الجزيرة:
2025-07-31@21:04:16 GMT

كيف تفاعلت أوروبا مع تهديدات ترامب بشأن غزة؟

تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT

كيف تفاعلت أوروبا مع تهديدات ترامب بشأن غزة؟

باريس- أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول قطاع غزة جدلا عالميا، في حين لم يقدم الزعماء الأوروبيون، غداة التصريح، ردود أفعال بشأن اقتراحه "المشكوك فيه" لحل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

وكان ترامب قد قال إن الولايات المتحدة "ستسيطر على قطاع غزة"، وإنه يرغب في تحويل المنطقة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، خلال مؤتمر صحفي عقده الأسبوع الماضي إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصف الفكرة بـ"الإبداعية" و"الثورية".

وبعد تهديدات الرئيس الأميركي بغزو غرينلاند التابعة للدانمارك والاستيلاء على قناة بنما، يبدو أن احتمالات نجاح ترامب في تنفيذ خطته ضئيلة، لكنها تترك تساؤلات بشأن مدى صلابة الموقف الأوروبي أمام سياسته في الشرق الأوسط وما إذا كان لفكرته أي مكانة قانونية دولية.

انتهاك لاتفاقيات جنيف.. خبراء في القانون الدولي وصفوا خطة ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه بأنها "جريمة حرب"، وقد يلاحق بسببها المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون
للمزيد: https://t.co/7MVlZ2eqxd pic.twitter.com/BJXZWjpr11

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) February 12, 2025

إعلان صمت أوروبي

وفي إسبانيا، لم يلق تصريح دونالد ترامب استحسانا؛ إذ أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن حكومته تشدد على ضرورة إبقاء غزة للفلسطينيين وجزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي اعترفت بها بلاده.

وإلى جانب النرويج وأيرلندا، انضمت إسبانيا العام الماضي إلى 146 دولة عضو في الأمم المتحدة التي تعترف بالدولة الفلسطينية وتعهدت بمواصلة إرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

وعلى ضوء ذلك، أشارت العضو في البرلمان الأوروبي عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الإسباني هناء جلول إلى موقف الرئيس الإسباني بيدرو سانشيز الثابت بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، بالقول: "لم يكن ذلك سهلا إذ لم يشاركه في ذلك سوى دولتين في أوروبا، وهو ما أعتبره خطوة جيدة تحافظ من خلالها مدريد على روابطها مع الجنوب العالمي".

ووصفت جلول -في حديثها للجزيرة نت- الموقف الأوروبي بـ"الصامت والضعيف"، موضحة: "نتساءل بقوة داخل البرلمان الأوروبي عن الإستراتيجية المتبعة في التعامل مع الشرق الأوسط ولماذا لا تقدم الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كايا كالاس تفسيرا بشأن الديمقراطية في سوريا أو الحكومة الجديدة في لبنان أو وقف إطلاق النار في غزة الذي نأمل أن يستمر".

كما أكدت نائبة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي أنه مع تغير الأوضاع في الشرق الأوسط، هناك حاجة إلى قيادة الاتحاد وتوضيح إستراتيجيته في المنطقة.

وفي سياق متصل، أكد البروفيسور في المعهد العالي للدراسات الدولية والتنموية في جنيف ريكاردو بوكو عدم وجود أي جبهة مشتركة للاتحاد الأوروبي "هناك جبهة مشتركة داخل التحالف العالمي حيث لا يتفاعل الأوروبيون كثيرا، وتتمثل الجهات التي تتفاعل في وكالات الأمم المتحدة أو منظمات المجتمع المدني المهتمة بإيصال المساعدات الإنسانية".

إعلان

وفي حديثه للجزيرة نت، يعتبر بوكو أن الاتحاد يستمر في إلقاء الكلمات الفارغة ولا يريد أعضاؤه اتخاذ أي إجراء محدد ضد إسرائيل، بينما يقفون في صفوف الانتظار والترقب ويغلب عليهم الضعف والتواطؤ عندما يتعلق الأمر بتصريحات ترامب.

انتهاك للقانون

ويأتي هذا الغياب الأوروبي عن الجدل الحالي بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة في وقت تستضيف فيه القارة أهم المحاكم الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وعلى رأسها الجنائية الدولية والعدل الدولية.

