أكدت سعادة أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، أهمية القمة العالمية للحكومات في دبي، كمنصة عالمية لتعزيز التعاون الدولي في مجالات التعليم والثقافة والعلوم.

وشددت أزولاي على أن المنظمة الأممية، التي ترأسها وتضم 194 دولة عضواً، تسعى بدعم من دولة الإمارات إلى دعم السلام والتنمية من خلال حماية التراث وتعزيز المعرفة، خاصة في مناطق ما بعد الأزمات.

وتطرقت أزولاي، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” على هامش مشاركتها في أعمال القمة، إلى مبادرة “إحياء روح الموصل”، التي أطلقتها اليونسكو في عام 2018، مؤكدة أن دولة الإمارات كانت الممول الرئيسي لهذا المشروع الطموح، وقالت: “نجحنا خلال السنوات السبع الماضية، في إعادة بناء معالم الموصل التاريخية، مثل مسجد النوري ومنارته الحدباء، وكنيسة الطاهرة، ودير الدومينيكان، كما أسهم المشروع في ترميم 124 منزلاً تاريخياً، ما سمح بعودة أكثر من 170 عائلة إلى منازلهم”. وقالت إنها زارت مدينة الموصل مؤخراً وعاينت التقدم الكبير الذي تحقق، مشيرة إلى أن المركز التاريخي للمدينة بات ينبض بالحياة من جديد، ما يعكس نجاح المشروع في إعادة الأمل إلى السكان، مؤكدة أن بالإمكان تكرار هذا النموذج في مناطق أخرى تعاني من أزمات مماثلة.

وأضافت أزولاي أن الإمارات تلعب دوراً محورياً في التعاون الثقافي الدولي، سواء من خلال الأمم المتحدة أو مجموعة العشرين، ما يجعلها شريكاً أساسياً لليونسكو، مشيرة إلى أن التعاون بين الجانبين يمتد إلى مجالات أخرى، مثل تعزيز التعليم الفني والفنون؛ إذ استضافت أبوظبي مؤتمراً دولياً حول التعليم الفني العام الماضي، ما يعكس التزام الإمارات بدعم الفنون كجزء أساسي من التنمية المستدامة.

وكشفت المديرة العامة المنظمة الأممية أن أبوظبي ستحتضن احتفالات اليونسكو بـ”اليوم العالمي لموسيقى الجاز” في 30 أبريل 2025، موضحة أن هذه المناسبة ستشهد برامج ثقافية وفنية واسعة النطاق، تشمل معارض وورش عمل ودروسا متخصصة بمشاركة طلاب من المدارس والجامعات الإماراتية.

وقالت: “سبق هذا الاحتفال تنظيم قمة ثقافية بحضور وزراء ثقافة من جميع أنحاء العالم، في خطوة تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والحوار بين الشعوب من خلال الموسيقى والفنون”.

وختمت أودري أزولاي حديثها بالتأكيد على أن الشراكة بين اليونسكو والإمارات ستتواصل في الأعوام المقبلة، مشيرة إلى أن القيادة الإماراتية تدرك أهمية الثقافة كوسيلة لتعزيز السلام والتنمية المستدامة.

وأكدت أن مشاريع مثل “إحياء روح الموصل” و”اليوم العالمي للجاز” تثبت أن التعاون الثقافي بين الإمارات واليونسكو يمكن أن يكون أداة قوية لبناء مستقبل أكثر إشراقاً في العالم.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

«١٠ دلالات» لفوز خالد العناني بمنصب مدير عام اليونسكو

فوز الدكتور خالد العناني بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو كأول مصري-عربي يتولى هذا المنصب، يمثل حدثًا تاريخيًا يتجاوز البعد الفردي إلى الرمزية الحضارية، تتويج لمسار ثقافي مصري طويل في خدمة التراث الإنساني، وإشارة إلى أن العالم يعيد الاعتراف بدور مصر والعرب كمصدر إشعاع معرفي وإنساني، لا كمجرد متلقٍ لثقافة الآخرين.

يأتي هذا الفوز في لحظة دولية دقيقة، تتقاطع فيها الأزمات الثقافية والتعليمية مع التوتر السياسي والتكنولوجي، لذلك، فإن اختيار شخصية وازنة ذات خلفية أثرية وسياحية، يؤكد أن حماية التراث والهوية من شروط التنمية والاستقرار وبناء المستقبل المشترك بين الشعوب.

هذا الانتصار الدبلوماسي لمصر والعالم العربي يؤكد قدرة المنطقة على المنافسة في مؤسسات القرار الدولي، بعد عقود من التمثيل المحدود، كما أنه ثمرة تحرك عربي إفريقي منسق دعم المرشح المصري، في إشارة إلى أن الكتلة الجنوبية بدأت تستعيد ثقتها بنفسها وتسعى إلى تصحيح اختلال التوازن في النظام الدولي.

