أوروبا تهدد: رسوم ترامب لن تمر دون رد
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
توعد الاتحاد الأوروبي بالرد على الرسوم الجمركية بنسبة 25% التي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها على واردات الصلب والألمنيوم، مما يزيد من احتمالية نشوب نزاع تجاري مع أحد أقرب حلفاء واشنطن.
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في بيان صدر يوم الثلاثاء: "أشعر بأسف عميق لقرار الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية على صادرات الصلب والألمنيوم الأوروبية.
تأتي هذه الرسوم الجديدة بعد اتهامات ترمب المتكررة للاتحاد الأوروبي بمعاملة الولايات المتحدة "بشكل غير عادل للغاية"، حيث يشير غالباً إلى الفائض التجاري للاتحاد مع أميركا كمبرر لاتخاذ إجراءات عقابية.
أوروبا تتوعد ترمب
ذكرت وكالة بلومبرغ في وقت سابق أن الاتحاد الأوروبي أعد قوائم متعددة للسلع الأميركية التي قد تخضع لرسوم انتقامية في حال مُضِي ترمب قدماً في فرض هذه الرسوم، مع نماذج مختلفة تستند إلى طبيعة الإجراء الأميركي الأولي.
وفي خطاب ألقاه يوم الثلاثاء، قال المستشار الألماني أولاف شولتز: "إذا لم تترك لنا الولايات المتحدة خياراً آخر، فسيكون رد الاتحاد الأوروبي موحداً. نحن أكبر سوق في العالم بـ450 مليون مواطن، ولدينا القوة اللازمة للرد".
وبالنسبة للاتحاد الأوروبي، فإن المعركة بشأن الرسوم الأميركية على المعادن بدأت في عام 2018 خلال الولاية الأولى لترمب، عندما فرضت الولايات المتحدة رسوماً على صادرات الصلب والألمنيوم الأوروبية بقيمة تقارب 7 مليارات دولار، مبررة ذلك بمخاوف تتعلق بالأمن القومي. آنذاك، سخر المسؤولون في بروكسل من فكرة أن الاتحاد الأوروبي قد يشكل تهديداً أمنياً لأميركا.
استهداف الشركات الأميركية
ورد التكتل المكون من 27 دولة بفرض رسوم انتقامية على شركات أميركية ذات أهمية سياسية، مثل "هارلي-ديفيدسون" (Harley-Davidson) للدراجات النارية و"ليفي شتراوس آند كو" (Levi Strauss & Co) للملابس.
وفي عام 2021، اتفقت واشنطن وبروكسل على هدنة مؤقتة، حيث ألغت الولايات المتحدة بعض رسومها واستبدلتها بحصص جمركية تُطبق فوق مستويات معينة، بينما جمّد الاتحاد الأوروبي جميع تدابيره الانتقامية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية المفوضية الأوروبية ترمب الصلب والألمنيوم المزيد الاتحاد الأوروبی الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة ستكون الخاسر الأكبر من الانتصارات التجارية الأخيرة
يرى موقع "بلومبيرغ" أن الاتفاقات التجارية الأخيرة التي أبرمتها إدارة البيت الأبيض مع الاتحاد الأوروبي واليابان قد تأتي بنتائج عكسية وتصبح الولايات المتحدة الخاسر الأكبر من سياسة الرسوم الجمركية.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، إن البيت الأبيض يتفاخر باتفاقه التجاري الجديد مع الاتحاد الأوروبي، بعد اتفاق مماثل مع اليابان، باعتباره انتصارًا كبيرا.
الخاسر الأكبر
ويفرض الاتفاقان رسومًا جمركية بنسبة 15 بالمائة على معظم الصادرات إلى الولايات المتحدة، إلى جانب شروط أخرى، ما يبدو وكأنه خطوة لإنهاء خطر الحرب التجارية المفتوحة وتجديد التأكيد على هيمنة الولايات المتحدة، وهو ما تفاعلت معه الأسواق المالية بشكل إيجابي.
لكن الموقع يعتبر أنه لا يوجد ما يستحق الإشادة، لأن الاتفاقين يشكلان خسارة لجميع الأطراف، وأفضل ما يمكن أن يتحقق هو أن تنتقل الإدارة الأمريكية إلى أولويات أخرى قبل أن تتسبب في مزيد من الأضرار.
من الناحية الاقتصادية البحتة، فإن الادعاء بأن الولايات المتحدة خرجت منتصرة من الاتفاقين هو ادعاء باطل، وفقا للموقع. فالرسوم الجمركية ما هي إلا ضرائب، وسرعان ما سيدفع المستهلكون الأمريكيون معظم الزيادة في التكاليف، إن لم يكن كلها.
ولا تكمن المشكلة فقط في أن الواردات ستصبح أكثر تكلفة، بل إن المنتجين الأمريكيين للسلع المنافسة سيتعرضون لضغط أقل من حيث المنافسة والابتكار، مما سيدفعهم أيضًا لرفع الأسعار. وبمرور الوقت، ستؤدي هذه العوامل إلى تراجع مستوى المعيشة في الولايات المتحدة، وسيكون الخاسر الأكبر من الرسوم الجمركية هو غالبًا البلد الذي فرضها.
تصاعد التوترات
يرى البعض أنه يمكن التعامل مع تكاليف الرسوم على المدى الطويل، طالما أن الاتفاقيات تضع حدًا للنزاعات التجارية.
وقد شددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، التي أبرمت الاتفاق مع الولايات المتحدة نهاية الأسبوع، على هذه النقطة لتبرير خضوع الاتحاد الأوروبي للمطالب الأمريكية، مؤكدة أن الاتفاق وسيلة لاستعادة الاستقرار والتوقعات الواضحة للمستهلكين والمنتجين على حد سواء.
وأشار الموقع إلى أن كلا الاتفاقين، شأنهما شأن الصفقة التي أُبرمت سابقا مع المملكة المتحدة، يُنظر إليهما على أنهما اتفاقيات إطارية أكثر من كونهما صفقات نهائية.
وتنص الاتفاقية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على منح بعض السلع الأوروبية إعفاء من الرسوم الجمركية في السوق الأمريكية، لكنها لم تحدد بعد ما هي هذه السلع.
وحسب الموقع، يشعر المواطنون في أوروبا واليابان بأن حكوماتهم قد استسلمت أمام الضغوط الأمريكية، مما يزيد احتمالات عدم الاستقرار وتصاعد موجات المعارضة السياسية.
وأضاف الموقع أنه حتى في حال إبرام هذه الاتفاقيات، ستظل هناك نزاعات قائمة لا تقتصر على التجارة فقط، وقد تواصل واشنطن استخدام الرسوم العقابية أو التهديدات الأمنية كأدوات ضغط، بما يعني أن الاستقرار الذي تتحدث عنه فون دير لاين سيكون وهميا.
وختم الموقع محذرا من أن شعور الإدارة الأمريكية بأن الاتفاقات التجارية الأخيرة دليل على قدرتها على فرض كلمتها بدلًا من بناء شراكات حقيقية، يهدد بتصاعد التوتر عالميا وقد يؤدي في نهاية المطاف إلى فشل الاستراتيجية الحالية.