وفي هذا الإطار، يعتبر داغ هيربورنسرود، الكاتب الصحفي ومؤسس مركز تاريخ الأفكار العالمي في أوسلو، أن التهجير لا يزال مستمرا منذ أن هُجر أكثر من 800 ألف فلسطيني خلال النكبة عام 1948. وبالتالي، لا يستبعد قيام ترامب/نتنياهو بتهجير الفلسطينيين من غزة في المستقبل القريب، "أو قد يحاولون تحقيق ذلك على الأقل، اعتمادا على تطور الوضع على الأرض".

وفي ظل الانقسام الأوروبي الواضح، يرى هيربورنسرود -في حديث للجزيرة نت- أن هذا الوضع قد يعتمد على الانتخابات الفدرالية الألمانية، المقررة في 23 فبراير/شباط الحالي، وعلى ما يحدث مع الحرب في أوكرانيا وأنظمة المساعدات في العالم أثناء وبعد عمليات التدقيق الجارية في الولايات المتحدة.

ويصنف نظام روما الأساسي -الذي أنشأته المحكمة الجنائية الدولية- عمليات التهجير القسري للسكان كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وهو أمر محظور بموجب عدد من أحكام اتفاقيات جنيف، والتي صادقت عليها الولايات المتحدة الأميركية.

ويربط المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ريكاردو بوكو بين أهداف ترامب وانتهاك القانون الدولي، قائلا: "من الأمور المثيرة للاهتمام أن الحق ضد التهجير في القانون الدولي -الذي تم إنشاؤه عام 1945 نظرا لما عاناه السكان اليهود في أوروبا حيث أجبروا على ترك ممتلكاتهم وأراضيهم- هو نفسه ينتهكه الإسرائيليون ضد الفلسطينيين".

إعلان

ويعتبر المتحدث أن الأوروبيين يستمرون أيضا في عدم احترام القانون الدولي لأنهم غير قادرين على مواجهة واشنطن أو الضغط على إسرائيل، بسبب الانقسامات فيما بينهم. ويضيف أن النظام الدولي كان قائما على القانون الدولي منذ 60 عاما، لكن أميركا وأميركا الشمالية وأوروبا يسمحون لهذا النظام الدولي بالانهيار، و"قد بدأ ينهار فعليا".

وهو ما يتوافق مع تصريحات هناء جلول التي أكدت على عدم أحقية ترامب في اتخاذ القرار بشأن مصير الفلسطينيين: "سيشكل ذلك تهجيرا قسريا، وهو بمثابة جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي، وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، المادة 49، ونحن من الموقعين على نظام روما للجنائية الدولية".

#ماكرون لسي إن إن عن مقترح #ترمب بشأن #غزة: لا يمكنك أن تقول لمليوني شخص ستنتقلون الآن، وأي مقاربة لإعادة إعمار غزة لا تعني عدم احترام الناس أو البلدان#حرب_غزة pic.twitter.com/9pesPc3aOT

— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 12, 2025

ترامب والفوضى

وقد جددت فرنسا معارضتها لمقترحات الرئيس الأميركي حيث وصفت وزارة خارجيتها في بيان صحفي أي تهجير قسري بأنه "انتهاك خطير للقانون الدولي"، محذرة من أن مثل هذه الإجراءات قد تقوض الحل القائم على التعايش بين الدولتين وتزعزع الاستقرار بالنسبة للحلفاء الإقليميين المقربين، مثل مصر والأردن.

وفي الوقت الذي أبدى فيه ترامب تأييده لضم إسرائيل الضفة الغربية، دعا ملك الأردن عبد الله الثاني إلى انتظار خطة عربية من الجانب المصري بشأن قطاع غزة، خلال لقائهما بالبيت الأبيض مساء الثلاثاء.

وتعليقا على ذلك، يرى البروفيسور بوكو أن الرئيس الأميركي يسمح للإسرائيليين بمواصلة الإبادة وفرض قاعدة تهجير الفلسطينيين في أعقاب إعلانه ضرورة إخلاء غزة من الفلسطينيين ومحاولته إجبار الأردن ومصر على استقبال اللاجئين الذين لن يكون لهم الحق في العودة.