شخصية العناني تضيف بُعدًا خاصًا لهذا الحدث، بحكم خبراته المتراكمة، ما يجعله قريبًا من ركائز رسالة اليونسكو، كما أن خبرته التنفيذية كوزير سابق للسياحة والآثار تمنحه قدرة على الربط بين التراث والتنمية المستدامة، وبين الأصالة والحداثة، وهي معادلة تحتاجها المنظمة في هذه المرحلة.

خالد العناني

تواجه اليونسكو منذ سنوات تحديات تمويلية وسياسية معقدة، بعد انسحاب بعض الدول وتقليص المساهمات، ويُنتظر من العناني أن يطرح رؤية جديدة لإدارة الموارد وتنويع مصادر التمويل، بما يضمن استقلال القرار الثقافي عن الضغوط السياسية، ويحافظ على حيادية المنظمة كمظلة دولية لحماية التعليم والعلوم والثقافة.

سيكون من أهم مهامه أيضًا إعادة تعريف أولويات المنظمة لتواكب التحولات الكبرى: الذكاء الاصطناعي، التحول الرقمي، التغير المناخي، وتحديات الهوية في عصر العولمة. فاليونسكو لم تعد فقط حارسة للآثار أو المناهج التعليمية، بل لاعبًا محوريًا في صياغة أخلاقيات التكنولوجيا وحماية الذاكرة الإنسانية من التزييف والنسيان.

من المتوقع أن يمنح فوز العناني دفعة قوية للمشروعات الثقافية في الشرق الأوسط وإفريقيا، خاصة في مجالات التعليم الأساسي وحماية التراث في مناطق النزاع، كما قد يفتح الباب أمام تعاون أعمق بين الدول العربية في مجال الثقافة الرقمية، وتوثيق التراث غير المادي، بما يعيد للمنطقة حضورها الإيجابي في المنصات الأممية.

على المستوى الرمزي، يعيد هذا الحدث الاعتبار لفكرة «العالمية من بوابة المحلية»، فاختيار شخصية مصرية لتقود مؤسسة أممية يعني أن الهوية الوطنية لا تتناقض مع الانفتاح الكوني، بل تشكّل رافعة له. إنها لحظة تأكيد أن الثقافة العربية قادرة على تقديم رؤية إنسانية جامعة، تتجاوز الصور النمطية والخطابات المتوترة.

لكن النجاح في هذه المهمة لن يكون سهلاً، فالعناني سيواجه شبكة مصالح متشابكة داخل المنظمة وخارجها، وضغوطًا من القوى الكبرى التي ترى في اليونسكو ساحة نفوذ ناعمة. التحدي الحقيقي سيكون الحفاظ على التوازن بين الاستقلال المؤسسي ومتطلبات التعاون الدولي، دون الانزلاق إلى منطق الاصطفاف السياسي أو الإملاء المالي.

من وجهة نظري، فوز خالد العناني، بهذا المنصب المهم، محطة مفصلية في علاقة العرب بالمؤسسات الدولية، اختبار لقدرتنا على الانتقال من موقع المتفرج إلى صانع القرار، ومن الدفاع عن التراث إلى صياغة مستقبل الثقافة والمعرفة، وقد يكون نجاحه بداية لعصر جديد، تُسمع فيه اللغة العربية في قلب القرارات الأممية.

مقالات مشابهة

  • اليونسكو تشيد بجهود مصر في رفع دير مارمينا من قائمة التراث المعرّض للخطر
  • محافظ الإسكندرية يبحث مع مديرة اليونسكو بالقاهرة تعزيز التعاون المشترك
  • كسر مفاجئ في الخط الرئيسي يوقف ضخ المياه
  • خالد العناني: سأجعل اليونسكو بيتا يعبّر عن قيم مختلف الشعوب
  • رئيس حماية المستهلك: فوز العناني بمنصب مدير عام اليونسكو لحظة تاريخية
  • محافظ أسوان مهنئا العناني: اليونسكو سطّرت ملحمة إنقاذ آثار أسوان
  • محافظ أسوان يهنئ الدكتور خالد العناني لفوزه بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو
  • «١٠ دلالات» لفوز خالد العناني بمنصب مدير عام اليونسكو
  • اليونسكو تختار مديرها الجديد.. والعناني الأوفر حظاً لخلافة أودري أزولاي
  • المندوبية الليبية لدى اليونسكو: لم نُقصّر في حماية التراث الليبي