يحيى عطية الله يخوض مرحلة جديدة من التأهيل في الأهلي
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بدأ يحيى عطية الله، لاعب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، مرحلة جديدة من التأهيل والعلاج الطبيعي، على هامش المران الذي أقيم اليوم بملعب مختار التتش بمقر الجزيرة.
ارتدى عطية الله قناعا طبيا، وخاض تدريبات بدنية في الملعب والجيم، ضمن برنامج العلاج الذي وضعه الجهاز الطبي لتجهيزه للعودة إلى التدريبات الجماعية خلال الفترة المقبلة.
وكان عطية الله، قد تعرض للإصابة بكسر مضاعف في عظام الوجه، وخضع لجراحة ناجحة، بعد مشاركته مع الأهلي أمام سموحة، في المباراة التي أقيمت على استاد القاهرة، ضمن الجولة الخامسة لبطولة الدوري الممتاز.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: يحيى عطية الله الأهلى مختار التتش الجزيرة عطية الله عطیة الله
إقرأ أيضاً:
رحلة العقل والروح.. المفكر الذي تحدى الظنون واكتشف الإسلام (2 من 3)
في هذا الجزء الثاني من سيرة المفكر الإسلامي عبد الكريم جرمانوس، التي تنشرها صحيفة "عربي21" للكاتب والباحث المصري جمال سلطان بالتزامن مع نشرها على صفحته الرسمية على فيسبوك، نتابع رحلة رجلٍ استُبعد من الأزهر ظلماً، متهمًا بالجاسوسية، لكنه صمد أمام محنته، واستثمر علاقاته الشخصية والتربوية لتعميق دراسته وإثراء تجربته الفكرية والدينية.
يعكس النص تجربة جرمانوس الفريدة في مصر والحجاز، حيث الجمع بين التحصيل العلمي الصارم في اللغة العربية وآدابها، وبين التأمل الروحي والتفاعل الإنساني العميق، سواء مع رفقاء الدراسة الفقراء أو مع مجتمعات المسلمين في القاهرة والمدينة ومكة. كما يسلط الضوء على إيمانه العميق بالحضارة الإسلامية وحماية اللغة العربية، ورفضه لمحاولات التغريب أو التخفيف من قيم الأمة.
في هذا الجزء، يستعرض سلطان طرائف ومواقف شخصية تكشف عن أخلاق جرمانوس، من مروءته مع زملائه في الدراسة إلى تقديره للمعاني الروحية في الحج، وهو يمزج بين الرواية التاريخية، والسيرة الذاتية، والتأمل الفكري، ليقدم صورة متكاملة عن رجلٍ جمع بين العلم، والتدين، والإنسانية، والوفاء للتراث الحضاري.
طرائف لها معنى
بعد إبعاده من الأزهر على خلفية اتهامه ـ ظلمًا ـ بالجاسوسية، اتجه "عبد الكريم جرمانوس" إلى الاعتماد على علاقاته الشخصية لاستكمال دراسة اللغة العربية وآدابها، فتواصل مع عدد من العلماء للدراسة على أيديهم خارج الأزهر مثل الشيخ محمد عبد اللطيف دراز، والشيخ علي الزنكلوني، الذين أحاطوه برعايتهم، وأخلصوا له الدعم وتسهيل الدراسة.
ومن طرائف ما يحكيه "جرمانوس" أن نسخة الكتاب الذي كان يدرس منه كانت رديئة وقديمة وحروفها باهتة والقراءة فيها صعبة، وكان له زميل أزهري مصري فقير يدرس معه ويشاركه منهج التعليم ومقرراته، ففوجئ بهذا الطالب الفقير يؤثره على نفسه، ويعطيه نسخته من الكتاب وكانت نسخة جيدة وجديدة وواضحة للقراءة وأخذ النسخة القديمة باعتبار أنه عربي الأصل واللغة فيسهل عليه القراءة فيها، فحمل له "جرمانوس" هذا الجميل، وكان قد لاحظ أن هذا الأزهري الفقير ينتعل حذاء مهترئا قديما مثيرا لشفقة من يراه، فاستغلها فرصة أثناء خروجهم من الصلاة في أحد المساجد ومنحه حذاءه الفاخر الجديد وأخذ الحذاء المهترئ فانتعله، فرفض صاحبه المصري ذلك، وتبادلوا الجدل والعزيمة والرفض والقبول، فأراد أن يفرض عليه الأمر الواقع فلبس النعل المهترئ وانطلق مسرعا بعيدا عن المسجد تاركا صاحبه المصري مرغما على انتعال الحذاء الجديد الفاخر، فلما ركب الترام رآه الناس فاستغربوا من هذا "الأوربي" الذي ينتعل حذاء قديما مهترئا، وراحوا يتغامزون، وكان معه في الترام الأديب إبراهيم عبد القادر المازني، فسأله: ماذا بك يا أستاذ عبد الكريم؟ فراح يقص عليه الحكاية بلغته العربية الفصحى التي يلتزم بها، وسمعها الركاب في الترام فراحوا يكبرون وأقبلوا عليه مثنين على فعله ومروءته.