إعلان

وبخصوص التحليلات التي تربط الترحيل القسري مع غاز قطاع غزة، أوضح المتحدث أن حقوق الغاز يتم استغلالها فعليا من قبل شركة بريطانية أميركية. وفي الوقت الراهن، لا يعتقد بوكو أن ترامب سيطرح أي خطة بشأن الغاز، وغير مستبعد تفكيره في ذلك لاحقا.

بدورها، قالت النائبة الأوروبية هناء جلول "قدمنا ​​ بيانا إلى إسبانيا وأبدت عدة دول عربية، بمن فيها المملكة العربية السعودية ومصر والأردن، رأيها حول فكرة حل الدولتين وتطبيق حدود عام 1967، ونأمل أن نتمكن من مواجهة ترامب كما يجب لأن من شأن ذلك إثارة موجة من السخط والإحباط وإطالة أمد الحرب في المستقبل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الرئیس الأمیرکی القانون الدولی الشرق الأوسط قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تداول عقود النفط عند 69 دولارًا للبرميل بالتزامن مع تهديدات ترامب لمشترين الخام الروسي

تتداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط فوق 69 دولارًا للبرميل يوم الأربعاء، مستقرة عند أعلى مستوى لها في خمسة أسابيع، مدعومةً بمخاوف بشأن الإمدادات بعد أن ضغط الرئيس دونالد ترامب على روسيا بتقليص الجدول الزمني لإنهاء الصراع في أوكرانيا.

ومنح «ترامب» «موسكو» مهلة عشرة أيام لاقتراح حل مناسب وإلا ستواجه عواقب، بما في ذلك فرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100% على الدول التي تواصل التعامل مع روسيا.

ستحدث مثل هذه الإجراءات اضطرابًا كبيرًا في سوق النفط، حيث قد يُقلص الشركاء التجاريون الرئيسيون للولايات المتحدة - وهم المشترون الرئيسيون للخام الروسي - مشترياتهم أو يُوقفونها في ظل تزايد مخاطر الامتثال.

ومما زاد من الضغط الصعودي، أن اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على الرغم من فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم سلع الاتحاد الأوروبي، قد حالت دون نشوب حرب تجارية أوسع نطاقًا كان من شأنها أن تؤثر على ثلث التجارة العالمية وتُضعف الطلب على الوقود.

وعلى الجانب السلبي، واجهت الأسعار بعض الضغوط بعد أن كشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن زيادة مفاجئة في مخزونات الخام الأمريكية بلغت 7.7 مليون برميل، متحديةً توقعات انخفاضها بمقدار مليوني برميل.

اقرأ أيضاًبنك مصر يحصد جائزتي أفضل بنك في ائتمان الشركات والمسؤولية المجتمعية

صادرات الصناعات الهندسية في مصر تتخطى 3 مليارات دولار «لأول مرة»

هل يبقي البنك الفيدرالي على سعر الفائدة للمرة الخامسة في 2025؟.. خبير يجيب

مقالات مشابهة

  • قلق في أوروبا بسبب مبادرة ترامب للسلام
  • بعد تهديدات ترامب.. أمريكا تعلن التوصل لاتفاقات تجارية مع كمبوديا وتايلاند
  • استقرار أسعار النفط وسط تهديدات ترامب وزيادة مفاجئة في المخزون الأميركي
  • ماكرون يقرّ: صفقة ترامب مع الاتحاد الأوروبي أفقدت أوروبا هيبتها
  • تداول عقود النفط عند 69 دولارًا للبرميل بالتزامن مع تهديدات ترامب لمشترين الخام الروسي
  • تهديدات ترامب تشعل الأسواق… النفط يصمد والذهب يترقب قرار الفيدرالي
  • خامنئي يرد على تهديدات ترامب: مطالبكم ذريعة للحرب
  • إيران تتوعّد بـ«ردّ أقسى» بعد تهديدات ترامب: إذا تكرّر العدوان سنردّ
  • ردا على تهديدات ترامب.. عراقجي: سنرد بحزم على أي هجمات أمريكية أو إسرائيلية
  • ميدفيديف: تهديدات ترمب تدفع نحو حرب بين أميركا وروسيا