكون مسئولًا عن الفرص الاستثمارية في هذا الشأن.

وأوضح وزير الصحة والسكان، أن الخطة الاستثمارية المقترحة تضمنت تطوير البنية التحتية الصحية، عبر إنشاء منشآت جديدة وتحديث المراكز الطبية الحالية، إلى جانب استكمال تنفيذ مراحل التأمين الصحي الشامل، مما يسهم في تحسين الرعاية الصحية وتعزيز جاهزية القطاع الصحي لمواكبة المتطلبات المستقبلية.

وفي ضوء ذلك، أوضح وزير الصحة، جهود الوزارة في دعم الاستثمار في القطاع الصحي، مشيرًا إلى أن هناك إطارًا قانونيًا يسمح بتحقيق التوازن والشراكة بين دور القطاعين العام والخاص في تقديم الخدمات الصحية من خلال فتح فرص استثمارية مع القطاع الخاص وتطبيق معايير الجودة العالمية، مع توفير مرجع للمستثمرين للتعرف على اتجاهات الاستثمار في القطاع الصحي وطرح الفرص، وإتاحة كل المعلومات المتاحة والمطلوبة للاستثمار في هذا القطاع المهم، مستعرضًا أهداف المشروع القومي لتكويد وترخيص المنشآت الطبية الخاصة، وسبل التعاون والتنسيق المشترك بين وزارة الصحة والسكان والوزارات والجهات المعنية.

وخلال الاجتماع، استعرض الدكتور خالد عبد الغفار، أبرز فرص الاستثمار في القطاع الصحي، التي تشمل المنشآت الطبية والخدمات الطبية المتخصصة والتكنولوجيا الطبية والتشخيصية والرعاية الصحية الرقمية والتحول الذكي وتوطين صناعة الدواء وخدمات صحية جديدة "رعاية صحية منزلية"، بإجمالي يصل إلى أكثر من 75 فرصة استثمارية.

وفيما يخص الفرص الاستثمارية بالمنشآت الطبية، أشار الدكتور خالد عبد الغفار، إلى أنها تتضمن 63 فرصة في مجالات: تطوير وتشغيل مستشفيات قائمة، وتشغيل مستشفيات حديثة تقوم الدولة بإنشائها وتجهيزها، وكذلك الحصول على أراض بتسهيلات وحزمة من الحوافز لإنشاء مستشفيات جديدة، فضلًا عن فرص إدارة الأصول.

وفي مجال إدارة وتشغيل وتطوير المنشآت الصحية، أوضح وزير الصحة أنها تشمل 14 محافظة بإجمالي 41 منشأة، بالإضافة إلى الفرص الاستثمارية في إنشاء وتشغيل وإدارة المنشآت الصحية، لافتًا إلى تخصيص 21 قطعة أرض بالمدن العمرانية الجديدة لصالح وزارة الصحة والسكان لتنفيذ مستشفيات استثمارية بالشراكة مع القطاع الخاص.

كما تضمن عرض وزير الصحة، الإشارة إلى فرص الاستثمار المتاحة في مجال الخدمات الطبية المتخصصة ويتوافر بها 3 فرص، وكذلك فرص الاستثمار في مجال التكنولوجيا الطبية والتشخيصية وتتضمن 6 فرص استثمارية، وهي المعنية بتوطين صناعة أجهزة الأشعة في مصر.

وفي الوقت نفسه، أشار نائب رئيس الوزراء، إلى الفرص الاستثمارية المتاحة في مجال الرعاية الصحية الرقمية والتحول الذكي، مستعرضًا في ضوء ذلك المقترح المتكامل للتحول الرقمي الشامل للرعاية الصحية في مصر، بالشراكة مع القطاع الخاص، الذي يشمل نظام إدارة معلومات المستشفيات الموحد، وبنية تحتية وبرمجيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، منوهًا إلى أنه من المتوقع الانتهاء من تنفيذ المقترح خلال فترة تتراوح من 3 إلى 5 سنوات لتسليم منظومة متكاملة العناصر في جميع المحافظات.

وخلال الاجتماع، استعرض وزير الصحة والسكان الفرص الاستثمارية المتاحة في مجال توطين صناعة الدواء، موضحًا الوضع الحالي للانتاج المحلي من الدواء والمستهدف تحقيقه.

كما تطرق الدكتور خالد عبد الغفار، إلى الخدمات الصحية الجديدة، والمتمثلة في "رعاية صحية منزلية" من خلال تطبيق (سلامتك)، وذلك من منطلق أن 40% من الحالات الواردة للمستشفيات لا تحتاج لرعاية سريرية، وذلك بغرض تحقيق عدة أهداف، منها تمكين المرضى من تلقي خدمات الرعاية الصحية المنزلية بجودة عالية وسهولة وصول في أي مكان داخل الدولة، عبر منصة وطنية ذكية ومتكاملة؛ مما يخفف الضغط على المستشفيات ويعزز جودة الرعاية الصحية المقدمة، بجانب دعم رعاية كبار السن كأولوية اجتماعية ووطنية تضمن لهم الكرامة والاستمرارية، فضلًا عن التركيز على الوقاية والتدخل المبكر والمتابعة المنزلية المستمرة، وتوفير بيئة عمل رقمية حديثة وفرص التطوير المهني، علاوة على تحسين جودة الخدمات الصحية الحكومية وتقليل الاعتماد على العلاج بالخارج.