ما إن غشيت غرفتي بمكة، واستلقيت على البساط حتى أغمضت عيني، واستولى عليّ النعاس فتخيلت الرسول الكريم وقد بدا أمامي في شكل نوراني، وكأنه ينشر كلمة الله فيضيء بها العالم داعياً إلى الحق، ورأيت الخلفاء الأربعة يتوسطون حلقات من الناس، ويسودون العالم بالحكمة والمحبة، لا بالعنف والشدة، ثم تخيلت هارون الرشيد، وهو يجول أثناء الليل في شوارع بغداد، ويجوس خلال أزقتها، فيكافئ الأتقياء، وينزل العقوبة بالمجرمين، وانبسطت أمامي بلاد الأندلس الزاهرة، وقد سادها حكم العرب فنشروا بين ربوعها العلم والحكمة والفقه والفلك، حتى أصبحت هذه العلوم كشجرة مباركة فرعها في السماء ؛ ولا يظن أحد أن ما شاهدته كان من قبيل الرؤيا أو أضغاث الأحلام، بل هي أشباح خالدة تطوف بذهن كل مسلم صادق الإيمان" .كانت متعة عبد الكريم جرمانوس أثناء إقامته في مصر تتلخص في تجواله ليلا في القاهرة المملوكية، في الأزهر وحي الحسين، يقول صديقه ورفيق دربه محمود تيمور: "كانت أوقاته المفضلة هي التي يؤم فيها بيوت الله ، يعد ذلك أزكى رياضة نفسية له، يجول في حي الحسين ليلا، يستروح منه الصفاء والهدوء، ويتنسم فيه روح الإيمان، ويظل في تطوافه ملتحفاً بعباءته العربية الفضفاضة، حتى إذا تعالى صوت المؤذن للفجر، داعياً للصلاة في السحر، وقف متخشعاً يترشف بأذن عاشق ولهان ذلك الأذان الحلو النغم، فيسري في جسده سريان رحيق علوي من روضات الجنان".
كان "جرمانوس" يلاحظ مشاهد التخلف الذي يعيش فيه المجتمع المصري، ويشعر بالأسى والحزن من ذلك، لكنه كان يرى أن هذا التخلف الذي يعيشه العالم الإسلامي سببه المباشر والأهم هو الاستعمار الغربي، يقول : "أما الواقع المؤلم لبلاد الإسلام اليوم فمصدره هو الحضارة الأوروبية وحدها، لأنها حاربت هذه الشعوب الآمنة بالحديد والنار مستعمرة ربوعها، ومدعية أنها تحمل رسالة التقدم والازدهار".
وقد عتب "عبد الكريم جرمانوس" على المصريين في ذلك الوقت ميلهم إلى التغريب، وتقليد الغرب في الثياب والمأكل والمشرب وكثير من الآداب والسلوكيات، ودعاهم إلى الاعتصام بقيمهم وتقاليدهم التي تشكل شخصيتهم الإسلامية المميزة، كما رفض الدعوات التي أطلقها بعض المفكرين المصريين في ذلك الوقت، من المهزومين حضاريا، لاستخدام اللهجة العامية في الكتابة بدل العربية الفصحى بدعوى تسهيل اللغة، ندد بتلك الدعوة بشدة، واعتبرها هزيمة حضارية، وامتدادا لخبث المستشرقين.
