تغييرات جينية خطيرة يحدثها التدخين السلبي لدى الأطفال!
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
توصل باحثون إلى أن تفكيك تجمعات خلايا السرطان المنتشرة قد يسهم في الحد من قدرة الأورام على الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وهو ما يعد خطوة مهمة في محاربة المرض.
وتعد ظاهرة الانتقال، أو ما يعرف بالانبثاث، واحدة من أكبر التحديات في علاج السرطان، خاصة في حالات مثل سرطان الثدي الذي يشكل تهديدا كبيرا لحياة المرضى بسبب قدرته على الانتشار إلى أعضاء حيوية، مثل الرئتين والدماغ.
وتلعب الخلايا السرطانية التي تهاجر عبر مجرى الدم دورا رئيسيا في هذا الانتشار، حيث أن تجمع هذه الخلايا معا يزيد من احتمالية تشكيل أورام جديدة في مناطق أخرى بالجسم.
وفي دراسة حديثة، بدأ الباحثون في استكشاف طرق لتقليل هذه التجمعات، ما قد يساعد في الحد من انتشار المرض وزيادة فعالية العلاجات المستخدمة لمكافحة الأورام.
وأظهرت التجارب أن دواء القلب القديم “ديجوكسين” (Digoxin) قد يساعد في وقف انتشار الأورام السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم من خلال تفكيك تجمعات خلايا السرطان. ومع ذلك، فإن البحث في مراحله الأولية، لذا من المبكر تحديد ما إذا كان هذا مفيدا في علاج أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الثدي، الذي يملك القدرة على الانتشار أو التكيس إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ويمكن لخلايا السرطان المهاجرة أن تغزو الأعضاء الحيوية، مثل الدماغ والرئتين، ما يجعل العلاج أكثر صعوبة.
وتركز العلاجات الحالية على قتل خلايا الورم، لكنها ليست مصممة خصيصا لمنع الانتقال إلى الأعضاء الأخرى.
وتعد خلايا السرطان المنتشرة (الخلايا السرطانية التي تنفصل عن الأورام وتدخل مجرى الدم) عنصرا رئيسيا في الانتقال. وهذه الخلايا تكون أكثر عرضة لتشكيل أورام جديدة في أجزاء أخرى من الجسم عندما تتجمع معا، مقارنة بانتقالها منفردة.
وأظهرت التجارب على الفئران أن الأدوية التي تشمل مثبطات Na+/K+ ATPase، مثل ديجوكسين، والتي تعمل على تغيير تدفق الجسيمات المشحونة داخل وخارج الخلايا، قللت من انتشار سرطان الثدي، ما يشير إلى نهج جديد محتمل للحد من الانتقال.
وبناء على أبحاثهم السابقة، أجرت الفرق العلمية من جامعة برمنغهام الآن تجربة سريرية لاختبار ما إذا كان ديجوكسين يمكن أن يقلص تجمعات خلايا السرطان المنتشرة لدى النساء المصابات بسرطان الثدي النقيلي.
ويعتقد الباحثون أن ديجوكسين قد يساعد في المستقبل في تكملة العلاجات الأخرى التي تستهدف الأورام الأولية، أي السرطانات التي لم تنتشر بعد.
ويعرف ديجوكسين بأنه دواء قديم تم استخراجه من نبات القمعية الصوفية أو أصبع العذراء (Digitalis lanata) في عام 1930. ويستخدم لعلاج فشل القلب وعدم انتظام ضربات القلب ويعمل عن طريق حظر مضخات الصوديوم والبوتاسيوم في خلايا القلب، ما يؤدي إلى تقوية انقباضات القلب وتباطؤ معدل ضربات القلب.
ويعتقد الباحثون الآن أنه يمكن الاستفادة من ديجوكسين في علاج السرطان، حيث أنه من خلال تثبيط مضخات الصوديوم والبوتاسيوم في خلايا الورم، يتسبب ديجوكسين في امتصاص الخلايا المزيد من الكالسيوم. وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن ارتفاع مستوى الكالسيوم في الخلايا يمكن أن يعطل تشكيل الروابط القوية بين الخلايا، ما يجعل الخلايا تنفصل عن بعضها بعضا، ويضعف التجمعات الخلوية.
ولاختبار ما إذا كان ديجوكسين يمكن أن يعيق تجمعات خلايا السرطان لدى المرضى من البشر، قاموا بتجنيد تسع نساء مصابات بسرطان الثدي النقيلي. وكان لدى المشاركات على الأقل واحدة من تجمعات خلايا السرطان المنتشرة عند فحصهن.