وقال الوزير: يقدر حجم الفرص الاستثمارية في هذا المجال بنحو 27 مليار جنيه سنويًا، من خلال حجم سوق الزيارات المنزلية الذي يصل إلى 13 مليون زيارة سنويًا.

كما تطرق الدكتور خالد عبد الغفار، إلى مشروع إنشاء شركة لإدارة وتشغيل منشآت رعاية صحية "صحة مصر"، مستعرضًا عدة نماذج من شركات خدمات صحية مملوكة للدول؛ وذلك من أجل تحقيق ضبط الخدمات الصحية المقدمة في القطاع الخاص من خلال إنشاء منشآت صحية تعمل بأسعار ملائمة، وبآليات تشغيل مماثلة للقطاع الخاص، تمكنها من تقديم خدمات بنفس مستوى خدمات القطاع الخاص، كما قدم نبذة عن مشروع مستشفى 200 سرير، والفرص المتاحة به من خلال عرض دراسة جدوى للمشروع.

وخلال الاجتماع، أكد وزير الاستثمار، أن الوزارة لديها رؤية واضحة يتم العمل وفق محدداتها، لافتًا إلى أن فريق العمل في الوزارتين يعمل بالفعل وفق هذه المحددات، كما يتم العمل على بلورة الفرص الاستثمارية المتاحة، بما يسهم في تحقيق مستهدفات الدولة؛ سواء من حيث زيادة عدد الأسرّة، أو غيرها من الخدمات الصحية الأخرى التي يتم العمل على تطويرها ورفع كفاءتها.

وأضاف المهندس حسن الخطيب: سيتم إعداد فرص استثمارية متكاملة للسنوات العشر المقبلة، بحيث يتم طرحها أمام المستثمرين، مقرونة بالرخصة الذهبية، كما سيتم إتاحة هذه الفرص على الخريطة الاستثمارية، على أن يتم التعاون مع البنوك الاستثمارية في هذا الشأن، مؤكدًا أنه سيتم توفير جميع البيانات اللازمة التي يحتاجها المستثمر، كما سيكون هناك عقود نمطية جاهزة لهذه الفرص.

وفي ختام الاجتماع، وجه رئيس مجلس الوزراء، بسرعة إعداد هذه الفرص لطرحها على القطاع الخاص، مشيرًا إلى ضرورة أن تكون مقرونة بالرخصة الذهبية، وتتوافر بها آليات واضحة للشراكة مع القطاع الخاص وكذا العقود النمطية.

اقرأ أيضًا:

تحذير من طقس اليوم.. الأرصاد تعلن استمرار الأجواء شديدة الحرارة

أول تحرك من النقل بشأن تكسير مواطن إحدى لمبات قطار روسي جديد

رئيس الوزراء يطالب بتكثيف الجهود للقضاء على مرض الجذام

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

مصطفى مدبولي مجلس الوزراء القطاع الخاص

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة رئيس الوزراء يطالب بتكثيف الجهود للقضاء على مرض الجذام أخبار شهيد الواجب.. رئيس الوزراء ينعي بطل واقعة حريق محطة بنزين العاشر من رمضان أخبار لموظفي العام والخاص.. موعد انتهاء إجازة عيد الأضحى 2025 أخبار بمساحة 29 كم² في السخنة.. مصر تنفذ أكبر مشروع لوجستي على البحر الأحمر أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

مدبولي يوجه بطرح الفرص الاستثمارية بالقطاع الطبي على القطاع الخاص

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

4 عوامل تحسم.. هل يواصل الجنيه انتعاشته مقابل الدولار الفترة المقبلة؟ السعودية تصدر ضوابط جديدة لتأشيرات العمرة 2025.. تفاصيل 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • عمار المشاط: تمكين وتطوير قدرات القطاع الخاص يدعم التنمية
  • محمد رياض الجبوري : الانفتاح على العالم رفع قدرات القطاع الخاص
  • التحولات الديموغرافية في سلطنة عمان .. فرصة للنمو أم تحدٍّ اقتصادي؟
  • نافذة جديدة لعُمان نحو التميّز الطبي والسياحة العلاجية
  • خبير اقتصادي يرصد مكاسب تخصيص 78 مليار جنيه بالموازنة الجديدة لمبادرات صناعية وإنتاجية وسياحية
  • فؤاد من إيطاليا: لا بد من إلغاء القطاع العام والدعم وتشجيع القطاع الخاص وإلا الإفلاس
  • الكويت تلزم العمال الأجانب في القطاع الخاص الحصول على "إذن مغادرة" قبل السفر
  • جبران يبحث مع الاتحاد الأوروبي توعية القطاع الخاص بأحكام قانون العمل
  • مدبولي يوجه بطرح الفرص الاستثمارية بالقطاع الطبي على القطاع الخاص
  • السعودية تحظر العمل تحت أشعة الشمس لمدة ثلاثة أشهر في جميع منشآت القطاع الخاص