13 فبراير، 2025

بغداد/المسلة:

محمد حسن الساعدي

تشير التوقعات الى عدم إمكانية التوصل الى أتفاق بين واشنطن وطهران،وذلك بسبب بسبب طبيعة الخلاف بينهما والذي لايقتصر على الجانب القني بقدر طبيعة الخلاف الايدلوجي للجمهورية الاسلامية وواشنطن، بالاضافة الى الخلاف السيكلوجي بينهما،فقيادة إيران تختلف بالمقايس عن قيادة الولايات المتحدة الامريكية، لذلك تعلن طهران رفضها لاي إمكانية للتوصل الى أتفاق مع أميركا،وهذا ما أكده خطاب السيد الخامنئي الاخير أن المباحثات مع واشنطن تفتقر الى الشرف والمصداقية من جانبها،لذلك لانجد جدوى من هذه المباحثات وما هي الا محاولات لكسب الوقت وشحن الرأي العام ضد إيران ويادة الضغط عليها للقبول بتخليها عن برنامجها النووي والصاروخي،الامر الذي ترفضه طهران بصورة قطعية ولاتقبل أي تقاوض بهذا الشأن،إذا ما علمنا أن إيران باستطاعتها صنع قنبلة نووية ولكنها ملتزمة بقرارات منظمة الطاقة الذرية، ولاتريد أن تكون سبباً في توتر المنطقة وذريعة للتواجد الاجنبي فيها.

طهران ومن خلال تجاربها الطويلة مع واشنطن لاتثق بأي مباحثات معها،وتعتبرها مجرد مضيعة للوقت وسبب في تأخر تطورها العسكري والتكنولوجي،وهذا ما يفسر رفض السيد الخامنئي لاي مفاوضات مع واشنطن وعدم تمكن إدارة بايدن من تطبيع العلاقات مع الجمهورية الاسلامية لان الاخيرة تنظر الى الولايات المتحدة الامريكية على انها دولة عنصرية أمبريالية تستخدم قوتها للسيطرة على مقدرات العالم وشعوبها وسرقة خيراته،لذلك تسعى طهران الى الانفتاح مع العالم العربي والاسلامي ليكون ورقة ضغط على ترامب بعدم تشديد الاجراءات الاقتصادية ضد إيران كما انها تسعى الى التحرك نحو المجتمع الاوربي في امل أن تحييد مواقفها ضد إيران وأقناعها بضرورة تغيير مواقفها المؤيدة لواشنطن،كما ان طهران جادة في ضرورة فتح قنوات الحوار مع المملكة العربية السعودية لما لها من تأييد واضح في السياسة الاقليمية للشرق الاوسط،ويمكنها ان تمارس دوراً أيجابياً في تهدئة الصراع بين واشنطن وطهران.

الجمهورية الاسلامية تسعى ان تكون قوية في كل المحاور التي تتطلب الحوار،وان تبقي الباب مفتوحاُ مع الجميع مع التمسك بحقها بامتلاكها الطاقة النووية السلمية وهذا ما أعلنته أكثر من مرة لذلك سعى ترامب الى الضغط على إيران من أجل إيقاف صادرات النفط التي تقوم بها إيران والتي تهدف بالدرجة الاساس لايقاف صادرات النفط الايراني وإيصالها الى “صفر برميل”،وكذلك فرضها لعقوبات قاسية على الاسطول البحري الايراني من ناقلات النفط والهدف الاساسي من كل تلك العقوبات هو حملة الضغط القصوى لحرمان إيران من الوصول الى الطاقة النووية والى صناعة الصواريخ البالستية او صنع الصواريخ العابرة للقارات.

إيران من جانبها تعتبر أن هذه العقوبات غير مجدية،وأن هذه العقوبات لايمكن أن تجعل إيران ترضخ أو تتخلى عن طموحها في امتلاك الطاقة النووية ولن تفعل ذلك مستقبلاً مهما زادت هذه الضغوط أو أستهدفت إيران من قبل الولايات المتحدة الامريكية او الكيان الاسرائيلي لذلك سيلجأ ترامب الى التهدئة مع إيران وتوسيع عقوباته عليها في محاولة لجرها نحو طاولة الحوار او التلويح بضربة عسكرية تستهدف منشاءتها النووية والتي لن تكون سهلة وستعرض المنطقة والعالم لحرب عالمية جديدة تغرق فيها واشنطن وتل أبيب .

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: إیران من

إقرأ أيضاً:

إيران تشكك في اتفاق غزة وتتهم واشنطن بالانحياز لـإسرائيل

تأخّر الموقف الإيراني الرسمي من اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقع في شرم الشيخ، بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس" نحو 12 ساعة بعد إعلان الاتفاق، في وقت سارعت فيه معظم دول العالم والمنظمات الدولية إلى الترحيب به، ما أثار استغراب المراقبين وأطلق تحليلات متعدّدة حول أسباب هذا التأخير.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" أنّ: "وزارة الخارجية الإيرانية، قد أصدرت بيانا، بعد مرور نصف يوم على توقيع الاتفاق، أكدت فيه أنّ الجمهورية الإسلامية كانت داعمة للمقاومة الفلسطينية "المشروعة" خلال العامين الماضيين، وأنها استخدمت كل إمكانياتها الدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي، من خلال منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة، للضغط على دولة الاحتلال وداعميها من أجل وقف ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية" وطرد المحتلين من غزة".