يقول لصديقه محمود تيمور: "إننا لا نلوم أعداء العربية إذا حاربوها استجابة إلى أضغانهم الحاقدة، ولكننا نلوم العرب أنفسهم لأنهم يهجرونها في أحاديثهم العامة والخاصة"، وناقش أدلة أنصار هذه الدعوى مناقشة علمية وتاريخية ولغوية مبهرة، وحكى أن أديبا عراقيا أهداه رواية كتب حواراتها باللهجة العامية، فاستعصى عليه فهمها، فاستدعى أديبا مصريا ليشرحها فاستعصى على الأديب المصري فهمها، فاستعان بالسفير العراقي وكان من منطقة عراقية مختلفة عن تلك التي يقطنها المؤلف فاستعصى عليه فهم كثير منها، وهو يحكي تلك الواقعة ليؤكد على أن الهدف الخبيث من الدعوة لاستبدال العامية بالفصحى هو تمزيق هذه الأمة بحيث لا يفهم بعضهم لغة بعض، كما يستعصي عليهم بعد ذلك قراءة القرآن وفهم معانيه، ومع الأسف كان يقود تلك الدعوة إلى استخدام العامية أسماء كبيرة ومؤثرة منها أحمد لطفي السيد الذي كان يرأس الجامعة المصرية، وعبد العزيز باشا فهمي وسلامة موسى وآخرون، والمدهش أنه أثر كثيرا في صديقه الأديب الكبير محمود تيمور، الذي كان يكتب حوارات قصصه أحيانا باللهجة العامية، لدرجة أنه انصرف تماما بعد ذلك عن استخدام العامية في رواياته.
رغب عبد الكريم في تحقيق حلمه بالحج إلى بيت الله الحرام، فركب السفينة إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة ثم المدينة ثم ذهب إلى الرياض وسط نجد بعد انتهاء الحج، وهو يحكي وقائع تلك الرحلة بتبتل شديد في كتابه "الله أكبر"، بمشاعر فياضة، ورقة متناهية، وتفاصيل دقيقة عن الأماكن ومن صحبهم من حجاج من أجناس مختلفة، جمعهم الشوق إلى حج البيت الحرام وزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم، تحدث حتى عن الناقة التي ركبها أثناء تجواله، حيث لم تكن السيارات قد انتشرت على نطاق واسع، وسجل مشاعره في حنوه وشفقته على الناقة ونظرات الشكر التي رآها في نظرتها إليه، وكيف نظرت إليه نظرة عتاب عندما أعادها إلى البدوي الذي تعامل مع الناقة بخشونة وقسوة، وكتب تأملات تفيض حبا لحضارة الإسلام وتاريخه المهيب بصورة مدهشة، فمن ذلك ما كتبه عندما حط رحاله في "أم القرى" مكة المكرمة.
يقول: "وما إن غشيت غرفتي بمكة، واستلقيت على البساط حتى أغمضت عيني، واستولى عليّ النعاس فتخيلت الرسول الكريم وقد بدا أمامي في شكل نوراني، وكأنه ينشر كلمة الله فيضيء بها العالم داعياً إلى الحق، ورأيت الخلفاء الأربعة يتوسطون حلقات من الناس، ويسودون العالم بالحكمة والمحبة، لا بالعنف والشدة، ثم تخيلت هارون الرشيد، وهو يجول أثناء الليل في شوارع بغداد، ويجوس خلال أزقتها، فيكافئ الأتقياء، وينزل العقوبة بالمجرمين، وانبسطت أمامي بلاد الأندلس الزاهرة، وقد سادها حكم العرب فنشروا بين ربوعها العلم والحكمة والفقه والفلك، حتى أصبحت هذه العلوم كشجرة مباركة فرعها في السماء ؛ ولا يظن أحد أن ما شاهدته كان من قبيل الرؤيا أو أضغاث الأحلام، بل هي أشباح خالدة تطوف بذهن كل مسلم صادق الإيمان" .
والمؤسف أن نسخ هذا الكتاب المهم الذي سجل فيه قصة إسلامه وحجه وبعض مشاهده في مصر، شبه مختفية اليوم، وأتمنى أن تقوم جهة رسمية في مصر أو السعودية بإعادة طبعه، ونشره بالعربية والإنجليزية، لأنه ذو أهمية في سيرة هذا الرجل العظيم، كما أن هذا الكتاب ترجم إلى لغات أوربية كثيرة، وكان له أصداء كبيرة هناك وقتها.
الشيء الوحيد الذي كان ينغص عليه عيشه، ويؤلمه، هو أن زوجته التي يحبها ويحترمها كثيرا، ما زالت باقية على ديانتها الأولى، المسيحية، وكان يبتهل إلى الله دائما أن يهديها إلى الإسلام، حتى وقعت له المفاجأة التي غمرته بالسعادة.
ونستكمل الحديث في الحلقة المقبلة بإذن الله..
إقرأ أيضا: رحلة العقل والروح.. المفكر الذي تحدى الظنون واكتشف الإسلام (1 من 3)