وخلال الدراسة، تناولت النساء ديجوكسين يوميا لمدة سبعة أيام. ولتتبع خلايا السرطان المنتشرة، جمع الباحثون عينات دم من المشاركات قبل العلاج، وبعد ساعتين من الجرعة الأولى، ثم بعد ثلاثة أيام وسبعة أيام من بدء الدراسة. ووجد الباحثون أن حجم تجمعات خلايا السرطان لدى المشاركات قد انخفض بمعدل 2.2 خلية لكل تجمع بعد العلاج. وكان متوسط التجمعات يحتوي على أربع خلايا قبل العلاج. ولم يتم الإبلاغ عن آثار جانبية خطيرة للعلاج.
ورغم أن التجربة أظهرت نتائج واعدة، إلا أن تأثير العلاج كان محدودا. ومع ذلك، يرى الباحثون أن هذا العلاج يمكن أن يكون جزءا من استراتيجية علاجية مستقبلية بالتوازي مع العلاجات الأخرى الموجهة للأورام الأولية، كما يخططون لتطوير جزيئات جديدة قد تكون أكثر فعالية في تفكيك تجمعات الخلايا المنتشرة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
اعتبارا من تموز المقبل ..فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال
مايو 30, 2025آخر تحديث: مايو 30, 2025
المستقلة/-أعلنت فرنسا حظر التدخين في الأماكن العامة الخارجية التي يتواجد فيها الأطفال، مثل الحدائق والشواطئ والمدارس، بدءًا من 1 تموز/يوليو. تهدف المبادرة إلى حماية صحة الأطفال وبناء جيل خالٍ من التدخين، مع غرامات مالية على المخالفين.
وقالت كاثرين فوترين، وزيرة العمل والصحة والتضامن والأسرة في فرنسا، أن حظر التدخين في الأماكن العامة الخارجية التي يتواجد فيها الأطفال بشكل متكرر سيدخل حيز التنفيذ بدءًا من الثلاثاء الموافق 1 تموز/يوليو.
وأكدت الوزيرة أن “جيلًا خالٍ من التدخين ممكن، ويبدأ الآن”.
وقالت فوترين خلال مقابلة مع صحيفة “أويست-فرانس” نُشرت الخميس: “أينما كان هناك أطفال، يجب أن يختفي التدخين. لذا لا مزيد من السجائر على الشواطئ، وفي المتنزهات العامة والحدائق، والمرافق الرياضية، وملاجئ الحافلات، ومحيط المدارس”. كما سيشمل الحظر المدارس الثانوية أيضًا، بهدف منع التلاميذ من التدخين أمام مدرستهم.
وترى الوزيرة أن حرية التدخين “تنتهي حيث يبدأ حق الأطفال في استنشاق هواء نظيف”، مشيرةً إلى أن مخالفة هذا القانون ستؤدي إلى غرامة من الدرجة الرابعة قيمتها 135 يورو.
وسيتم تحديد نطاق الحظر بدقة عبر مرسوم تنفيذي قادم. وأضافت فوترين: “نحن بصدد العمل على ذلك مع مجلس الدولة، وسنعتمد على المنتخبين المحليين لتطبيقه بشكل عملي”.
مع ذلك، لا يشمل الحظر الحالي شرفات المقاهي والحانات. وقالت الوزيرة: “ولكني لن أتوقف عند أي شيء في المستقبل”
ورغم السماح بالسجائر الإلكترونية في هذه الأماكن حتى الآن، أعربت الوزيرة عن رغبتها في خفض محتوى النيكوتين المسموح به في هذه المنتجات وتقليل عدد النكهات المتاحة، وذلك بحلول نهاية النصف الأول من عام 2026. وأوضحت أنها ستعمل على وضع التفاصيل بعد استشارة خبراء علميين وتقنيين.
إجراء يحظى بدعم شعبي واسع
وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الرامية إلى تقليل الوفيات المرتبطة بالتدخين، والتي تمثل سببًا في وفاة واحدة من كل عشر وفيات في فرنسا، أي ما يقارب 75 ألف حالة وفاة سنويًا، وفق تصريحات الوزيرة.
ويشكل هذا الإجراء جزءًا من البرنامج الوطني لمكافحة التبغ 2023–2027، الذي أطلقه آنذاك وزير الصحة أوريليان روسو في 28 نوفمبر 2023. ويضم البرنامج 26 إجراءً من بينها رفع أسعار التبغ، وإدخال التغليف العادي، وحظر بيع منتجات التبغ الإلكتروني.
وبحسب استطلاع أجرته رابطة مكافحة السرطان، يدعم حوالي 8 من كل 10 مشاركين في الاستطلاع هذا القرار، فيما طالب 83% منهم بتشريع مماثل يشمل السجائر الإلكترونية.
وبهذه الخطوة، تنضم فرنسا إلى دول أخرى مثل إسبانيا، حيث تعمل الحكومة على تشريع جديد يفرض حظرًا صارمًا على التدخين في أماكن أوسع، بما في ذلك شرفات المطاعم والمقاهي والحرم الجامعي والمركبات المستخدمة في العمل والأحداث الرياضية في الهواء الطلق.
المصدر: يورونيوز