وجاء في البيان أنّ: طهران "تحيي ذكرى شهداء المقاومة"، وتدعو المجتمع الدولي إلى ضمان التزام دولة الاحتلال الإسرائيلي ببنود الاتفاق، محذّرة جميع الأطراف من "خداع ونقض العهد" من قبل تل أبيب، كما طالبت بتحقيق العدالة عبر تحديد ومحاكمة المسؤولين عن "جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية" في قطاع غزة.

ولم يصدر أي تعليق رسمي آخر من كبار المسؤولين الإيرانيين بشأن الاتفاق، غير أن وسائل الإعلام المقربة من الحكومة قلّلت من دور الولايات المتحدة في التوصل إليه، وشكّكت في إمكانية استمراره. وربط محللون هذا الموقف الحذر بتصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي قال في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، إنّ: "الهدنة كانت ثمرة "جهود دبلوماسية أميركية"، مشيرا إلى أنّ: "الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية ساهم في تسريع التوصّل إلى الاتفاق".

وقالت صحيفة "كيهان" المقربة من التيار المحافظ إنّ: "تصريحات ترامب تربط الهدنة بـ"السلام في الشرق الأوسط"، وهو ما يتعارض مع موقف إيران التي تعتبر واشنطن شريكة في "جرائم إسرائيل" في غزة، وترى أن وساطتها: غير محايدة".

أما القنوات التلفزيونية الحكومية الإيرانية، فقد تجنبت الإشارة إلى أدوار الولايات المتحدة أو مصر أو تركيا أو قطر في التوصل إلى الاتفاق، ووصفت الهدنة بأنها "انتصار لحركة حماس والمقاومة الإسلامية"، معتبرة دولة الاحتلال الإسرائيلي، الطرف الخاسر في الحرب المستمرة منذ عامين.

وفي السياق نفسه، أكد محللون في برامج هذه القنوات أنّ: دولة الاحتلال الإسرائيلي قد فشلت في تحقيق أهدافها، واضطرت، بوساطة أمريكية، إلى قبول وقف إطلاق النار.

من جانبها، عبّرت وكالة "تسنيم" المرتبطة بالحرس الثوري عن تشككها في الاتفاق، مرجحة أن تقوم دولة الاحتلال الإسرائيلي بنقضه لاحقا. وذكرت الوكالة أنّ: "قبول إسرائيل للاتفاق لم يكن نتيجة ضغط سياسي أمريكي أو احتجاجات غربية، بل بسبب خلافات داخلية بين الحكومة والجيش حول استمرار الوجود العسكري في غزة".

أيضا، أوضحت أنّ: "الجيش رأى استحالة مواصلة العمليات، بينما أصرّت الحكومة على البقاء. وأضافت "تسنيم" أن ترامب استغل هذا الخلاف لصالح الجيش ليظهر بمظهر: رجل السلام الساعي لجائزة نوبل".

إلى ذلك، نشرت وكالة "إرنا" وموقع "مشرق" التابع للحرس الثوري تحليلات حول غياب جدول زمني واضح لانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة، معتبرين أنّ: "انسحابا كاملا ومفاجئا بعد عامين من الحرب أمر غير مرجح، لأنه سيُنظر إليه كهزيمة لإسرائيل أمام الرأي العام المحلي والدولي".


وفي مواقع التواصل الاجتماعي، أثار شكر حركة "حماس" للولايات المتحدة في بيانها الختامي، دون الإشارة إلى دعم إيران، ردود فعل غاضبة بين بعض الإيرانيين الذين اعتبروا ذلك "نكرانا للجميل".

وكتب الصحافي الإيراني المتخصص في الشأن الفلسطيني، أحمد زيد آبادي، أنّ: "طهران لا يمكنها معارضة الاتفاق علنا"، لكنها ستتعامل معه "بحذر"، معتبرا أنه قد يشكل فرصة لتحسين العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، شريطة ألا تبحث طهران عن "صراع جديد مع الغرب بدلا من القضية الفلسطينية".
وفي المقابل، قالت الصحافية الإيرانية نفيـسة كوهـنورد، مراسلة "بي بي سي" الفارسية، إنّ: "الاتفاق ربما جاء مقابل "تنازل كبير" لإسرائيل، قد يرتبط بتصعيد التهديدات ضد إيران".

وبحسب محللين نقلتهم وسائل إعلام إيرانية، فإنّ: "الجمهورية الإسلامية ستواصل التعامل بحذر مع الهدنة لتجنب الظهور بموقف مناهض لتطلعات الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي، مع الاستمرار في التشكيك بالوساطة الأمريكية، تحسبا لأي خرق إسرائيلي يمكن أن تستخدمه طهران لتأكيد صحة موقفها."

مقالات مشابهة

  • إيران تشكك في اتفاق غزة وتتهم واشنطن بالانحياز لـإسرائيل
  • الشرق الأوسط يتوحّد خلف اتفاق غزة.. فهل باتت إيران خارج المشهد؟
  • الخارجية الامريكية توجيه دعوة إلى إيران لحضور قمة شرم الشيخ
  • كيف تنظر إيران لمشاركة أميركا بمشروع باسني الباكستاني؟
  • إيران: نرحب بأي مقترح أميركي متوازن ولا مبرر للتفاوض مع الأوروبيين
  • إيران: لا نرى أي مبرر لإجراء محادثات نووية مع الدول الأوروبية
  • طهران تتوعد واشنطن: أي اعتداء على ناقلاتنا لن يمر دون رد
  • العواصم الأوربية الكبرى تريد إحياء المفاوضات النووية مع إيران
  • 3 دول تؤكد عزمها على إحياء المفاوضات النووية مع إيران
  • الترويكا الأوروبية تعلن عزمها إحياء المفاوضات النووية مع إيران